تتعرض فئة نادرة من الأشخاص للإصابة بميكروب العظام نتيجة بعض العوامل، مثل انتقال العدوى من بعض أنسجة الجسم إلى العظام. ونظرًا لاختلاف تركيب العظام عن تركيب باقي أجهزة الجسم، يتعامل الأطباء خلال علاجهم ميكروب العظام بأساليب محددة. وفي حديثه خلال الفيديو يشرح الدكتور أشرف خليل -استشاري علاج آلام العمود الفقري والمفاصل- آلية التعامل مع الميكروبات التي تصيب العظام، ويوضح مدى خطورة التخاذل في التعامل معها.
الميكروب السبحي في العظام
يشير الدكتور أشرف أن العظام -كغيرها من أنسجة الجسم المختلفة- معرضة للإصابة بالعدوى البكتيرية، لكن نادرًا ما تصيب هذه العدوى الأفراد، وهي تستدعي التعامل الحذر من قبل الأطباء لأنها تعد إلى حد ما خطيرة نظرًا لاختلاف طبيعة النسيج العظمي عن بقية أنسجة الجسم، فالإمداد الدموي الواصل إلى أنسجة العظام قليل نسبيًا. ويعتمد الأطباء في أثناء علاجهم حالات ميكروب العظام السبحي على وصف جرعات كبيرة من المضادات الحيوية كي تصل إلى العظام، وتقضي على هذه العدوى. ويوضح الدكتور أشرف أن بعض الحالات التي قد لا تستجيب للعلاج الدوائي تحتاج إلى التدخل الجراحي للتعامل مع تلك العدوى وما تسببه من مضاعفات، لذا فهو ينصح بعدم تهاون حصول المرضى على العلاج المناسب في حال تشخيصهم بميكروب العظام، من أجل حصولهم على الرعاية الطبية المناسبة. للتعرف على الفئات الأكثر عرضة للإصابة بميكروب العظام والمضاعفات المحتملة لإهمال علاجه يمكنكم متابعة قراءة السطور التالية.
إلى هنا ينتهي حديث الدكتور أشرف خليل -استشاري علاج آلام العمود الفقري والمفاصل- بينما نستكمل معكم -نحن أطباء ميديكازون- مقالنا بسرد المزيد من المعلومات الطبية عن هذا المرض وعلاجه، فإن رغبتم في معرفة الفئات الأكثر عرضة للإصابة بميكروب العظام والمضاعفات المحتملة لإهمال علاجه يمكنكم متابعة قراءة السطور التالية.
ما هو الميكروب السبحي؟ وما علاقته بالعظام؟
الميكروب السبحي هو نوع من البكتيريا العقدية التي يعزي الأطباء الإصابة بالعديد من الأمراض إليها، بدءًا من الالتهابات الخفيفة، مثل التهاب الحلق وصولًا إلى التهابات الحمى الروماتيزمية الخطيرة والتهابات الأنسجة العميقة.
هل يسبب الميكروب السبحي التهاب المفاصل؟
قد يؤثر الميكروب السبحي على العظام بطرق مختلفة، فقد يتسبب في الإصابة بالآتي:
التهاب العظام (Osteomyelitis): وذلك في حال هذا النوع من البكتيريا العقدية إلى العظام عبر الدم أو من خلال إصابة مفتوحة (أي وجود جرح ظاهري على الجلد)، فتتسبب في التهاب العظام والأنسجة المحيطة.
التهاب المفاصل الإنتاني (Septic Arthritis): يمكن أن تصيب البكتيريا المفاصل مسببة التهابًا حادًا فيها، إضافة إلى تورمها وشعور المصاب بألم شديد فيها وصعوبة في الحركة، وعادةً ما تحدث الإصابة نتيجة انتقال البكتيريا عبر الدم من مكان الإصابة بالجسم.
الحمى الروماتيزمية وتأثيرها في المفاصل: في بعض الحالات، يؤدي التهاب الحلق الناتج عن الإصابة بالميكروب السبحي إلى الإصابة بالحمى الروماتيزمية، والتي يمكن أن تتسبب فيما بعد في تلف صمامات القلب والتهابات المفاصل، وهو ما يفسر العلاقة بين الميكروب السبحي والحمى الروماتيزمية
مما سبق يمكننا استنتاج أن إصابة العظام بالميكروب السبحي لا تكون بسبب وجود البكتيريا في العظام مباشرة، بل بسبب انتقالها إلى العظام من أنسجة الجسم المصابة.
الأعراض التي قد تشير إلى إصابة العظام بالميكروب السبحي
عادة ما يُعاني مصاب التهابات المفاصل والعظام المرتبطة بالميكروب السبحي من عدة أعراض تشمل:
- ألم مستمر في العظام أو المفاصل، مصحوب باحمرار وتورم، وارتفاع في درجة الحرارة وقشعريرة
- قد يتسبب الميكروب السبحي في العظام في الشعور بضعف عام وإرهاق مستمر أيضًا.
- صعوبة في تحريك المفاصل المصابة من شدة الألم.
وسائل تشخيص الميكروب السبحي والتهاب المفاصل
يمكن تشخيص الحالات المصابة بالميكروب السبحي في العظام من خلال:
- معرفة التاريخ المرضي والفحص السريري، مع اختبارات الدم للكشف عن الالتهاب (مثل معدل ترسيب كرات الدم الحمراء CRP وESR)
- إجراء تحليل سائل المفصل (البزل المفصلي)، والذي يقوم فيه الطبيب بسحب عينة من السائل الموجود داخل المفصل للكشف عن البكتيريا.
- بناءًا عما تفصح عنه الفحوصات الطبية، يُقييم الطبيبة درجة الإصابة ومدى تفاقمها، ومن ثم يُحدد وسيلة العلاج المناسبة من أجل شفاء التهابات العظام والتخلص من البكتيريا الساكنة بها.
ويشمل علاج الميكروب السبحي والتهاب المفاصل ما يلي:
- حقن المريض مضاد حيوي قوي عبر الوريد في المستشفى أو العيادة، ويستمر العلاج بالحقن الوريدي لمدة 4 إلى 6 أسابيع، ومن أكثر المضادات الحيوية استخدامًا ضد الميكروب السبحي البنسلين (Penicillin G)، والسيفترياكسون (Ceftriaxone) أو السيفازولين (Cefazolin)
- في حال تحسس المريض من البنسلين.
- مضادات الالتهاب مثل الأسبرين أو الكورتيزون لتخفيف التهاب المفاصل.
- التدخل الجراحي لتنظيف العظم (Debridement)، وذلك عبر إزالة الأنسجة والعظام المصابة لمنع انتشار العدوى والتخلص من الخراريج الممتلئة بالبكتيريا والقيح.
- المتابعة الدورية للقلب إذا تأثر بالصمامات القلبية.
من الأكثر عرضة للإصابة بميكروب العظام؟
توجد عوامل عدة تجعل تزيد احتمالية الإصابة بميكروب العظام، منها:
- مرضى السكري، وذلك لمعاناتهم ضعف المناعة، وسهولة التقاط العدوى.
- مصابي أمراض المناعة الذاتية.
- مرضى الفشل الكلوي المعرضين للإصابة بالعدوى في أثناء جلسات الغسيل الكلوي.
- مرضى الأنيميا الذين يعانون نقص خلايا الدم الحمراء، والخلايا المناعية التي تحمي الجسم من التعرض للعدوى.
أعراض الإصابة بعدوى ميكروب العظام
قد تصاحب الإصابة بميكروب العظام بعض الأعراض المزعجة، منها:
- ارتفاع درجة حرارة الجسم.
- تورم المنطقة المصابة واحمرارها.
- الآلام الشديدة في موضع العدوي.
- الإجهاد والتعب العام.
ما المضاعفات الناتجة عن إهمال علاج ميكروب العظام؟
ذكرنا سابقًا أن ميكروب العظام يستدعي التدخل الطبي العاجل لتفادي تعرض مصابيه لمضاعفاته الخطيرة التي تشمل:
- زيادة احتمالية الإصابة بهشاشة العظام بسبب تعارض العدوى مع وصول التغذية والإمداد الدموي إلى أنسجتها.
- انتقال العدوى من موضع الإصابة إلى المفصل، ما يسبب التهاب المفصل، ومعاناة مشكلات إضافية، مثل التيبس والتورم.
- تكون خراريج في العظام قد تصل إلى سطح الجلد.
- بطء نمو الأطفال المصابين بعدوى العظام البكتيرية.
لمعرفة مزيد من المعلومات عن أمراض العظام وكيفية تعامل الأطباء المتخصصين معها يمكنكم مطالعة محتوى منصتنا الطبية المرئية "ميديكازون"، من خلال تصفح مقاطع الفيديو التي يقدمها المتخصصين.
اقرا أيضاً