تلعب أدوية علاج الغضروف دورًا محوريًا في تخفيف الألم والالتهاب وتحسين قدرة المريض على ممارسة أنشطته اليومية بصورة طبيعية، فهل يعتمد علاج الانزلاق الغضروفي على الأدوية فقط؟ أم أنا هناك خطط علاجية أخرى؟ وما هي الحالات التي تستدعي الجراحة؟
خلال هذا الفيديو يستعرض الدكتور أحمد فتحي الشيمي -استشاري جراحة وعلاج آلام العمود الفقري- وسائل علاج الانزلاق الغضروفي المختلفة، موضحًا أهمية أدوية علاج الغضروف.
نسبة حالات الانزلاق الغضروفي التي تحتاج إلى جراحة
يؤكد الدكتور أحمد أن معظم حالات الانزلاق الغضروفي لا تحتاج إلى تدخل جراحي، فإذا افترضنا وجود 100 مريض، يمكن تصنيفهم إلى 3 مجموعات رئيسية:
- 95% من المرضى تتحسن حالتهم الصحية دون الحاجة لأي إجراءات جراحية.
- 5% فقط من المرضى تستدعي حالتهم تدخلًا جراحيًا، وهؤلاء لا يستجيبون للعلاج الدوائي، وأقصى ما يمكن استخدامه هو مسكنات مؤقتة لا تعالج المشكلة.
هل يمكن علاج الانزلاق الغضروفي دون جراحة؟
غالبية المرضى يتحسنون تلقائيًا باستخدام بعض المسكنات والحصول على قسط كاف من الراحة -نحو 3 إلى 4 أيام-، والبعض الآخر تخف أعراض آلام الظهر وعرق النسا لديهم من خلال العلاج التحفظي.
على الجانب الآخر، عند استشارة الطبيب المختص، عادة ما يبدأ المريض باتباع خطة علاجية تتضمن أدوية علاج الغضروف:
- استخدام مسكنات الألم لفترة محدودة.
- أدوية مضادة للتورم والالتهاب.
- فيتامينات ومكملات لتقوية الأعصاب، مثل فيتامين "B"، فيتامين "E"، حمض الألفا ليبويك "Alpha Lipoic Acid"
لا يمكن للطبيب اختيار واحد فقط من أدوية علاج الغضروف، فالعلاج التحفظي هو مجموعة من الأدوية التي يصفها الطبيب إلى جانب حصول المريض على راحة تامة لمدة تتراوح ما بين 3 أيام إلى أسبوع، ثم الخضوع لجلسات العلاج الطبيعي تبعًا لشدة الحالة.
ويضيف الدكتور أحمد أنه في حال عدم إستجابة المريض للعلاج التحفظي بالكامل، يلجأ الأطباء إلى خيارات علاجية أخرى، مثل:
ما هو أفضل دواء للانزلاق الغضروفي؟
عند حديث الدكتور أحمد عن أفضل دواء للانزلاق الغضروفي، أوضح أنه لا يمكن تحديد دواء واحد فقط لعلاج هذه المشكلة، إضافة إلى أنها تختلف من مريض لآخر تبعًا للأعراض وشدة الحالة، ومع ذلك، فالبروتوكول العلاجي الذي يشمل المسكنات، ومضادات التورم، ومقويات الأعصاب يعد من أنجح الوسائل لعلاج أغلب حالات الانزلاق الغضروفي دون تدخل جراحي.
إلى هنا ينتهي حديث الدكتور أحمد فتحي الشيمي عن أدوية علاج الغضروف، وفيما يلي نستعرض -نحن فريق ميديكازون- أساليب العلاج الأخرى المستخدمة في علاج هذه المشكلة.
العلاج الطبيعى للانزلاق الغضروفى
ينصح الأطباء بالبدء في جلسات العلاج الطبيعي بعد فترة الراحة الأولى والتي قد تمتد إلى 5 أيام، وتساعد هذه الجلسات على تقوية العضلات المحيطة بالعمود الفقري وتعزز من مرونته، إضافة إلى تخفيف الضغط على الأعصاب المجاورة.
مع ذلك لا يمكن الخضوع لجلسات العلاج الطبيعي في بعض الحالات التي تتضمن الآتي:
- معاناة آلام شديدة لا يمكن تحملها.
- الشعور بالخدر أو الضعف في الأطراف.
- تفاقم الأعراض نتيجة ممارسة التمارين الخاصة بالعلاج الطبيعي.
علاج الانزلاق الغضروفي بحقن جذور الأعصاب
يعتمد الأطباء هذا النوع من العلاج عندما لا يحقق العلاج الدوائي والعلاج الطبيعي أي نتائج ملحوظة، وتهدف هذه الحقن إلى الحد من الالتهاب حول العصب المتضرر، وبالتالي الحد من الألم.
تحتوي هذه الحقن على مزيج من الأدوية الستيرويدية ومخدر موضعي، ويوجهها الطبيب بدقة إلى منطقة العصب المتأثر باستخدام تقنيات التصوير، مثل الأشعة السينية أو الأشعة المقطعية.
كيفية علاج الانزلاق الغضروفي بالتردد الحراري
يعد التردد الحراري أحد أهم أنواع العلاج المستخدمة في حال لم يستجب المريض للحقن، وهو من الإجراءات طفيفة التوغل التي تعتمد على موجات الراديو لتوليد الحرارة التي تعطل الأعصاب المسؤولة عن الشعور بالألم (نقل الإشارات العصبية الخاصة بالألم).
يتميز التردد الحراري بأنه علاج طويل الأمد يمتد مفعوله لعدة أشهر، ويسهم في الحد من استخدام الأدوية المسكنة ومضادات الالتهاب، إضافة إلى أنه لا يحتاج إلى فترات نقاهة طويلة، ويفضل هذا النوع للمرضى الذين لا يمكنهم الخضوع للجراحة لأسباب صحية.
متى يعد التدخل الجراحي ضروريًا في حالات الانزلاق الغضروفي؟
يتعافى معظم مرضى الانزلاق الغضروفي من خلال العلاجات التحفظية، مثل الأدوية والعلاج الطبيعي، ومع ذلك قد تستدعي بعض الحالات التدخل الجراحي كحل نهائي، وتشمل هذه الحالات:
استمرار الأعراض رغم العلاج التحفظي
عادة ما يوصي الطبيب المختص بإجراء الجراحة في حال استمرت أعراض الانزلاق الغضروفي مدة تزيد عن 12 أسبوعًا مع العلاج التحفظي الذي يتضمن بعض أدوية علاج الغضروف، والعلاج الطبيعي.
تطور بعض المضاعفات الصحية
تفاقم بعض المشكلات الصحية، مثل وجود ضعف عضلي مستمر في أحد الأطراف، أو فقدان التوازن، أو عدم القدرة على المشي بصورة طبيعية، أو فقدان السيطرة على المثانة أو الأمعاء.
معاناة ألم شديد لا يستجيب للأدوية
في حال معاناة آلام تعيق قدرة المريض على الحركة وتؤثر سلبًا في قدرته في قدرته على ممارسة الأنشطة اليومية، يصبح التدخل الجراحي أمرًا ضروريًا.
أنواع عمليات الانزلاق الغضروفي
تتضمن أبرز أنواع التدخلات الجراحية الآتي:
- استئصال الغضروف (Discectomy): إزالة الجزء المنزلق من الغضروف للحد من الضغط على العصب.
- استبدال الغضروف التالف (Disc Replacement): استبدال قرص الغضروف الطبيعي بآخر اصطناعي.
- التحام الفقرات (Spinal Fusion): دمج فقرتين أو أكثر للحد من الحركة غير الطبيعية التي قد تسبب مضاعفات صحية.
يُحدد الجراح المختص نوع الجراحة بناءً على طبيعة الانزلاق، وعمر المريض، والأعراض المصاحبة للمشكلة.
نصائح للوقاية من الانزلاق الغضروفي
ينصح الأطباء باتباع مجموعة من الإرشادات التي تسهم في الوقاية من الانزلاقات الغضروفية، أو تكرار الإصابة بها، منها:
- الحفاظ على وزن صحي، فالوزن الزائد يُسبب ضغطًا مستمرًا على فقرات العمود الفقري، ما يزيد من احتمالية تلف الأقراص الغضروفية.
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام لتقوية عضلات البطن وأسفل الظهر، وذلك لما لها من دور جوهري في دعم العمود الفقري.
- رفع الأوزان بطريقة صحيحة من خلال الجلوس مع ثني الركبتين والاعتماد على عضلات الساقين لا الظهر.
- الحفاظ على الجلوس أو النوم في وضعيات صحيحة، وتوفير كرسي يدعم الفقرات القطنية في حال كانت مهنة الشخص تستدعي جلوسه لفترات طويلة.
- التوقف عن التدخين، الذي قد يضعف الإمداد الدموية الواصل إلى الغضاريف، ما يسبب تآكلها ويزيد من خطر الإصابة بالانزلاق.
ختامًا، أدوية علاج الغضروف هي حجر الأساس في خطة العلاج التحفظي للانزلاق الغضروفي، إذ أنها تساعد على تخفيف الالتهاب وتسكين الألم وتعزيز وظيفة الأعصاب. ومع ذلك ينبغي تعزيزها بجلسات العلاج الطبيعي والتمارين المناسبة، فمعظم حالات الانزلاق الغضروفي لا تتطلب أي تدخلات جراحية.
تعرفوا إلى مزيد من المعلومات عن اسرع علاج للانزلاق الغضروفي من خلال مشاهدة مقاطع الفيديو الطبي المنشورة على منصتنا المتميزة ميديكازون، المنصة الطبية المرئية الأولى في مصر والعالم العربي.
إقرأ أيضاً
- هل الجري مفيد للانزلاق الغضروفي
- هل الغضروف يؤثر على الانتصاب
- الميكروب السبحي والتهاب المفاصل