إذا كنت من متابعي منتخبات كرة القدم العربية، فأنت حتمًا تتذكر "حسني عبد ربه" لاعب المنتخب الوطني المصري المُعتزِل الذي أُصيب بقطع في الرباط الصليبي ثلاث مرات خلال مسيرته الكروية، مما دفعه إلى إنهائها.
فلماذا يُعاني الرياضيون المحترفون قطع الرباط الصليبي بكثرة؟ وما الوسائل العلاجية الآمنة التي يستخدمها الأطباء لعلاج تلك الإصابة؟ وهل يعود الرباط إلى وضعه الطبيعي بعد العلاج؟ يُجيبنا عن كل تلك الأسئلة
الدكتور أسامة عبد الحميد سليمان -دكتوراه جراحة العظام ومناظير المفاصل والمفاصل الصناعية- ضمن إطار هذا الفيديو القصير.
ما أبرز أسباب قطع الرباط الصليبي؟
يبدأ الدكتور أسامة حديثه بلمحة سريعة عن الأربطة الصليبية وأنوع إصاباتها قائلًا: "تحتوي كل ركبة على رباطين صليبييّن، أحدهما أمامي والآخر خلفي، وتُعد إصابات الرباط الصليبي الأمامي أكثر شيوعًا -بنسبة تصل إلى 90-92%- مقارنة بإصابات الرباط الصليبي الخلفي".
ويستكمل حديثه موضحًا أبرز أسباب إصابات الرباط الصليبي الأمامي تحديدًا: "يُصاب الأشخاص بقطع الرباط الصليبي الأمامي إثر التواء حاد ومفاجئ لمفصل الركبة في أثناء ممارسة إحدى الألعاب الرياضية التصادمية أو القتالية".
اعراض قطع الرباط الصليبي ووسائل تشخيصه
يوضح الدكتور أسامة أن تورّم الركبة من أبرز اعراض قطع الرباط الصليبي، ويؤكد أن الإجراء الواجب اتخاذه فور ظهور ذلك العَرَض هو البدء بخطة العلاج التحفظي، ومن ثمّ عَمَل أشعة رنين مغناطيسي (MRI) على الركبة لتقييم حالة الرباط الصليبي.
متى تكون الجراحة خيارًا علاجيًا ملائمًا لحالات قطع الرباط الصليبي؟
يستعرض الدكتور أسامة أُسس اختيار التدخل الجراحي لعلاج قطع الرباط الصليبي قائلًا: "نُحدد مدى قابلية خضوع المريض لجراحة الرباط الصليبي وفقًا لحالته الصحية، ووظيفته، ونمط حياته، وجنسه".
ويُضيف الدكتور بعض التفاصيل المتعلقة بشروط إجراء جراحة الرباط الصليبي: "نُجري جراحات الرباط الصليبي لصغار السن من المرضى، والرياضيين المحترفين، أما المرضى الأكبر سنًا ممن تجاوزت أعمارهم سن الـ 40 عامًا، فلن يحتاجوا إلى التدخل الجراحي نظرًا لعدم حاجتهم إلى أداء وظيفي كبير من مفصل الركبة".
ويستكمل: "لا تُجرى جراحات الرباط الصليبي -أيضًا- لمن يعانون قطع الرباط الصليبي الخلفي ويمتلكون رباطًا صليبيًا أماميًا سليمًا يستطيع دعم المفصل، بشرط ألا يكونوا رياضيين".
أما بالنسبة لوسائل علاج السيدات المصابات بقطع الرباط الصليبي، فيوضح الدكتور أسامة: "لا نُفضل إجراء عمليات الرباط الصليبي للسيدات، فحاجتهن إلى استهلاك ذلك المفصل بإفراط محدودة نظرًا لطبيعة حياتهن الهادئة، أما الرياضيّات المحترفات فتُجرى لَهنّ التدخلات الجراحية لكي يَعُدن إلى نشاطهن الرياضي بصورة طبيعية".
نسبة نجاح عمليات الرباط الصليبي
يؤكد الدكتور أسامة ارتفاع نسب نجاح جراحات إصلاح الرباط الصليبي على مدار الـ 25 عامًا التي أجرى خلالها هذه الجراحات مُستخدمًا أفضل أنواع الخيوط الطبية والخطاطيف والمسامير.
ويمدح نتائج تلك الجراحات قائلًا: "توفر عمليات الرباط الصليبي نتائج علاجية ممتازة للمرضى، ولا يقل مستوى فاعليتها عن فاعلية الجراحات المتطورة التي تُجرى في ألمانيا وسويسرا".
ثم يُضيف مؤكدًا على أهمية تلقي الرعاية اللازمة خلال مرحلة الاستشفاء بعد عملية إصلاح الرباط الصليبي: "ينبغي للمريض الخضوع لبرنامج تأهيلي فعال بعد العملية تتراوح مدته من 5-7 أشهر لكي تتحسن حالة ركبته تدريجيًا ويستطيع استئناف نشاطه الرياضي".
كلمات ختامية جاءت على لسان الدكتور أسامة
يختم الدكتور أسامة حديثه بملخص سريع عن إصابات الرباط الصليبي قائلًا: "دائمًا ما ترجع أسباب قطع الرباط الصليبي إلى ضعف عضلات الساق وعدم قدرتها على حماية مفصل الركبة في أثناء الحركة أو ممارسة الرياضات التصادمية، مثل كرة القدم، وكرة اليد وكرة السلة، لذلك أنصح الجميع بتقوية عضلتي الساق الأمامية والخلفية، وتقوية "السمّانة" عبر ممارسة التمارين التي تعتمد على استخدام الأوزان بصالات الرياضة".
وأعرب الدكتور عن تمنياته لجميع من شكا ألمًا بالشفاء العاجل. وإليكم -خلال السطور القادمة- كافة إجابات الأسئلة المتكررة التي يطرحها المرضى وذويهم حول إصابات رباط الركبة الصليبي.
الأسئلة الشائعة حول إصابات الرباط الصليبي
هذه قائمة بإجابات أهم الأسئلة الشائعة المتعلقة بإصابات الرباط الصليبي.
ما الفرق بين قطع وتمزق الرباط الصليبي؟
يستخدم الأطباء مصطلح "قطع الرباط الصليبي" للإشارة إلى حدوث قطع كامل في نسيج الرباط الصليبي، أما مصطلح "تمزق" فيُشير إلى حدوث قطع جزئي في الرباط، ويُعد الإصابة الأخف مقارنةً بالقطع الكامل.
هل يمكن التعايش مع قطع الرباط الصليبي؟
لا يمكن للشخص الرياضي المحترف -خاصةً- التعايش مع قطع الرباط الصليبي، فلا بُد وأن يخضع للعلاج الجراحي الذي يليه رحلة من التأهيل والعلاج الطبيعي المُكثف، من أجل معاودة ممارسة رياضته.
أما بالنسبة للأشخاص العاديين -غير الرياضيين- أو كبار السن، فيمكنهم التعايش مع تلك الإصابة، بشرط الخضوع لجلسات العلاج الطبيعي التي تهدف إلى تقوية عضلات الساق.