يسهم تشخيص الصداع العنقودى وعلاجه في الحد من عدد مرات ظهوره وتخفيف حدته، فما هو الصداع العنقودي؟ وما أسبابه؟ وما طرق علاجه؟ وما الفرق بينه وبين مرض الصداع النصفي؟
في هذا الفيديو يستعرض الدكتور أحمد زهران -استشاري جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري- ماهية الصداع العنقودى وعلاجه مبدئيًا قبل تناول الأدوية الموصوفة طبيًا.
الصداع العنقودى وعلاجه
يوضح الدكتور أحمد أن الصداع العنقودي أحد أشكال الصداع النصفي الحاد أو العنيف، وهو مرض موسمي يظهر مع بداية بعض الفصول (فصل الصيف) نتيجة توسع الأوعية الدموية في منطقة العين وحولها، ما يسبب معاناة نبضات من الألم إضافة إلى احمرار العين وإدماعها.
ينصح الدكتور أحمد بالتوجه إلى قسم الطوارئ للحصول على علاج فوري باستخدام الأكسجين (قناع الأكسجين)، فحصول المخ على كميات وافرة من الأكسجين تحفزه على إرسال إشارات عصبية تؤدي إلى انقباض الأوعية الدموية المتوسعة، ما يعني توقف نبضات الألم.
فيما يلي نوضح لكم -نحن فريق ميديكازون- ماهية الصداع العنقودي، وأهم أعراضه، وكيفية علاجه، والفرق بينه وبين الصداع النصفي.
ما الصداع العنقودي؟
يسبب هذا النوع من الصداع آلامًا شديدة في أحد جانبي الرأس، وقد يعاني المريض عدة نوبات يوميًا، وتستمر النوبة الواحدة مدة تتراوح من 15 دقيقة على الأقل إلى 3 ساعات على الأكثر، وعادة ما تظهر أعراضه في أوقات محددة يوميًا مدة أسابيع إلى شهور.
يعاني نحو شخص واحد من بين كل 5 أشخاص صداعًا عنقوديًا مزمنًا، وغالبًا ما يصيب هذا النوع من الصداع الأشخاص موسميًا في فترات الخريف والربيع، وتحدث نوباته في شكل مجموعات متكررة بنفس الطريقة في كل مرة.
أعراض الصداع العنقودي
قد يلاحظ المريض بعض العلامات المصاحبة لهذا النوع من الاضطرابات العصبية قبل تشخيص الصداع العنقودى وعلاجه لدى طبيب مختص، وتتضمن أهم الأعراض ما يلي:
- الشعور بألم مفاجئ حول العين و/أو خلفها، وقد يمتد ليصل إلى جانب الرأس.
- يتزايد الشعور بالألم ليصل إلى ذروته خلال 10 إلى 15 دقيقة.
- الشعور بالقلق والتهيج.
- احمرار العين.
- سيلان الدموع.
- تعرق الجبهة.
- تدلي جفن العين وتورمه.
- سيلان الأنف أو انسدادها.
يشعر المريض بآلام تشبه الطعنات الحادة في موضع الصداع، وهو الأمر الذي يعيق الشخص من ممارسة حياته بصورة طبيعية.
ماسبب الصداع العنقودي؟
لم يتمكن الأطباء من تحديد السبب الحقيقي للإصابة بهذا النوع من الصداع، وتوجد بعض العوامل التي قد تزيد من احتمالية معاناته. من أبرز هذه العوامل ما يلي:
- التدخين.
- استهلاك الكحوليات.
- تعاطي المخدرات.
- التعرض لدرجات حرارة مرتفعة.
- تناول اللحوم المصنعة (المحتوية على نتريت).
- تناول بعض الأدوية، مثل المنشطات (سيلدينافيل).
- استهلاك كميات كبيرة من القهوة.
- التعرض لإصابات سابقة في الدماغ.
- العوامل الوراثية: وُجد أن الأشخاص الذين لديهم تاريخ مرضي في عائلاتهم أكثر عرضة للإصابة بهذا النوع من الصداع.
- العمر: الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و40 عامًا.
- النوع: الرجال أكثر عرضة للإصابة بالصداع العنقودي 3 مرات أكثر من النساء.
علاج الصداع العنقودي
يعتمد الطبيب المعالج على محورين أساسيين في علاج هذا النوع من الصداع، وغالبًا ما تتضمن الخطة العلاجية ما يلي:
الحد من الآلام (السيطرة على النوبة)
يعتمد الطبيب على إعطاء جرعات مرتفعة من الأكسجين للمريض باستخدام قناع الوجه مدة 15 إلى 20 دقيقة، ثم يحقن المريض بدواء "Sumatriptan" لتخفيف الألم المصاحب للصداع عبر تحفيز انقباض الأوعية الدموية في الدماغ.
الوقاية من النوبات المتكررة للصداع
يصف الطبيب بعض الأدوية للاستخدام يوميًا للحد من تكرار نوبات الصداع العنقودي، مثل:
- مضادات الالتهاب والتورم، مثل بريدنيزون.
- أدوية مضادة للنوبات.
- أدوية تسهم في إعادة توازن كيمياء الدماغ، مثل تلك التي تحتوي على كربونات الليثيوم.
ما مضاعفات الصداع العنقودي؟
يؤدي إهمال تشخيص الصداع العنقودي وعلاجه إلى معاناة بعض المضاعفات الصحية، التي تتمثل في صعوبة ممارسة الأنشطة اليومية من الذهاب للدراسة أو العمل، أيضًا قد تسهم هذه النوبات في معاناة الاكتئاب وزيادة الأفكار الانتحارية، لذا ينبغي التوجه العاجل إلى أقرب قسم طوارئ عند معاناة أعراض هذا المرض.
الفرق بين الصداع النصفي والصداع العنقودي
يسبب كلا النوعين ألما شديدًا، ويكمن الفرق الأساسي بينهما في أن نوبات الصداع العنقودي تظهر مباشرة دون سابق إنذار مقارنة بتلك الخاصة بالصداع النصفي التي تظهر بصورة تدريجية على مراحل، وهذه بعض الفروق الأساسية بينهما:
- المدة: تستمر نوبات الصداع العنقودي ما بين 30 إلى 45 دقيقة، بينما يمكن أن تستمر نوبات الصداع النصفي يوم كامل.
- عدد المرات: قد يعاني مريض الصداع العنقودي نحو 8 نوبات يوميًا، بينما لا تتخطى نوبات الصداع النصفي نوبة واحدة كل 24 ساعة.
- الأعراض: رغم وجود بعض الأعراض المشتركة بينهما، إلا أن الصداع العنقودي يتميز بتورم الجفن وتعرق الجبهة، بينما الصداع النصفي قد يؤدي إلى شعور المريض بالغثيان والقيء والإجهاد.
ينبغي استشارة الطبيب المختص لتشخيص الصداع العنقودى وعلاجه بهدف الحد من الأعراض المصاحبة له التي قد تعيق ممارسة الأنشطة اليومية بصورة طبيعية، فالحصول على تشخيص دقيق وخطة علاجية مناسبة يسهم في الحد من شدة النوبات وبالتالي تحسين جودة الحياة.
اكتشفوا مزيدًا من المعلومات عن الصداع العنقودى وعلاجه من خلال مشاهدة مقاطع الفيديو الطبي المنشورة على منصتنا ميديكازون، المنصة الطبية المرئية الأولى في مصر والعالم العربي التي تهدف إلى تصحيح المعلومات الطبية المغلوطة.
إقرأ أيضاً
- تخصص المخ والأعصاب والعمود الفقري
- خطورة نوبة الصراع الى المريض
- مما يتكون الجهاز العصبي