يعد الارتجاع المعدي من المشكلات الشائعة التي تؤثر في جودة حياة عديد من الأفراد، لذا فإن معرفة أسباب الارتجاع المعدي المريئي يساعد المريض على الوقاية منه ومن مضاعفاته.
خلال هذا الفيديو يستعرض الدكتور عبد الرحمن مصطفي -استشاري الجراحة العامة وجراحات المناظير المتقدمة والسمنة المفرطة- بعض العوامل الطبيعية التي تحمينا من أسباب الارتجاع المعدي.
دور الحجاب الحاجز في منع ارتجاع المريء
يوضح الدكتور عبد الرحمن أن الحجاب الحاجز يفصل بين تجويفي الصدر والبطن، وتلعب هذه العضلة دورًا فاعلًا في تنظيم انتقال الطعام من المريء إلى المعدة، ومنع ارتجاع الحمض المعدي.
يمر الطعام بعد تناوله من الفم إلى المريء الذي يعبر من خلال فتحة عبر الحجاب الحاجز تتناسب مع حجمه، إلى تجويف البطن -نحو 2 سم إلى 3 سم من المريء يوجد في البطن-، وفي أسفل المريء يوجد صمام تتمثل وظيفته الأساسية في السماح بمرور الطعام إلى المعدة ومنع رجوعه إلى المريء.
العوامل الطبيعية التي تحد من أسباب الارتجاع المعدي
تسهم عدة عوامل طبيعية في الحد من ارتجاع الطعام والحمض المعدي إلى المريء، وتتضمن هذه الآليات ما يلي:
سلامة الصمام السفلي للمريء
يلعب الصمام السفلي للمريء دورًا حيويًا في الحد من أسباب الارتجاع المعدي، إذ يعيق رجوع الحمض والطعام من المعدة إلى المريء. ويتسبب أي خلل في هذا الصمام إلى الشعور بالحموضة وأعراض الارتجاع.
وجود جزء من المريء داخل تجويف البطن
يؤكد الدكتور عبد الرحمن أن العلاقة الطبيعية بين تجويفي الصدر والبطن تسهم في الوقاية أسباب الارتجاع، إذ يتميز تجويف الصدر بضغط سلبي (يشبه قوة الشفط)، بينما يتميز تجويف البطن بضغط إيجابي، فوجود جزء من المريء داخل تجويف البطن يعمل كحاجز طبيعي يمنع تأثير قوة شفط تجويف الصدر على المعدة.
تناسب فتحة الحجاب الحاجز مع حجم المريء
يؤدي التناسب بين فتحة الحجاب الحاجز وقطر المريء إلى الوقاية من أسباب الارتجاع المعدي؛ إذ يحافظ على استقرار المريء في موضعه ويمنع رجوع الطعام والحمض المعدي.
العلاقة بين فتق الحجاب الحاجز وارتجاع المريء
يشير الدكتور عبد الرحمن إلى أن حدوث فتق في فتحة الحجاب الحاجز يؤدي إلى سحب المريء والجزء العلوي من المعدة إلى تجويف الصدر، وبالتالي تعطل جميع العوامل الطبيعية التي تسهم في الوقاية من أسباب الارتجاع المعدي، إذ يؤدي ذلك إلى تلف الصمام السفلي للمريء ومعاناة أعراض الحموضة.
المضاعفات الصحية لارتجاع المريء
يوضح الدكتور عبد الرحمن أن تعرض المريء بصورة متكررة لحمض المعدة يؤثر سلبًا في طبقات الأنسجة التي يتكون منها المريء، ويؤدي إلى الإصابة بعدة مضاعفات صحية، أبرزها:
تآكل الخلايا المبطنة للمريء
يؤدي تعرض بطانة المريء بصورة شبه دائمة إلى الحمض المعدي إلىتقرح خلاياها وتحولها بعد مدة من الزمن إلى خلايا تشبه في طبيعتها خلايا المعدة والأمعاء بهدف التأقلم مع الحمض المعدي، إلا أن ذلك قد يسبب تغييرات غير طبيعية تؤدي إلى زيادة احتمالية نمو الأورام.
ضعف عضلة المريء
قد يؤدي التعرض المستمر لحمض المعدة إلى تلف العضلة المسؤولة عن انقباضات المريء، ورغم ذلك، قد لا يشعر المريض بهذه المشكلة بسبب الاعتماد على الجاذبية في مرور الطعام إلى المعدة.
التصاقات المريء بالرئتين
قد يؤدي الارتجاع المعدي المزمن إلى معاناة التصاقات بين أنسجة المريء والرئتين، الأمر الذي يعرض المريض إلى أعراضًا مزعجة، مثل آلام الصدر في أثناء التنفس، وصعوبة التنفس، وزيادة احتمالية الإصابة بالعدوى المتكررة.
المشكلات التنفسية
رجوع الحمض إلى المريء قد يؤدي إلى تسربه داخل القصبة الهوائية وبالتالي معاناة أعراض مشابهة لأعراض الربو "Asthma"، مثل السعال المستمر، وضيق التنفس.
التغييرات في الصوت
يؤدي ارتجاع الحمض المزمن إلى التهابات الحلق المتكررة، ويؤثر سلبًا في الأحبال الصوتية مؤديًا إلى تغيير الصوت.
إلى هنا ينتهي حديث الدكتور عبد الرحمن مصطفى، وفيما يلي نستعرض -نحن فريق ميديكازون- أهم أسباب الارتجاع المعدي، ونوضح وسائل علاج الارتجاع في المريء.
ما أسباب الارتجاع المعدي المريئي؟
ينتج الارتجاع المعدي المريئي من عدة عوامل تؤثر في وظيفة الصمام السفلي للمريء، ما يسمح بعودة محتويات المعدة إلى المريء، وتتمثل أبرز هذه الأسباب فيما يلي:
فتق الحجاب الحاجز
يعد فتق الحجاب الحاجز واحدًا من أبرز أسباب الارتجاع المعدي، إذ يندفع الجزء العلوي من المعدة عبر الحجاب الحاجز إلى تجويف الصدر، ما يؤدي إلى ضعف الصمام السفلي للمريء وزيادة احتمالية حدوث الارتجاع.
زيادة إنتاج حمض المعدة
قد يؤدي تناول بعض الأطعمة والمشروبات إلى زيادة حمض المعدة ومعاناة الارتجاع، وتتضمن هذه الأطعمة الشوكولاتة، والكافيين، والمشروبات الغازية، والأطعمة الحارة والدهنية.
زيادة الضغط داخل البطن
تؤدي بعض العوامل إلى زيادة الضغط على المعدة، وبالتالي ارتداد الحمض إلى المريء، ومن أبرز هذه المشكلات السمنة، أو الحمل، أو الإمساك المزمن.
التدخين
يؤثر التبغ في الصمام الموجود في أسفل المريء ويسبب ارتخاءه، أيضًا يؤدي التدخين إلى الإصابة بالسعال المزمن الذي قد يضعف عضلات الحجاب الحاجز ويزيد من احتمالية الإصابة بفتق الحجاب الحاجز.
علاج الارتجاع في المريء
تعتمد وسائل علاج الارتجاع في المريء على شدة الأعراض وعدد مرات تكرارها، وتشمل الخطط العلاجية ما يلي:
اتباع نمط حياة صحي
تغيير نمط الحياة اليومية يسهم في علاج أسباب الارتجاع المعدي، وتتمثل هذه التغييرات فيما يلي:
- تجنب تناول بعض الأطعمة المحفزة، مثل الأطعمة الدهنية والحارة، والشوكولاتة، والكافيين، والمشروبات الغازية.
- تناول وجبات صغيرة ومتكررة بدلاً من الوجبات الكبيرة؛ للحد من الضغط على الصمام السفلي للمريء.
- الانتظار مدة ساعتين على الأقل بعد تناول الطعام قبل الاسي أثناء النوم.
- التخلص من السمنة من خلال ممارسة الرياضة واتباع نظام غتلقاء أو النوم.
- استخدام عدة وسادات؛ لرفع الرأس وتقليل أعراض الارتجاع فذائي صحي.
علاج الارتجاع في المريء بالأدوية
تساعد بعض الأدوية على الحد من الأعراض المصاحبة للارتجاع المعدي، وتتمثل أهم أنواع هذه الأدوية كالآتي:
- الأدوية المضادة للحموضة.
- الألجينات التي تعمل على تشكيل حاجز طبيعي بين الحمض والمريء.
- مضادات الهيستامين "H2 Blockers".
- مثبطات مضخة البروتون "PPIs".
علاج الارتجاع في المريء بالجراحة
يلجأ الأطباء إلى الجراحة في الحالات المعقدة التي لا يمكن علاجها بالوسائل العلاجية الأخرى، وتتضمن أهم هذه الجراحات ما يلي:
- تثنية قاع المريء: جراحة تعزيز الصمام السفلي للمريء، يتم فيها لف الجزء العلوي من المعدة على الجزء السفلي من المريء.
- زرع جهاز لينكس: جهاز مكوّن من حلقة مغناطيسية يوضع حول النقطة الفاصلة بين المعدة والمريء بهدف الحد من الارتجاع.
ختامًا، ننصح بضرورة التوجه للطبيب المختص عند معاناة أعراض الارتجاع المعدي بصورة متكررة، وذلك بهدف الحصول على التشخيص الصحيح والعلاج المناسب، وبالتالي الوقاية من المضاعفات الصحية المحتملة.
للإجابة عن أسئلة: ماهو الارتجاع المعدي؟ وما معنى الارتجاع المريئي؟ شاهدوا مقاطع الفيديو الطبية المنشورة على منصتنا ميديكازون، المنصة الطبية المرئية الأولى في مصر والوطن العربي.
إقرأ أيضاً
- افضل جراح سمنة في مصر
- عمليه الساسي للتخسيس
- منظار المرئ