يعد منظار المرئ من الأدوات الطبية الحديثة المستخدمة في تشخيص مشكلات الجهاز الهضمي العلوي وعلاجها، يتكون المنظار من أنبوب رفيع ومرن مزود في مقدمته بكاميرا صغيرة ومصدرًا للضوء، ما يتيح للطبيب رؤية واضحة ومباشرة للجزء الداخلي من المريء والمعدة، وأحيانًا يمتد الفحص ليشمل الإثنى عشر.
خلال هذا الفيديو يستعرض الدكتور عبد الرحمن مصطفي -استشاري الجراحة العامة وجراحات المناظير المتقدمة والسمنة المفرطة- الخطوات التشخيصية باستخدام منظار المرئ للكشف عن حالات الارتجاع.
رحلة مريض الارتجاع قبل الوصول إلى الجراح
يؤكد الدكتور عبد الرحمن أن أغلب مرضى ارتجاع المريء لا يتوجهون إلى الجراح مباشرة بل يبدأون رحلتهم العلاجية بزيارة أطباء الباطنة، وقد يعتمد بعضهم على استخدام أدوية دون وصفة طبية، أو تجربة بعض الوصفات المنزلية، مثل تناول اللبن الرائب.
إلا أن المشكلة الأساسية تكمن في أن عديد من هؤلاء المرضى يعانون من الأعراض لفترات طويلة قد تصل إلى سنوات عديدة، دون تحقيق تحسن حقيقي في حالتهم الصحية.
أهمية منظار المرئ في تشخيص الارتجاع
يوضح الدكتور عبد الرحمن أن استخدام منظار المرئ يعد الخطوة الأساسية في حالات الارتجاع، ويهدف إلى تشخيص عدة مشكلات تتمثل فيما يلي:
- تحديد درجة قرح المرئ: إذ يمكن تصنيف هذه النوع من التقرحات إلى أربع درجات.
- تغييرات في طبيعة بطانة المريء: إذا بدأت الخلايا المبطنة للمريء في اكتساب خصائص مشابهة لبطانة المعدة أو الأمعاء، فإن هذه الحالة
تُعرف باسم "Barrett's esophagus"، ويُعد هذا التغيّر مؤشرًا خطيرًا، فقد يؤدي إلى تطور سرطان المريء إذا لم يتم تشخيصه وعلاجه في الوقت المناسب.
هل يمكن علاج ارتجاع المريء دون جراحة؟
قد يصف الطبيب المعالج بعض الأدوية أو الوسائل غير الجراحية في علاج بعض الحالات المبكرة من ارتجاع المريء.
العلاج الدوائي لارتجاع المريء
قد يكتفي الطبيب المعالج بوصف بعض الأدوية مدة ثلاثة أشهر في بعض الحالات التي تتضمن ما يلي:
- وجود تقرحات بسيطة من الدرجة الأولى.
- وجود فتق صغير في الحجاب الحاجز.
يعيد الطبيب تقييم الحالة بعد انتهاء فترة العلاج باستخدام منظار المرئ، في حال وجود تحسن ملحوظ فلا حاجة إلى إجراء عملية جراحية، على الجانب الآخر إذا استمرت الأعراض دون تحسن يصبح الخيار الجراحي ضرورة طبية.
الحلول غير الجراحية لعلاج ارتجاع المريء
قد يستخدم الطبيب تقنيات ذات تدخل محدود في علاج بعض الحالات المبكرة من ارتجاع المريء، مثل تقنية جيردكس (GERDx)، والتي تعتمد على استخدام المنظار دون الحاجة إلى فتح جراحي.
تتميز هذه التقنية بنجاحها في 80% من الحالات المبكرة التي لا يتجاوز فيها حجم الفتق 2 سم، ورغم أن تكلفة هذا الإجراء قد تكون مرتفعة نسبيًا، إلا أن نتائجه فعالة جدًا إذا تم اللجوء إليه في المراحل الأولى من المرض.
متى يكون التدخل الجراحي ضروريًا؟
يوضح الدكتور عبد الرحمن أن هناك حالات تستدعي التدخل الجراحي بصورة مباشر لعلاج ارتجاع المريء دون تأجيل، مثل:
- تشخيص الإصابة بمريء باريت.
- الإصابة بتقرحات متقدمة من الدرجة الثالثة أو الرابعة.
- تشخيص وجود فتق كبير أدى إلى الإصابة بالارتجاع
عادة لا يستجيب الجسم في مثل هذه الحالات إلى العلاج الدوائي، وتصبح الجراحة ضرورة ملحّة لتجنب حدوث مضاعفات صحية خطيرة.
إلى هنا ينتهي حديث الدكتور عبد الرحمن مصطفى، وفيما يلي نوضح لكم -نحن فريق ميديكازون- أبرز الأمراض التي يمكن تشخيصها وعلاجها باستخدام منظار المرئ.
لماذا يلجأ الطبيب إلى تنظير الجهاز الهضمي العلوي؟
عادة ما يستخدم الأطباء منظار المرئ من أجل تشخيص بعض المشكلات المرتبطة بالجهاز الهضمي العلوي، إذ يستخدم لتحديد الأسباب الكامنة وراء ظهور بعض الأعراض غير المبررة التي قد يعانيها المريض، مثل:
- صعوبة البلع.
- فقدان الوزن غير المبرر.
- آلام الجزء العلوي من البطن أو ألم الصدر.
- القيء المزمن.
- نزيف الجهاز الهضمي العلوي.
ما الأمراض التي يمكن تشخيصها باستخدام منظار المرئ؟
يمكن استخدام منظار المريء والجهاز الهضمي لتشخيص عديد من الحالات الصحية التي قد تصيب الجهاز الهضمي العلوي، وتتمثل أبرز المشكلات التي يمكن الكشف عنها من خلال هذا الإجراء الطبي فيما يلي:
- ارتجاع المريء: حالة تنتج من عودة أحماض المعدة إلى المريء.
- انسداد المريء: يعاني الشخص من هذه المشكلة بسبب وجود تضييقات أو أورام في المريء تعيق مرور الطعام.
- دوالي المريء: توسع غير طبيعي في الأوردة الموجودة في المريء، عادة ما ترتبط هذه المشكلة بوجود أمراض كبدية.
التهاب المريء وقرح المعدة.
- أورام المريء والمعدة: سواء كانت هذه الأورام حميدة أو سرطانية.
- الفتق الحجابي (فتق الحجاب الحاجز): حالة تؤدي إلى ارتفاع جزء من المعدة عبر الحجاب الحاجز إلى منطقة الصدر.
- مرض السيلياك: اضطراب مناعي يؤدي إلى تلف الأمعاء الدقيقة عن تناول الأطعمة التي تحتوي على الجلوتين.
- مرض كرون: التهاب مزمن قد يصيب أي جزء في الجهاز الهضمي.
يعد منظار المرئ والجهاز الهضمي من أهم الأدوات الطبية الحديثة التي أحدثت نقلة نوعية في تشخيص أمراض الجهاز الهضمي وعلاجها، إذ يُتيح للطبيب تشخيص الحالة بدقة، ووضع خطة علاجية فاعلة تسهم في الوقاية من تطور المضاعفات الصحية المحتملة.
تعرفوا إلى مزيد من المعلومات عن تعليمات قبل منظار المعدة من خلال مشاهدة مقاطع الفيديو الطبية المنشورة على منصتنا المتميزة ميديكازون، المنصة الطبية المرئية الأولى في مصر والوطن العربي.
إقرأ أيضاً
- افضل جراح سمنة في مصر
- عمليه الساسي للتخسيس
- انواع سرطان القولون