تحلم كل أم حامل بإنجاب طفل سليم دون مشاكل، ولكن لا تأتي الرياح بما تشتهي السُفُنُ دائمًا، فهناك حالات حمل خطيرة قد تهدد حياة الأم والطفل. يوضح الدكتور حسن جعفر -أستاذ أمراض النساء والتوليد واستشاري طب الجنين- من خلال الفيديو كيفية تشخيص حالة المشيمة الملتصقة بالرحم، والوقت المناسب لتشخيصها.
متى يمكن تشخيص المشيمة الملتصقة بالرحم؟
يؤكد الدكتور حسن جعفر على إمكانية تشخيص المشيمة الملتصقة منذ الشهور الأولى للحمل، حيث تتكون المشيمة مع نهاية الشهر الثالث، بينما يُأكَد التشخيص بدايةً من الشهر الخامس (مع بداية الأسبوع العشرين من عمر الحمل). يستمر الطبيب المعالج في متابعة حالة المشيمة الملتصقة من خلال تصوير الموجات فوق الصوتية ثلاثية أو رباعية الأبعاد لحين موعد الولادة في نهاية الشهر الثامن أو بداية الشهر التاسع (ما بين الأسبوع الـ 35- 36 من الحمل).
كيفية تشخيص حالة المشيمة الملتصقة بالرحم
نستكمل حديث الدكتور حسن جعفر، حيث يُؤكد على أهمية فحص الطبيب مكان انغراس المشيمة في الرحم باستخدام الموجات فوق الصوتية (السونار ثلاثي الأبعاد أو رباعي الأبعاد)، ليتمكن من تحديد مكانها، فقد تكون منخفضةً أو ملتصقةً مع جرح سابق في جدار الرحم ناتج عن الخضوع إلى ولادة قيصرية سابقة أو جراحة استئصال الأورام الليفية. إلى هنا ينتهي حديث الدكتور حسن جعفر عن تشخيص حالة المشيمة الملتصقة بالرحم، ونستكمل مقالنا عن حالة المشيمة الملتصقة.
ما هي المشيمة الملتصقة؟
المشيمة الملتصقة هي أحد حالات الحمل الخطرة، حيث تنغرز المشيمة داخل جدار الرحم بطريقة غير طبيعية، مما يمنع انفصالها كليًا أو جزئيًا عن جدار الرحم عند الولادة، ما يؤدي إلى إصابة الأم بنزيف حاد في أثناء الولادة.
ما أنواع المشيمة الملتصقة؟
تتعدد أنواع المشيمة الملتصقة حسب شدة وعمق الالتصاق بالرحم، ومنها:
- المشيمة الملتصقة البسيطة: تلتصق المشيمة بعضلات الرحم فقط ولا تخترقها، وهو النوع الأكثر شيوعًا.
- المشيمة المنغرسة: تلتصق المشيمة بدرجة أكبر بعضلات الرحم، حيث تخترقها، وتمثل 15% من الحالات.
- المشيمة شديدة الانغراس: هي الحالة الأكثر خطورة، حيث تخترق المشيمة جدار الرحم وتَبرُز على سطح الرحم، ما يُزيد من فرص اختراقها للأعضاء المُحيطة، مثل المثانة والأمعاء.
أسباب المشيمة الملتصقة
يَزيد خطر الإصابة بالمشيمة الملتصقة في الحالات الآتية:
- الخضوع لجراحات سابقة في الرحم، مثل: جراحة استئصال الأورم الليفية.
- الخضوع إلى ولادة قيصرية سابقة، فكلما زاد عدد الولادات القيصرية السابقة زاد خطر الإصابة بالمشيمة الملتصقة.
- الإصابة بالمشيمة المنزاحة، فكلما كانت المشيمة تغطي عنق الرحم جزئيًا أو كليًا زاد خطر الإصابة بالمشيمة الملتصقة.
- عمر الأم، تزداد فرص الإصابة بالمشيمة الملتصقة في النساء اللاتي تزيد أعمارهن عن 35 عامًا.
ما هي أعراض المشيمة الملتصقة؟
لا توجد أي أعراض أو علامات واضحة تُمكِن الطبيب من تشخيص حالة المشيمة الملتصقة بالرحم، بينما تُشَخص من خلال الفحص بالموجات فوق الصوتية تلاثي أو رباعي الأبعاد. ولكن قد تحدث بعض المضاعفات في الشهور الأخيرة من الحمل أو عند الولادة، ومنها الآتي:
- نزيف مهبلي خطير أثناء الولادة يُهدد حياة الأم، وقد تحتاج إلى نقل الدم.
- الولادة المبكرة.
- الفشل الكلوي.
- فشل الرئتين.
- تلف أنسجة الرحم، ما يُحتِم على الطبيب استئصاله.
- الوفاة.
ما علاج المشيمة الملتصقة
يضع الطبيب المُعالج خطة للولادة المبكرة منُذ لحظة تشخيص حالة المشيمة المُلتصقة من خلال الخضوع للولادة القيصرية لإنجاب الطفل بأمان، والحفاظ على حياة الأم. كذلك تخضع الأم غالبًا لجراحة استئصال الرحم أثناء الولادة القيصرية، للحد من خطر النزيف المحتمل، حيث يصَعُب انفصال المشيمة عن جدار الرحم بعد الولادة في حالة المشيمة الملتصقة.
هل المشيمة الملتصقة خطيرة؟
قد تُشكل المشيمة الملتصقة خطورة على حياة كل من الأم والجنين، وتتمثل مخاطرها فيما يلي:
- احتمالية حدوث نزيف شديد في أثناء الولادة أو بعدها (Postpartum Hemorrhage)، وقد يكون هذا النزيف مهددًا للحياة ويستلزم نقل دم على الفور.
- الحاجة إلى استئصال الرحم (Hysterectomy)، إذ يكون الطريقة الوحيدة في إنقاذ كثير من الحالات، خاصة في حال حدوث نزيف شديد.
- زيادة خطر العدوى بعد الولادة.
- تلف الأعضاء المجاورة خاصة المثانة في حالات المشيمة المتقدمة المتطورة.
أما عن المخاطر التي تُشكلها المشيمة الملتصقة على حياة الأجنة فتشمل:
- الولادة المبكرة: في كثير من الأحيان يضطر الطبيب لإجراء ولادة قيصرية مبكرة لحماية الأم والجنين من المخاطر.
- انخفاض وزن الجنين عند الولادة.
- مضاعفات التنفس ومشاكل في نمو الرئة عند الأطفال المبتسرين.
كيف يتعامل الأطباء مع حالات المشيمة الملتصقة؟
فور اكتشاف المشيمة الملتصقة يُجري الطبيب للحالة بعض الفحوصات لتقييم درجتها وتحديد مدى المخاطر التي يمكن أن تُشكلها على حياة كلًا من الجنين والأم، ومن ثم وصف نظام متابعة دقيق.
مع اقتراب موعد الولادة يُحدد الطبيب توقيت مناسب لولادة قيصرية عادة في الأسبوع 34-36، مع التجهيز لاحتمالية الحاجة إلى نقل دم، والترتيب لحضور فريق طبي متكامل يتضمن طبيب نساء وتوليد، وطبيب تخدير، وجراحة عامة.
في نهاية الحديث عن كيفية تشخيص حالة المشيمة الملتصقة بالرحم وأسباب هذه الحالة وكيفية علاجها، ندعوكم لمتابعة المزيد من المحتوى المقروء والمسموع عن صحة المرأة على منصتنا الطبية "ميديكازون".
إقرا ايضاً
- ما اضرار المشيمة المتقدمة؟
- علاقة الحبل السري والمشيمة بسلامة الجنين
- ما التركيبه الطبيعيه للمشيمه؟