غم دور الولادة القيصرية في إنقاذ حياة كل من الأم والجنين في بعض الحالات الطبية الطارئة، قد تختار بعض الأمهات الولادة القيصرية دون سبب طبي واضح نتيجة انتشار بعض المعلومات غير الصحيحة التي تشجع الأم على اختيار هذا النوع من الولادة.
طالعوا الفيديو للتعرف إلى أهم خرافات أسباب الولادة القيصرية التي توضحها الدكتور ندى كمال، مدرس واستشاري النساء والتوليد في
مركز "إن تايم كلينك".
خرافات أسباب الولادة القيصرية
تنصح الدكتور ندى الزوجات المقبلات على الولادة باختيار الولادة الطبيعة، خاصةً في تجاربهن الأولى، وقد عددت بعض الخرافات الدارجة عن أسباب اللجوء إلى الولادة القيصرية، وهي أسباب لا تمنع الولادة الطبيعية إذا حدثت بصورة فردية، منها:
- التفاف الحبل السري حول رقبة الجنين، وهو سبب غير كافي لاختيار العملية القيصرية.
- نزول ماء الحمل (السائل الأمنيوسي المحيط بالجنين).
- عدم اتساع عنق الرحم، ويمكن علاج هذه المشكلة عبر تحفيز اتساع عنق الرحم.
- الخوف من الطلق الصناعي، وهو وسيلة آمنة لكل من الأم والجنين إذا استخدمها الطبيب بطريقة صحيحة تتضمن متابعة حالة الجنين عن قرب في أثناء عملية الولادة بجهاز رسم نبض الجنين.
- عدم دخول رأس الجنين إلى الحوض، وهي مشكلة قد تعالج من تلقاء نفسها في مرحلة الولادة نتيجة انقباض الرحم.
وختمت الدكتور ندى الفيديو بأفضلية استشارة الطبيب المختص للحصول على المعلومات الصحيحة والتشخيص السليم لحالة الأم والجنين طوال فترة الحمل.
تفاصيل خرافات أسباب الولادة القيصرية.. وتصحيحها
يتداول الجمهور بعض الخرافات عن أسباب الولادة القيصرية، ومن أهم هذه المفاهيم الخاطئة:
التفاف الحبل السري حول رقبة الجنين
لا يؤثر التفاف الحبل السري على عنق الجنين في صحة الطفل قبل الولادة أو خلالها، وينصح الأطباء بإجراء الولادة الطبيعية مع الحرص على مراقبة معدل ضربات قلب الجنين في أثناء الولادة، كما ذكرت الدكتور ندى.
وفي حالات نادرة قد يلتف الحبل السري بإحكام حول رقبة الجنين، ما يمنع الإمدادات الدموية إلى جسده خلال الولادة، وفي هذه الحالة يُجري الطبيب جراحة قيصرية عاجلة لإنقاذ حياة الطفل.
نزول السائل الأمنيوسي
- نزول ماء الرأس (سائل يحيط الجنين) من أهم خرافات أسباب الولادة القيصرية، وهي مشكلة لا تتطلب إجراء الولادة القيصرية، لكن توجد بعض المحاذير الواجب اتباعها حسب موعد نزول هذا السائل:
- في حال نزول ماء الرأس بعد الأسبوع الـ 37 من الحمل، يوصي الطبيب بالانتظار 24 إلى 48 ساعة لحدوث انقباضات المخاض الطبيعية، وقد يلجأ إلى تحفيز المخاض باستخدام الأدوية لإجراء الولادة الطبيعية.
- أما في حالة كان نزول الماء مبكرًا قبل الأسبوع الـ 37 من الحمل، تحتاج الأم إلى الخضوع لمراقبة طبية دقيقة في المستشفى، خلالها تتبع نظامًا علاجيًا دقيقًا يهدف إلى تأخير عملية الولادة.
عدم اتساع عنق الرحم
غالبا ما يتمدد عنق الرحم طبيعيًا قبل الولادة المهبلية (الطبيعية)، مع ذلك قد لا يفتح عنق الرحم في أثناء الولادة، وهذه المشكلة واحدة من خرافات أسباب الولادة القيصرية التي تنخدع بها بعض الأمهات، لكنها ليست سببًا مقنعًا لاختيار الولادة القيصرية، لأنه بالإمكان فتح عنق الرحم بتقنيات مختلفة، مثل:
- استخدام بعض الأدوية تحت إشراف الطبيب (البروستاجلاندين، والأوكسيتوسين، والميزوبروستول).
- اللجوء إلى بعض الوسائل الطبية، مثل تمزيق الأغشية حول كيس السائل الأمنيوسي.
- فصل الأغشية التي تربط الرحم بالكيس الأمنيوسي.
- الاعتماد على أساليب طبيعية تحفز تمدد عنق الرحم (مثل: الجماع والحمامات الساخنة)، ويفضل اتباع هذه الأساليب خلال الأيام الأخيرة من الحمل في الشهر التاسع.
الخوف من الطلق الصناعي
لا يختلف الطلق الصناعي عن الطبيعي، لكن الطلق الصناعي يكون أكثر حدة وسرعة، ما يسبب آلامًا أكثر، ويصف الأطباء بعض الوسائل لتخفيف هذا الألم.
ويلجأ الأطباء إلى الاعتماد على الطلق الصناعي في بعض الحالات، مثل:
- تأخر الحمل حتى الأسبوع الـ 41 أو الـ 42.
- وجود خلل في وظيفة المشيمة.
- إصابة الأم ببعض المشكلات الصحية، مثل السكري، وأمراض الكلى، وارتفاع ضغط الدم، وتسمم الحمل.
- تغير معدل نبضات قلب الجنين، وتوقف نموه داخل الرحم.
- نزول ماء الجنين (السائل الأمنيوسي) وتأخر انقباضات الرحم.
عدم نزول رأس الجنين إلى الحوض
عدم نزول رأس الجنين لا يمنع الولادة الطبيعية في حد ذاته، إنما يعتمد الأمر على وجود عوائق تمنع نزوله، مثل الحجم الكبير لرأس الجنين، أو الحوض الصغير لدى الأم.
وتستدعي هاتين المشكلتين إجراء الجراحة القيصرية، وفي حال غيابهما يكتفي الطبيب بتحفيز انقباضات الرحم لتسهيل نزول رأس الجنين إلى الحوض.
الولادة الطبيعية تؤثر في العلاقة الزوجية
يوجد اعتقاد سائد أن الخضوع لولادة مهبلية يؤثر سلبًا في جودة العلاقة الزوجية نظرًا لاحتمالية تمزق عضلات المهبل وأنسجته، لذا تختار بعض السيدات الولادة القيصرية.
في الواقع، لا يوجد فرق في تأثير كل من الولادة الطبيعية أو القيصرية في العلاقة الزوجية، إنما قد تعاني بعض السيدات اللواتي خضعن لجراحة قيصرية من بعض الألم في أثناء العلاقة بسبب جرح العملية.
الخوف من آلام المخاض والولادة الطبيعية
تمثل مقولة "الولادة القيصرية أسهل من الولادة الطبيعية وأقل ألمًا" أحد أهم خرافات أسباب الولادة القيصرية، وينبغي العلم أن لكل عملية منهما مميزات وعيوب.
وتتضمن أهم مميزات الولادة الطبيعية:
- قِصَر وقت التعافي بعد العملية.
- عدم وجود ندوب جراحية في البطن.
- غياب الحاجة إلى استخدام المسكنات بعد الولادة.
أما عن عيوبها فتتضمن:
- استغراق العملية وقت أطول مقارنة بالجراحة القيصرية.
- معاناة آلام شديدة في أثناء المخاض.
- التقلصات المهبلية التي يمكن التغلب عليها ببعض التدخلات الطبية.
من ناحية أخرى تمتلك الولادة القيصرية عددًا من المميزات، منها:
- عدم الشعور بالألم خلال العملية الجراحية.
- قِصَر مدة العملية (45 إلى 60 دقيقة).
- خيار منقذ لحياة الأم والجنين في بعض الحالات الطبية، مثل الحمل بتوأم، أو انقلاب وضع الجنين الطبيعي.
ومثلها كمثل الولادة الطبيعية، تمتلك الولادة القيصرية بعض العيوب، منها:
- الحاجة إلى وقت أطول من أجل التعافي.
- زيادة خطر الإصابة بالعدوى.
- معاناة آلام ما بعد العملية الجراحية التي قد تمتد لأسابيع.
- استمرار وجود ندب جراحي في البطن.
- اعتماد الأم على المسكنات ذات التركيز المرتفع بعد العملية لتخفيف الألم، الأمر الذي يؤثر في الرضاعة الطبيعية.
لا يمكن الولادة طبيعيًا بعد الولادة القيصرية
تخشى بعض الأمهات عدم إمكانية الولادة طبيعيًا بعد الخضوع لجراحة قيصرية في الحمل السابق، وهو أمر غير صحيح، إلا أنه في بعض الحالات يضطر الطبيب إلى إجراء ولادة قيصرية بسبب ضغط الجنين على جرح العملية الأولى.
الأسباب الطبية "الحقيقة" لاختيار العملية القيصرية
بعيدًا عن خرافات أسباب الولادة القيصرية، توجد بعض الأسباب التي يلجأ فيها الطبيب إلى الولادة القيصرية، من أهمها:
- فترات المخاض الطويلة التي قد تستمر أكثر من 20 ساعة.
- الوضع غير الطبيعي للجنين داخل الرحم في أثناء الولادة.
- انقطاع الأكسجين عن الجنين (انفصال المشيمة عن بطانة الرحم).
- وجود عيوب خلقية عند الجنين، مثل أمراض القلب.
- معاناة الأم مشكلات صحية، أمراض القلب وسكر الحمل وارتفاع ضغط الدم.
- نزول الحبل السري من عنق الرحم قبل الولادة الطبيعية.
أسئلة شائعة عن خرافات أسباب الولادة القيصرية
هل سحب خيوط العملية القيصرية مؤلم؟
قد يغلق الطبيب جرح القيصرية في الرحم بخيوط عضوية قابلة للذوبان، ويخيط الجزء الخارجي من الجلد مستخدمًا الغرز غير القابلة للذوبان، وهي وسيلة لا يلجأ إليها الأطباء كثيرًا خلال الفترة الحالية، إنما يستخدمون غراءً جراحيًا يتساقط تدريجيًا خلال فترة التعافي.
وعلى كلٍ، لا يسبب سحب الخيوط أو إزالة غرز العملية القيصرية ألمًا شديدًا.
هل شرب الماء قبل الولادة القيصرية مضر؟
مثل أي عملية جراحية، لا بد من التوقف عن تناول أي أطعمة أو مشروبات بما في ذلك الماء مدة لا تقل عن 6 ساعات قبل الخضوع للجراحة القيصرية، لتجنب التقيؤ ودخول محتويات المعدة مجرى التنفس خلال التخدير.
بعيدًا عن خرافات أسباب الولادة القيصرية، يظل اختيار نوع العملية المناسبة لحالة الأم والجنين قرارًا خاصًا بالطبيب المعالج وحده، لا قرارًا خاضعًا لرغبة الأم أو مخاوفها.
تعرّفوا إلى أهم المعلومات عن صحة الأم والجنين وكيفية خوض رحلة حمل آمنة من خلال الاطلاع على مقاطع الفيديو الموجودة في
منصة ميديكازون الطبية المرئية، منصة الأطباء الأولى في مصر والوطن العربي.
اقرا ايضًا