السلس البولي واحد من المشكلات الصحية الشائعة التي تعاني منها العديدات في مراحل عمرية مختلفة، وقد يؤثر بصورة مباشرة في جودة الحياة، سواء من الناحية الجسدية أو النفسية، ورغم أن الكثير من المصابات يترددن في التحدث عن هذه المشكلة، إلا أن فهم أسبابها وأعراضها هو الخطوة الأولى نحو تشخيصها وعلاجها بفعالية.
خلال هذا الفيديو يوضح الدكتور خالد عبد الملك -استشاري أمراض النساء والتوليد وأطفال الأنابيب والحقن المجهري والمناظير- ماهو السلس البولى، وهل له علاقة بسقوط الرحم أم لا.
ما العلاقة بين سقوط الرحم والسلس البولي؟
يوضح الدكتور خالد أن سقوط الرحم قد يؤدي إلى هبوط المثانة، ما يتسبب في ضعف العضلات المسؤولة عن التحكم في التبول، وبالتالي تعاني المريضة من الحاجة المستمرة للتبول، أو فقدان السيطرة عليه بصورة كاملة، وخاصة عند السعال أو الحركة.
وتشير الإحصائيات إلى أن حوالي 50% من حالات هبوط الرحم تعاني من سلس البول المصاحب له، لذا يؤدي تصحيح وضع الرحم جراحيًا إلى تحسن مشكلة السلس البولي تلقائياً، ما يؤكد وجود ارتباط وثيق بين الحالتين.
ماهو السلس البولى بعد انقطاع الطمث؟
قد تعاني بعض النساء اللاتي تخطين سن اليأس من سلس البول دون وجود هبوط واضح في الرحم؛ وذلك بسبب انخفاض هرمون الإستروجين، ما يؤدي إلى ضعف عضلات المثانة والعضلة العاصرة.
وتظهر الأعراض لديهن في صورة تسرب البول في أثناء السعال أو العطس، ما يسبب لهن حالة من الإحراج والانعزال الاجتماعي، ويؤثر سلبًا في حالتهن النفسية.
علاج سلس البول عند النساء
يشير الدكتور خالد إلى إمكانية علاج سلس البول عند النساء من خلال وسيلتين أساسيتين كالآتي:
العلاج الجراحي لسلس البول
يوضح الدكتور خالد أن العلاج الجراحي هو حل بسيط وفعال ودائم لهذه المشكلة، ويتضمن الإجراء إدخال شريط داعم عبر المهبل لدعم الرحم وتثبيته في عظم الحوض، ما يساعد على التحكم في البول.
تُجرى هذه العملية تحت تأثير التخدير النصفي دون الحاجة إلى فتح البطن أو إجراء شقوق جراحية، وخلال شهر إلى شهرين تستعيد المريضة قدرتها الكاملة على التحكم في البول، ما يحسن من حالتها الصحية والنفسية.
العلاج الدوائي لسلس البول
في المراحل المبكرة من سلس البول، وخاصة للنساء الأصغر سنًا يصف الطبيب المختص ادوية السلس البولي التي تعمل على تقوية العضلة العاصرة للمثانة، ما يساعد في الحد من تسرب البول، لكن في حال عدم استجابة المريضة للعلاج الدوائي يلجأ الطبيب للعلاج الجراحي الذي يعد حلًا نهائيًا وآمنًا.
إلى هنا ينتهي حديث الدكتور خالد عبد الملك عن ما هو السلس البولي، وفيما يلي نوضح لكم -نحن فريق ميدكازون- أنواعه، وأسبابه، والمضاعفات الصحية المرتبطة به.
ماهو السلس البولى عند النساء؟
هو حالة طبية تعني فقدان القدرة على التحكم في التبول، ما يؤدي إلى تسرب البول بصورة لا إرادية خلال ممارسة الأنشطة اليومية، وخاصة في أثناء العطس أو السعال أو الضحك، وتختلف شدته بين الحالات البسيطة التي قد تحدث أحيانًا، والحالات الشديدة التي تتطلب تدخلاً طبيًا.
ما أسباب السلس البولي عند النساء؟
بعد توضيح ماهو السلس البولى نتطرق الآن إلى ذكر الأسباب، وتتعدد أسباب سلس البول عند النساء، فتشمل العوامل الجسدية والهرمونية وحتى العادات اليومية، وتتمثل أبرز هذه الأسباب فيما يلي:
قد تُضعف الولادة الطبيعية المتكررة عضلات قاع الحوض، ما يؤدي إلى ضعف قدرتها على دعم المثانة بصورة طبيعية.
التغيرات الهرمونية
تنخفض مستويات هرمون الإستروجين بعد انقطاع الطمث، ما يؤدي إلى ضعف الأنسجة الداعمة للمثانة وزيادة احتمالية حدوث التسرب البولي.
السمنة
قد تؤدي السمنة المفرطة إلى زيادة الضغط على المثانة، وهو الأمر الذي قد يسبب الإصابة بسلس البول، وخاصة عند السعال، أو العطس، أو ممارسة الرياضة.
التهابات المسالك البولية المتكررة
يمكن أن تؤثر العدوى المتكررة في وظيفة المثانة، ما يؤدي إلى الشعور برغبة ملحة في التبول وفقدان السيطرة عليه.
الاضطرابات العصبية
تؤثر بعض الأمراض على الإشارات العصبية التي تتحكم في عضلات المثانة، مثل مرض باركنسون والتصلب المتعدد، وهو الأمر الذي قد يسبب سلس البول.
الإمساك المزمن
يؤدي الضغط المستمر على منطقة البطن في حالات الإمساك المزمن إلى إجهاد عضلات الحوض والمثانة، ما يسبب تسرب البول.
تناول بعض الأدوية
قد تؤثر بعض الأدوية، مثل مدرات البول والمهدئات في قدرة الجسم على التحكم في المثانة، ما يزيد من احتمالية حدوث السلس البولي.
عوامل تزيد من سلس البول عند النساء
تؤدي بعض العوامل إلى زيادة إحتمالية الإصابة بالسلس البولي عند النساء، وتتمثل هذه العوامل فيما يلي:
- التقدم في العمر: تفقد الأنسجة مرونتها وتضعف عضلات قاع الحوض مع تقدم العمر، وهو الأمر الذي يؤثر في قدرة المثانة على الاحتفاظ بالبول.
- الولادات المتكررة: تؤثر الولادة الطبيعية سلبًا في قوة عضلات قاع الحوض، ما يزيد من إحتمالية الإصابة بسلس البول.
- العمليات الجراحية الخاصة بالرحم: يؤدي استئصال الرحم إلى ضعف الأربطة والعضلات التي تدعم المثانة، وهو الأمر الذي قد يسبب تسرب البول.
- التدخين: عادة ما يسبب التدخين سعالًا مزمنًا، وهو الأمر الذي يؤدي إلى زيادة الضغط على عضلات الحوض، ويزيد من ضعف التحكم في البول.
- الإفراط في تناول الكافيين والمشروبات المدرة للبول: تحفز بعض المشروبات من نشاط المثانة، مثل القهوة والشاي، ما يزيد من إحتمالية الإصابة بسلس البول.
ما أنواع سلس البول؟
تختلف أنواع السلس البولي عند النساء تبعًا لأسبابه وطبيعته، ويصنف الأطباء أنواعه إلى الآتي:
سلس البول الإجهادي
ينتج هذا النوع من ضعف عضلات قاع الحوض، وتظهر أعراضه بصورة واضحة عند بذل مجهود بدني، أو عند العطس، أو السعال، أو الضحك.
سلس البول الإلحاحي
في هذا النوع، تشعر المصابة بحاجة مفاجئة وشديدة للتبول، ويصعب تأجيل هذا الشعور وقد لا تتمكن المريضة من الوصول إلى الحمام في الوقت المناسب، عادة ما يرتبط هذا النوع ببعض المشكلات، مثل فرط نشاط المثانة، والتهابات المسالك البولية.
السلس البولي الوظيفي
يحدث هذا النوع عندما يكون الشخص غير قادر على الوصول إلى الحمام في الوقت المناسب بسبب مشكلات جسدية أو عقلية، رغم أن المثانة تعمل بصورة طبيعية، قد يكون السبب التهاب المفاصل الشديد الذي يعيق الحركة، أو اضطرابات عصبية تؤثر في الإدراك واتخاذ القرار، مثل مرض الزهايمر، أو السكتات الدماغية.
السلس البولي الفيضي
ينتج هذا النوع من امتلاء المثانة الشديد وعدم القدرة على تفريغها بصورة كاملة، ما يؤدي إلى تسرب كميات صغيرة ومتكررة من البول، ويرجع سبب هذا السلس البولي إلى ضعف عضلات المثانة، أو انسداد مجرى البول جزئيًا، او ضعف الأعصاب المرتبط بمرض السكري.
أعراض سلس البول عند النساء
تختلف أعراض سلس البول باختلاف نوعه، إلا أن هناك بعض العلامات التي تشير إلى وجود هذه الحالة لدى النساء، ومن أبرزها:
- تسرب البول عند السعال أو العطس أو الضحك.
- الشعور المفاجئ بالحاجة إلى التبول، وعدم القدرة على التحكم فيه.
- التبول المتكرر خلال النهار، وأحيانًا أخرى في أثناء الليل.
- الإحساس بعدم تفريغ المثانة بالكامل بعد التبول.
- تسرب البول في أثناء النوم أو خلال ممارسة الأنشطة اليومية.
مضاعفات السلس البولي على صحة المرأة
لا يقتصر تأثير سلس البول على الصحة الجسدية للمرأة فقط، بل قد يمتد ليشمل الصحة النفسية والاجتماعية أيضًا، وتتمثل هذه المضاعفات فيما يلي:
- تكرار الإصابة بالتهابات المسالك البولية، بسبب رطوبة المنطقة الحساسة والحوض.
- تهيج جلد المنطقة الحساسة واحمراره نتيجة تعرضه المتكرر للبول.
- الشعور بالحرج والقلق، وقد يصل الأمر إلى الإصابة بالاكتئاب.
- العزلة الاجتماعية وتجنب حضور المناسبات خوفًا من التعرض للتسرب المفاجئ.
ختامًا بعد توضيح ماهو السلس البولى…
يعد السلس البولي عند النساء من الحالات الطبية التي يمكن التعامل معها وعلاجها بفاعلية، وخاصة عند تشخيصها مبكرًا واتباع خطة علاجية مناسبة -سواء بالأدوية أو التدخل الجراحي-، أيضًا يساعد فهم العلاقة بين سقوط الرحم وسلس البول على تحديد السبب الجذري للمشكلة وعلاجها بصورة نهائية.
شاهدوا مزيد من المعلومات عن سلس البول من خلال مشاهدة مقاطع الفيديو الطبية المنشورة على منصتنا المتميزة ميديكازون، المنصة الطبية المرئية الرائدة التي تهدف إلى تقديم معلومات طبية موثوقة على ألسنة أفضل الأطباء في مصر والعالم العربي
إقرأ أيضاً
- متى يبدأ القلق من تأخر الدورة الشهرية عند الفتيات
- افرازات كيس الحمل الفارغ
- لحمية الرحم