تعد تقنية تحديد نوع الجنين من خلال الحقن المجهري واحدة من أهم التطورات الطبية الحديثة التي تتيح للأزواج فرصة اختيار جنس المولود قبل حدوث الحمل، ورغم تعدد الدوافع وراء هذا الإجراء، فإنه ذو أهمية طبية بالغة لا تقتصر على معرفة جنس المولود فحسب بل تسهم في الوقاية من الحمل بأجنة مصابة بتشوهات، أو تحمل اضطرابات وراثية.
خلال هذا الفيديو يستعرض الدكتور محمد تيمور -أستاذ مساعد أمراض النساء والتوليد بالقصر العيني واستشاري تأخر الإنجاب والحقن المجهري- الاستخدامات المتنوعة لتقنية فحص الأجنة قبل نقلها للرحم.
ما الدوافع وراء تحديد جنس الجنين؟
يشير الدكتور محمد إلى أن تقنيات الحقن المجهري فتح مجالات واسعة في فحص الأجنة قبل زراعتها داخل الرحم، الأمر الذي ساعد على إمكانية الكشف عن نوع الجنين، وهذه بعض الأسباب التي تدفع الطبيب إلى اختيار نوع جنين دونًا عن نوع آخر:
الدواعي الطبية لتحديد جنس الجنين
قد يعاني بعض الأزواج أمراضًا وراثية مرتبطة بجنس معين من الأجنة، مثل بعض المشكلات الوراثية التي تصيب الذكور دون الإناث، وهنا يصبح اختيار الأجنة الأنثوية أمرًا ضروريًا لتجنب خطر الإجهاض بسبب خلل جيني في الأجنة، أو ولادة أطفال باضطرابات وراثية.
وقد تنتج هذه الأجنة من زواج الأقارب، أو وجود طفرات وراثية، ما يستدعي إجراء الفحص الوراثي قبل الزرع لاختيار الأجنة السليمة فقط ونقلها إلى الرحم.
تحديد نوع الجنين بناءً على رغبة الزوجين
قد يرغب بعض الأزواج الذين لديهم أطفال من الذكور في إنجاب أنثى أو العكس، وهو ما يمكن تحقيقه من خلال تقنية فحص الأجنة وراثيًا داخل المعمل، ثم نقل الجنين داخل الرحم وفق رغبة الزوجين.
ومن المهم التنويه أن هذه التقنية لا تصنع جنس الجنين، بل تكشف فقط عن النوع الموجود ضمن الأجنة المخصبة ومن ثم زرع النوع المرغوب فيه من بينها في الرحم.
هل يؤثر اختيار نوع الجنين في نسبة نجاح الحقن المجهري؟
لا يؤثر تحديد جنس الجنين في نسبة نجاح الحقن المجهري واكتمال الحمل، إذ تعتمد فرص نجاح الحمل على عوامل أخرى، مثل عمر الزوجة، وجودة البويضات، وتسهم هذه التقنية في زيادة فرص إنجاب طفل بصحة جيدة، وخالٍ من الأمراض الوراثية التي قد تكون منتشرة في بعض العائلات.
ماذا لو فشل الحقن المجهري؟
يوضح الدكتور محمد أنه في حالة فشل الحقن المجهري وعدم اكتمال الحمل، فإن الخطوة الأولى التي تقع على عاتق الطبيب المعالج هي إعادة التقييم الشامل للحالة، إذ يعتمد تقييم حالة الزوجين على تحديد نسبة نجاح الحقن المجهري وفق عوامل عدة تتضمن:
وعندما لا يكتمل الحمل ينبغي مراجعة كافة هذه التفاصيل للكشف عن الأسباب المحتملة التي أدت لفشل عملية الحقن المجهري، ويشمل ذلك:
- تحليل السبب الرئيسي الذي أدى إلى اللجوء إلى الحقن المجهري.
- مراجعة جميع الإجراءات التي تم اتخاذها لتحسين فرص النجاح.
- تقييم العوامل التي قد تكون أثرت على النتائج، مثل جودة البويضات، أو الأجنة، أو استجابة الرحم، أو وجود مشكلات مناعية أو هرمونية.
- تعديل الخطة العلاجية من أجل القيام بمحاولة جديدة بفرص نجاح أعلى.
في نهاية الفيديو يؤكد الدكتور محمد على ضرورة دعم الأزواج نفسيًا في هذه المرحلة، لأن تكرار المحاولة قد يكون مرهقًا نفسيًا وماديًا، إلا أن التطور الطبي يجعل الحقن المجهري أحد أهم الحلول التي تمنح الأمل للكثير من الأزواج الذين يواجهون صعوبة في الإنجاب.
إلى هنا ينتهي حديث الدكتور محمد تيمور، وفيما يلي نوضح لكم -نحن فريق ميديكازون- أبرز المعلومات عن خطوات تحديد جنس الجنين، ونستعرض التقنيات المستخدمة في اختيار نوع الأجنة.
كيفية تحديد نوع الجنين بالحقن المجهري
يمكن اختيار نوع الأجنة بعد تجاوز عدة مراحل من الحقن المجهري، وهي:
الفحوصات الطبية
يطلب الطبيب إجراء عددًا من الفحوصات والاختبارات التي تساعده على تقييم حالة كل من الزوج والزوجة، وذلك بهدف وضع خطة علاجية مناسبة تسهم في زيادة نسبة نجاح الحقن المجهري وحدوث الحمل.
تحفيز المبيضين
يصف الطبيب المعالج أدوية هرمونية تساعد على تنشيط المبيضين لإنتاج عدد أكبر من البويضات، وتستغرق هذه المرحلة نحو أسبوعين.
جمع البويضات
خلال هذه المرحلة يتم سحب البويضات الناضجة من المبيض باستخدام إبرة خاصة يتم إدخالها عبر المهبل تحت توجيه الموجات فوق الصوتية.
جمع الحيونات المنوية
يطلب الطبيب من الزوج تقديم عينة من السائل المنوي في نفس يوم سحب البويضات، وقد تُستخدم الحيوانات المنوية المجمدة في حال وجودها، إذ أنه في بعض الحالات قد يستخلص طبيب الذكورة المختص الحيوانات المنوية من الرجل باستخدام إبرة مخصصة.
تخصيب البويضات
بعد تجهيز كل من البويضات والحيوانات المنوية داخل معمل الأجنة، يتم حقن هذه الحيوانات المنوية إلى داخل البويضات بمساعدة الميكروسكوب، ومن ثم حفظها داخل بيئة مناسبة حتى اكتمال تكوّن الأجنة.
فحص الأجنة
بعد التخصيب وتطور الأجنة لمرحلة معينة (الأجنة بين اليوم الثالث إلى اليوم الخامس)، تُؤخذ عينة صغيرة من كل جنين لفحصها وراثيًا باستخدام تقنية "PGD" من أجل تحديد جنس الجنين والكشف عن أي اضطرابات جينية.
اختيار الأجنة
بناءً على نتائج الفحص الوراثي يتم اختيار الأجنة السليمة من نوع الأجنة المطلوبة -سواء كانت لأسباب طبية أو لأسباب خاصة بالزوجين-.
نقل الأجنة إلى الرحم
يوصي الطبيب المعالج بنقل الأجنة في اليوم الثالث لبعض الحالات، وفي حالات أخرى يمكن تأجيل إرجاع الأجنة حتى اليوم الخامس، وتُزرع الأجنة المختارة في رحم الزوجة باستخدام قسطرة رفيعة، وينبغي الانتظار مدة أسبوعين مع الالتزام بتعليمات الطبيب قبل إجراء اختبار حمل.
تقنيات اختيار نوع الجنين
ظهرت تقنيات عدة تساعد على اختيار نوع الجنين قبل الحمل، ومن أبرز هذه التقنيات الآتي:
الفحص الوراثي قبل نقل الأجنة "PGD"
تُعد هذه التقنية هي الوسيلة الأكثر شيوعًا في تحديد جنس الجنين، إذ يتم فحص الأجنة وراثيًا لتحديد جنسها، والكشف عن أي اضطرابات جينية قبل زراعتها في الرحم.
تصل نسبة النجاح إلى أكثر من 99%، إضافة إلى أنه يساعد على تجنب الحمل بأجنة ذات اضطرابات وراثية.
فرز الحيوانات المنوية
تتضمن هذه الطريقة فصل الحيوانات المنوية الحاملة للكروموسوم X عن تلك الحاملة للكروموسوم Y، من خلال تقنية الطرد المركزي التي تستند إلى الفرق الطفيف في الوزن بين النوعين، وبعد الفصل يتم استخدام العينة المختارة لتخصيب البويضة.
ورغم أن هذه التقنية أقل دقة مقارنةً بتقنية "PGD"، إذ تتراوح نسبة نجاحها في تحديد الجنس المطلوب بين 60% و65%، فإنها تتميز بتكلفة منخفضة، وإمكانية استخدامها مع التلقيح داخل الرحم (IUI) دون الحاجة إلى الحقن المجهري.
ختامًا، يعد تحديد نوع الجنين باستخدام تقنية الفحص الوراثي "PGD" قبل زرع الأجنة داخل الرحم من أفضل الخيارات المتاحة للأزواج الذين يسعون لتجنب الأمراض الوراثية المرتبطة بجنس معين، أو لتحقيق توازن أسري.
تعرفوا إلى مزيد من المعلومات عن تحديد نوع الجنين ذكر قبل الحمل من خلال مشاهدة مقاطع الفيديو الطبية المنشورة على منصتنا المتميزة ميديكازون، المنصة الطبية المرئية الرائدة، التي تهدف إلى تقديم معلومات طبية موثوقة على ألسنة أفضل الأطباء في مصر والوطن العربي.
إقرأ أيضاً
- سماكة بطانة الرحم
- متى يثبت الحمل بعد الحقن المجهري
- أعراض تؤكد وجود حمل