الطفولة هي المرحلة الأهم في حياة الإنسان، فهي اللبنة الأولى التي تُبنى عليها ملامح شخصيته، وتتحدد من خلالها أنماط تفكيره، وأساليب تعامله، واستجابته العاطفية والاجتماعية بناءًا على خبراته من محيطه، ويبدأ في تكوين تصوراته عن نفسه والآخرين والعالم من حوله.
ولأن الطفولة تُشكل الأساس الذي تُبنى عليه حياة الفرد المستقبلية، يُسلط الدكتور محمد مصطفى الهنداوي -استشارى علاج الأمراض النفسية والإدمان- في هذا الفيديو الضوء على مرحلة الطفولة وتأثيرها في تكوين شخصيتنا، وكذلك أسباب الأمراض النفسية المرتبطة بهذه المرحلة.
التنشئة الخاطئة أهم أسباب الأمراض النفسية المعاصرة
ما لا يدركه البعض، أن الكثير من الأزمات النفسية التي يعانونها خلال فترة مراهقتهم أو حتى بعد البلوغ منبعها من الأساس فترة الطفولة، إذ شبهها الدكتور محمد هنداوي في بداية حديثه بأساس المبنى الذي ترتكز عليه جدرانه وطوابقه فيما بعد، كذلك الطفولة هي أساس حياتنا فيما بعد.
ومن أهم ما نكتسبه خلال الطفولة:
السلوكيات وردود الأفعال المختلفة
نُولد على الفطرة، لا نعرف عن الدنيا سوى ما يُلقنه لنا آباءنا، ومما نتعلمه بالتلقين وأحيانًا بالمحاكاة أيضًا ردود الأفعال في الموقف المختلف، متى نغضب ونثور ومتى نصمت ومتى نسعد جميعها نتعلمها من آباءنا سواء كانت صحيحة أو خاطئة للأسف
الاختلافات بين الأدوار الذكورية والأنثوية
رغم وجود الكثيرون، يستلهم الأطفال الصورة المثالية للذكر والأنثى من آبائهم، فما يفعله الأب هو ما يجب أن يفعله جميع الذكور وكذلك الأم، والأفضل والصواب بالتأكي، لذا دومًا ما يظن الطفل المجروح من أبيه بأن جميع الرجال قاسيون بطبعهم.
فقدان المُربي ليس بمآساه!...
كي لا تأس على حياتك في حال فقدان أحد والديك، نؤكد على إمكانية الحصول على دور المربي (دور الأب أو الأم) من أفراد آخرين، مثل المعلمة الفاضلة أو المدرب الرياضي، وغيرهما من الأشخاص المقربين من الطفل خلال هذه المرحلة.
ومن الجدير بالذكر أن المدرسة والنوادي والأصحاب أصبحوا يشاركون الأهل الآن في تربية أطفالهم، ورغم أن ذلك يعد سلاح ذو حدين، إلا أنه وبلا شك وفر تنوع في النماذج المثالية التي يمكن للطفل الاحتذاء بها في حياته.
إلى هنا ينتهي حوار الدكتور محمد مصطفى الهنداوي -استشارى علاج الأمراض النفسية والإدمان- عن أسباب الأمراض النفسية المتعلقة بالطفولة، وفيما يلي نُضيف -نحن فريق ميديكا زون- مزيد من المعلومات عن الأمراض النفسية والاضطرابات الناتجة عن التنشئة الخاطئة.
ما هي الأمراض النفسية التي سببها التربية في الطفولة؟
الأمراض النفسية التي قد تنتج عن أساليب التربية الخاطئة في مرحلة الطفولة كثيرة ومتنوعة، وتختلف بحسب نوع الإساءة أو الإهمال الذي تعرض له الطفل، وكذلك بحسب شخصيته وظروفه. إليك أبرز هذه الاضطرابات النفسية:
اضطراب القلق العام (Generalized Anxiety Disorder)
ينتج عن بيئة منزلية مليئة بالخوف، أو القلق المفرط من الأهل، أو التهديد والعقاب المستمر، مما يجعل الطفل يتعلم توقع الأسوأ دائمًا ويعيش في توتر دائم.
الاكتئاب (Depression)
الإهمال العاطفي، والتقليل من الطفل، وغياب الدعم والحنان قد يؤدي إلى شعوره بعدم القيمة وفقدان الأمل، وهو ما يمهّد للإصابة بالاكتئاب في الطفولة أو في سن البلوغ.
اضطراب الشخصية الحدية (Borderline Personality Disorder)
يرتبط غالبًا بالإساءة العاطفية أو الجسدية في الطفولة، ويؤثر على قدرة الشخص على التحكم في مشاعره، ويؤدي إلى تقلبات مزاجية شديدة وصعوبات في العلاقات.
اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)
قد ينتج عن التعرض لصدمات نفسية حادة في الطفولة مثل العنف المنزلي، أو الاعتداء، أو فقدان أحد الوالدين، مما يترك آثارًا دائمة في نفس الطفل.
اضطراب التعلق (Attachment Disorder)
يحدث نتيجة غياب العلاقة العاطفية الآمنة مع الأم أو مقدم الرعاية، ويظهر في شكل صعوبة في الثقة بالآخرين أو الخوف المفرط من الانفصال أو التعلق المرضي.
الرهاب الاجتماعي (Social Phobia)
التربية المبنية على الانتقاد والإحراج أمام الآخرين، أو المقارنة المستمرة، تؤدي إلى خوف الطفل من التقييم الاجتماعي والشعور بالإحراج من التفاعل مع الآخرين.
الوسواس القهري (OCD)
قد يظهر نتيجة بيئة أسرية صارمة ومثالية، تشجع على الكمالية والخوف من ارتكاب الأخطاء، مما يدفع الطفل لتطوير أنماط تفكير وسواسية أو سلوكيات قهرية.
الآثار السلبية للتنشئة الخاطئة على نفسية الطفل…
بخلاف ما سبق من أمراض نفسية عميقة قد تُسببها الطفولة والتربية غير الصحيحة، هناك بعض الاضطرابات الأخرى التي يمكن تحدث لنفس الأسباب، من أشهرها:
ضعف الثقة بالنفس
وتنتج عن انتقاد الطفل باستمرار أو حرمانه من الدعم والتشجيع، فيبدأ في الشك في قدراته، ويشعر بأنه أقل من الآخرين، مما يؤثر سلبًا في ثقته بنفسه في المواقف الاجتماعية والدراسية.
القلق الدائم والشعور بعدم الأمان
البيئات الأسرية المضطربة أو القائمة على العقاب الشديد أو التهديد تُشعر الطفل بالخوف، وتجعله يعيش في حالة من التوتر الدائم، فيفقد استقراره النفسي وتضطرب سلوكياته.
الانطواء أو العدوانية
الطفل الذي لا يجد من يصغي إليه أو يعبّر له عن الحب قد ينسحب اجتماعيًا ويصبح منطويًا، أو على العكس قد يظهر سلوكيات عدوانية كرد فعل على الإهمال أو الظلم الذي يتعرض له.
مشاكل في التحصيل الدراسي
الضغط الزائد أو الإهمال التعليمي في الطفولة يؤديان إلى فقدان الحافز، وانخفاض التركيز، وكراهية التعلم، مما ينعكس سلبًا على الأداء الأكاديمي والثقة في القدرات العقلية.
تعرف إلى مزيد من المعلومات الطبية عن أسباب الأمراض النفسية الشائعة وكيفية التعامل معها من خلال مشاهدة مقاطع الفيديو الطبية المنشورة على منصتنا ميديكازون، المنصة الطبية المرئية الأولى في مصر والوطن العربي
إقرأ أيضاً
- 6 طرق فعالة تساعدك في التخلص من التفكير السلبي
- كيفية التخلص من الضغط النفسي والتوتر
- تعريف الادمان وأنواعه