يمثل العلاج النفسي رحلة متكاملة نحو التعافي، ولا يقتصر على تناول الأدوية فقط، بل يشمل مجموعة متنوعة من الأساليب التي تُصمم بعناية لتناسب احتياجات كل فرد على حدة، وذلك بالاعتماد على تشخيص دقيق للحالة النفسية، وظروف المريض الصحية والاجتماعية.
خلال هذا الفيديو تجيب الدكتورة سالي الشيخ -استشاري أول طب نفسي بكلية الطب القصر العيني- عن سؤال يشغل أذهان كثير من الأشخاص وهو: ما هو العلاج النفسي؟ موضحة خلال حديثها مجموعة من المفاهيم الخاطئة المنتشرة، خاصةً حول العلاج النفسي الدوائي.
ما هو العلاج النفسي؟
لا يقتصر العلاج النفسي على كونه مجرد "وصفة دوائية" يوصي بها الطبيب كما يظن البعض، بل هو رحلة علاجية متكاملة وشاملة تهدف إلى دعم الإنسان في التغلب على صراعاته النفسية وتحقيق التوازن النفسي والعاطفي والسلوكي.
ويتضمن العلاج النفسي عدة وسائل علاجية، تختلف باختلاف احتياجات كل مريض، من أبرزها:
- الجلسات النفسية المنتظمة.
- العلاج السلوكي.
- العلاج المعرفي.
- العلاج التأهيلي.
- العلاج بالفن.
- العلاج بالدراما.
أي أن العلاج النفسي لا ينحصر في كونه وصفة دوائية، بل هو منظومة علاجية متكاملة تُمكن المريض من استعادة توازنه النفسي والسلوكي والعاطفي.
ما هو العلاج النفسي الدوائي؟
تشير الدكتور سالي إلى أن معظم الأشخاص يترددون في استشارة الطبيب النفسي بسبب اعتقادهم الخاطئ بأن الطبيب سيبدأ في وصف العقاقير منذ اللقاء الأول، إلا أن الواقع مختلف تمامًا، فالعلاج الدوائي لا يُستخدم إلا في حالات محددة ووفق تقييم دقيق من الطبيب المختص، ويُعد جزءًا من خطة علاجية شاملة عند الحاجة فقط.
مع ذلك تنتشر بعض المفاهيم المغلوطة حول الأدوية النفسية، من أبرزها:
- الاعتقاد بأنها تُسبب الإدمان.
- الخوف من التعود عليها وصعوبة التوقف عنها
- الاعتقاد بأنها تؤدي إلى تدهور الحالة النفسية.
تشكل هذه المفاهيم الخاطئة حاجزًا أمام كثير من المرضى، يؤخرهم عن طلب المساعدة النفسية واستشارة الطبيب المختص، ما يؤخر تحسن حالتهم الصحية ويزيد من معاناتهم.
ما هو دور العلاج النفسي؟
توضح الدكتورة سالي أن كثيرًا من الاضطرابات النفسية تنشأ نتيجة اختلال كيمياء الدماغ، ما يؤثر في مشاعر الإنسان، وسلوكياته، وأفكاره، وتتمثل بعض مظاهر هذا الخلل في:
- الميل للحزن أو الاكتئاب.
- حالات من النشاط الزائد أو الهوس.
- الانعزال الاجتماعي.
- التفكير السلبي والسلوك غير المتزن.
وتضيف أن هذه الاضطرابات قد تنتج عن عوامل وراثية أو ضغوطات الحياة اليومية، ولا يمكن الوقاية منها بصورة كاملة، إذ إن جميع البشر معرضون للإصابة بها في مراحل مختلفة من حياتهم.
الوعي بالحاضر في العلاج النفسي
توضح الدكتور سالي أن العلاج النفسي لا يقتصر على تحليل الماضي أو البحث في تجارب الطفولة فقط، بل يشمل كذلك العمل على رفع وعي الفرد باللحظة الراهنة، فأحد أهم أهداف العلاج هو مساعدة المريض على التوقف عن الانشغال المفرط بالمستقبل أو الغرق في الماضي، والبدء في التركيز على "الآن وهنا".
تساعد هذه الوسيلة العلاجية المريض على مواجهة مشكلاته بعملية وفعالية، وتمنحه أدوات جديدة للتعامل مع مشاعره وأفكاره بصورة صحية ومتوازنة.
إلى هنا ينتهي حديث الدكتور سالي الشيخ بعد الإجابة عن سؤال: ما هو العلاج النفسي؟ وفيما يلي، نقدم لكم -فريق ميديكازون- أبرز طرق العلاج النفسي.
طرق العلاج النفسي
يشمل العلاج النفسي مجموعة من الوسائل العلاجية المعتمدة التي تهدف إلى تحسين الحالة النفسية للفرد، وتعزيز قدرته على التكيف مع التحديات اليومية، ومن أبرز هذه الوسائل ما يلي:
العلاج النفسي بالكلام
يعد من أكثر الطرق المستخدمة شيوعًا، ويعتمد على التحدث مع اختصاصي نفسي في جلسات فردية أو جماعية، ومن أنواعه:
- العلاج السلوكي المعرفي: يُساعد المريض على التعرف على أنماط التفكير السلبية وتغييرها، ما ينعكس إيجابًا على سلوكياته ومشاعره.
- العلاج الديناميكي النفسي: يركز على كشف الجوانب اللاواعية في شخصية المريض، ويساعده في فهم جذور الصراعات النفسية المرتبطة بماضيه.
- العلاج الإنساني: يركز على دعم تقدير الذات والوعي الذاتي، ويُعزز من قدرة الفرد على اتخاذ قرارات صحية في حياته.
العلاج الدوائي
يُستخدم في حالات معينة عندما تكون الأعراض شديدة وتؤثر سلبًا في قدرة المريض على أداء وظائفه اليومية، مثل الأدوية المضادة للاكتئاب، ومضادات الذهان، ولا يمكن استخدام هذه الأدوية إلا تحت إشراف طبي.
العلاج الجماعي
يعتمد هذا النوع من العلاج على جلسات جماعية تضم أفرادًا يعانون من تحديات متشابهة في مجموعة واحدة تحت إشراف معالج نفسي، ما يُساعدهم على مشاركة تجاربهم، واكتساب الدعم المتبادل، والتعلم من قصص الآخرين.
ختامًا، يُعد العلاج النفسي وسيلة فعالة لإعادة التوازن النفسي والسلوكي، ومساعدة الأفراد على تخطي الأزمات والتحديات اليومية، ورغم تعدد أساليبه يظل الهدف منه تمكين الإنسان من استعادة جودة حياته وتعزيز قدرته على التكيف والنمو النفسي.
لمزيد من المعلومات عن طرق التأهيل النفسي شاهدوا مقاطع الفيديو الطبية المنشورة على منصتنا المتميزة ميديكازون، المنصة الطبية المرئية الأولى في مصر والوطن العربي.
إقرأ أيضاً
- كيفية التعامل مع الزوجة العنيدة
- أسباب التشتت وعدم التركيز عند الأطفال
- اسرار السعادة الزوجية