شهدت جراحات البنكرياس تطورًا ملحوظًا في الآونة الأخيرة؛ بفضل التقنيات الحديثة التي أعادت تشكيل مفهوم التدخل الجراحي التقليدي، وقد ساهم هذا التقدم في رفع معدلات نجاح عملية استئصال البنكرياس، المعروفة باسم جراحة "ويبل"، والتي باتت تُجرى اليوم باستخدام أدوات دقيقة، مثل المناظير الجراحية والروبوتات الطبية.
خلال هذا الفيديو يستعرض الدكتور أحمد حسين -أستاذ الجراحة والأورام، وجراحة الكبد والبنكرياس والقنوات المرارية وزراعة الكبد- أبرز التقنيات الطبية الحديثة المستخدمة في عملية استئصال البنكرياس.
هل استئصال البنكرياس خطير؟
يوضح الدكتور أحمد أن البنكرياس يعد من الأعضاء الحساسة للغاية في جسم الإنسان، ويتطلب إجراء أي جراحة متعلقة به خبرة عالية ومهارة دقيقة، لذا تعد عملية استئصال البنكرياس، والمعروفة طبيًا باسم "Whipple Procedure"، من أكثر العمليات الجراحية تعقيدًا، وتشمل هذه العملية استئصال:
- رأس البنكرياس.
- جزء من الإثنى عشر.
- جزء من المعدة.
- جزء من الصائم (الجزء الذي يقع بين الإثنى عشر واللفائفي).
- الغدد الليمفاوية المجاورة.
ويوضح الدكتور أحمد أن عملية استئصال البنكرياس من أكبر العمليات الجراحية التي تُجرى في البطن، ويلجأ لها الجراح لعلاج الأورام التي تصيب رأس البنكرياس أو الأعضاء المجاورة له.
الفرق بين عملية استئصال البنكرياس التقليدية والجراحة بتقنية بالمنظار
أصبحت عمليات البنكرياس تُجرى مؤخرًا باستخدام المنظار أو الروبوت الجراحي كبدائل أكثر دقة وأمانًا من الجراحات التقليدية.
مميزات جراحة استئصال البنكرياس بالمنظار
يوضح الدكتور أحمد أن استخدام المنظار الجراحي في عملية استئصال البنكرياس يوفر رؤية أفضل للجراح، ما يسمح له بإجراء العملية بدقة شديدة، بينما في الجراحة التقليدية يستخدم الجراح أداة تُعرف باسم (اللوب)، وهو الذي يسمح بتكبير موضع الجراحة من 2.5x إلى 6x، وذلك بهدف توضيح الرؤية وربط قناة البنكرياس بالأمعاء، وهي خطوة بالغة الدقة والصعوبة.
على الجانب الآخر فإن إجراء الجراحة بالمنظار، يتيح للجراح رؤية هذه القناة بوضوح دون استخدام أي مكبرات، وتُستكمل الجراحة بسهولة باستخدام أدوات جراحية دقيقة، فبعد استئصال جزء من البنكرياس، ينبغي ربط القناة الدقيقة للبنكرياس والتي لا يتجاوز قطرها 4 ملليمترات بالأمعاء.
الفرق بين عملية استئصال البنكرياس بالمنظار وجراحة الروبوت
يؤكد الدكتور أحمد أن الفرق الجوهري بين الجراحتين يكمن في آلية تنفيذ الجراحة، إذ أن المنظار يعتمد على وجود الجراح داخل غرفة العمليات لإجراء الجراحة يدويًا باستخدام أدوات طبية مخصصة.
بينما لا تتطلب الجراحة الروبوتية ضرورة وجود الجراح داخل غرفة العمليات، إذ يمكن التحكم في ذراع الروبوت من خلال شاشة عرض وأدوات تحكم تشبه إلى حد كبير ألعاب الفيديو، والتي تسمح بتنفيذ الجراحة بدقة عالية دون التعرض لأي اهتزاز ناتج عن حركة يد الجراح، وهو الأمر الذي يجعل الروبوت أكثر دقة من المنظار، وخاصة في العمليات التي تتطلب مستوى عال من الدقة والثبات.
الجراحة عن بعد: تقنية "التلي ميديسن"
يشير الدكتور أحمد إلى استمرار التطورات الطبية في عالم الجراحة، فأصبح بالإمكان إجراء عملية استئصال البنكرياس باستخدام الروبوت عن بُعد، وهو ما يُعرف بـ"التلي ميديسن"، أي تنفيذ الجراحة من قِبل جراح في دولة أخرى تختلف عن الدولة التي يتواجد فيها المريض.
ويوضح الدكتور أحمد أن هناك حالة ناجحة لجراح فرنسي أجرى عملية لمريض في المغرب باستخدام هذه التقنية، -وكما وضحنا سابقًا- أنه يمكن إرسال أوامر الجراحة من الطبيب إلى الروبوت عبر الشاشة لينفذ العملية بدقة متناهية.
ورغم أن هذه التقنية ذات مستقبل باهر، فإن منحنى التعلم "Learning Curve" الخاص بها أطول مقارنة بجراحة المنظار، ما يعني أن إتقانها يتطلب وقتًا أطول من التدريب والممارسة.
لذا يعتمد عديد من الجراحين الشباب في بداية مشوارهم على ممارسة ألعاب الفيديو بصورة مستمرة، ما يعزز مهارات التحكم عن بُعد، ويسهل لاحقًا تعلم وإجراء الجراحات باستخدام المنظار أو الروبوت.
ختامًا، تظل عملية استئصال البنكرياس من أكثر جراحات الجهاز الهضمي تعقيدًا، إلا أنها أصبحت أكثر أمانًا ودقة بفضل تطور التقنيات الحديثة، كالجراحة بالمنظار والروبوت، مع ذلك يعتمد اختيار التقنية الجراحية المناسبة مرهون بتقييم الحالة الطبية وخبرة الفريق الجراحي، لضمان أفضل النتائج الممكنة.
تعرفوا إلى مزيد من المعلومات عن جراحات الجهاز الهضمي من خلال مشاهدة مقاطع الفيديو الطبية المنشورة على منصتنا المتميزة ميديكازون، المنصة الطبية المرئية الأولى في مصر والعالم العربي.
إقرأ أيضاً
- وظيفة البنكرياس في الجسم
- زراعة الكبد
- إستئصال المرارة