تعد أورام البنكرياس من المشكلات الصحية الخطيرة التي قد لا تسبب أعراضًا واضحة في مراحلها المبكرة، لذا يصعب تشخيص هذه المشكلة وعلاجها، ويزيد هذا التحدي من صعوبة التمييز بين التهابات البنكرياس وأورامه.
خلال هذا الفيديو يستعرض الدكتور أحمد حسين -أستاذ الجراحة والأورام، وجراحة الكبد والبنكرياس والقنوات المرارية وزراعة الكبد- كيفية التمييز بين أورام البنكرياس والتهاباته، موضحًا أبرز أنواع هذه الأورام والتهاب البنكرياس اعراضه وعلاجه.
هل يمكن التمييز بين أورام البنكرياس والتهاباته؟
يوضح الدكتور أحمد أنه في بعض الحالات، يصعب التفرقة بين ورم البنكرياس والتهابه، إذ تتشابه الأعراض بينهما إلى حد كبير، وقد لا تُظهر التحاليل أو الأشعة، أو الفحوصات الطبية الأخرى نتائج قاطعة تساعد على التشخيص، ما يدفع الأطباء أحيانًا إلى اتخاذ قرار بإجراء عملية جراحية؛ لاكتشاف طبيعة الورم بصورة دقيقة، فبعض الأورام لا يمكن تحديد نوعها بصورة نهائية إلا بعد استئصالها وتحليلها معمليًا.
ما أنواع أورام البنكرياس؟
يشير الدكتور أحمد إلى أن الأورام المتعلقة بالبنكرياس يمكن تصنيفها إلى نوعين رئيسيين كالآتي:
الأورام الحميدة
يؤكد الدكتور أحمد أن الأورام الحميدة للبنكرياس عادة ما تُكتشف بمحض الصدفة، وذلك في أثناء إجراء أشعة مقطعية على البطن بهدف الكشف عن وجود مشكلات في المعدة.
وفي حال كان الورم هو تكيس بسيط لا يؤثر في قنوات البنكرياس أو وظائفه، ولا يسبب ضغطًا على الأعضاء المجاورة، فإن هذا النوع من أورام البنكرياس لا يتطلب تدخلًا طبيًا.
على الجانب الآخر إذا كان حجم الورم كبيرًا ويؤثر سلبًا في المعدة أو الأمعاء، مسببًا أعراضًا مزعجة، مثل الغثيان المتكرر، أو صعوبة في تناول الطعام، فقد تستدعي الحالة التدخل الجراحي للتعامل مع الضغط الناتج عن الورم.
الأورام الخبيثة
يوضح الدكتور أحمد أن الأورام الخبيثة للبنكرياس أعراضها غير محددة، ما يجعل تشخيصها أكثر تعقيدًا، ومن أبرز هذه الأعراض:
- فقدان الشهية.
- انخفاض ملحوظ في الوزن خلال فترة قصيرة دون سبب واضح.
- الشعور بالغثيان والميل إلى القيء.
- ألم في منطقة المعدة قد يمتد إلى الظهر.
وتتشابه هذه العلامات مع أعراض متعلقة بمشكلات صحية أخرى، مثل ارتجاع المريء، أو التهابات المعدة، أو مشكلات المرارة، ما قد يؤدي إلى تشخيص المشكلة بصورة خاطئة.
ويضيف الدكتور أحمد أن هناك بعض الأعراض التي يشير ظهورها إلى وجود مشكلة معقدة في البنكرياس، وتتضمن هذه الأعراض ما يلي:
- اليرقان الحاد أو اصفرار الجلد والعينين.
- تغير لون البول إلى اللون البني الداكن (لون الشاي).
- تحول لون البراز إلى اللون الفاتح.
وفي هذه الحالات، قد لا تُظهر الفحوصات التقليدية أي علامات واضحة، ومع ذلك يسهم إجراء الأشعة المقطعية في الكشف عن أورام البنكرياس الخبيثة، والتي عادة ما تنمو في مقدمة البنكرياس وتؤثر في قنواته الرئيسية.
أورام البنكرياس العصبية الهرمونية
تُعد هذه الأورام من الأنواع الخاصة التي تنشأ في الخلايا المسؤولة عن إفراز الهرمونات داخل البنكرياس، وتسبب أعراضًا غير معتادة، مثل:
- اضطرابات في مستوى السكر بالدم، مثل الارتفاع المفاجئ أو الانخفاض الحاد.
- نوبات إسهال مائي شديد ومتكرر، قد تصل إلى أكثر من 17 مرة يوميًا.
- ظهور تقرحات جلدية داكنة تشبه لون الغرغرينا.
- تقلبات مزاجية واضحة، تتراوح بين الاكتئاب والقلق.
- تكون حصوات في المرارة.
تنتج هذه الأعراض من وجود خلل في إفراز هرمونات معينة نتيجة وجود الورم في الخلايا المسؤولة عن إفراز هذه الهرمونات، وإذا لم يمتلك الطبيب الخبرة الكافية لربط هذه الأعراض المختلفة بوجود ورم في البنكرياس فقد تُشخص الحالة بصورة غير دقيقة وبالتالي علاجها بصورة خاطئة.
إلى هنا ينتهي حديث الدكتور أحمد حسين، وفيما يلي تستعرض -نحن فريق ميديكازون- أهم العوامل التي تزيد من فرص الإصابة بالأورام الخبيثة للبنكرياس.
عوامل تزيد من خطر الإصابة بأورام البنكرياس
تُعد الأورام الخبيثة للبنكرياس من أكثر أنواع السرطان خطورةً، وذلك بسبب صعوبة اكتشافها في مراحلها المبكرة، إضافة إلى وجود عوامل عدة تسهم في زيادة خطر الإصابة بها، مثل:
التدخين
يعد التدخين من أبرز العوامل التي ترتبط بزيادة خطر الإصابة بأورام البنكرياس الخبيثة، وقد أظهرت الدراسات أن المدخنين معرضون للإصابة بهذا النوع من السرطان بنسبة تتراوح من مرتين إلى 3 مرات أكثر مقارنة بغير المدخنين.
نمط الحياة غير الصحي
يؤدي اتباع نظام غذائي غير صحي يعتمد على الدهون والسكريات في زيادة الوزن وتراكم الدهون في منطقة البطن، وهو الأمر الذي يؤثر سلبًا في عملية التمثيل الغذائي، ما يزيد من فرص الإصابة بورم البنكرياس.
العوامل الوراثية
قد ترتبط أورام البنكرياس بعوامل وراثية، فوجود تاريخ عائلي للإصابة بسرطان البنكرياس، أو حتى أنواع أخرى من السرطان، مثل سرطان الثدي، أو القولون، قد يُشير إلى وجود استعداد وراثي للإصابة. ويعود ذلك إلى وجود طفرات جينية معينة قد تزيد من احتمالية الإصابة بالسرطان.
مرض السكري
عادة ما يرتبط مرض السكري من النوع الثاني بوجود مشكلة في البنكرياس، وقد يشير إصابة المريض حديثًا بالسكري إلى نمو أورام البنكرياس.
التهابات البنكرياس المزمنة
تؤدي الإصابة لالتهابات البنكرياس المزمنة إلى زيادة خطر نمو بعض الأورام وتطورها، وخاصة في حال استمر الالتهاب لفترة طويلة دون علاجه بصورة فعالة.
ختامًا …
تشكل أورام البنكرياس تحديًا طبيًا حقيقيًا بسبب غموض أعراضها وصعوبة الكشف عنها مبكرًا، لذا ينبغي التوعية طبيًا بهذه المشكلة، ومراقبة العلامات التحذيرية التي تدل على وجود مشكلة صحية، والتوجه إلى الطبيب المختص بصورة فورية في حال ظهور أيًا منها.
تعرفوا إلى مزيد من المعلومات عن التهاب البنكرياس اعراضه وطرق علاج التهاب البنكرياس الناتج عن حصى المرارة وغيرها من خلال مشاهدة مقاطع الفيديو الطبية المنشورة على منصتنا المتميزة ميديكازون، المنصة الطبية المرئية الأولى في مصر والعالم العربي.
إقرأ أيضاً
- افضل دكتور لعلاج الاورام في مصر
- عملية استئصال البنكرياس
- وظيفة البنكرياس في الجسم