يعد إستئصال المرارة بالمنظار من العمليات الجراحية الشائعة التي تُجرى لعلاج عدد من المشكلات الصحية، مثل الحصوات والتهابات المرارة المزمنة، وبفضل مميزات هذه التقنية الحديثة صارت الجراحة الخيار الأمثل لمعظم المرضى للتخلص من الألم.
خلال هذا الفيديو يستعرض الدكتور أحمد حسين -أستاذ الجراحة والأورام، وجراحة الكبد والبنكرياس والقنوات المرارية وزراعة الكبد- كيفية إجراء عملية المرارة باستخدام المنظار الجراحي.
كيف تتم جراحة إستئصال المرارة بالمنظار؟
يوضح الدكتور أحمد أن إجراء منظار المرارة يبدأ باستخدام نوع معين من الغاز لنفخ البطن، ما يسمح برؤية الأعضاء الداخلية بوضوح، تساعد هذه التقنية على فحص جميع أعضاء الجسم الداخلية، مثل الكبد والمرارة، والتأكد من عدم وجود التهابات أو مشكلات صحية أخرى.
كيف يمكن استخراج المرارة عبر الشقوق الجراحية للمنظار؟
يتم استئصال المرارة بالمنظار من خلال ثلاثة شقوق صغيرة، يُدخل الطبيب من خلالها الأدوات الجراحية، بالإضافة إلى كاميرا دقيقة تمر عبر فتحة السرة لعرض صورة مكبرة للأعضاء الداخلية.
تعتمد عملية إستئصال المرارة على قطع الإمداد الدموي عنها، ما يؤدي إلى انكماش المرارة، ويستخدم الطبيب أداة خاصة تحتوي على كيس يُفتح داخل البطن لجمع المرارة، ثم يتم إخراجها بأمان عبر إحدى الفتحات، هذا الإجراء يساعد في الحد من الألم واحتمالية حدوث مضاعفات.
كم يستغرق التعافي بعد عملية إستئصال المرارة؟
يؤكد الدكتور أحمد أن عملية المرارة تحولت بفضل هذه التقنيات الحديثة من جراحة تقليدية تستغرق ساعتين أو ثلاث ساعات إلى عملية يمكن إجراؤها في نصف ساعة أو أقل تبعًا لحالة المريض، ومدى تعقيد المشكلة الصحية التي يعانيها.
وبعد العملية يُنقل المريض إلى غرفته، ويمكنه شرب بعض السوائل بعد مرور نحو 3 إلى 4 ساعات، وكذلك قد يوصي الطبيب بمغادرة المستشفى في نفس يوم الجراحة، لذا تُعرف عملية المرارة حاليًا بجراحة اليوم الواحد.
بينما يمكن للمريض العودة إلى ممارسة حياته الطبيعية خلال 3 إلى 4 أيام، خاصةً إذا كان المريض لا يمارس أعمالًا تتطلب مجهودًا بدنيًا شاقًا.
هل يمكن لجميع المرضى الخضوع لعملية إستئصال المرارة بالمنظار؟
في الماضي كانت هناك بعض المحاذير الطبية لاستخدام المنظار الجراحي، إلا أنه مع التقدم الطبي لم يعد هناك أي مانع لإجراء الجراحة بالمنظار لمعظم المرضى، بغض النظر عن أعمارهم، بل وأصبحت تُجرى حتى في أثناء الحمل -إذا دعت الحاجة إلى ذلك-.
ما الحالات التي لا يناسبها استخدام المنظار؟
رغم فعالية المنظار في استئصال المرارة، فإن هناك بعض الحالات النادرة التي لا يُفضل فيها استخدامه، مثل:
- المرضى الذين يعانون من سيولة دم مرتفعة جدًا، إذ أنه يزيد من خطر التعرض للنزيف.
- المرضى الذين يتناولون أدوية السيولة ولم يتمكن الأطباء من استبدالها أو إيقاف استخدامها لفترة كافية قبل الجراحة.
- بعض مرضى القلب الذين قد تتأثر لديهم نبضات القلب والدورة الدموية خلال مرحلة نفخ البطن بالغاز.
ماذا عن عملية المرارة في حالات الالتهاب الحاد؟
يشير الدكتور أحمد إلى أن إجراء منظار المرارة في حالات الالتهاب الحاد يكون أكثر أمانًا وسهولة خلال أول 72 ساعة؛ إذ تكون الرؤية أوضح، ما يسمح بسحب السوائل الزائدة باستخدام إبرة خاصة قبل استئصال المرارة، وهو الأمر الذي يجعل العملية أكثر سلاسة وأقل خطورة مقارنة بالجراحة التقليدية.
وبفضل هذا التطور الطبي، أصبح منظار المرارة خيارًا فعالًا وآمنًا لمعظم المرضى، ما يساعدهم على التعافي سريعًا والعودة إلى حياتهم الطبيعية دون التعرض لمخاطر صحية.
إلى هنا ينتهي حديث الدكتور أحمد حسين -أستاذ الجراحة والأورام، وجراحة الكبد والبنكرياس والقنوات المرارية وزراعة الكبد-، وفيما يلي نستعرض -نحن فريق ميديكازون- أبرز الدواعي الطبية لإجراء عملية المرارة، ونوضح مميزات هذه العملية مقارنة بالجراحة التقليدية.
دواعي إستئصال المرارة بالمنظار
يلجأ الأطباء إلى استئصال المرارة باستخدام المنظار الجراحي لعلاج عديد من المشكلات الصحية، وتتضمن أبرز هذه الدواعي الطبية ما يلي:
حصوات المرارة "Gallstones"
تتكوّن الحصوات داخل المرارة أو القنوات الصفراوية نتيجة تراكم بعض المركبات الصلبة، مثل الكوليسترول، أو البيليروبين، ويؤدي كبر حجم هذه الحصوات إلى التعرض لنوبات متكررة وحادة من الألم والمغص.
التهاب المرارة "Cholecystitis"
قد يؤدي التهاب المرارة إلى تعرضها للإصابة بعدوى حادة، وهو الأمر الذي يعرض المريض إلى معاناة آلام شديدة في الجزء العلوي من البطن، وقد يصاحبه ارتفاع في درجات الحرارة، وفي هذه الحالة قد لا يستجيب الجسم للعلاج الدوائي، ما يعني ضرورة إستئصال المرارة جراحيًا.
عسر الهضم المزمن المرتبط بالمرارة
هي حالة يعاني فيها بعض المرضى من أعراض مزمنة، مثل الانتفاخ، والغثيان نتيجة اضطراب وظيفة المرارة، فعندما لا يستجيب الجسم للعلاج الدوائي أو تغيير العادات الحياتية، يصبح استئصال المرارة جراحيًا هو الخيار الأمثل للحد من هذه الأعراض وتحسين الحالة الصحية.
انسداد القناة الصفراوية
قد تسبب حصوات المرارة انسداد القناة الصفراوية، ما يؤدي إلى الإصابة باليرقان (اصفرار الجلد والعينين)، والألم الشديد، وتعد هذه المشكلة من الحالات التي تستدعي تدخلًا جراحيًا.
أورام في المرارة والزوائد اللحمية
في حالات نادرة قد يعاني بعض المرضى وجود زوائد لحمية أو أورام في المرارة، وفي حال اشتباه الطبيب أن هذه الأورام خبيثة يستأصلها جراحيًا للحد من المخاطر الصحية لهذه الأورام.
مميزات عملية المرارة بالمنظار
يفضل الأطباء إستئصال المرارة بالمنظار لمميزاتها المتعددة مقارنة بالجراحات التقليدية، وتتمثل أبرز هذه المميزات فيما يلي:
- كونها إجراء طفيف التوغل لا يتطلب صنع شق جراحي كبير في البطن، كما هو الحال في الجراحة التقليدية.
- معاناة المريض ألم أقل بعد الجراحة؛ وذلك بفضل الشقوق الجراحية الصغيرة.
- سرعة التعافي، إذ يمكن لمعظم المرضى العودة إلى حياتهم الطبيعية خلال أيام قليلة من الجراحة.
- انخفاض خطر العدوى؛ إذ أن الشقوق الصغيرة تحد من فرص الإصابة بالعدوى في موضع الجراحة، الأمر الذي يعزز من سرعة التعافي.
- نتائج تجميلية أفضل، فاحتمالية معاناة الندوب الجراحية ضعيف مقارنة بالجراحة التقليدية، ما يجعل النتائج التجميلية أفضل.
ختامًا، تعد جراحة إستئصال المرارة بالمنظار من التطورات الطبية الرائدة التي تسهم في اختصار وقت الجراحة وزيادة فرص التعافي والحد من المضاعفات الصحية، ما يجعلها الخيار الأمثل للعديد من المرضى.
تعرفوا إلى مزيد من المعلومات الطبية عن منظار المرارة من خلال مشاهدة مقاطع الفيديو الطبية المنشورة على منصتنا المتميزة ميديكازون، المنصة الطبية المرئية الأولى في مصر والعالم العربي.
إقرأ أيضاً
- أسباب وجع الثدي
- سبب خروج سائل اصفر من الثدي عند الضغط عليه
- عدد جلسات الكيماوي لسرطان الثدي المرحلة الثانية