تتمثل وظيفة المرارة الأساسية في تخزين العصارة الصفراوية وتركيزها، ما يساعد على هضم الدهون وامتصاص الفيتامينات الذائبة فيها، ورغم صغر حجمها، ، فإن أي خلل في وظيفتها قد يسبب مشكلات صحية في عملية الهضم.
خلال هذا الفيديو يوضح الدكتور أحمد حسين -أستاذ الجراحة والأورام وجراحة الكبد والبنكرياس والقنوات المرارية وزراعة الكبد- وظيفة المرارة، ويؤكد على أهمية الحصول على تشخيص دقيق في حالات التهاب المراره.
ما وظيفة المرارة؟
يوضح الدكتور أحمد أن المرارة تلعب دورًا مهمًا في عملية الهضم؛ إذ تعمل على تركيز العصارة الصفراوية وتعزيزها ببعض العناصر الضرورية لهضم الدهون، وعند تناول الأطعمة الدهنية تنقبض المرارة من أجل إفراز العصارة الصفراوية عبر القنوات المرارية، إذ تمتزج مع العصارات المفرزة من البنكرياس، ثم تصب في الإثنى عشر لتبدأ عملية الهضم.
إذن، تتمثل وظيفة المرارة في إفرازها للعصارة الصفراوية التي تعمل كمنظف طبيعي يساعد على تكسير الدهون داخل الاثنى عشر، الأمر الذي يسهل امتصاصها بواسطة الجسم.
الأمراض التي تصيب المرارة
قد تتأثر وظيفة المرارة ببعض المشكلات الصحية بمرور الوقت، مثل:
- التهاب المراره: يؤثر هذا الالتهاب في جدار المرارة ويعيق انقباضها وانبساطها لتصبح أقل مرونة، وبالتالي تفقد وظيفتها بصورة كاملة.
- حصوات المرارة: تتكون هذه الحصوات داخل المرارة، ما قد يؤدي إلى انسداد القنوات المرارية ويؤدي إلى نوبات من المغص المراري.
التعرض لمثل هذه المشكلات يؤدي إلى التأثير سلبًا في وظيفة المرارة وعدم قدرتها على تركيز العصارة الصفراوية وتدفقها بصورة طبيعية، لذا يعاني المريض آلامًا متكررة تُعرف بالمغص المراري، وهو ألم متقطع يشبه التقلصات، ويحدث بسبب محاولة المرارة الانقباض رغم وجود الحصوات أو الالتهابات.
متى يلجأ الأطباء إلى استئصال المرارة؟
يشير الدكتور أحمد إلى أن قرار استئصال المرارة لا يتم اتخاذه بصورة مباشرة، إذ أن أعراض التهابها تتشابه مع أعراض التهاب القولون، لذا ينبغي التحقق من عوامل عدة، أهمها:
- طرح الأسئلة على المريض وجمع المعلومات عن التاريخ المرضي.
- الفحص السريري للتحقق من أسباب التقلصات التي يعانيها المريض.
- إجراء بعض التحاليل والأشعة التلفزيونية (الموجات فوق الصوتية) للتأكد من سلامة المرارة.
ويضيف الدكتور أحمد أن الحصول على تشخيص دقيق يسهم في حصول المريض على علاج مناسب، إذ أن كثير من المرضى يكتشفون إصابتهم بالتهاب المراره بعد سنوات من تلقي علاج خاطئ لالتهاب القولون.
اين توجد المرارة؟ وما أهميتها؟
تقع المرارة أسفل الكبد في الجانب الأيمن من البطن، ويبلغ طولها ما بين 7 سم إلى 10 سم، وتتمثل وظيفة المرارة في تخزين وتركيز العصارة الصفراوية التي ينتجها الكبد، ثم تنظيم إفرازها إلى الأمعاء الدقيقة، ما يساعد على هضم الدهون وامتصاص الفيتامينات الدهنية، مثل "K" و"D" و"A" و"E".
بالإضافة إلى ذلك، تساهم المرارة في التخلص من بعض أنواع الفضلات، مثل الكوليسترول والمواد الدهنية الزائدة عن حاجة الجسم عبر العصارة الصفراوية، لذا فإن أي اضطراب في وظيفة المرارة قد يؤثر بصورة مباشرة في عملية الهضم والصحة العامة للجسم.
ما أهمية العصارة الصفراوية؟
ينتج الكبد العصارة الصفراوية المكونة من الماء، والأملاح الصفراوية، والكوليسترول، والدهون، والبيليروبين، وتتمثل أهميتها فيما يلي:
- تكسيرالدهون: تساعد العصارة الصفراوية على تكسير الدهون إلى جزيئات أصغر، ما يسهل امتصاصها عبر الأمعاء الدقيقة.
- تعزيز امتصاص الفيتامينات الذائبة في الدهون: تلعب هذه العصارة الهضمية دورًا أساسيًا في امتصاص الفيتامينات الدهنية، والتي تعد ضرورية لوظائف الجسم المختلفة.
- تنظيم درجة الحموضة في الأمعاء الدقيقة.
في حالة نقص إفراز العصارة الصفراوية أو انسداد القنوات الصفراوية، يعاني المريض من عسر الهضم، والانتفاخ، ونقص الفيتامينات الذائبة في الدهون، وقد يؤدي ذلك إلى مضاعفات صحية، مثل الحصوات المرارية.
هل يمكن العيش دون مرارة؟
الإجابة نعم، يمكن العيش بدون مرارة، إذ يمكن للجسم التكيف مع غيابها، فعندما يتم استئصال المرارة جراحيًا يظل الكبد قادرًا على إنتاج العصارة الصفراوية، لكنه لا يتمكن من تخزينها أو تركيزها كما كان يحدث في وجود المرارة.
كيف يتكيف الجسم بعد استئصال المرارة؟
بعد استئصال المرارة، يستمر الكبد في إنتاج العصارة الصفراوية التي تتدفق مباشرة إلى الأمعاء الدقيقة دون تخزين أو تركيز، الأمر الذي يؤثر في هضم الدهون ويؤدي إلى بعض الاضطرابات الهضمية، لذا يحتاج الجسم إلى فترة للتكيف، والتي تتفاوت مدتها من شخص لآخر.
وهذه بعض أهم النصائح التي تساعد على التكيف بعد استئصال المرارة:
- اتباع نظام غذائي منخفض الدهون: ينصح الأطباء بالحد من تناول الأطعمة الدهنية والمقلية، إذ يصعب على الجسم هضمها بكفاءة بعد الجراحة.
- تناول وجبات صغيرة ومتكررة: يساعد ذلك على تجنب اضطرابات الجهاز الهضمي، مثل الإسهال أو الانتفاخ.
- زيادة تناول الألياف الغذائية تدريجيًا: تساعد الألياف على تحسين عملية الهضم، ولكن يُفضل إضافتها تدريجيًا لتجنب معاناة الانتفاخ والغازات.
- تناول كميات كافية من الماء: يعزز تناول الماء من عملية الهضم ويساعد على تجنب الإمساك الذي قد ينتج من تغير طبيعة الأمعاء في امتصاص الدهون.
- تجنب بعض الأطعمة، مثل الأطعمة الحارة، والمقليات، والمشروبات الغازية التي قد تسبب اضطرابات هضمية بعد استئصال المرارة.
لا يؤثر استئصال المرارة بصورة خطيرة في الصحة العامة للجسم، ويمكن للمرضى التغلب على الأعراض المصاحبة لاستئصال المرارة من خلال إجراء بعض التعديلات الغذائية للحفاظ على هضم الطعام بصورة شبه طبيعية.
ختامًا، تعد المرارة عضوًا هامًا في الجهاز الهضمي، ومع ذلك يمكن للجسم التكيف مع غيابها بعض استئصالها، وينصح الأطباء في مثل هذه الحالات باتباع نظام غذائي متوازن غني بالألياف ومنخفض الدهون، تناول كميات كافية من الماء، إضافة إلى ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
اكتشفوا مزيدًا من المعلومات عن وظيفة المرارة وأعراض التهاب المراره من خلال مشاهدة مقاطع الفيديو الطبية المنشورة على منصتنا المتميزة ميديكازون، المنصة الطبية المرئية الأولى في مصر والعالم العربي، والتي تهدف إلى تصحيح المعلومات الطبية المغلوطة.
إقرأ أيضاً
- استئصال المرارة بالمنظار
- التضخم الخلقي للقولون
- مرض الجرثومة