عمليات القلب المفتوح من أكثر الإجراءات تعقيدًا وأهمية في حياة مرضى القلب، فهي رحلة علاجية تتطلب تنسيقًا دقيقًا بين الكوادر الطبية المتميزة والتقنيات الحديثة.
في هذا الفيديو يوضح الدكتور ياسر النحاس -أستاذ جراحة القلب وجراحات القلب بالمنظار- ماهية الجراحات المعروفة باسم "جراحة قلب مفتوح"، ويستعرض أهمية التجهيزات التي ينبغي توافرها في مستشفي القلب بهدف إجراء أنواع عمليات القلب المفتوح المختلفة.
ما هي عملية قلب مفتوح؟
يوضح الدكتور ياسر أن عملية القلب المفتوح مصطلح طبي يشير إلى استخدام ماكينة القلب والرئة الصناعية في أثناء الجراحة.
وتشير بعض المفاهيم الخاطئة إلى أن عملية القلب المفتوح تتضمن إخراج القلب من الجسم وإجراء الجراحة على منضدة ، بينما تختلف الحقيقة عن ذلك، فإجراء جراحة قلب مفتوح يستدعي تحويل الدورة الدموية إلى ماكينة القلب والرئة الصناعية خلال وجود القلب في موضعه الطبيعي.
ما ماكينة القلب والرئة الصناعية؟
يستخدم الأطباء هذا الجهاز كبديل مؤقت للقلب والرئتين خلال العملية لتزويد الدم بالأكسجين وضخه إلى داخل الجسم، ما يسمح للجراح بإيقاف عضلة القلب وتبريدها باستخدام الثلج للحد من نشاطها، بالتالي تسهيل إجراء الجراحة.
تتضمن هذه الماكينة جزئين رئيسيين:
- المضخة: تقوم بأداء وظيفة القلب المتمثلة في ضخ الدم.
- جهاز الأكسجين: يؤدي وظيفة الرئتين.
التحقق من سلامة ماكينة القلب والرئة الصناعية
تخضع الماكينة إلى اختبارات مكثفة قبل استخدامها، وعادة ما توفر المستشفى ماكينة بديلة كإجراء احترازي يضمن سلامة المريض.
كيفية اختيار المستشفى المناسب لإجراء جراحة قلب مفتوح
يؤكد الدكتور ياسر أن إجراء جراحة قلب مفتوح يتطلب مستشفى متعددة التخصصات، على أن تضم قسم رعاية مركزة مجهز بأحدث التقنيات، إضافة إلى كادر طبي مؤهل على أعلى مستوى، وينبغي أن تتضمن المستشفى على أقل تقدير بعض هذه الوحدات:
قسم الرعاية المركزة
بعد انتهاء إجراء جراحة قلب مفتوح يُنْقَل المريض إلى وحدة العناية المركزة بهدف مراقبة علاماته الحيوية مدة تصل إلى 36 ساعة. وبعد استقرار حالته، يمكن نقله إلى غرفة عادية يقيم فيها مدة 4 إلى 5 أيام قبل السماح له بمغادرة المستشفى.
قسم أمراض الكلى
في بعض الحالات النادرة قد تؤثر الجراحة سلبًا في وظائف الكلى، فيحتاج المريض إلى جلسة غسيل كلوي.
قسم بنك الدم
يوفر هذا القسم أكياس الدم اللازمة في حال احتاج مريض القلب إلى نقل دم، مثل حالات النزيف، وذلك للحد من المضاعفات الصحية التي قد تنتج من فقدان هذا الدم.
ينبغي أن تتضمن المستشفى أقسام المخ والأعصاب، والأشعة، لضمان التدخل السريع في حالة معاناة المريض أي مضاعفات صحية مفاجئة.
رغم ندرة الاحتياج إلى هذه التخصصات المختلفة، يتطلب إجراء جراحة قلب مفتوح وجود منظومة طبية متكاملة تضمن الحفاظ على حياة المريض، وتقديم أفضل رعاية طبية له.
معدل انتشار عملية القلب المفتوح
تُجرى نحو 900 ألف إلى مليون و300 ألف جراحة قلب مفتوح كاملة في الولايات المتحدة سنويًا، وفي مصر تسجل المستشفيات الكبرى، مثل جامعة عين شمس، ومعهد ناصر، والقصر العيني ما بين 10 آلاف إلى 12 ألف حالة سنويًا في القاهرة فقط، بخلاف المستشفيات الخاصة والمحافظات.
وتزداد معدلات إجراء جراحة عملية القلب المفتوح نتيجة انتشار أمراض القلب المتعلقة بالشرايين التاجية وتلف صمامات القلب. تنشأ هذه المشكلات الصحية نتيجة اتباع نمط حياة غير صحي، إضافة إلى معاناة بعض الأمراض، مثل الحمى الروماتزمية.
تحضير المريض وتهيئته قبل عمليات القلب المفتوح
يهيء الطبيب مريض القلب قبل خضوعه لـ جراحة قلب مفتوح من خلال توضيح كافة التفاصيل المرتبطة بالعملية التي تتضمن:
- نوع الجراحة، والتقنيات المستخدمة لإجرائها.
- المدة اللازمة لإجراء الجراحة.
- فترة الإقامة في المستشفى.
- ما يجب فعله بعد الجراحة في المنزل.
- كيفية التعامل مع المضاعفات الصحية المحتملة.
- المدة اللازمة للتعافي من الجراحة.
- موعد العودة لممارسة الحياة الطبيعية.
ويطلب الطبيب المختص خضوع المريض لبعض الفحوصات الطبية التي تتضمن ما يلي:
- صورة دم كاملة.
- وظائف الكلى.
- وظائف الكبد.
- تحليل سيولة الدم، لتفادي النزيف بعد العملية.
- رسم القلب.
- الموجات الصوتية للقلب.
- اختبار فصيلة الدم، وتحضير وحدات الدم المطابقة.
ما المدة اللازمة لإجراء عملية قلب مفتوح؟
يشير الدكتور ياسر إلى أن المدة التي تستغرقها الجراحة تختلف باختلاف انواع جراحات القلب، فتستغرق عمليات صمامات القلب والشرايين التاجية وجراحات القلب بالمنظار ما بين 3 إلى 4 ساعات، بينما تحتاج الجراحات الأكثر تعقيدًا، مثل عملية الشريان الأورطي نحو 5 ساعات، لذا فإن متوسط الوقت اللازم لإجراء عملية قلب مفتوح 4 ساعات.
ما هي اسباب عملية القلب المفتوح؟
يلجأ الأطباء إلى إجراء عمليات القلب المفتوح لدى الحالات التي يصعب علاجها باستخدام تقنيات أقل تعقيدًا، ومن أبرز هذه الحالات ما يلي:
- جراحات الشريان الأورطي، التي تتطلب علاج ضعف الشريان الأورطي أو إصلاح صماماته.
- عمليات تحويل الشرايين التاجية المغذية لعضلة القلب.
- إصلاح صمامات القلب واستبدالها.
- علاج اعتلال عضلة القلب الضخامي الوراثي الناجم عن تضخم جدار البطينين، عبر استئصال الحاجز البطيني.
- استئصال غشاء التامور المتصلب الذي يعيق وظيفة القلب.
- زراعة القلب: إجراء جراحي يستبدل فيه الجراح القلب التالف بآخر سليم من متوفى.
هل عمليات القلب المفتوح خطيرة؟
تعد عمليات القلب المفتوح من الإجراءات الجراحية المعقدة التي تنطوي على بعض المخاطر الصحية، مثل:
- العدوى، يعد مرضى السمنة والسكري أكثر عرضة للإصابة بالعدوى.
- التعرض للنوبات القلبية أو السكتات الدماغية.
- عدم انتظام ضربات القلب.
- الفشل الرئوي أو الفشل الكلوي.
- تلف القلب أو الأنسجة المحيطة به.
- النزيف.
- الإصابة بالجلطات الدموية.
تعد جراحة القلب المفتوح أحد أهم الإنجازات الطبية الفريدة التي تجسد تقدم الطب وتوضح قدرته على التعامل مع الأمراض القلبية المعقدة، ورغم التحديات المحيطة بإجراء عملية قلب مفتوح فهي تفتح بابًا من الأمل أمام مرضى القلب.
للإجابة عن تساؤلاتكم الطبية الخاصة بأنواع عمليات القلب المفتوح تابعوا مقاطع الفيديو الطبي من خلال منصتنا المتميزة ميديكازون، ، المنصة الطبية المرئية الأولى في مصر والعالم العربي، التي تهدف إلى تصحيح المعلومات الطبية المغلوطة.
إقرأ أيضاً
- الصلاة بعد عملية القلب المفتوح
- تجمع السوائل بعد عملية القلب المفتوح
- عملية استئصال ورم في القلب