يؤدي نمو ورم في القلب إلى معاناة آلام الصدر والتعب والشعور بالإغماء، وهي مشكلة تستدعي تشخيصًا دقيقًا وعلاجًا عاجلًا. في هذا الفيديو يستعرض
الدكتور ياسر النحاس -أستاذ
جراحة القلب وجراحات القلب بالمنظار- بعض التفاصيل التي تتعلق بنمو ورم في القلب، ويوضح أنواعه.
ما هو ورم القلب؟
يمكن تصنيف الإصابة بأورام القلب إلى:
الأورام الخبيثة
يعود سبب وجود ورم في القلب إلى نمو الأورام الخبيثة في مناطق أخرى بالجسم، وانتقالها إليه عبر الدورة الدموية.
وفي حالات نادرة ينمو الورم الخبيث في القلب مباشرة (الساركوما)، وهي حالة تنخفض احتمالية شفائها، ويمكن علاجها كيميائيًا وإشعاعيًا، بينما لا يمكن التعامل معها جراحيًا.
الأورام الحميدة
النوع الأكثر شيوعًا من بين أورام القلب، ويُعرَف أشهر أورام القلب الحميدة باسم "Myxoma"، الذي ينمو في الأذين الأيسر، وهو ورم مخاطي يؤثر في كفاءة الدورة الدموية. يسبب هذا المرض معاناة بعض الأعراض، مثل:
- عدم انتظام ضربات القلب.
- الإغماء أو فقدان الوعي.
يمكن علاج هذا الورم من خلال
استئصال اورام القلب بالمنظار عبر شق جراحي صغير في الجانب الأيمن من الصدر، وبعد الجراحة ينصح الطبيب بالمتابعة الدورية مدة خمس سنوات للتحقق من عدم تكرار نمو الورم مرة أخرى.
أنواع أورام القلب
يصنف أطباء القلب الأورام القلبية تبعًا لكيفية تطورها إلى:
- الأورام الأولية: أورام تبدأ في القلب، غالبًا ما تكون هذه الأنواع حميدة.
- الأورام النقيلية (الثانوية): تنشأ من نمو ورم في القلب نتيجة انتشار خلايا سرطانية من سرطان موجود بالفعل في الجسم.
أورام القلب الأولية غير السرطانية
تمثل هذه الأنواع نحو 75 إلى 95% من جميع أورام القلب الحميدة، وتتضمن هذه الأورام ما يلي:
- الميكسوما: أكثر أورام القلب الأولية شيوعًا، وهو يصيب نحو 50% من الحالات التي تعاني من نمو ورم في القلب. يستدعي هذا النوع العلاج جراحيًا للحد من المضاعفات الصحية التي قد تنتج من الإصابة به، وهو ورم مخاطي يصيب الأذين الأيسر، ويؤدي إلى انسداد تدفق الدورة الدموية داخل القلب.
- الورم اليفي الحليمي: يؤدي نمو هذا الورم في القلب إلى تضرر صماماته، وهو يصيب الأشخاص في أي عمر، لكنه أكثر شيوعًا لدى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عامًا.
- الورم الشحمي: يتطور هذا النوع من الأورام في طبقة الشغاف الداخلية (الطبقة المبطنة للقلب) للبطين الأيسر أو الأذين الأيمن أو الجدار الذي يفصل الأذينين، تعيق هذه الأورام تدفق الدم طبيعيًا.
- الورم العضلي القلبي: يصيب هذا النوع الرضع والأطفال بصورة أساسية، ويؤدي نمو ورم في القلب من هذا النوع إلى معاناة التصلب الدهني في 90% من الحالات. يتكون الورم العضلي القلبي من أورام عدة في جدار البطين الأيسر، ما يسبب عدم انتظام ضربات القلب وانسداد تدفق الدم خلاله، وغالبًا لا يحتاج هذا النوع علاجًا وينتهي من تلقاء نفسه.
- الفيبروما (الورم الليفي): يصيب هذا الورم الجانب الأيسر من القلب للأطفال (عضلات البطين)، وتصاحب هذه الحالة الورم الدهني الغدي في الجلد وأورام الكلى، ويسبب عدم انتظام ضربات القلب، ويستدعي علاجه عملية جراحية لإزالته.
أورام القلب الأولية السرطانية
تعد من الأورام النادرة، وتمثل نحو 5 إلى 25% من إجمالي أورام القلب الأولية الخبيثة، وتشمل أهم أنواعها ما يلي:
الساركوما: هو الورم القلبي الخبيث الأكثر شيوعًا، يصنف الأطباء هذا الـ"ورم في القلب" إلى نوعين رئيسيين:
- ساركوما الأوعية الدموية، وينمو هذا الورم في الأذين الأيمن أو التامور، وغالبًا ما يصيب الأشخاص البالغين.
- الساركوما العضلية، يتطور هذا الورم في أي موضع في القلب، وغالبًا ما يصيب الرضع والأطفال.
- الورم الليفي الخبيث: يتطور هذا الورم في الأذين الأيسر وقد يؤدي إلى انسداد الصمام التاجي، الأمر الذي يعيق تدفق الدم إلى غرف القلب.
- سرطان التامور: يُعرف باسم ورم الظهارة المتوسطة التاموري، وهو من الأورام الخبيثة النادرة التي تسبب احتباس السوائل بين القلب وغشاء التامور، ما يسبب ضغطًا على القلب ويمنع امتلائه طبيعيًا بالدم.
أورام القلب النقيلية (الثانوية)
أورام سرطانية انتشرت إلى القلب من أماكن أخرى في الجسم، منها:
- سرطان الجلد.
- سرطان الرئة.
- سرطان الثدي.
- سرطان الغدد الليمفاوية.
- سرطان الكلى.
- سرطان المرئ.
علاج أورام القلب
يسهم الكشف المبكر عن وجود أي ورم في القلب إلى سرعة العلاج والحد من أي مضاعفات صحية قد تهدد حياة المريض، ويعالج الأطباء أورام القلب الحميدة من خلال العلاج الدوائي أو الجراحي (الاستئصال) وفق حالة المريض وما تستدعيه الحالة، بينما يلجأ الأطباء إلى العلاج الإشعاعي والكيميائي في حال الإصابة بأنواع سرطان القلب المختلفة.
هل الورم في القلب خطير؟
تعتمد خطورة أورام القلب على نوعها وما إذا كانت حميدة أو سرطانية، ويسهم الكشف المبكر عنها في الحد من مضاعفات أورام القلب، لذا يمكن القول أن الأورام الحميدة التي يشخصها الطبيب ويعالجها مبكرًا لا تمثل أي خطورة، بينما الأورام السرطانية الأولية للقلب أورام يصعب التعامل معها جراحيًا وتتطلب علاجًا خاصًا، وهو أمر يزيد من خطورتها على حياة المريض.
غالبًا ما يشخص الطبيب أورام القلب المختلفة باستخدام
تصوير الإيكو، ويمكنه الاستعانة ببعض التقنيات الأخرى، مثل التصوير بالرنين المغناطيسي أو الأشعة المقطعية.
ننصحكم باستشارة الطبيب المختص في حال معاناة أي آلام في الصدر أو إغماء أو تورم الساقين والقدمين، فالطبيب هو الوحيد القادر على تشخيص المرض ووضع خطة علاجية مناسبة لكل حالة.
اكتشفوا كل ما يهم عن أمراض القلب والصدر من خلال مشاهدة
مقاطع الفيديو الطبي المنشورة عبر
منصتنا الطبية المتميزة ميديكازون، المنصة الطبية المرئية الأولى في مصر والعالم العربي، التي تهدف إلى تصحيح المعلومات الطبية المغلوطة.
إقرأ أيضاً