يعاني المرء العديد من الأعراض بعد إصابته بمرض ارتخاء الصمام الميترالي، مثل التعب والإرهاق، والإحساس بالألم في الصدر، ومعاناة بعض الاضطرابات النفسية مثل القلق والاكتئاب. وكثيرًا ما تستقبل عيادات جراحي القلب المختصين أسئلة عدة تتعلق بكيفية التعامل مع ذلك المرض والتخلص منه، ولعل أشهر تلك الأسئلة: هل يشفى مريض ارتخاء الصمام الميترالي؟ دعونا نتعرف على إجابات أهم الأسئلة المتعلقة بالمرض.
ما أسباب ارتخاء الصمام الميترالي؟
عادة لا يتسبب ارتخاء الصمام في مضاعفات خطيرة، وتعود أسباب ارتخاءه إلى:
أسباب خلقية أو وراثية (الأكثر شيوعاً)
- في كثير من الحالات يكون الارتخاء موجودًا منذ الولادة بسبب ضعف أو الأنسجة، وغالبًا ما يكون وراثيًا ويظهر في أكثر من فرد في العائلة.
- كما قد يكون مصاحب للإصابة بمتلازمة ما، مثل متلازمة مارفان (Marfan syndrome)، ومتلازمة إهلرز دانلوس (Ehlers-Danlos).
أسباب مكتسبة مع التقدم في العمر
يُصاب بعض الأشخاص بارتخاء الصمام الميترالي بعد تقدمهم بالعمر، خاصة في حال إصابتهم بأحد الأمراض التالية:
- تكلس الصمام: مع التقدم في العمر قد يُصاب الصمام الميترالي بمشكلات عديدة، منها على سبيل المثال لا الحصر تكلس الصمام.
- الحمى الروماتيزمية: الإصابة بالحمى الروماتيزمية في الصغر من المسببات الرئيسية للإصابة بأمراض القلب في مرحلة مبكرة من العمر، وقد تتسبب أيضًا في تلف صمامات القلب وإصابتها بالارتخاء، خاصة إذا لم تُعالج بطريقة صحيحة.
- التهاب الشغاف (Endocarditis): عدوى تصيب صمامات القلب، وتؤدي إلى ضعفها أو ارتخائها.
- احتشاء عضلة القلب (جلطة القلب): إذا أثرت على العضلات التي تتحكم في الصمام.
هل مرض ارتخاء الصمام الميترالي خطير؟
قبل أن نجيب عن أسئلتنا المتعلقة بارتخاء الصمام الميترالي، مثل: هل يشفى مريض الصمام الميترالي؟ وهل مرض ارتخاء الصمام الميترالي خطير؟ دعونا نتعرف عن قرب على موضع وجود هذا الصمام ودوره في الجسم.
يقع الصمام الميترالي في الجهة اليسرى من القلب، تحديدًا بين الأذين والبطين، ويعمل هذا الصمام كبوابة تسمح بمرور الدم في اتجاه واحد دون رجعة. ويشخص طبيب القلب مريضه بارتخاء الصمام الميترالي عندما يفقد هذا الصمام جزءًا من وظيفته بأن يصير غير قادر على الانغلاق الكامل، ما يسمح بعودة بعض الدم إلى غرفة القلب السابقة. ويتسبب ذلك الأمر في ظهور العديد من الأعراض على المريض، من أبرزها:
- رجفان القلب (عدم انتظام ضربات القلب).
- الشعور بألم في الصدر.
- الإرهاق والتعب عند بذل أقل مجهود.
- الإعياء والشعور بالدوار والدوخة.
- ضيق التنفس.
- الشعور بالتوتر والقلق.
إنَّ هذه الأعراض لا تعني تطور المرض ووصوله إلى مرحلة خطرة، إنما هي تستدعي اهتمام وحرص المريض عبر اللجوء إلى طبيب قلب وأوعية دموية متمرس.
هل يشفى مريض ارتخاء الصمام الميترالي؟
يدعو أطباء القلب والأوعية الدموية المرضى إلى عدم الشعور بالخوف عند الإصابة بمرض ارتخاء الصمام الميترالي، فالعديد من المرضى يستمرون بالعيش دون مشكلات طالما لم تتدهور حالة المريض، وهو ما يحدث حينما يهتم بزيارة طبيب القلب للحصول على التشخيص الدقيق، ويلتزم بتناول العلاج الموصوف، أما إهمال الحصول على العلاج فقد يعرض المصابين إلى مخاطر صحية عدة.
وسائل علاج مرض ارتخاء الصمام الميترالي
استكمالًا رحلة الإجابة عن سؤال "هل يشفى مريض ارتخاء الصمام الميترالي؟" نذكركم أن التشخيص المُبكر عامل رئيس للحفاظ على حياة المرضى، لذلك ينبغي لهم زيارة أطباء القلب المختصين فور ملاحظتهم أية أعراض، الأمر الذي يسمح للأطباء بوضع خطة علاجية مناسبة، وتتضمن الوسائل العلاجية:
- تناول الأدوية، مثل مدرات البول ومضادات تخثر الدم.
- التدخل الجراحي لإصلاح الصمام الميترالي أو استبداله.
كيف يختار الطبيب علاج ارتخاء الصمام الميترالي المناسب؟
لاختيار علاج ارتخاء الصمام الميترالي المناسب لحالة كل مريض يطلب الطبيب خضوعه -أي المريض- للفحوصات الطبية المختلفة، من أبرزها:
- مخطط صدى القلب، وهو نوع من الأجهزة يصدر موجات فوق صوتية توضح كفاءة عمل القلب فيما يتعلق بالنبض وضخ الدم.
- مخطط كهربية القلب الذي يقيس الإشارات الكهربائية الصادرة عن القلب، ما يُسهم في التعرف على الاضطرابات التي تُصيب القلب.
- الأشعة السينية على الصدر للمساعدة على تقييم حالة القلب والرئتين.
- الرنين المغناطيسي، وهو جهاز يُصدر موجات راديوية وحقولًا مغناطيسية من أجل الحصول على صور تفصيلية للقلب.
هل من نصائح للتعافي من ارتخاء الصمام الميترالي؟
في كثير من الحالات، لا يحتاج ارتخاء الصمام الميترالي إلى تدخل طبي أو جراحي بقدر ضرورة تغيير المريض لنمط حياته اليومية واتباع نصائح الطبيب للتعايش مع المرض، ومن أهم التعليمات التي يُشير إليها الأطباء:
المتابعة الدورية مع الطبيب
المتابعة ضرورية حتى وإن لم تتفاقم أعراض المرض، خاصة في حال وجود تكلس بالصمام أو إصابته بالارتجاع، وتكمن أهمية المتابعة في إجراء الفحوصات اللازمة للتأكد من استقرار حالة الصممام وعدم تطور المرض أو حدوث مضاعفات.
الالتزام بالأدوية الموصوفة من قبل الطبيب
عادة ما يحتاج المرضى إلى تناول بعض الأدوية لتخفيف الخفقان أو تسارع النبض، إضافة إلى مضادات التخثر في حالات الإصابة باضطراب نظم القلب.
كما ينبغي التنويه على استشارة طبيب القلب قبل تناول المضادات الحيوية خاصة قبل الإجراءات الطبية أو علاج الأسنان
الابتعاد عن مسببات التوتر والضغط النفسي
عادة ما تزداد أعراض الارتخاء، مثل الخفقان وعدم انتظام ضربات القلب حدة مع التوتر، إذ يتسبب التوتر في رفع مستوى هرمون الأدرينالين، ما قد يتسبب في تفاقم الأعراض.
مارس نشاط بدني منتظم (لكن باعتدال)
ممارسة التمارين البسيطة يوميًا يُفيد صحة القلب والصمامات، لكن مع مراعاة تجنب الأنشطة والتمارين المجهد أو العنيفة بدون استشارة الطبيب، ويمكن البدء بالمشي لمدة نصف ساعة يوميًا بسرعة متوسطة أو استخدام الدراجة الثابتة.
الراحة وأخذ قسط كاف من النوم
النوم عدد ساعات غير كافي يوميًا يزيد من شعور المريض بالإرهاق والخفقان والدوخة، كما يؤثر على صحته العامة بالسلب، لذا ينبغي النوم عدد ساعات كاف يوميًا، واخذ قسط من الراحة خلال ساعات العمل أو ممارسة الأنشطة اليومية المختلفة.
اتبع نظام غذائي صحي للقلب
أكثر من الخضراوات والفواكه والحبوب الكاملة، الأطعمة الغنية بالمغنيسيوم والبوتاسيوم (مثل الموز، السبانخ، الأفوكادو)، و قلل من الكافيين (قهوة، شاي، مشروبات الطاقة)، والأطعمة المالحة، الدهون المشبعة لتحافظ على صحة قلبك لعمر أطول.
تجنب التدخين والكحول
يؤثر التدخين سلبًا في صحة الأوعية الدموية عن طريق رفع ضغط الدم، الأمر الذي قد يتسبب في تلف تلك الأوعية وصعوبة تدفق الدم خلالها، كما تزيد الكحوليات من اضطرابات نظم القلب.
بهذه المعلومات نختتم مقال "هل يشفى مريض ارتخاء الصمام الميترالي؟" الذي أجبنا خلاله عن بعض الأسئلة الهامة المتعلقة بالمرض. تصفح منصة ميديكازون للاطلاع على مُختلف فيديوهات المعلومات الطبية التي يقدمها نخبة من أفضل أطباء القلب، وذلك للتعرف على أهم المعلومات الصحية وأدقها المتعلقة بصحة القلب.
اقرا ايضاً