يفصل بين عظام مفصل الركبة غضروفان هلاليّان أحدهما داخلي والآخر خارجي، وهما يُشبهان -في شكلهما- الهلال أو نصف الدائرة، ويعملان على امتصاص الصدمات، وتعزيز ثبات المفصل ومنع حدوث الاحتكاك بين أسطح العظام المُكوِّنة له.
وإذا تمزّق أحد هذين الغضروفين أو كلاهما يشعر المريض بالألم، ويعاني مشكلة عدم ثبات الركبة، فهل تنتهي تلك المعاناة عن طريق علاج الغضروف الهلالي المتضرر جراحيًا؟
ما مدى ضرورة علاج الغضروف الهلالي جراحيًا في حالات الإصابات الرياضية؟
يوضح الدكتور أسامة عبد الحميد أن ضرورة علاج الغضروف الهلالي المقطوع جراحيًا من عدمها أمرٌ يعتمد -في الأساس- على حالة المريض الصحية.
ويُضيف موضحًا مزيدًا من التفاصيل عن أنواع إصابات الغضروف الهلالي ووسائل علاجها قائلًا: "تنقسم أنواع إصابات الغضروف الهلالي إلى نوعين، النوع الأول هو القطع الكامل الذي غالبًا ما يُصيب اللاعبين الرياضيين، وتعتمد خطة علاجه على عُمر اللاعب، وحجم القطع وموقعه".
ويستكمل: "إذا كان اللاعب محترفًا في الرياضة التي يمارسها، وكان صغير السن، فلا بُد من إجراء جراحة دقيقة باستخدام المنظار تستهدف خياطة الغضروف المقطوع وإصلاحه، لكي يعود إلى حالته الطبيعية، بالتالي يستطيع اللاعب إعادة تأهيل المفصل والعودة إلى ممارسة نشاطه الرياضي".
ويوضح الدكتور أسامة شروط علاج قطع الغضروف الهلالي عبر جراحة المنظار بقول: "ينبغي أن تُجرى جراحة المنظار -الهادفة إلى خياطة غضروف الركبة الهلالي- للمريض في غضون مدة تقل عن شهر إلى شهر ونصف بعد حدوث الإصابة، ويجب أن يتراوح عمره ما بين 25 إلى 30 عامًا".
هل علاج الغضروف الهلالي جراحيًا ضروري في حالات الإصابات التآكلية؟
بعد توضيح مدى
ضرورة علاج الغضروف الهلالي -المُتعَرِّض لإصابات رياضية- عبر الجراحة، ينتقل الدكتور أسامة عبد الحميد بحديثه إلى النوع الثاني من إصابات ذلك الغضروف، ألا وهو الإصابات التآكلية.
يؤكد الدكتور أسامة أن الإصابات التآكلية التي تعتري غضروف الركبة الهلالي غالبًا ما تكون ناتجة من العوامل الآتية:
- تقدُّم السن.
- فرط استهلاك المفصل.
- ضعف العضلات.
- زيادة الوزن.
ويوضح أن علاج ذلك النوع من الإصابات لا يستلزم التدخل جراحيًا، إنما يتطلب الخضوع ل
جلسات العلاج الطبيعي بصورة منتظمة، عدا إذا عانى المريض إعاقة حركية أو آلامًا مُزمنة، فحينئذٍ تُجرى له جراحة دقيقة -باستخدام المنظار- تعتمد على استئصال جزء الغضروف المتآكِل أو المقطوع، ومن ثمّ ترميم موضعه.
ثم يُضيف: "جراحة الاستئصال الجزئي للغضروف الهلالي مناسبة للمرضى صغار السن، أما بالنسبة لمن تخطوا سن الـ45 فيكفيهم الخضوع لجلسات العلاج الطبيعي، والعمل على تقوية العضلات، والاعتماد على العلاج الدوائي من أجل تحسين حالة المفصل قدر المستطاع".
النهاية..
يتضح لنا -بعد مشاهدة فيديو الدكتور أسامة عبد الحميد- أن قرار علاج تمزق الغضروف الهلالي جراحيًا يعتمد على نوع الإصابة إذا ما كانت رياضية، أم تآكلية ناتجة من تقدُّم السن والتعرُّض لمختلف عوامل الخطر التي تؤثر سلبيًا في سلامة المفصل، ويتوقف -أيضًا- على سن المريض وحالته الصحية، ويتبين لنا أن التدخل الجراحي نفسه قد يشتمل على خياطة المفصل أو استئصال جزء منه بحسب الحالة.
إذا أردتم الحصول على مزيد من المعلومات عن فترة الاستشفاء والتأهيل بعد جراحات الغضروف الهلالي بالمنظار، ندعوكم إلى الاطلاع على سطور الفقرات القادمة.
التأهيل بعد علاج تمزق الغضروف الهلالي جراحيًا
غالبًا ما تبدأ خطة التأهيل بعد علاج تمزق الغضروف الهلالي جراحيًا خلال الأسبوع الأول أو الثاني عقب الجراحة، وفقًا لقرار جرَّاح العظام المشرف على الحالة.
وتشتمل تلك الخطة على
ممارسة تمارين علاجية -تحت إشراف أخصائي العلاج الطبيعي- تهدف إلى استعادة مجال حركة المفصل الطبيعي، وتعمل على تقوية عضلات الساق وتعزيز مرونتها لأجل تخفيف الحِمل عن عظام مفصل الركبة، فجميعها عوامل تُحسن توازن ساق المريض، وتُعينه على استهلاك مفصله دون آلام أو مشكلات.
مدة شفاء غضروف الركبة الهلالي بعد الجراحة والتأهيل
يستطيع المريض غير الرياضي العودة إلى نمط حياته المعتادة بعد الخضوع للجراحة والالتزام ببرنامج العلاج الطبيعي في غضون مدة تتراوح ما بين 3 إلى 6 أسابيع -تقريبًا، بينما يعود الرياضيون -ممن يمارسون كرة القدم- إلى الملاعب ويستأنفون أنشطتهم الرياضية بعد الجراحة والتأهيل خلال 3 أشهر فقط.
لمزيد من المعلومات حول إصابات العظام والمفاصل، ندعوكم الآن إلى مشاهدة فيديوهات أطباء جراحة العظام المنشورة على منصة "ميديكا زون".. بيت المعلومة الطبية الموثوقة.
اقرا ايضًا