تعود أسباب جلطات القلب عادة إلى انسداد أحد الشرايين التاجية، وهي الشرايين المسؤولة عن تزويد عضلة القلب بالدم المحمّل بالأكسجين والمواد المغذية، ما يؤدي إلى نقص وصول الأكسجين إلى عضلة القلب، وبالتالي ضعفها وتلفها.
خلال هذا الفيديو يستعرض الدكتور فؤاد راسخ -أستاذ واستشاري جراحة القلب والصدر بجامعة القاهرة- إحدى الحالات التي توضح أهمية التدخل الجراحي في بعض أمراض القلب الخطيرة.
أسباب جلطات القلب، وقصة شاب أنقذته الجراحة
يؤكد الدكتور فؤاد أن أبرز أسباب جلطات القلب يرجع إلى ضيق الشرايين التاجية، ما يؤدي إلى ضعف الإمداد الدموي لعضلة القلب وحدوث الجلطة القلبية، موضحًا قصة شاب في أوائل الأربعينيات من عمره، متزوج ولديه طفلة صغيرة، توجه إلى العيادة منذ 3 أو 4 أعوام، وهو يعاني من جلطة حادة في القلب ناتجة من ضيق الشرايين التاجية.
هل جلطة القلب خطيرة؟
وفي هذه الحالة قد أدى إهمال علاج أسباب جلطات القلب إلى معاناة مضاعفات خطيرة، مثل تمدد البطين الأيسر، وضعف شديد في عضلة القلب؛ إذ انخفضت كفاءتها إلى نحو 30% مقارنة بالنسبة الطبيعية التي تبلغ نحو 50%، وبدأ المريض يعاني أعراضًا واضحة لهبوط عضلة القلب، أبرزها تورم القدمين وزيادة سرعة التنفس مع بذل أقل مجهود بدني (النهجان).
التردد في اتخاذ القرار وأهمية الجراحة
وقد كان المريض رافضًا لقرار الجراحة بسبب ارتفاع نسبة الخطورة المرتبطة بها، إلا أن الدكتور فؤاد وضح له أن استمرار الحالة دون تدخل جراحي يمثل خطورة أكبر على حياته مقارنة بخطورة الجراحة نفسها، ولم يكن هناك خيارًا علاجيًا آخر سوى التدخل جراحيًا لإنقاذ حياته.
نجاح العملية وتحسن الحالة الصحية
أجرى الدكتور فؤاد العملية بنجاح، وتم استئصال التمدد الموجود في البطين الأيسر، إضافة إلى علاج الشرايين التاجية، وقد كانت النتائج مذهلة، إذ تحسنت كفاءة عضلة القلب بصورة ملحوظة.
والتزم المريض بالفحوصات الدورية مع الدكتور فؤاد مرة كل 6 أشهر، وعاد إلى حياته الطبيعية، بل ورُزق بمولود آخر بعد تحسن حالته الصحية.
وينصح الدكتور فؤاد راسخ كل مريض أن يخضع للجراحة في حال كانت حالته الصحية تستدعي ذلك، حتى لو كانت تحمل نسبة من الخطورة، إذ إن إهمال تشخيص أسباب جلطات القلب وعلاجها قد يؤدي إلى مضاعفات صحية أكثر خطورة.
ويختتم الدكتور فؤاد حديثه مؤكدًا أن اتخاذ القرار الصحيح في مثل هذه الحالات يجب أن يقوم على مبدأ المقارنة بين كفتين، كفة خطورة إجراء الجراحة مقابل كفة خطورة عدم إجرائها، واختيار الحل الذي يحمل خطورة أقل على حياة المريض.
ما أسباب جلطات القلب الشائعة؟
تتعدد العوامل التي تسهم في الإصابة بجلطات القلب، والتي قد تؤثر بصورة مباشرة في صحة الشرايين التاجية وتدفق الدم إلى عضلة القلب، فيما يلي نستعرض أبرز أسباب جلطات القلب الشائعة:
تصلب الشرايين (تراكم الدهون والكوليسترول)
يُعد تصلب الشرايين من الأسباب الأساسية لجلطات القلب، إذ يؤدي تراكم الدهون والكوليسترول على جدران الشرايين التاجية إلى تضييقها والحد من تدفق الدم خلالها، ما يسبب تكوّن الجلطات.
ارتفاع ضغط الدم
ارتفاع ضغط الدم المزمن يؤدي إلى زيادة الضغط على الشرايين، ما يتسبب في تلف الجدران الداخلية لها، ويزيد من خطر انسدادها وحدوث جلطة قلبية.
التدخين
يعد التدخين من أكثر العوامل الضارة التي تسهم في تراكم الدهون داخل الشرايين، أيضًا قد تزيد مادة النيكوتين من سرعة تجلط الدم، ما يزيد خطر الإصابة بالجلطات القلبية.
داء السكري
يؤثر مرض السكري بصورة مباشرة في صحة الأوعية الدموية، إذ يؤدي ارتفاع مستويات السكر في الدم إلى تلف الشرايين، وزيادة فرص حدوث الانسدادات والجلطات.
السمنة وزيادة الوزن
تعد السمنة عاملًا رئيسيًا في زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب، ويؤثر تراكم الدهون سلبًا في صحة الشرايين، ويزيد من احتمالية تكوّن الجلطات الدموية.
قلة النشاط البدني
عدم ممارسة الأنشطة البدنية يسهم في الإصابة بمشكلات صحية متعددة، مثل السمنة، وارتفاع ضغط الدم، ما يجعل الأشخاص الأقل نشاطًا أكثر عرضة للإصابة بالجلطات القلبية.
العوامل الوراثية
تُعد العوامل الوراثية من أبرز أسباب جلطات القلب، إذ أن وجود تاريخ مرضي لدى أحد الوالدين أو الأقارب مع أمراض القلب يزيد بصورة كبيرة من احتمالية الإصابة للفرد.
اعراض جلطات القلب
يوجد مجموعة من الأعراض التي قد تنذر بوجود جلطة قلبية، وتتمثل أبرز هذه الأعراض فيما يلي:
ألم الصدر (الذبحة الصدرية)
يعتبر الألم في منطقة الصدر من أكثر الأعراض شيوعًا لجلطة القلب، وقد يشعر المريض بثقل أو ضغط شديد في الصدر.
ضيق التنفس
معاناة ضيق التنفس المفاجئ دون وجود سبب واضح من أهم المؤشرات التي قد تدل على وجود مشكلة في القلب، وقد يكون في بعض الحالات علامة مبكرة على حدوث جلطة قلبية.
التعرق الشديد
يُعد التعرق المفاجئ غير المبرر، وخاصة عند الراحة، من الأعراض الشائعة التي قد تصاحب الجلطات القلبية، وهو الأمر يستدعي استشارة الطبيب بصورة فورية.
الغثيان
إذا كان الغثيان مصحوبًا بألم في الصدر أو تعرق شديد، فإنه يعد أحد الأعراض التي قد تنذر بوجود جلطة في القلب.
آلام في الذراع أو الفك أو الظهر
قد يمتد الألم المصاحب للجلطة القلبية إلى أحد الذارعين أو كليهما، أو إلى الظهر، أو الفك، وخاصة إذا تزامنت هذه الأعراض مع ضيق التنفس أو التعرق الشديد، وهو الأمر الذي يعني ضرورة التوجه مباشرة إلى قسم الطوارئ.
ختامًا، تعد جلطات القلب تعتبر من الحالات الخطيرة التي يمكن الوقاية منها من خلال تبني نمط حياة صحي، يتضمن الالتزام بتناول غذاء متوازن، وممارسة الرياضة، والإقلاع عن التدخين، مع ضرورة استشارة الطبيب المختص فور ملاحظة أيًا من الأعراض السابق ذكرها خلال هذا المقال.
تعرفوا إلى مزيد من المعلومات عن علاج جلطة القلب من خلال مشاهدة مقاطع الفيديو الطبية المنشورة على منصتنا المتميزة ميديكازون، المنصة الطبية المرئية الأولى في مصر والعالم العربي.
إقرأ أيضاً
- تحضيرات المسح الذري على القلب
- إيكو للقلب
- عملية تغيير الصمام الاورطي