تعد عملية القلب النابض إحدى التقنيات الحديثة المستخدمة في جراحات القلب، إذ تعتمد على علاج مشكلات القلب والشرايين المتضررة دون الحاجة إلى إيقاف عمل القلب، أو استخدام مضخة القلب والرئة (جهاز القلب الصناعي)، وتهدف هذه التقنية إلى الحد من المخاطر الصحية المحتملة للجراحة التقليدية.
في هذا الفيديو، يوضح الدكتور فؤاد راسخ - أستاذ واستشاري جراحة القلب والصدر بكلية الطب، جامعة القاهرة - أن حقيبة طبيب القلب داخل غرفة العمليات تضم مجموعة كبيرة من الأجهزة والأدوات الدقيقة التي لا غنى عنها في أثناء جراحات القلب.
ما هو مثبت عضلة القلب "Octopus"؟
يوضح الدكتور فؤاد أن مثبث عضلة القلب يعد واحدًا من أهم الأدوات التي يستخدمها جراح القلب في عملياته، وخاصة في جراحات القلب النابض التي يتم فيها إصلاح الشرايين التاجية دون الحاجة إلى إيقاف عضلة القلب كليًا، وذلك بخلاف العمليات التقليدية التي تعتمد على جهاز القلب الصناعي.
آلية عمل مثبت عضلة القلب
يعتمد الجهاز في آلية عمله على تقنية الشفط الناتج من توصيل أحد أطرافه بجهاز شفط مركزي، إذ يضم فتحات صغيرة للغاية تسمح بالالتصاق على سطح القلب، وهو الأمر الذي يساعد الجراح على تثبيت الجزء المراد إصلاحه (الشريان التاجي) رغم استمرار القلب بالخفقان في أثناء الجراحة، لذا سميت بجراحة قلب نابض.
ما أهمية استخدام مثبت القلب في عملية القلب النابض؟
يؤكد الدكتور فؤاد أن هذا الجهاز يُمكن الجراح من إجراء عملية توصيل الشرايين التاجية في أثناء نبض القلب بصورة طبيعية، وذلك دون الحاجة إلى إيقافه بصورة كاملة، كما هو الحال في العمليات التقليدية للقلب المفتوح، والتي تستدعي استخدام جهاز القلب والرئة الصناعي.
مميزات عملية القلب النابض
ويشير الدكتور فؤاد إلى أن جراحة القلب النابض تسمح للمريض بالتعافي سريعًا، إذ يمكن مغادرة المستشفى وممارسة الحياة الطبيعية بعد مرور نحو 3 إلى 4 أيام فقط، وهي فترة نقاهة قصيرة جدا مقارنة بالجراحات التقليدية للقلب المفتوح.
وفي نهاية الفيديو يدعو الدكتور فؤاد راسخ متابعي ميديكازون إلى مشاهدة الحلقات القادمة لاكتشاف أسرار جديدة عن أبرز الأدوات في حقيبة جراح القلب داخل غرفة العمليات.
وفيما يلي نستعرض -نحن فريق ميديكازون- أهم الدواعي الطبية لإجراء عملية قلب نابض، موضحين خطوات هذه الجراحة تفصيلًا.
الدواعي الطبية لإجراء عملية القلب النابض
يجري الأطباء عمليات القلب النابض لعلاج بعض أمراض الشرايين التاجية لدى فئات محددة من المرضى الذين يعانون من ظروف صحية خاصة، من أبرزها:
الأمراض المزمنة
يفضل الأطباء إجراء هذا النوع من الجراحات للأشخاص الذين يعانون من بعض الأمراض المزمنة، مثل السكري، أو الفشل الكلوي، وذلك للحد من التعرض لأي مضاعفات صحية محتملة في أثناء الجراحة.
ضعف عضلة القلب
قد ينصح الطبيب المختص بإجراء عملية القلب النابض للمرضى الذين يعانون ضعف عضلة القلب، وهو الأمر الذي لا يسمح بالاعتماد على جهاز القلب والرئة الصناعي في أثناء الجراحة.
التقدم في العمر
يفضل الأطباء إجراء جراحات القلب النابض لكبار السن؛ نظرًا إلى احتمالية تعرضهم لمخاطر صحية في أثناء إجراء جراحة القلب المفتوح التي تعتمد على استخدام جهاز القلب والرئة الصناعي، ومن أبرز هذه المضاعفات الصحية تخثر الدم وتكوّن الجلطات.
خطوات عملية القلب النابض
تتضمن هذه الجراحة سلسلة من الخطوات الدقيقة التي تتيح للجراح الوصول إلى الشرايين التاجية المسدودة دون الحاجة لإيقاف القلب، ما يساعد على الحد من المخاطر الصحية، تعزيز سرعة التعافي، وتتضمن الخطوات الأساسية ما يلي:
- يصنع الجراح شق في منتصف الصدر، إذ تتطلب العملية في معظم الحالات فتح عظام القفص الصدري من أجل الوصول إلى القلب والشرايين بسهولة.
- يُثبت القلب باستخدام جهاز "Octopus" -الذي وضح الدكتور فؤاد خصائصه سابقًا خلال هذا المقال-.
- ترقيع الشرايين التاجية المسدودة باستخدام أوردة مستأصلة من أجزاء أخرى في جسم المريض، مثل أوردة الساق.
- بعد تدفق الدم بصورة طبيعية خلال الشرايين التاجية، يغلق الطبيب الشق الجراحي بعناية شديدة.
بعد انتهاء الجراحة يُنقل المريض إلى وحدة العناية المركزة لمتابعة حالته الصحية، وضمان استقرار وظائف جسمه الحيوية.
ختامًا، تعد عملية القلب النابض من أهم العمليات الحديثة في مجال جراحات القلب، إذ تتيح إجراء العملية مع الحفاظ على نبض القلب الطبيعي، ما يقلل من المخاطر المحتملة ويحسن من فرص الشفاء، ومع تطور الأدوات الجراحية أصبحت هذه التقنية خيارًا آمنًا وفعّالًا لفئة كبيرة من المرضى حول العالم.
اكتشفوا مزيد من المعلومات عن عمليات القلب من خلال مشاهدة مقاطع الفيديو الطبية المنشورة على منصتنا المتميزة ميديكازون، المنصة الطبية المرئية الأولى في مصر والعالم العربي.
إقرأ أيضاً
- كم يستغرق الشفاء من عملية القلب المفتوح
- هل عملية القلب المفتوح تسبب الوفاة
- أضرار المسح الذري