يُعد الصمام الأورطي أحد الصمامات الحيوية في القلب، فهو ينظم تدفق الدم من البطين الأيسر إلى الشريان الأورطي، ومنه إلى أعضاء الجسم، وفي حال تلف هذا الصمام أو تضرره، قد يلجأ الأطباء إلى تغيير الصمام الاورطى بتقنية أوزاكي، وذلك للحفاظ على كفاءة عمل القلب.
خلال هذا الفيديو يسرد الدكتور فؤاد راسخ -أستاذ واستشاري جراحة القلب والصدر بجامعة القاهرة- أن لكل طبيب حقيبة تحتوي على مجموعة من الأدوات التي يعتمد عليها في عمله، واليوم نفتح معًا "شنطة جراح القلب" لنتحدث عن إحدى التقنيات الحديثة التي أحدثت فرقًا كبيرًا في هذا المجال، وهي تقنية أوزاكي لجراحة تغيير الصمام الاورطى.
ما هي تقنية أوزاكي؟
يوضح الدكتور فؤاد أن هذه التقنية تعد إحدى التقنيات الحديثة المستخدمة في جراحات القلب المفتوح، وتعتمد تقنية أوزاكي لاستبدال الصمام الأورطي على استخدام أنسجة بشرية مأخوذة من جسم المريض نفسه، مثلًا استخدام جزء الغشاء التاموري الذي يحيط بعضلة القلب -إذ يتم استخراجه داخل غرفة العمليات، ثم معالجته بمادة خاص- لتشكيل صمام جديد مطابق للصمام الطبيعي التالف.
كيفية تصميم الصمام الأورطي بتقنية أوزاكي
ابتكر الطبيب الياباني أوزاكي تصميمًا هندسيًا دقيقًا يحتوي على مقاسات محددة لكل من وريقات الصمام الأورطي الثلاث، يُستخدم هذا التصميم في تشكيل الصمام البديل، ويُؤخذ في الاعتبار الاختلاف الطبيعي في مقاسات الصمامات بين المرضى.
بعد تحديد المقاس المناسب لكل مريض، يقص الجراح الغشاء التاموري الذي تم معالجته مسبقًا، ثم يُشكل منه صمام جديد يتميز بأنه مصنوع بالكامل من أنسجة المريض نفسه، ما يمنحه توافقًا مثاليًا مع الجسم.
ما مميزات تقنية أوزاكي في عملية تغيير الصمام الاورطى؟
يشير الدكتور فؤاد إلى أن تغيير الصمام الاورطى باستخدام تقنية أوزاكي لها عدة مميزات، أبرزها:
عدم وجود ضرورة طبية لاستخدام أدوية السيولة مدى الحياة، وذلك بخلاف الصمامات المعدنية التي تعد أدوية السيولة فيها بروتوكولًا علاجيًا أساسيًا.
طول العمر الافتراضي الذي يمتد لسنوات طويلة دون تلف على العكس من الصمامات المصنوعة من أنسجة حيوانية، والتي غالبًا ما تتلف في خلال 7 إلى 10 سنوات.
ملاءمة الصمام تشريحيًا لقلب المريض بصورة مثالية، فهو يُصنع خصيصًا لكل مريض على حدة.
وفي نهاية الفيديو يدعو الدكتور فؤاد متابعي ميديكازون لمتابعة مزيد من الحلقات للتعرف على أدوات وتقنيات جديدة يستخدمها جراح القلب من داخل غرفة العمليات.
وفيما يلي نوضح لكم -نحن فريق ميديكازون- أبرز دواعي إجراء تقنية أوزاكي لاستبدال صمامات القلب، موضحين المخاطر الصحية المحتملة لهذا الإجراء الجراحي.
دواعي استبدال صمامات القلب بتقنية أوزاكي
يلجأ الأطباء إلى استخدام تقنية أوزاكي في حالات معينة، خاصة عندما يعاني المريض مشكلات صحية تمنعه من استخدام أدوية السيولة لفترات طويلة، أو في حال وجود اضطرابات مناعية قد تؤدي إلى رفض الجسم للصمامات الحيوانية، ما يجعل هذه التقنية خيارًا مناسبًا وآمنًا.
وتشمل أبرز هذه الحالات ما يلي:
تضيق الصمام الأورطي "Aortic Stenosis"
تحدث هذه المشكلة عندما يصبح الصمام أكثر صلابة وضيقًا، ما يتسبب في انخفاض كمية الدم المتدفقة إلى الجسم، وبالتالي إرهاق عضلة القلب.
قُصور الصمام الأورطي "Aortic Regurgitation"
وفي هذه الحالة لا يُغلق الصمام بصورة كاملة، ما يؤدي إلى تسرب الدم مرة أخرى إلى البطين الأيسر، وهو الأمر الذي يؤثر في كفاءة الدورة الدموية.
تلف الصمام نتيجة الأمراض المناعية
قد تتضرر أنسجة الصمام بصورة دائمة نتيجة الإصابة ببعض الأمراض المناعية، مثل الحمى الروماتيزمية، أو التهاب الشغاف.
مخاطر جراحة تغيير الصمام الاورطى بتقنية أوزاكي
رغم مميزات تقنية أوزاكي لاستبدال الصمام الأورطي، إلا أنها كأي إجراء جراحي لا تخلو من بعض المخاطر والمضاعفات الصحية المحتملة، ومنها:
- وجود مخاطر مرتبطة بالجراحة المفتوحة، مثل النزيف، والإصابة بالعدوى، أو اضطراب في نظم القلب.
- إمكانية تعرض الصمام الجديد للتلف على المدى البعيد، رغم أن الغشاء التاموري المستخدم يتميز بمرونة وقوة عالية.
- تعقيد العملية، إذ تتطلب تصنيع الصمام يدويًا بدقة، مما يستلزم وجود جراح ماهر وذو خبرة في هذا النوع من الإجراءات.
ختامًا، يُعد تغيير الصمام الاورطى بتقنية أوزاكي نقلة نوعية في عالم جراحات القلب، لما له من مميزات عدة، ومع ذلك فإن قرار إجراء هذه العملية يعتمد على تقييم شامل لحالة المريض للحد من احتمالية تعرضه لمضاعفات صحية محتملة.
تعرفوا إلى مزيد من المعلومات عن عملية الشريان الاورطي من خلال مشاهدة مقاطع الفيديو الطبية المنشورة على منصتنا المتميزة ميديكازون، المنصة الطبية المرئية الأولى في مصر والوطن العربي، التي تهدف إلى تصحيح المعلومات الطبية المغلوطة.
إقرأ أيضاً
- أضرار المسح الذري على المحيطين
- اعراض ارتجاع الصمام الميترالي
- نصائح بعد عملية القلب المفتوح