يبحث المرضى عن بعض المعلومات المتعلقة بوسائل علاج الشوكة العظمية في الكعب عندما يشعرون بآلام شديدة بأقدامهم، لكنهم يُدهشون عندما يعلمون بأن الشوكة العظمية ليست حقيقة من الأساس، وأنها ليست المُسبب الرئيسي لآلام القدم. خلال فيديو اليوم يوضح الدكتور حسن سامي -استشاري جراحة العظام والمفاصل وجراحة عظام الأطفال- كل المعلومات التفصيلية التي تخص مشكلة الشوكة العظمية.
ما علاج الشوكة العظمية في الكعب؟
يؤكد الدكتور حسن سامي -استشاري جراحة العظام والمفاصل وجراحة عظام الأطفال- أن البحث عن علاج الشوكة العظمية في الكعب أمرٌ غير دقيق، لأن الشوكة العظمية ليست حقيقة، إنما هي مشكلة يُلاحظها الطبيب عبر الأشعّات التصويرية، وهي ليست المُسبب الرئيسي لآلام الكعب وباطن القدم.
ما أسباب آلام الكعب وباطن القدم؟
يعود السبب الرئيس للشعور بآلام القدم والكعب إلى المشكلات المرتبطة بالغشاء المُبطن للقدم المعروف طبيًا باسم "Plantar fascial"، فعلى سبيل المثال يؤدي انخفاض معدل ممارسة الرياضة أو المشي إلى تقلص هذا الغشاء، ما يتسبب في الشعور بآلام الكعب المزعجة.
ويضيف دكتور حسن أن ارتداء الأحذية غير المريحة ذات الكعوب العالية أو تلك المُبطَنة بفرش غير طبي، وقلة شرب المياه، ونقص فيتامين (د) بالجسم، والإصابة بمرض السكري، من أبرز العوامل التي تؤدي إلى الشعور بالألم في باطِن القدم أو الكعب.
كيف يُمكن علاج آلام الكعب؟
يؤكد الدكتور حسن سامي أن نحو 99% من المرضى المصابين بآلام القدم أو الكعب تتحسن حالتهم بمجرد التخلص من المُسبب الرئيسي للألم، فمثلًا إذا كان سبب آلام الكعب قلة شرب المياه، فستتضمن الخطة العلاجية شرب المياه بكميات أكبر، أما إذا كان السبب مرتبطًا بنقص فيتامين (د)، فسيصف الطبيب الأدوية التي تسهم في رفع مستوى هذا الفيتامين بالدم من أجل استعادة مستواه الطبيعي.
ويكمل دكتور حسن حديثه موضحًا أن بعض خطط العلاج تعتمد على:
تستهدف خطة علاج آلام الكعب -أحيانًا- زيادة قوة القدم عبر المشي باستمرار أو الركض، أو الخضوع لجلسات العلاج الطبيعي التي تتضمن استخدام أجهزة الموجات التصادمية، أو ممارسة بعض التمارين الهادفة إلى استعادة التوازن بين عضلات القدم.
تُساعد تقنيتي حَقن الكورتيزون الموضعي أو حَقن البلازما الغنية بالصفائح الدموية (PRP) على تخفيف آلام الكعب وباطن القدم. مما سبق يتضح لنا أن علاج آلام الكعب والقدم لا تستدعي التدخل الجراحي، إلا أن الأطباء قد يلجأون إلى إجراء عمليات جراحية لأولئك الذين يعانون آلام القدم بسبب اختناق العصب المُغذي لباطن القدم، ويُشخص الطبيب المُختص مثل تلك الحالات عبر الفحص الإكلينيكي (السريري) وإجراء فحص "رسم العصب"، إلا أنها تظل حالات نادرة. النهاية.
ما أسباب الشوكة العظمية في القدم؟
كما ذكرنا أنفًا، فإن شوكة الكعب مجرد نتوء عظمي صغير يتكون في الجزء السفلي من عظم الكعب، وعادة ما تعود أسباب شوكة الكعب إلى:
الضغط الزائد على الكعب
المشي أو الجري لفترات طويلة على أسطح صلبة، خاصة في حال ارتداء أحذية غير مناسبة قد يتسبب في معاناة الشوكة العظمية، كذلك ممارسة رياضات تعتمد على الجري والقفز.
التهاب الأوتار والأنسجة الداعمة للكعب
الشد المستمر في الرباط الممتد من كعب القدم لأصابع القدم يؤدي إلى تهيج العظم والأنسجة المحيطة به، وقد يدفع الجسم لتكوين نتوء عظمي (الشوكة) كرد فعل.
الوزن الزائد والسمنة
الوزن الزائد ومرض السمنة يزيد من الضغط على الأنسجة والأربطة في القدم، مما يزيد من احتمالية حدوث الالتهاب وتكون الشوكة.
ارتداء أحذية غير مناسبة
الأحذية غير الداعمة أو ذات النعل الرقيق، أو ذات الكعب العال، كذلك الأحذية المسطحة تمامًا بدون دعم للقوس الطولي للقدم جميعها غير مناسبة وقد تتسبب في معاناة الشوكة العظمية.
إصابة القدم بتشوه ما
مثل تسطح القدم (الفلات فوت) أو زيادة تقوس القدم.
التقدم في العمر
مع التقدم في السن تقل مرونة الأربطة والأوتار، وتفقد قدرتها على امتصاص الصدمات، مما يزيد من خطر الإصابة بالشوكة العظمية.
الوقوف لفترات طويلة
الأشخاص الذين تتطلب أعمالهم الوقوف لساعات طويلة أكثر عرضة للإصابة بالشوكة.
مشكلة قصر عضلات الساق الخلفية (عضلة السمانة)
قصر هذه العضلات يؤدي إلى شد إضافي على عضلات وأربطة أسفل القدم.
الإجهاد البدني المفاجئ
البدء المفاجئ بممارسة الرياضة أو زيادة النشاط البدني بدون تهيئة القدمين قد يتسبب في الإصابة بشوكة القدم بمرور الوقت.
هل يمكن الوقاية من شوكة الكعب؟
نعم، يمكن الوقاية من شوكة الكعب في كثير من الحالات من خلال اتباع بعض العادات الصحية والوقائية التي تحد من فرص الإصابة، مثل:
اختيار الأحذية المناسبة
ارتداء أحذية مريحة ذات دعم جيد لقوس القدم بنعل سميك ويمتص الصدمات، وتجنب الأحذية المسطحة تمامًا أو ذات الكعب العالي.
الحفاظ على وزن صحي
التخلص من الوزن الزائد يخفف من الضغط الواقع على الكعب في أثناء الوقوف والمشي.
ممارسة تمارين التمدد
تمارين التمدد وإطالة عضلات الساق الخلفية (عضلة السمانة) يساعد على تعزيز مرونة الأنسجة وتقليل الشد على الكعب.
تجنب الوقوف لفترات طويلة دون حركة
إذا كان عملك يتطلب الوقوف لفترات طويلة حاول أخذ فترات من الراحة، واستخدام فرشات قدم طبية داخل الحذاء.
التدرج في ممارسة الرياضة
تجنب القفز المفاجئ، وزاد من التمارين بصورة تدريجية، ولا تنس ممارسة تمارين الإحماء قبل التمارين الرياضية.
كما يمكن الوقاية من خلال معرفة أسباب الشوكة العظمية وعلاجها، والتي تتمثل فيه:
علاج أي مشاكل في القدم مبكرًا
مثل الفلات فوت أو زيادة تقوس القدم، عن طريق زيارة طبيب عظام أو أخصائي علاج طبيعي عند وجود مشكلات في شكل القدم.
التعامل المبكر مع أي ألم في الكعب
إذا شعرت بأي ألم في الكعب، من الأفضل الراحة ووضع كمادات باردة.
بهذه الكلمات ينتهي محتوى فيديو الدكتور حسن سامي، استشاري جراحة العظام والمفاصل وجراحة عظام الأطفال. وإذا كنت ممن بحثوا عن علاج الشوكة العظمية في الكعب يومًا ما، نتمنى أن تكون قد علمت بأنها ليست مشكلة حقيقية، وليست السبب الرئيس للشعور بآلام باطن القدم