يعتبر فصام الشخصية من الأمراض النفسية الغير شائعة؛ حيث يُعرّف بأنه اضطراب عقلي مزمن يؤثر على طريقة تفكير الشخص، وسلوكياته مع الآخرين، ومدى إدراكه للواقع المحيط به.في هذا الفيديو توضح الدكتورة سالي محمد الشيخ -استشاري أول طب نفسي كلية الطب القصر العيني- الفرق بين فصام الشخصية والانفصام.
ما الفرق بين الفصام والانفصام؟
توضح الدكتورة سالي أن مصطلح "انفصام الشخصية" غير موجود في الطب النفسي، ولكن هناك مرض "فصام الشخصية" (المرض الذهاني).
وكثيرًا ما يخلط جمهور الناس بين انفصام الشخصية وبين الاضطراب النفسي "تعدد الشخصيات" (اضطراب نفسي يعاني المريض فيه من وجود شخصيتين أو أكثر، لكل شخصية منهم سمات مختلفة يتنقل المريض بين الشخصيات دون أن يشعر أو يتذكر)، وذكرت الطبيبة أنه مرض نادر الحدوث؛ ففي خلال 15 عامًا من العمل في مجال الطب النفسي لم ترى هذه الحالة سوى مرتين فقط.
إلى هنا ينتهي كلام الدكتورة سالي محمد الشيخ -استشاري أول طب نفسي كلية الطب القصر العيني- وفيما يلى نعرض المزيد من المعلومات عن فصام الشخصية.
متى تبدأ أعراض فصام الشخصية في الظهور؟
يبدأ ظهور أعراض فصام الشخصية عادة لدى الرجال من سن 15 إلى سن 25 عامًا، أما عند النساء فيظهر من سن 25 إلى سن 35 عامًا، وبالنسبة للأطفال نادرًا ما تظهر أعراض الفصام عليهم.
ما أعراض فصام الشخصية؟
تنقسم أعراض مرض الفصام إلى:
أعراض الفصام المبكرة
تظهر الأعراض الأولية لمرض الفصام لدى النساء والرجال في مرحلة المراهقة، قد تستمر لأسابيع أو شهور وسنين ومن هذه الأعراض:
- انخفاض العلامات الدراسية.
- مشاكل النوم.
- الانفعال الشديد.
- الانعزال والابتعاد عن الآخرين.
- صعوبة التركيز.
أعراض الفصام الذهانية
يحدث تغيير في تصرفات المرضى وطريقة تفكيرهم، فيجدون صعوبة في التمييز بين الواقع والخيال، وتشمل الأعراض الذهانية:
- الهلوسة: تتضمن الهلوسة ظهور مشاعر غير حقيقية، كما يُعاني المريض من رؤية أو شم وتذوق أشياء غير موجودة، ويعد سماع الأصوات أكثر أعراض الهلوسة انتشارًا لدي مريض الفصام وقد تستمر لفترة طويلة.
- الأوهام: يتشكل لدى المريض أفكار غير منطقية وغريبة أحيانًا مثل اعتقاده أنه إله أو شيطان، أو أن هناك من يتآمر عليه ويريد ايذائه.
- اضطراب التفكير والتصلب العضلي: يعاني مرضى الفصام من صعوبة تنظيم الأفكار والكلام وفي هذه الحالة قد يتوقف الشخص عن الكلام والحركة.
أعراض الفصام السلبية
تشير إلى غياب السلوكيات اليومية المعتادة، مثل:
- صعوبة التخطيط وممارسة النشاطات الروتينية مثل: العمل والتسوق وغيرهما.
- عدم الاستمتاع بالحياة اليومية وفقدان الشغف تجاه الأمور المختلفة.
- تجنب الأنشطة الاجتماعية للعائلة والأصدقاء.
- التحدث بصوت خافت وقلة تعبيرات الوجه.
- انخفاض الطاقة.
الأعراض المعرفية للفصام
تشمل مشاكل في الإدراك والانتباه أو التركيز والتذكر، فيعاني المريض من:
- صعوبة فهم المعلومات واتخاذ القرارات.
- صعوبة التذكر واستخدام المعلومات بعد تلقيها.
- مشاكل في التركيز والانتباه.
ما أسباب فصام الشخصية؟
يصاب الأشخاص بمرض الفصام نتيجةً لعدة أسباب، من بينها:
- العامل الوراثي: تشير الأبحاث إلى ارتباط مرض الفصام بالجينات الوراثية، إذ تزيد احتمالية الإصابة به ستة أضعاف إذا كان أحد الوالدين أو الأقارب مُصاب بالفصام.
- العوامل البيئية: تزيد العوامل البيئية والتجارب من فرص الإصابة بمرض فصام الشخصية، وتشمل هذه العوامل: الفقر، والظروف البيئية الخطرة والصعبة، بالإضافة إلى التعرض إلى الإصابة الفيروسات، أو سوء التغذية قبل
- الولادة وخاصة في الثلث الأول والثاني من الحمل.
- البنية الدماغية وكيمياء الدماغ: يصبح المصابون بالفصام أكثر عرضة لحدوث اختلافات دقيقة في حجم مناطق معينة في الدماغ والروابط بينها.
- تعاطي المخدرات: يزيد تناول المواد المخدرة مثل الماريجوانا في مرحلة المراهقة والشباب من خطر الإصابة بالأمراض الذهانية كالفصام.
كيف يفكر مريض الفصام؟
يعاني مريض الفصام من عدم القدرة على التفكير بشكل جيد أو واضح، ويعاني أيضًا من الانتقال بسرعة من فكرة إلى فكرة أخرى دون وجود روابط منطقية بينهما.
ماذا يتخيل مريض الفصام؟
يتخيل مريض الفصام أشياء غير موجودة، بالإضافة إلى شم روائح غريبة، والشعور بأحاسيس على الجلد بالرغم من عدم وجودها.
كيف يُشخص مريض الفصام؟
تشخيص مرض الفصام ليس بالأمر السهل؛ وذلك لأن هناك بعض المخدرات، مثل الميثامفيتامينات تتشابه أعراضها مع أعراض مرض الفصام.
ورغم عدم وجود فحوصات جسدية أو معملية لتشخيص مرض الفصام، يستطيع الطبيب تقييم الأعراض لمدة لا تقل عن ستة أشهر لضمان التشخيص الصحيح مع التأكد من عدم وجود أورام دماغية أو اضطرابات نفسية أخرى مثل الإضطراب ثنائي القطب.
للتشخيص الصحيح لمرض الفصام يجب أن يعاني المريض من عرضين أو أكثر من هذه الأعراض: الهلوسة، الأوهام، والسلوك غير المنظم أو الأعراض السلبية لمرض الفصام، وقد تكفي الهلوسة والأوهام فقط لتشخيص الفصام.
ما وسائل علاج فصام الشخصية؟
لا يوجد علاج شافي تمامًا لمرض فصام الشخصية، ولكن تساعد بعض العلاجات على تخفيف حدة الأعراض، وتحسين الحياة اليومية، ومساعدة المريض على ممارسة النشاطات اليومية بصورة طبيعية ومن هذه العلاجات:
- الأدوية المضادة للذهان: يصف الطبيب المعالج هذه الأدوية للمريض، وتؤخذ يوميًا للتخفيف من حدة الأعراض الذهانية، لكن قد تظهر آثار جانبية للأدوية المضادة للذهان مثل: زيادة الوزن، أو جفاف الفم، والأرق، أو النعاس.
- العلاجات النفسية الاجتماعية: تساعد العلاجات النفسية في إدارة الأعراض، وتسهيل ممارسة الأنشطة اليومية، وإيجاد حلول للمشاكل التي يتعرض لها مريض الفصام، ومن هذه العلاجات: العلاج المعرفي السلوكي، وتدريب
- المهارات السلوكية، والتدخلات المعرفية العلاجية.
- التعليم والدعم الأسري: تهدف هذه البرامج التعليمية إلى تعريف الأسرة والأصدقاء كيفية التعامل مع مرضى الفصام ومساعدتهم في إدارة المرض وتقديم الدعم.
- علاج تعاطي المخدرات والكحول: يعاني بعض مرضى الفصام من مشاكل متعلقة بالمخدرات ويلعب برامج علاج التعاطي دورًا مهمًا في التعافي منه.
في الختام مرض فصام الشخصية من الأمراض التي يصعب التعامل معها. فإذا كان لديك شخص في حياتك يعاني منه فاحرص على مساعدته في تلقي العلاج النفسي وتقديم الدعم له للاستمرار في العلاج.
تعرف إلى مزيد من المعلومات الطبية عن مرض الفصام ومختلف الاضطرابات النفسية الأخرى من خلال مشاهدة مقاطع الفيديو الطبية المنشورة على منصتنا ميديكازون، المنصة الطبية المرئية الأولى في مصر والوطن العربي
إقرأ أيضاً
- أهم نصائح عن الصحة النفسية
- ما الفرق بين مرض الاكتئاب ومشاعر الحزن؟
- ما أعراض القلق؟ ومتى ينبغي استشارة الطبيب المختص؟