تتعدد الأسباب التي تؤثر على خصوبة الرجل وتسبب تأخر الإنجاب لديه.تابع معنا في هذا المقال حديث الدكتور أحمد حسني -أستاذ مساعد أمراض الذكورة والعقم في جامعة حلوان واستشاري الجراحات الميكروسكوبية وتأخر الإنجاب، وزميل الجمعية الأوروبية للصحة الجنسية عن أحد هذه الأسباب وهو ضعف حركة الحيوانات المنوية.
ماذا يعني ضعف حركة الحيوانات المنوية؟
يوضح الدكتور أحمد أن ضعف حركة الحيوانات المنوية من الإصابات المنتشرة بين الرجال الذين يترددون كثيرًا على عيادات الذكورة وتأخر الإنجاب. أشارت منظمة الصحة العالمية في آخر تقرير لها عام 2010 إلى أن حركة الحيوانات المنوية تصنف إلى نوعين، هما كالآتي:
- الحركة الأمامية، وتعني حركة الحيوانات المنوية في السائل المنوي للأمام سواء حركة سريعة أو بطيئة، وينبغي أن تزيد نسبتها عن 32% من إجمالي حركة الحيوانات المنوية.
- الحركة الكلية، وتعني إجمالي حركة الحيوانات المنوية سواء الحركة الأمامية أو غير الأمامية ويجب ألا تقل نسبتها عن 40%.
في حالة تحليل السائل المنوي ورصد انخفاض في نسبة أي من نوعي الحركة عن النسب السابق ذكرها، فإنها إشارة إلى إصابة الرجل بضعف حركة الحيوانات المنوية.
هل تؤثر ضعف حركة الحيوانات المنوية على القدرة الإنجابية؟
نعم، إذ يؤكد الدكتور أحمد حسني على أن ضعف الحيوان المنوي يقلل من فرص إخصاب البويضة، مما يؤثر بالسلب على القدرة على الإنجاب.
ما أسباب ضعف حركة الحيوانات المنوية؟
يذكر الدكتور أحمد العديد من أسباب ضعف حركة الحيوانات المنوية، وتشمل ما يلي:
الإصابة بدوالي الخصية
يقصد بها الإصابة بالدوالي المحسوسة من الدرجة الثانية فما أكثر، مما يؤثر على مكونات السائل المنوي مسببةً بطء حركة الحيوان المنوي وتشوهه.
صديد السائل المنوي
تؤثر الإصابة بالالتهابات أو الصديد في السائل المنوي بالسلب على حركة الحيوانات المنوية.
لزوجة السائل المنوي
تعمل زيادة لزوجة وسماكة السائل المنوي على الحد من حركة الحيوانات المنوية.
التدخين
يحذر الدكتور أحمد من تأثير التدخين الضار على مكونات السائل المنوي، فقد يتسبب في قلة الحيوانات المنوية أو حدوث تشوهات بها أو ضعف حركتها، بالإضافة إلى تأثيره السلبي على القدرة الجنسية للرجل.
السمنة المفرطة
قد تؤثر الزيادة في الوزن وتراكم الدهون في منطقة البطن على حركة الحيوانات المنوية.
الأجسام المضادة في السائل المنوي
يؤدي تكون أجسام مضادة في السائل المنوي إلى مهاجمة الحيوانات المنوية وضعف حركتها وبالتالي الحد من قدرتها على إخصاب البويضة.
ما طرق علاج ضعف حركة الحيوانات المنوية؟
يشير الدكتور أحمد إلى اختلاف طريقة العلاج من حالة إلى أخرى، إذ توضع خطة العلاج لكل حالة على حدة بعد إجراء الفحوصات اللازمة، وتشمل طرق العلاج ما يلي:
- تحديد سبب ضعف الحيوان المنوي، وعلاجه مثل إجراء عملية ربط دوالي الخصية أو علاج التهابات وصديد السائل المنوي.
- تناول بعض مضادات الأكسدة.
- تغيير نمط الحياة واتباع أسلوب حياة صحي يشمل الآتي:
- الإقلاع عن التدخين.
- تناول الطعام الصحي الذي يحتوي على الفيتامينات والمعادن، مثل الخضراوات والفواكه الطازجة.
- علاج السمنة المفرطة وممارسة الأنشطة الرياضية بانتظام.
- إجراء الحقن المجهري.
دور الحقن المجهري في علاج حالة ضعف حركة الحيوانات المنوية
يشير الدكتور أحمد إلى أن الطبيب يلجأ إلى الحقن المجهري في حالات ضعف حركة الحيوانات المنوية الشديد وعدم الاستجابة للعلاجات السابق ذكرها، كما يؤكد على أهمية عدم التردد والتأخر في اتخاذ قرار العلاج بالحقن المجهري، فكلما كان إجراء الحقن المجهري مبكرًا كانت النتائج أفضل وارتفعت نسبة نجاح العملية. يضرب الدكتور أحمد أحد الأمثلة لزوجين مستمرين على العديد من العلاجات الدوائية لتحسين القدرة على الإنجاب لمدة تزيد عن 15 عامًا دون وجود نتائج ملموسة، لذلك تعد عملية الحقن المجهري العلاج الأمثل لحالتهم. يجرى التلقيح الصناعي بعد فحص السائل المنوي بإحدى الطريقتين:
- في حالة ضعف حركة الحيوانات المنوية، يؤخذ أفضلها لاستخدامه في إخصاب البويضة.
- أما في حالة إنعدام حركة الحيوانات المنوية تمامًا في عينة السائل المنوي، يجرى التفتيش الميكروسكوبي للخصية من أجل الحصول على حيوانات منوية سليمة مباشرة من أنسجة الخصية لتحقيق أفضل النتائج.
ما العوامل التي تُحدد صحة الحيوانات المنوية للرجل بالتفصيل؟
صحة الحيوانات المنوية تعتمد على عدة عوامل تحدد قدرتها على التخصيب وتحقيق الحمل، ويتم التقييم من خلال إجراء تحليل السائل المنوي، والذي يقيس عدة معايير حيوية. إليك العوامل الرئيسية التي تحدد صحة الحيوانات المنوية بالتفصيل:
- عدد الحيوانات المنوية: يشير إلى عدد الحيوانات المنوية في كل ملليلتر من السائل المنوي، ومعدله الطبيعي 15 مليون إلى أكثر من 200 مليون حيوان منوي لكل ملليلتر، وإذا انخفض عدد الحيوانات المنوية عن 15 مليون/مل قد يشير ذلك إلى ضعف الخصوبة (قلة النطاف).
- حركة الحيوانات المنوية (Motility): وهي قدرة الحيوانات المنوية على الحركة نحو البويضة، وإن كنت تتساءل: "ما هي نسبة حركة الحيوان المنوي عند الرجال؟" فينبغي أن يكون معدل الحركة 40% أو أكثر من الحيوانات المنوية، مع 32% منها على الأقل حركتها حركة تقدمية كما ما وضحنا من قبل.
- شكل الحيوانات المنوية (Morphology): يجب أن تحتوي الحيوانات المنوية الطبيعية على رأس بيضاوى، وقطعة وسطى قوية، وذيل طويل ومستقيم للحركة الفعالة، ويجب أن يكون 4% أو أكثر من الحيوانات المنوية طبيعية الشكل وذلك حسب معايير منظمة الصحة العالمية WHO.
- حجم السائل المنوي: كمية السائل المنوي المتدفق في القذف الواحد مؤشر هام على صحة الحيوانات المنوية، إذ ينبغي أن تتراوح ما بين 1.5 5 وملليلتر، وإذا كان الحجم أقل من 1.5 مل، قد يشير إلى مشكلة في الغدد التناسلية أو انسداد القنوات الناقلة للحيوانات المنوية.
- مستوى الحموضة (pH): إذ يجب أن يكون السائل المنوي متوازنًا بين القاعدية والحمضية، وأن يتراوح معدل حموضته ما بين 7.2 و 8.0 ، وأي ارتفاع أو انخفاض في الرقم الهيدروجيني (مستوى الحموضة) قد يؤثر على بقاء الحيوانات المنوية ونشاطها.
- سيولة السائل المنوي (Liquefaction Time): السائل المنوي يكون لزجًا عند القذف لكنه يصبح سائلاً خلال 15 إلى 30 دقيقة، وإذا لم يسيل بعد 30 دقيقة، يشير ذلك إلى وجود مشكلة في البروستاتا أو نقص بعض الإنزيمات المهمة للحركة.
- عدد خلايا الدم البيضاء (WBC) في السائل المنوي: وجود كميات كبيرة من خلايا الدم البيضاء يشير إلى الإصابة بعدوى أو التهاب، مما قد يؤثر على جودة الحيوانات المنوية، وعادة لا يتجاوز عدد خلايا الدم البيضاء 1 مليون خلية لكل ملليلتر من السائل المنوي.
- حالة الحمض النووي (DNA Fragmentation): التي تشير إلى مدى سلامة المادة الوراثية داخل الحيوانات المنوية، فقد يؤدي اضطرابها إلى ضعف الإخصاب، وزيادة فرص الإجهاض المبكر، وفشل محاولات التلقيح الصناعي (IVF) في حال تجربة الأمر.
عوامل تؤثر على صحة الحيوانات المنوية
- التعرض للحرارة العالية عن طريق: وضع الحاسوب المحمول على الفخذين، الحمامات الساخنة، أو الملابس الضيقة قد تؤثر على إنتاج الحيوانات المنوية.
- التعرض للمواد الكيميائية مثل المبيدات الحشرية والمعادن الثقيلة تؤثر سلبًا في جودة الحيوانات المنوية.
- الأمراض المزمنة: مثل مرض السكري، دوالي الخصية، واضطرابات الهرمونات قد تسبب مشكلات في الخصوبة.
- الإجهاد والتوتر يرفع من مستويات الكورتيزول، مما قد يؤثر على إنتاج التستوستيرون والحيوانات المنوية.
كم يستغرق علاج ضعف حركة الحيوانات المنوية؟
تختلف مدة علاج ضعف حركة الحيوانات المنوية وفقًا لسبب الإصابة الأساسي ونوعية العلاج المستخدم،
وعادة ما يستغرق التحسن من 3 إلى 6 أشهر، لأن دورة تكوين الحيوانات المنوية الكاملة تستغرق حوالي 74 يومًا، بالإضافة إلى فترة نضجها وانتقالها في الجهاز التناسلي.
وقد تطول فترة العلاج اللازمة في حال:
- نقص الفيتامينات أو سوء التغذية، وهو ما يمكن علاجه خلال 1-3 أشهر بعد تحسين النظام الغذائي أو تناول المكملات.
- التهابات الجهاز التناسلي: وتستغرق مدة 4-6 أسابيع للعلاج بالمضادات الحيوية أولًا ومن ثم علاج ضعف الحركة.
التحسن الأولي يمكن ملاحظته بعد 6-8 أسابيع، لكن التحسن الكامل يحتاج 3-6 أشهر، وبعض الحالات الشديدة قد تحتاج سنة كاملة لرؤية تحسن واضح في تحليل السائل المنوي.
هل يحدث حمل مع ضعف حركة الحيوانات المنوية؟
نعم، يمكن أن يحدث الحمل حتى مع ضعف حركة الحيوانات المنوية، لكنه يكون أكثر صعوبة ويعتمد على درجة الضعف وعوامل أخرى، مثل عدد الحيوانات المنوية، وشكلها، وجودة البويضة.
فإذا كانت الحركة ضعيفة جدًا، فقد تواجه الحيوانات المنوية صعوبة في الوصول إلى البويضة، مما يقلل من فرص الحمل الطبيعي.
وغالبًا لا يحدث حمل عندما تكون حركة الحيوانات المنوية الطبيعية التقدمية أقل من 20%، أما إذا ارتفعت عن ذلك فبلغت 32 تزداد فرص حدوث الحمل وإن استغرق بعض الوقت.
في الحالات التي يكون فيها الحمل الطبيعي صعبًا جدًا، وقد يكون هناك حاجة إلى التلقيح الصناعي (IUI) أو الحقن المجهري (ICSI).
متى نلجأ إلى وسائل الإخصاب المساعد؟
إذا لم يحدث حمل بعد 6-12 شهرًا من المحاولات المنتظمة بسبب ضعف الحركة، يمكن اللجوء إلى:
التلقيح الصناعي (IUI):
التلقيح الصناعي هي أولى وسائل الإخصاب المساعد التي توصل إليها الأطباء وتعتمد على سحب عينة من السائل المنوي للزوج وفحصها معمليًا؛ لانتقاء أفضل الحيوانات المنوية منها ومن ثم حقنها في رحم الزوجة عبر المهبل لتقليص المسافة التي تقطعها كي تصل للبويضة، ما يزيد من فرص حدوث الحمل.
لا يحتاج التلقيح الصناعي إلى خطوات عديدة وهو أبسط تقنيات الإخصاب المساعد وأقلها تكلفة، لكنه لا يصلح للزوجات اللواتي يعانين مشكلات صحية في قنوات فالوب والرحم.
الحقن المجهري (ICSI):
الحقن المجهري هو أحدث تقنيات الإخصاب المساعد التي توصل إليها الأطباء، وهي تقنية مستحدثة من أطفال الأنابيب، إذ تعتمد فكرتها على حقن الحيوان المنوي مباشرة داخل البويضة، وهو الحل الأفضل لحالات ضعف الحركة الشديد عند الرجال ومشكلات قنوات فالوب لدى السيدات.
إلى هنا ينتهي حديث الدكتور أحمد حسني -أستاذ مساعد أمراض الذكورة والعقم في جامعة حلوان واستشاري الجراحات الميكروسكوبية وتأخر الإنجاب، وزميل الجمعية الأوروبية للصحة الجنسية- ونتقدم له بجزيل الشكر عن شرحه الوافي ومشاركته المتميزة على منصتنا الطبية "ميديكازون"، كما ندعوكم لمشاهدة المزيد من الفيديوهات المصورة عن صحة الرجل من خلال تصفح المنصة.
إقرا أيضاً
- سرعة القذف بسبب العادة
- ادوية لتطويل القضيب
- اسباب ارتفاع درجة حرارة الخصيتين