تُعدّ صحة الحيوانات المنوية عاملاً حاسمًا في خصوبة الرجل وقدرته على الإنجاب، إذ إن عدد الحيوان المنوى الطبيعى وجودتها يعدان من الركائز الأساسية لنجاح عملية الإخصاب واكتمال الحمل.
خلال هذا الفيديو يستعرض الدكتور أحمد عادل -أستاذ أمراض الذكورة واستشاري عقم الرجال والضعف الجنسي- مدى تأثير حقن الهرمون الذكري على عدد الحيوان المنوى الطبيعى في الحالات التي لا تحتاج طبيًا إلى استخدام هذا النوع من العلاج.
هل يمكن لجميع الرجال استخدام حقن الهرمون الذكري؟
يؤكد الدكتور أحمد أن استخدام حقن التستوستيرون يعتمد على قدرة الخصيتين على التحمل، لذا يختلف الأمر من شخص إلى آخر، وعليه يُجري الطبيب بعض الفحوصات، مثل تحليل السائل المنوي لتحديد عدد الحيوان المنوى الطبيعى، بالإضافة إلى اختبارات الدم لتقييم مستوى الهرمونات في الجسم قبل استخدام الحقن.
ويسرد الدكتور أحمد تجربتين توضحان مدى اختلاف استجابة الجسم لهذه الحقن:
- الحالة الأولى، كانت لشاب عدد الحيوانات المنوية لديه 11 مليون/مل، ومن المفترض أن يصل عدد الحيوان المنوى الطبيعى إلى 15 مليون/مل، ورغم أن نسب الهرمونات لديه كانت طبيعية، رفض الدكتور أحمد إعطاءه حقن التستوستيرون، لأن خصيته لن تتحملها، وبدلًا من ذلك أوصى باستخدام منشطات تساعد في تعزيز وظائف الخصيتين.
- الحالة الثانية، لشاب آخر كانت نتائج التحليل الخاصة به طبيعية، إذ بلغ عدد الحيوان المنوى الطبيعى لديه 46 مليون/مل، إضافة إلى أن نتائج اختبارات الهرمونات كانت ضمن المعدل الطبيعي، وبناءً على رغبته، أشار الطبيب عليه بإمكانية استخدام حقنة واحدة شهريًا، مع التأكيد على ضرورة إجراء فحوصات دورية لمراقبة تأثيرها.
تأثير الحقن على المدى الطويل
بعد مرور نحو سبعة أشهر من استخدام الحقن، أظهرت نتائج تحليل السائل المنوي انخفاض عدد الحيوانات المنوية إلى 18 مليون/مل، وعند هذه النقطة نصح الدكتور أحمد بإيقاف الحقن واللجوء إلى المنشطات الداعمة لوظائف الخصيتين، ما يؤكد أن استجابة الجسم تختلف من شخص لآخر، وأن المراقبة الطبية المستمرة ضرورية لتجنب أي تأثيرات سلبية على الخصوبة.
إلى هنا ينتهي حديث الدكتور أحمد عادل، وفيما يلي نوضح لكم -نحن فريق ميديكازون- العوامل التي تؤثر في عدد الحيوان المنوى الطبيعىة، ونستعرض الأطعمة التي تسهم في زيادة إنتاجها وتعزيز جودتها.
ما هو عدد الحيوان المنوى الطبيعى؟
وفقًا لمنظمة الصحة العالمية "WHO" يتم قياس عدد الحيوانات المنوية بعدد الخلايا المنوية في كل ملليلتر من السائل المنوي، ويقدر المعدل الطبيعي بنحو 15 مليون حيوان منوي لكل ملليلتر، أو ما لا يقل عن 39 مليون حيوان منوي في مرة القذف الواحدة، يُجرى هذا الفحص باستخدام تقنيات مجهرية دقيقة، وعادةً ما يكون جزءًا من تقييم الخصوبة لدى الرجال.
العوامل التي تؤثر في عدد الحيوانات المنوية
قد تؤثر عدة عوامل سلبًا في إنتاج الحيوانات المنوية، ويمكن تصنيفها إلى الآتي:
العوامل الصحية وتأثيرها في عدد الحيوان المنوى الطبيعى
تلعب بعض العوامل الصحية دورًا أساسيًا في إنتاج الحيوانات المنوية وجودتها. وتشمل هذه العوامل ما يلي:
- الأمراض المزمنة: قد تؤثر بعض المشكلات الصحية المزمنة في الإمداد الدموي للخصية، ما يؤدي إلى نقص إنتاج الحيوانات المنوية، وتتمثل أبرز هذه المشكلات في مرض السكري، وأمراض القلب والأوعية الدموية، وارتفاع ضغط الدم.
- العدوى والتهابات الجهاز التناسلي: يمكن للعدوى المنقولة جنسيًا أن تؤثر في معدل إنتاج الحيوانات المنوية أو تؤدي إلى انسداد القنوات المنوية، مثل الكلاميديا والسيلان، أو التهابات البروستاتا والخصيتين.
- الاضطرابات الهرمونية: يؤدي انخفاض مستويات هرمون التستوستيرون إلى نقص عدد الحيوانات المنوية أو ضعف جودتها، وتتضمن أبرز الاضطرابات الهرمونية اضطرابات الغدة النخامية، وكذلك الغدة الدرقية.
- المشكلات الوراثية أو الخلقية: قد تؤدي بعض الاضطرابات الجينية إلى انخفاض إنتاج الحيوانات المنوية أو انعدامها تمامًا، مثل متلازمة كلاينفلتر.
تأثير العوامل البيئية في إنتاج الحيوانات المنوية
تؤثر طبيعة البيئة التي يعيش فيها الرجل في صحة الجهاز التناسلي، وبالتالي زيادة الحيوانات الذكرية عند الرجل أو نقصها، ومن أبرز هذه العوامل البيئية:
- التعرض للمواد الكيميائية: يؤدي العمل في بيئة تحتوي على ملوثات كيميائية ضارة إلى التأثير سلبًا في إنتاج الحيوانات المنوية وانخفاض عددها، مثل المبيدات الحشرية، والمعادن الثقيلة (الرصاص والزئبق)، والمذيبات الصناعية.
- التعرض للأشعة: التعرض إلى الأشعة السينية أو العلاج الإشعاعي لعلاج الأورام، قد يؤدي إلى تلف أنسجة الخصيتين وتقليل إنتاج الحيوانات المنوية.
- التعرض لدرجات الحرارة المرتفعة: تؤثر درجات الحرارة المرتفعة في إنتاج الحيوانات المنوية، فالخصية تتواجد خارج الجسم في كيس الصفن كي تُنتج عدد الحيوان المنوى الطبيعى، وتشمل العوامل التي قد تزيد من حرارة الخصيتين الاستخدام المتكرر للساونا، أو الحمامات الساخنة، وارتداء الملابس الضيقة لفترات طويلة.
العوامل المتعلقة باتباع أنماط حياتية غير صحية
تؤثر العادات اليومية المتبعة بصورة كبيرة في أعداد الحيوانات المنوية وجودتها، وتشمل العادات السيئة التي تؤثر سلبًا في صحة الحيوانات المنوية ما يلي:
- التدخين: يؤدي التدخين إلى انخفاض عدد الحيوانات المنوية وتلف الحمض النووي داخلها، ما قد يؤثر سلبًا في فرص الإنجاب، ويزيد من خطر العيوب الجينية.
- الإفراط في استهلاك الكحول: قد يؤثر الكحول في مستويات هرمون التستوستيرون، ما يؤدي إلى انخفاض عدد الحيوان المنوى الطبيعى وضعف حركتها.
- التوتر والضغط النفسي: قد يؤثر التوتر المزمن والقلق في مستويات هرمونات الجسم، ما يؤدي إلى انخفاض عدد الحيوانات المنوية وضعف أدائها.
- سوء التغذية ونقص الفيتامينات: يؤدي اتباع نظام غذائي غير متوازن يفتقر إلى الفيتامينات والمعادن الأساسية، مثل الزنك، وفيتامين"C"، وفيتامين"D" إلى ضعف إنتاج الحيوانات المنوية.
تأثير الأدوية في خصوبة الرجل
قد يؤثر تناول بعض أنواع الأدوية في إنتاج الحيوانات المنوية، وتتضمن أبرز أنواع هذه الأدوية فيما يلي:
الأطعمة التي تساعد في زيادة عدد الحيوانات المنوية
تلعب التغذية دورًا حيويًا في تعزيز صحة الجهاز التناسلي الذكري وزيادة عدد الحيوان المنوى الطبيعى وتعزيز جودتها، فالنظام الغذائي المتوازن الذي يحتوي على العناصر الغذائية الأساسية يسهم في تحسين الخصوبة لدى الرجال.
فيما يلي أبرز الأطعمة التي يُنصح بتناولها لدعم إنتاج الحيوانات المنوية:
الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة
تساعد مضادات الأكسدة على حماية الحيوانات المنوية من التلف، ما يساعد على زيادة الحيوانات الذكرية عند الرجل وتعزيز جودتها، وتشمل هذه الأطعمة:
- الفواكه، مثل التوت، والبرتقال، والكيوي، والفراولة، إذ تحتوي على فيتامين "C"، ومركبات مضادة للأكسدة تُعزز من صحة الحيوانات المنوية.
- الخضراوات، مثل السبانخ، والبروكلي، والجزر، التي تحتوي على فيتامين "E" والبيتا كاروتين، ما يسهم في تعزيز حركة الحيوانات المنوية وحمايتها من التلف.
الأطعمة الغنية بالزنك
يعد الزنك من المعادن الضرورية لإنتاج هرمون التستوستيرون، وبالتالي تحسين جودة الحيوانات المنوية، وتشمل المصادر الغنية به ما يلي:
- المأكولات البحرية، مثل المحار، والجمبري، والأسماك، إذ تعد هذه الأطعمة من أغنى المصادر الطبيعية بمركب الزنك الضروري لصحة الجهاز التناسلي.
- المكسرات والبذور، مثل اللوز، وبذور اليقطين، والكاجو، التي تحتوي على مستويات مرتفعة من الزنك وتسهم في زيادة عدد الحيوانات المنوية.
الأطعمة الغنية بحمض الفوليك
يلعب حمض الفوليك دورًا مهمًا في تكوين الحيوانات المنوية والحد من تشوهاتها، وتتضمن الأطعمة الغنية به ما يلي:
- الخضراوات الورقية، مثل السبانخ، والخس، والكرنب، تحتوي هذه الخضراوات على كميات كبيرة من حمض الفوليك الذي يعزز من صحة الجهاز التناسلي.
- البقوليات، مثل العدس، والحمص، والفاصولياء، التي تعزز إنتاج الحيوانات المنوية وتحسن من جودتها.
الأطعمة الغنية بأحماض أوميغا-3 الدهنية
تسهم أحماض أوميغا-3 الدهنية في تحسين تدفق الدم إلى الأعضاء التناسلية، وبالتالي زيادة الحيوانات الذكرية عند الرجل، تتضمن هذه الأنواع من الأطعمة ما يلي:
الأسماك الدهنية، مثل السلمون، والماكريل، والتونة، التي تحتوي على نسب مرتفعة من أوميغا-3، الأمر الذي يساعد على زيادة عدد الحيوانات المنوية وتحسين حركتها.
بذور الكتان والشيا التي تعد مصدرًا نباتيًا غنيًا بأوميغا-3 وتسهم في تعزيز صحة الجهاز التناسلي الذكري.
تلعب صحة الحيوانات المنوية دورًا محوريًا في خصوبة الرجل، ويمكن تعزيز إنتاجها من خلال اتباع نظام غذائي متوازن، والابتعاد عن العادات الضارة، مثل التدخين والتوتر والإفراط في تناول الكحول، إضافة إلى أن إجراء الفحوصات الدورية واستشارة الطبيب عند الحاجة يساعدان في الحفاظ على صحة الجهاز التناسلي وزيادة فرص الإنجاب.
اكتشفوا مزيدًا من المعلومات عن أفضل دواء لزيادة هرمون الذكورة وأفضل علاج لزيادة مني الرجل من خلال مشاهدة مقاطع الفيديو الطبية المنشورة على منصة ميديكازون، المنصة الطبية المرئية الأولى في مصر والعالم العربي.
إقرأ أيضاً
- الحجم الطبيعي للعضو الذكري
- شكل كيس الصفن الطبيعي
- التسرب الوريدي بالصور
.png)
