تؤثر المياه البيضاء في جودة الإبصار، وخاصة مع التقدم في العمر، إذ تفقد العدسة شفافيتها تدريجيًا مع الشيخوخة، وفي هذه الحالة يعد التدخل الجراحي هو الحل الوحيد لاستعادة الرؤية، ومع تطور التقنيات الطبية أصبحت عملية المياه البيضاء من أكثر العمليات أمانًا ونجاحًا في مجال طب العيون.
خلال هذا الفيديو يناقش الدكتور ماجد يوسف -استشاري طب وجراحة العيون بمستشفى نور الحياة- والدكتور أشرف صبري -استشاري طب وجراحة العيون وتصحيح الإبصار- وسائل علاج الماء البيضاء في العين.
هل يمكن علاج المياه البيضاء دون جراحة؟
يوضح الدكتور ماجد أن علاج المياه البيضاء مقتصر على الجراحة فقط، وقد أجريت عدة محاولات لإبطاء تكون المياه البيضاء، وذلك باستخدام قطرات للعين، إضافة إلى تناول بعض المكملات الغذائية، مثل السيلينيوم، وفيتامين "A"، وفيتامين "C"، والزنك ومع ذلك فإن هذه الحلول لا تعد علاجًا نهائيًا ويحتاج المريض في النهاية إلى الخضوع لعملية المياه البيضاء التي تنهي المشكلة من جذورها.
أنواع عملية المياه البيضاء
يؤكد الدكتور ماجد أن أنواع عمليات المياه البيضاء تختلف تبعًا لحالة المريض ودرجة تطور المياه البيضاء، وتشمل:
الجراحة التقليدية
في بعض الحالات المتأخرة قد تتصلب المياه البيضاء داخل العين، ويصعب إخراج العدسة المتصلبة باستخدام الموجات الصوتية أو الليزر، وهو الأمر الذي يدفع الجراح إلى إجراء العملية التقليدية التي تتضمن صنع شق جراحي في العين، ثم خياطته بعد الانتهاء، لذا ينصح الأطباء بضرورة عدم تأجيل علاج الماء الأبيض في العين.
الفاكو (الموجات فوق الصوتية)
يوضح الدكتور أشرف أن خلال هذه التقنية يستخدم الطبيب الموجات فوق الصوتية لتفتيت العدسة واستخراجها من خلال فتحة صغيرة في العين دون الحاجة إلى خياطة، ومع ذلك لا يفضل استخدام الموجات فوق الصوتية بصورة مفرطة لأنها قد تسبب عتامة في قرنية العين مستقبلًا.
الجراحة بالليزر (الفيمتو ثانية)
في جراحات الليزر الحديثة، تُجرى عملية المياه البيضاء من خلال فتحة صغيرة جدًا لا تتجاوز 2 ملليمتر فقط، وفيها يتم استخدام حقنة خاصة لإدخال عدسة مرنة تتوسع تلقائيًا داخل العين بمجرد زراعتها، ما يسهم في سهولة إجراء العملية وتقليص مدة التعافي للمريض.
أضرار تأخير عملية المياه البيضاء
ويؤكد الدكتور ماجد على أهمية إجراء العملية في الوقت المناسب دون تأخير، فمضاعفات هذه المشكلة تجعل التدخل الجراحي أكثر تعقيدًا، وقد يتطلب الأمر حينها صنع فتحات جراحية أكبر والخضوع للخياطة.
هل تعود المياه البيضاء بعد العملية؟
يؤكد الدكتور ماجد أن المياه البيضاء لا تعود مرة أخرى بعد العملية، ومع ذلك قد يعاني بعض المرضى رؤية ضبابية مشابهة لما قبل العملية، وينتج ذلك من احتكاك العدسة الصناعية بالجزء الخلفي من جراب العين.
ولحل هذه المشكلة، يُستخدم جهاز ياج ليزر "YAG Laser" لإزالة هذه العتامة في أقل من دقيقة، ويستعيد المريض وضوح رؤيته مرة أخرى، ويشير الدكتور ماجد إلى أن هذه العملية تُجرى مرة واحدة في العمر ولا تتكرر.
وفي سياق آخر يوضح الدكتور أشرف احتمالية أن يضعف الإبصار مرة أخرى بعد إجراء عملية الليزك.
هل يمكن أن يضعف النظر بعد عملية الليزك؟
يشير الدكتور أشرف إلى أن نسبة الحالات التي تحتاج إلى إجراء جلسة تكميلية بعد الليزك لا تتجاوز 3% من إجمالي الحالات، ويعود ذلك إلى عدة عوامل، منها:
- دقة الفحوصات والقياسات التي أُجريت قبل العملية.
- جودة الأجهزة المستخدمة في تحديد درجة الليزر المطلوبة.
- اختلاف محتوى الماء في قرنية العين يؤثر في كيفية امتصاص الليزر بصورة متساوية، ما يؤدي إلى فروقات طفيفة في درجة الإبصار.
جميع هذه الحالات يمكن تصحيحها بجلسة تكميلية بسيطة لضبط درجة الليزر أو معالجة الاستجماتيزم إن وُجد، وتُجرى هذه العملية بسهولة ودون مشكلات طالما أُخذت القياسات بصورة صحيحة.
إلى هنا ينتهي حديث كل من الدكتور ماجد يوسف -استشاري طب وجراحة العيون بمستشفى نور الحياة- والدكتور أشرف صبري -استشاري طب وجراحة العيون وتصحيح الإبصار- عن عملية المياه البيضاء.
خطوات إجراء عملية المياه البيضاء
تُعد عملية المياه البيضاء إجراءً جراحيًا دقيقًا يهدف إلى إزالة عدسة العين الطبيعية المعتمة، واستبدالها بعدسة صناعية شفافة، لاستعادة وضوح الرؤية. تمر العملية بعدة مراحل متسلسلة تشمل ما يلي:
التقييم الطبي
يبدأ تحضير المريض للجراحة بفحص العين باستخدام أجهزة متقدمة، مثل التصوير بالموجات فوق الصوتية "A-scan" وقياس تحدب القرنية، ويهدف هذا التقييم إلى تحديد قوة العدسة المطلوبة "IOL"، ووضع خطة علاجية تناسب حالة المريض.
التخدير والتحضير قبل الأجراء
يبدأ الإجراء بتخدير العين موضعيًا باستخدام قطرات خاصة، وفي بعض الحالات تُستخدم حقن التخدير حول العين، دون الحاجة إلى التخدير العام، ثم توضع ضمادات معقمة على الجفن، وتُثبت العين بلطف باستخدام أدوات جراحية خاصة لضمان ثباتها في أثناء الجراحة.
شق القرنية
يصنع الجراح شقًا مجهريًا يتراوح طوله بين 2 إلى 2.75 ملم باستخدام أدوات دقيقة، ويسمح هذا الشق بالوصول إلى العدسة المعتمة دون الإضرار بالأنسجة المحيطة ودون الحاجة إلى خياطة.
تفتيت العدسة (Phacoemulsification)
يُستخدم الجراح جهاز الموجات فوق الصوتية "تقنية الفالكو" لتفتيت العدسة المعتمة إلى أجزاء صغيرة جدًا، وتعد هذه التقنية هي الأكثر استخدامًا على مستوى العالم، وذلك نظرًا إلى دقتها وأمانها.
إزالة بقايا العدسة
يتم شفط الأجزاء المفتتة من العدسة بلطف باستخدام جهاز خاص دون إلحاق الضرر بمحفظة العدسة الأصلية، والتي تحافظ على ثبات العدسة الصناعية لاحقًا.
زرع العدسة الصناعية "Intraocular Lens Implantation"
بعد إزالة العدسة المعتمة، تُزرع عدسة صناعية قابلة للطي داخل محفظة العدسة، ويتم اختيار نوع العدسة وقوتها بناءً على قياسات العين التي تناسب احتياجات المريض، وتختلف أنواع عدسة العين المستخدمة:
- أحادية البؤرة "Monofocal".
- متعددة البؤر "Multifocal".
- عدسات لتصحيح الاستجماتيزم "Toric lenses".
إنهاء الجراحة
عادة لا يحتاج الطبيب إلى خياطة الجرح، إذ أن الشق يلتئم تلقائيًا بفضل حجمه المجهري، ثم تغطى العين بدرع واق شفاف لحمايتها بعد الجراحة.
يمكن للمريض العودة إلى المنزل في نفس اليوم، وتبدأ الرؤية في التحسن خلال أيام قليلة من العملية.
نصائح مهمة قبل عملية المياه البيضاء
يعد التحضير للجراحة خطوة أساسية لضمان تحقيق أفضل النتائج الممكنة، لذا يوصي الأطباء باتباع بعض الخطوات قبل الخضوع للجراحة، أهمها:
- الامتناع عن تناول الطعام والشراب مدة 6 ساعات على الأقل قبل الجراحة، أو وفقًا لإرشادات الطبيب المعالج.
- تجنب استخدام مستحضرات التجميل أو كريمات حول العينين قبل الجراحة بيوم واحد على الأقل، وذلك للحد من خطر العدوى.
- إبلاغ الطبيب المعالج بأي أدوية يتناولها المريض، وخاصة أدوية السيولة، أو أدوية الضغط أو السكري، فقد يحتاج الطبيب إلى تعديل الجرعة أو إيقافها مؤقتًا.
- يُفضّل أن يرافق المريض أحد أفراد عائلته في يوم العملية لمساعدته على العودة إلى المنزل بأمان، إذ إنه لا يمكن القيادة بعد الجراحة مباشرة.
إرشادات ما بعد عملية المياه البيضاء
تسهم هذه الإرشادات في الحفاظ على نتائج العملية وتجنب أي مضاعفات صحية محتملة، وتتضمن أبرز التعليمات ما يلي:
- الالتزام بالقطرات الطبية الموصوفة من قبل الطبيب، مثل القطرات مضادة للالتهاب والمضادات الحيوية، ما يساعد على منع العدوى والحد من تهيج العين.
- تجنب لمس العين أو فركها، وخاصة خلال الأسبوع الأول من الجراحة، لتجنب التهيج أو فتح الجرح.
- ارتداء واقي العين في أثناء النوم لمنع الاحتكاك أو الإصابة العرضية.
- تجنب غسل العين بالماء المباشر، وخاصة في أثناء الاستحمام خلال الأيام الأولى، ويمكن استخدام منشفة مبللة لمسح الوجه بحذر.
- الامتناع عن ممارسة التمارين الشاقة، أو المجهود البدني العنيف، أو الانحناء، أو رفع أثقال خلال أول أسبوعين.
- الالتزام بالمتابعة الدورية بعد الجراحة، إذ يقيّم الطبيب العين في مرحلة التعافي ويتأكد من ثبات العدسة واستقرار العين.
عادة ما تتحسن الرؤية خلال أول 24 إلى 72 ساعة، ويستعيد معظم المرضى رؤيتهم الكاملة تدريجيًا خلال أسبوع إلى عدة أسابيع، ومع ذلك قد يشعر بعض المرضى مؤقتًا بتشوش بسيط أو إحساس بوجود جسم غريب وهو أمر طبيعي يزول تدريجيًا.
ختامًا، تُعد عملية المياه البيضاء من الإجراءات الجراحية الدقيقة التي تُعيد للمريض قدرته على الإبصار، ومع ذلك لا يعتمد نجاح العملية فقط على التقنية المستخدمة، بل أيضًا على تعاون المريض والتزامه بتوصيات الطبيب قبل الجراحة وبعدها.
تعرفوا إلى مزيد من المعلومات عن أضرار تأخير عملية المياه البيضاء من خلال مشاهدة مقاطع الفيديو الطبية المنشورة على منصتنا المتميزة ميديكازون، المنصة المرئية الأولى في مصر والعالم العربي.
إقرأ أيضاً
- زراعة القرنية
- هل يعود النظر 6/6 بعد عملية الليزك
- زغللة العين عند لبس النظارة