تتطور الوسائل الطبية المُستخدمة في علاج الأمراض المختلفة يومًا بعد يوم، إذ يسعى الأطباء لاكتشاف المزيد من الأجهزة والتقنيات الحديثة لمساعدة المرض على التعافي من أمراضهم بأمان دون مُضاعفات وخلال فترة وجيزة. ومن الوسائل العلاجية التي تتطور باستمرار وسائل علاج المياه البيضاء في العين، والتي خصص الدكتور طارق عبد السميع هذا الفيديو لتوضيح التطورات الجديدة بها، مثل: العدسات المتقدمة وإمكانية إجراء عملية المياه البيضاء بالليزر، وسنسردها نحن تفصيليًا في السطور التالية.
تطور تقنيات إجراء عملية المياه البيضاء
يبدأ الدكتور طارق عبد السميع حديثه موضحًا التطورات التي حدثت مؤخرًا في جراحات المياه البيضاء في العين، والتي تشمل:
- إمكانية إجراء عملية المياه البيضاء بالليزر.
- تطور العدسات الصناعية المزروعة في أعين المرضى لتحسين جودة رؤيتهم.
يستأنف الدكتور طارق عبد السميع حديثه عن استخدام الليزر في إجراء عمليات المياه البيضاء موضحًا أن بعض المرضى قد يظن أن عملية المياه البيضاء بالليزر تُجرى من قديم الأزل، ولكن ذلك خطأ، إذ كانت الجراحة تُجرى بالاعتماد على الموجات فوق الصوتية فقط. الآن انتشر استخدام جهاز الفيمتو ليزر أيضًا في إجراء جراحات المياه البيضاء في العين لتفتيت العدسة المصابة بالعتامة واستبدالها بأخرى صناعية. أما عن تطور العدسات الصناعية فيوضح الدكتور طارق عبد السميع أنها شهدت تطورًا غير مسبوق خلال السنوات الأخيرة، وأهم ما نتج عن ذلك التطور العدسات متعددة البؤر، والتي تمنح المريض القدرة على رؤية الأشياء القريبة والبعيدة والاستغناء عن النظارات الطبيّة بعد الجراحة. انتهى محتوى الفيديو.. تلك أبرز التطورات الطبية التي شهدها مجال جراحات المياه البيضاء مؤخرًا والتي أفرد لها الدكتور طارق عبد السميع الفيديو السابق. في السطور التالية نستكمل معكم مقالنا بتوضيح كافة المعلومات الطبية عن المياه البيضاء: أسبابها ومخاطر الإصابة بها وطرق العلاج المختلفة.
المياه البيضاء في العين: تعريفها وأسبابها
المياه البيضاء عتامة تُصيب أعين بعض الأشخاص مع تقدمهم في العمر نتيجة تحلل البروتينات المكونة لعدسة العين، فتكوّن غيامة غير شفافة أمام العدسة يُعيق مرور الضوء إلى الشبكية ومركز الإبصار، فيفقد المُصاب على إثرها قدرته على الرؤية بوضوح.
أسباب إصابة الأطفال بالمياه البيضاء في العين
على الرغم من أن المياه البيضاء ليست من أمراض العيون الشائعة بين الأطفال، إلا أن نسبة منهم قد يُصابون بها، ويعود ذلك إلى إصابة أحد أفراد الأسرة بالمياه البيضاء من قبل وانتقال جينات المرض إلى الطفل. إن كانت درجة العتامة بسيطة، فيمكن أن ينتظر الطفل حتى بلوغه، ومن ثَم يخضع إلى عملية المياه البيضاء. أما زيادة نسبة العتامة فتستدعي التدخل الجراحي المُبكر لحماية عين الطفل من الإصابة بالكسل.
أسباب إصابة البالغين بالمياه البيضاء في العين
تُشاع الإصابة بالمياه البيضاء بين كبار السن والبالغين ممن تتجاوز أعمارهم الأربعين سنةً، نتيجة ممارستهم بعض السلوكيات الخاطئة التي تؤثر على أنسجة العين، أو تعرّضهم إلى العوامل الخارجية التي تزيد من فرص الإصابة بالمرض.
عوامل خارجية تزيد من فرص الإصابة بالمياه البيضاء في العين
يُصاب البعض بالمياه البيضاء في العين نتيجة:
- التعرض لحادث أدى إلى ارتطام الرأس بجسم حاد.
- تقدم السن والإصابة بعتامة العين الشيخوخية.
- الإصابة بمرض السكري
- تكرار الإصابة بالتهاب أنسجة القزحية.
سلوكيات خاطئة تزيد من فرص الإصابة بالمياه البيضاء في العين:
- التدخين بشراهة.
- التعرض المستمر للملوثات المؤذية للعين.
- اختلال مستوى سكر الدم نتيجة عدم اتباع تعليمات الطبيب.
أعراض الإصابة بالمياه البيضاء في العين
نتيجة للأسباب السابقة تبدأ اعراض المياه البيضاء في الظهور تدريجيًا، متمثلة في:
- شعور المريض بضبابية الرؤية وعدم وضوح الأشياء وصعوبة القراءة.
- فقدان جزء من الرؤية المُحيطة.
تزداد حدة أعراض المياه البيضاء بمرور الوقت على الإصابة، إلى أن يخضع المريض إلى عملية المياه البيضاء بالليزر أو بالفاكو للتخلص من العدسات المُصابة قبل أن تؤثر بالسلب على الرؤية بشكل دائم.
هل المياه البيضاء في العين خطيرة؟
لا تقتصر مساوئ الإصابة بالمياه البيضاء في العين على عدم وضوح الرؤية، بل تكمن خطورة الإصابة في التدهور المستمر لمستوى النظر وحدة الإبصار نتيجة عدم تلقي العلاج، وقد يفقد المريض قدرته على الرؤية بالعين المُصابة نهائيًا.
خطورة إهمال علاج المياه البيضاء في العين لدى الأطفال
في حالة إصابة عين الطفل بالمياه البيضاء يجب الخضوع إلى العلاج فورًا، إذ إن تأخير العلاج للأطفال يؤدي إلى ضعف دائم في النظر.
خطورة إهمال علاج المياه البيضاء في العين لدى البالغين
أما بالنسبة للبالغين، فقد تتسبب الإصابة بالمياه البيضاء في إعاقة المُصاب عن بعض الأنشطة اليومية، مثل: القراءة والقيادة، وكلما تأخر المريض في تلقي العلاج زاد الأمر سوءًا. وفي بعض الحالات النادرة، قد يتسبب إهمال العلاج في الإصابة بالمياه الزرقاء (الجلوكوما)، نتيجة انغلاق زاوية العين وعدم تصريف سوائل العين وارتفاع الضغط بداخلها.
طرق علاج المياه البيضاء في العين
يُعد التدخل الجراحي الحل الوحيد للتخلص من المياه البيضاء في العين، فلم يستطع الأطباء الوصول إلى طريقة تُفيد في
علاج المياه البيضاء في العين بدون جراحة إلى الآن، وتُجرى عملية المياه بيضاء بإحدى الوسيلتين:
- عملية المياه البيضاء بالليزر
- عملية المياه البيضاء بالفاكو
كيف تُجرى عملية المياه البيضاء بالفاكو؟
تقنية الفاكو من التقنيات الحديثة المُستخدمة في إزالة المياه البيضاء من العين، وتعتمد تقنية إزالة المياه البيضاء بالفاكو على استخدام الموجات فوق الصوتية في تفتيت العدسة المُصابة بالعتامة. يتخلص جراح العيون من فتات العدسة عبر أدوات الشفط الطبية، ثُم زراعة العدسات الصناعية السليمة محل الأصلية لتحسين جودة الرؤية.
كيف تُجرى عملية المياه البيضاء بالليزر؟
تُجرى عملية المياه البيضاء بالليزر عن طريق الاستعانة بجهاز الفيمتو ليزر، بالإضافة إلى جهاز الموجات فوق الصوتية من أجل تفتيت عدسة العين المُصابة بالعتامة، وتُستكمل الجراحة بنفس خطوات إزالة المياه البيضاء بتقنية الفاكو.
العدسات المُستخدمة في عملية إزالة المياه البيضاء
من التطورات الحديثة في مجال جراحات المياه البيضاء تعدد العدسات الصناعية التي يمكن استخدامها في الجراحة عوضًا عن العدسات الطبيعية التي اُصيبت بالعتامة، ومنها:
- العدسات التقليدية: العدسة التي تُستخدم من بداية إجراء عمليات المياه البيضاء في العين بهدف تحسين جودة رؤية المريض وقدرته على رؤية الأشياء (ولكن على المسافات البعيدة فقط). وعادةً ما يحتاج المريض بعد الجراحة إلى استخدام النظارات الطبية عند القراءة أو القيادة للحصول على رؤية أفضل.
- العدسات المتقدمة (متعددة البؤر): وهي أحدث أنواع العدسات المُستخدمة في إجراء عملية المياه البيضاء بالليزر أو بالفاكو. والتي تُساعد المريض على رؤية الأشياء القريبة والبعيدة في آن واحد.
تمتاز جميع العدسات الصناعية بدرجة أمان عالية، فلا يتسبب استخدامها في حدوث ضرر للمريض، ويقع على عاتق الطبيب المعالج تحديد نوعية العدسة المناسبة لكل مريض من بين أنواع العدسات المختلفة. ينصح الكثير من أطباء العيون باستخدام العدسات المتقدمة متعددة البؤر في جراحات المياه البيضاء عن العدسات التقليدية، وذلك لعدة أسباب أهمها: الحصول على نتائج أفضل في تحسين الرؤية المرضى ممن يعانون الإصابة بدرجة مرتفعة من الاستجماتيزم (اللا بؤرية). بعد عملية المياه البيضاء بالليزر وزراعة العدسات المتقدمة قد لا يحتاج المرضى إلى استخدام النظارات الطبية، أو قد يحتاجون إلى استخدامها في نطاق ضيق للغاية وبقياسات منخفضة.
ما بعد عملية المياه البيضاء بالليزر
أهم ما يُميز عملية المياه البيضاء بالليزر: ارتفاع نسب نجاحها، بالإضافة إلى قصر فترة التعافي بعد الخضوع لها. كذلك لن تستمر الآثار الجانبية للجراحة سوى أسبوعين فقط وتزول نهائيًا بعدها، وتتحسن جودة الرؤية تدريجيًا، ويستطيع المريض العودة لممارسة حياته الطبيعية. خلال فترة التعافي بعد عملية المياه البيضاء ينبغي للمريض الالتزام ببعض التعليمات لتلافي الآثار الجانبية للجراحة ومضاعفاتها المحتملة، وتتضمن تلك التعليمات:
- عدم الانحناء للأمام أو حمل الأشياء الثقيلة.
- تجنب ملامسة الماء للعينين على مدار الأسبوع الأول بعد العملية.
- استخدام واقي العين عند الخروج من المنزل.
- تجنب ضوء الشمس المباشر.
- الابتعاد عن الملوثات والأتربة.
- الالتزام باستخدام القطرات العينية التي وصفها الطبيب.
لا يمكن الوقاية من الأسباب الوراثية للإصابة بالمياه البيضاء في العين، إلا أنه بالإمكان حماية أنفسنا من الإصابة بذلك بتجنب أسباب وعوامل الإصابة المكتسبة.
نوصيكم بزيارة طبيب العيون المتخصص كل ستة أشهر للاطمئنان على صحّة أعينكم. يمكنكم معرفة المزيد من المعلومات الطبية عن عملية المياه البيضاء في العين بالليزر بتصفح
موقع ميديكا زون.. المنصة الأولى في مصر والوطن العربي لنشر المعلومات الطبية الموثوقة من خلال
نُخبة الأطباء في التخصصات الطبية المختلفة.