تعد قرنية العين المخروطية إحدى المشكلات البصرية التي تؤثر بصورة مباشرة في جودة الرؤية، فمعها يتحول شكل القرنية من القبة المستديرة إلى الشكل المخروطي البارز ما يؤدي إلى تشوش الرؤية وتدهور حدة الإبصار تدريجيا، وهو الأمر الذي يستدعي التدخل الطبي المبكر للحد من تطور المشكلة.
خلال هذا الفيديو يستعرض الدكتور محمود إسماعيل -أستاذ طب وجراحة العيون في مستشفى نور الحياة- أهم التقنيات المستخدمة في زراعة دعامات قرنية العين، ويوضح بعض أهم الأمراض التي تصيب العين، وبعض النصائح للحفاظ على سلامتها.
التقنيات الحديثة في زراعة دعامات قرنية العين
يؤكد الدكتور محمود أن تقنيات علاج أمراض العيون شهدت تطورًا هائلًا خلال العقود الأخيرة، ما أحدث فرقًا كبيرًا في سرعة ودقة العمليات الجراحية.
في عام 2000 م أدخل الدكتور محمود تقنية زراعة دعامات قرنية العين كإحدى الحلول المبتكرة لعلاج مشكلات الإبصار، وكان إجراء زراعة دعامة قرنية العين الواحدة يستغرق نحو نصف الساعة، وذلك باستخدام أدوات مخصصة.
بينما في الوقت الحالي، أسهم جهاز الفيمتو ليزر (الفيمتو ثانية) في إحداث ثورة هائلة في مجال جراحات العيون؛ إذ يعتمد هذا الجهاز على تغيير خصائص الضوء، فيمكنه قطع الأنسجة بدقة شديدة، ما يسمح للطبيب بفصل الأغشية دون إلحاق أي ضرر بالأنسجة المحيطة. ونتيجة لهذا التطور أصبحت زراعة قرنية العين تستغرق بين 35 و40 ثانية فقط، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع معدلات نجاح العملية والحد من من المضاعفات المحتملة.
هل القرنية المخروطية هي أشد أمراض العيون خطورة؟
يوضح الدكتور محمود أن أكثر أمراض العين خطورة هي تلك التي لا تظهر في أثناء الإصابة بها أعراضًا واضحة، وخاصة في مراحلها المبكرة، ما يؤدي إلى اكتشافها في مراحل متأخرة، وبالتالي التعرض إلى مضاعفات خطيرة، وتتعدد أمراض العيون الخطيرة ولا تقتصر على القرنية المخروطية فحسب، ومن بين تلك الأمراض:
اعتلال الشبكية السكرى
قد تحدث تغيرات في الشبكية نتيجة ارتفاع مستوى السكر في الدم لفترات طويلة، ما يؤدي إلى تلف الأوعية الدموية في الشبكية، وقد يتطور الأمر إلى فقدان البصر في الحالات المتقدمة.
ارتفاع ضغط العين (الجلوكوما)
قد يتسبب ارتفاع ضغط العين في تلف العصب البصري، وهو أحد الأسباب الرئيسية لفقدان البصر التدريجي، إذ أن أعراضه لا تظهر بوضوح في البداية، ما يجعل التشخيص المبكر أمرًا بالغ الأهمية.
تمثل هذه الأمراض تهديدًا على صحة المريض، إذ أنه لا يشعر بأي أعراض واضحة، وقد يفقد المريض بصره في حالة عدم الاكتشاف المبكر والعلاج الفوري.
نصائح للحفاظ على صحة العين
يوصي الدكتور محمود بعدة إرشادات هامة للحفاظ على صحة العين من بينها:
إجراء الفحوصات الدورية: يُفضل الكشف على العين مرة واحدة على الأقل سنويًا، حتى لو لم تكن هناك مشكلات واضحة، وذلك في أقرب مركز طبي أو عيادة متخصصة.
إبلاغ الطبيب بالتاريخ المرضي: يساعد إخبار الطبيب على إصابة المريض ببعض المشكلات الصحية على تشخيص الحالة بدقة واتخاذ الإجراءات الوقائية، مثل الإصابة بالسكري، أو ارتفاع ضغط الدم، أو ضعف المناعة، أو بعض الأمراض الوراثية في العائلة، مثل قرنية العين المخروطية، أو الجلوكوما، أو الروماتويد.
إلى هنا ينتهي حديث الدكتور محمود إسماعيل -أستاذ جراحات العيون ورئيس أقسام العيون بجامعة الأزهر-، وفيما يلي نوضح لكم -نحن فريق ميديكازون- أسباب الإصابة بالقرنية المخروطية، وكيفية تشخيصها وعلاجها.
ما قرنية العين المخروطية؟
يُعرف الجزء الشفاف الذي يغطي العين من الخارج باسم القرنية، وتكمن وظيفتها الأساسية في حماية كل من العدسة والقزحية (الحلقة الملونة المحيطة بالبؤبؤ)، إضافة إلى دورها الأساسي في تركيز الضوء لدخول العين.
في الحالات الطبيعية، تتخذ القرنية شكل قبة مستديرة، إلا أنه في بعض الحالات، قد تبدأ في اتخاذ شكلًا مخروطيًا بارزًا للخارج، وهو ما يُعرف باسم "القرنية المخروطية".
عادةً ما يظهر هذا الاضطراب في مرحلة المراهقة أو بداية مرحلة الشباب، إذ يتطور المرض في العشرينيات أو الثلاثينيات من العمر، ومع ذلك قد يظهر أيضًا في مرحلة الطفولة.
يعتمد تشخيص الحالة بدقة على تحديد شدة الإصابة، الأمر الذي يساعد الطبيب على اختيار الخطة العلاجية المناسبة.
أسباب الإصابة بالقرنية المخروطية
رغم التقدم الطبي المستمر والأبحاث المتعددة، لا يزال السبب الدقيق وراء الإصابة بالقرنية المخروطية غير واضح تمامًا، ومع ذلك هناك مجموعة من العوامل التي يُعتقد أنها تلعب دورًا في تطور هذه الحالة، ومن أبرزها:
- العوامل الوراثية: تشير الدراسات إلى أن معدلات الإصابة بالقرنية المخروطية تزداد لدى أفراد العائلة الواحدة، ما يعني انتقال جينات المرض من الآباء إلى أبنائهم.
- العوامل البيئية: تسهم بعض العوامل البيئية في زيادة خطر الإصابة بمشكلة قرنية العين المخروطية، مثل التعرض المفرط للأشعة فوق البنفسجية.
- فرك العين باستمرار: قد يؤدي فرك العين المتكرر إلى تفاقم مشكلة ترقق القرنية وتدهور حالتها.
تشخيص قرنية العين المخروطية
يعتمد تشخيص القرنية المخروطية على خطوات عدة تبدأ بطرح الطبيب بعض الأسئلة على المريض، وذلك للتعرف على الأعراض والتاريخ الطبي العائلي، ومن ثم إجراء بعض الفحوصات المتخصصة، والتي تشمل:
- اختبار حدة البصر: يهدف هذا الاختبار إلى قياس مدى ضعف الإبصار لدى المريض باستخدام لوحة سنيلن التي تحتوي على أحرف بأحجام واتجاهات مختلفة.
- الفحص بالمصباح: يفحص الطبيب القرنية بواسطة مجهر في أثناء تسليط ضوء ساطع على العين، ما يساعده على رؤية التفاصيل الدقيقة للقرنية.
- القياس القرني: يحدد هذا الاختبار شكل القرنية، ويساعد في الكشف عن الاستجماتيزم المصاحب للمشكلة.
- اختبار خريطة القرنية: يستخدم هذا الفحص لقياس انحناء سطح القرنية (سطح العين الخارجي)، ما يساعد الطبيب على اكتشاف أي تشوهات في بنيتها.
أهمية التشخيص المبكر للقرنية المخروطية
تشير الإحصائيات إلى أن القرنية المخروطية تصيب ما بين 50 إلى 200 فردًا من كل 100,000 فرد حول العالم. لذا من الضروري استشارة طبيب العيون المختص بصورة عاجلة عند ملاحظة أي مشكلات في الرؤية، وذلك لأن التشخيص المبكر يسهم في الحد من تفاقم المرض.
طرق علاج القرنية المخروطية
تعتمد الخطة العلاجية التي يحددها الطبيب المختص على مدى تطور المشكلة، وتًصنف الخيارات العلاجية إلى ما يلي:
النظارات الطبية والعدسات اللاصقة
يوصي الأطباء في المراحل المبكرة بتصحيح الإبصار من خلال استخدام النظارات الطبية أو العدسات اللاصقة المرنة، بينما في الحالات المتقدمة تصبح العدسات الصلبة ضرورية لمنع تفاقم تحدب القرنية.
عملية تثبيت القرنية (Cross-Linking)
يهدف هذا الإجراء إلى إبطاء تقدم المرض وتقوية بنية القرنية والحفاظ على وضعها الحالي، الأمر الذي يسهم في الحد من تفاقم المشكلة، وتتضمن خطواته ما يلي:
- تخدير العين موضعيًا باستخدام قطرات مخدرة.
- استخدام قطرات تحتوي على الريبوفلافين (فيتامين B12) لمدة 30 دقيقة.
- تسليط الأشعة فوق البنفسجية لتعزيز الروابط بين ألياف الكولاجين داخل القرنية.
زرع دعامات القرنية
يجري الطبيب هذه العملية تحت التخدير الموضعي، ويستخدم الطبيب تقنية الليزر لإنشاء قنوات داخل القرنية، ثم يزرع حلقات داعمة تساعد في استعادة شكل القرنية الطبيعي، وتحسين الرؤية.
جراحة زراعة قرنية العين
تعد زراعة القرنية الخيار العلاجي النهائي في الحالات المتقدمة من المرض، إذ يتم فيها استبدال القرنية التالفة بأخرى سليمة من متبرع متوفى، مع ذلك يعد هذا الإجراء الطبي معقدًا ويحتاج إلى فترة تعافٍ طويلة قد تصل إلى عام كامل، إضافة إلى ضرورة استخدام المريض لعدسات لاصقة بعد الجراحة لتعزيز الرؤية.
ختامًا، تُعد القرنية المخروطية من المشكلات البصرية التي تستلزم متابعة دقيقة وتدخلًا طبيًا مناسبًا للحفاظ على جودة الإبصار، وفي ظل تقدم التقنيات الطبية المستخدمة لعلاج هذه المشكلة، أصبح من الممكن السيطرة على المرض وتحقيق نتائج علاجية فعالة.
تعرفوا إلى مزيد من المعلومات عن اعتلال الشبكية السكرى وضغط العين من خلال مشاهدة مقاطع الفيديو الطبية المنشورة على منصتنا المتميزة ميديكازون، المنصة الطبية المرئية الأولى التي تهدف إلى تقديم المعلومات الطبية الموثوقة على ألسنة أفضل الأطباء في مصر والعالم العربي.
إقرأ أيضاً
- علاج المياه الزرقاء في دقيقتين
- علامات فشل عملية المياه البيضاء
- قرحة العين