تُعد أسباب آلام الظهر من أكثر الموضوعات الطبية انتشارًا؛ نظرًا إلى ظهور هذه المشكلة بين مختلف الفئات العمرية وتأثيرها المباشر في حياة المريض اليومية.
وفي لقاء مع الدكتور أحمد زهران -استشاري جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري - أوضح أن آلام الظهر ليست مرتبطة بالفقرات أو العمود الفقري فحسب، بل هناك أسباب متعددة، بعضها عضلي وأخرى نفسية أو مرتبطة بأعضاء أخرى في الجسم وفيما يلي تلخيص وشرح مفصل لرؤيته حول أسباب وجع الظهر.
أسباب آلام الظهر غير المرتبطة بالفقرات
يؤكد الدكتور أحمد زهران أن أسباب آلام الظهر ليست جميعها بسبب مشاكل الفقرات، فهناك عوامل أخرى قد تسبب وجع الظهر، منها:
- الألم النفسي: التوتر والضغط النفسي قد ينعكس على الجسم في صورة آلام عضلية خاصة في الظهر والرقبة.
- متلازمة الألم العضلي الليفي (Fibromyalgia): حالة مزمنة تسبب ألمًا منتشرًا في العضلات والمفاصل، منها منطقة الظهر.
- مشاكل المسالك البولية: مثل التهابات الكلى أو الحصوات، والتي قد تسبب ألمًا في أسفل الظهر.
- آلام الدورة الشهرية عند النساء: والتي قد تمتد إلى منطقة أسفل الظهر والحوض.
هذه الأسباب توضح أن علاج آلام الظهر يعتمد على التشخيص الصحيح، وليس فقط على افتراض أن المشكلة في الفقرات.
أسباب آلام الظهر المرتبطة بمشاكل الفقرات القطنية
عند الحديث عن أسباب آلام الظهر المتعلقة بالفقرات القطنية، أوضح الدكتور أحمد زهران أن هناك عدة مشاكل شائعة، أهمها:
الشد العضلي
يُعد الشد العضلي أو التهاب عضلات الظهر من أكثر أسباب آلام الظهر شيوعًا، ومن أبرز الأسباب التي تؤدي إلى الشد العضلي:
- الجلوس الخاطئ لفترات طويلة، مثل الانحناء على المكتب أو الجلوس على كرسي غير مريح.
- الأعمال التي تتطلب الجلوس المستمر لساعات طويلة، مثل موظفي البنوك أو سائقي السيارات.
- رفع أوزان ثقيلة بدون استعداد عضلي أو بطريقة غير صحيحة.
- ضعف العضلات وعدم قدرتها على تحمل المجهود.
ويعتمد علاج الشد العضلي على:
- الراحة وتغيير نمط الحياة.
- الحركة كل ساعة لمدة 5 دقائق.
- تجنب رفع أوزان أكبر من القدرة.
- المشي نصف ساعة يوميًا.
- تمارين تقوية عضلات الظهر.
- استخدام مسكنات وباسط عضلات عند الحاجة.
- العلاج الطبيعي.
الانزلاق الغضروفي القطني
يُعد الانزلاق الغضروفي القطني من أبرز أسباب آلام الظهر التي أوضحها الدكتور أحمد زهران، وهو من الحالات التي تحتاج إلى تشخيص دقيق وتدخل طبي في بعض الأحيان.
ويحدث الانزلاق عندما يخرج جزء من الغضروف الموجود بين الفقرات عن مكانه الطبيعي مُشكلًا ضغطًا على الأعصاب الخارجة من العمود الفقري، ومسببًا مجموعة من الأعراض، منها:
- ألم أسفل الظهر والرجلين.
- ألم ممتد إلى الساق ويطلق عليه "عرق النسا" ويوصف بأنه "صاروخ نار" نازل من الظهر إلى الرجل.
- يختلف مدى انتشار الألم حسب العصب المصاب فقد يصل الألم إلى الكعب أو الركبة أو الفخذ من الأمام.
ضيق القناة العصبية القطنية
يُعد ضيق القناة العصبية القطنية من أسباب آلام الظهر التي قد تتطور تدريجيًا مع مرور الوقت؛ بسبب حدوث تضييق في المساحة التي تمر من خلالها الأعصاب داخل العمود الفقري، مما يؤدي إلى انضغاطها ومعاناة الأعراض التالية:
- ألم في أسفل الظهر يزداد مع الوقوف أو المشي لمسافات طويلة.
- ضعف أو تنميل في الساقين، قد يزداد تدريجيًا.
انزلاق الفقرات
أوضح الدكتور أحمد زهران أن تزحلق (انزلاق) الفقرات من الحالات التي تؤثر في استقرار العمود الفقري وتسبب آلام الظهر المزمنة.
وتحدث هذه الحالة عندما تتحرك إحدى الفقرات من مكانها الطبيعي بالنسبة للفقرة التي أسفلها، فتضغط على الأعصاب المحيطة، ومن أعراض تزحلق الفقرات:
- ألم مزمن في أسفل الظهر، يزداد مع النشاط البدني أو الوقوف لفترات طويلة.
- شعور بالتيبس أو صعوبة في الحركة.
- في بعض الحالات، قد يمتد الألم إلى الساقين نتيجة ضغط الفقرة المنزاحة على الأعصاب.
كيف نميز بين الشد العضلي ومشاكل الغضروف؟
يوضح الدكتور أحمد زهران أن التفرقة بين الشد العضلي ومشاكل الغضروف أو ضيق القناة العصبية أمر ضروري لتحديد العلاج المناسب، وهناك علامات مميزة لكل حالة تساعد المريض والطبيب على التعرف عليها:
- الشد العضلي: يتركز الألم في منطقة الظهر فقط، ويخف تدريجيًا مع الراحة أو تغيير الوضعية.
- مشاكل الغضروف أو ضيق القناة العصبية: يبدأ الألم في منطقة الظهر ثم يمتد إلى إحدى الساقين وقد يصاحبه إحساس بالتنميل أو ضعف في عضلات الساق ويمتد الألم غالبًا على طول مسار العصب المضغوط.
وبشكل عام، فإن ملاحظة الألم وطريقة انتشاره تساعد في التمييز بين الشد العضلي والمشكلات الأكثر تعقيدًا مثل انزلاق الغضروف أو ضيق القناة العصبية، مما يسهّل على الطبيب وضع خطة علاجية مناسبة والبدء في التدخل المبكر قبل تفاقم الحالة.
نصائح الدكتور أحمد زهران للوقاية من آلام الظهر
يؤكد الدكتور أحمد زهران أن الوقاية من أسباب آلام الظهر تبدأ بتغيير العادات اليومية الخاطئة والحفاظ على صحة العمود الفقري من خلال اتباع الإرشادات التالية:
- الجلوس في وضعية صحيحة مع توفير دعم جيد لمنطقة أسفل الظهر.
- تجنب الجلوس لفترات طويلة دون حركة، مع أخذ فترات استراحة منتظمة.
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام للحفاظ على قوة ومرونة العضلات.
- اختيار كرسي مريح يدعم الظهر أثناء العمل.
- رفع الأوزان بطريقة صحيحة من خلال ثني الركبتين والحفاظ على استقامة الظهر.
إلى هنا ينتهي كلام الدكتور أحمد زهران -استشاري جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري- حول أسباب آلام الظهر وأهم طرق الوقاية منها. وسنضيف نحن -فريق ميديكازون- بعض المعلومات الإضافية عن آلام الظهر وطرق التشخيص والعلاج.
تشخيص آلام الظهر
يعتمد تشخيص أسباب آلام الظهر على مجموعة من الخطوات التي تهدف لتحديد مصدر الألم بدقة، وتشمل:
- الفحص السريري: يقيم الطبيب حركة العمود الفقري وقوة العضلات وردود الأفعال العصبية.
- التاريخ المرضي: سؤال المريض عن طبيعة الألم ومدة استمراره والعوامل التي تزيده أو تخففه.
- الفحوصات التصويرية: مثل الأشعة السينية (X-ray) للكشف عن مشاكل العظام، والتصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) لتقييم الغضاريف والأعصاب أو الأشعة المقطعية (CT scan).
- اختبارات الدم: للكشف عن وجود التهابات أو أمراض مناعية قد تسبب الألم.
طرق علاج آلام الظهر
يعتمد علاج أسباب آلام الظهر على التشخيص الدقيق وتحديد السبب الفعلي للحالة، لأن بعض آلام الظهر قد تكون ناتجة عن مشاكل في العمود الفقري أو العضلات، بينما في حالات أخرى قد تكون عرضًا لحالة مختلفة، مثل أن يكون وجع الظهر من أعراض الحمل عند بعض النساء وتشمل خيارات العلاج ما يلي:
العلاج التحفظي
وتشمل طرق العلاج غير الجراحي:
- الراحة النسبية: تجنب المجهود الزائد مع الحفاظ على قدر من الحركة الخفيفة لتجنب تيبس العضلات.
- العلاج الطبيعي: يشمل تمارين تقوية العضلات وتمارين الإطالة والعلاج باستخدام الحرارة أو البرودة لتخفيف الألم والالتهاب.
- الأدوية: مثل المسكنات وباسطات العضلات والأدوية المضادة للالتهاب.
- تعديل نمط الحياة: الحفاظ على وزن صحي وتحسين وضعية الجلوس والعمل وتجنب الجلوس أو الوقوف لفترات طويلة في وضعية واحدة.
العلاج الطبي المتقدم
في الحالات التي لا تستجيب لطرق العلاج التحفظي، قد يحتاج المريض إلى خيارات علاجية أكثر تقدمًا تهدف إلى تخفيف الألم بسرعة وتحسين القدرة على الحركة، دون الحاجة المباشرة للجراحة، ومنها:
- الحقن الموضعية: مثل حقن الكورتيزون لتخفيف الالتهاب حول الأعصاب المصابة.
- الأجهزة الداعمة: مثل أحزمة الظهر التي تساعد على تثبيت العمود الفقري وتقليل الألم.
التدخل الجراحي
يُلجأ إليه في الحالات الشديدة أو عند فشل العلاجات الأخرى، مثل الانزلاق الغضروفي الكبير أو ضيق القناة العصبية الحاد ويهدف إلى إزالة الضغط عن الأعصاب وتحسين استقرار العمود الفقري.
متى يكون ألم الظهر خطير؟
رغم أن معظم أسباب آلام الظهر تكون بسيطة وتتحسن بالعلاج التحفظي، إلا أن هناك بعض الحالات التي تستدعي القلق وطلب الاستشارة الطبية العاجلة، خاصة إذا صاحبت الألم أعراض تشير إلى مشكلة صحية خطيرة، ومنها:
- ألم شديد ومستمر لا يتحسن مع الراحة أو المسكنات.
- انتشار الألم إلى الساقين مع ضعف أو فقدان الإحساس.
- فقدان السيطرة على التبول أو التبرز.
- ارتفاع درجة الحرارة أو وجود فقدان ملحوظ في الوزن بدون سبب واضح.
- ظهور الألم بعد إصابة مباشرة في الظهر أو سقوط.
- تاريخ مرضي للسرطان أو أمراض مزمنة مع ظهور ألم جديد في الظهر.
في هذه الحالات، يكون التدخل الطبي الفوري ضروريًا لتشخيص السبب وعلاجه قبل حدوث أي مضاعفات.
وفي الختام، إن فهم أسباب آلام الظهر يساعد على التشخيص المبكر واختيار العلاج المناسب، مما يقلل من فرص تطور المشكلة أو تحولها إلى حالة مزمنة.
ميديكازون هي أكبر منصة طبية في مصر والوطن العربي، تجمع نخبة من كبار الأطباء المتميزين في مختلف التخصصات. نسعد بتلقي استفساراتكم عبر التعليقات على منصات التواصل الاجتماعي، ونتعهد بتقديم إجابات دقيقة وموثوقة تراجع من قِبل أطبائنا المتخصصين.
إقرأ أيضاً
- أهمية تشخيص اورام المخ
- ما اعراض مرض العصب الخامس؟
- أسباب الصداع العنقودى وعلاجه