إن مشكلة الحاجز الأنفي من المشكلات الشائعة بين جمهور الناس، ويعاني ما يقارب من 70% من البشر من درجة معينة من اعوجاج الحاجز، ومع ذلك لا يحتاج الجميع المصابين إلى التدخل الجراحي، بل نسبة قليلة فقط هي التي تستدعي إجراء عملية الحاجز الأنفي عندما يكون الاعوجاج مؤثرًا بوضوح في التنفس أو الصحة العامة.
في هذا المقال يوضح لنا الدكتور أحمد السمنودي -استشاري وأستاذ مساعد الأنف والأذن والحنجرة وزراعة القوقعة،كلية طب الأزهر- كل ما يتعلق بالحاجز الأنفي.
ما هو الحاجز الأنفي؟
الحاجز الأنفي هو الجدار الغضروفي والعظمي الذي يقسم التجويف الأنفي إلى فتحتين، وفي الوضع الطبيعي يكون الحاجز مستقيمًا تقريبًا؛ مما يسمح بمرور الهواء بسهولة إلى تجاويف الأنف، لكن في بعض الحالات يحدث اعوجاج يؤدي إلى انسداد مجرى التنفس من ناحية أو الناحيتين.
يشرح الدكتور أحمد السمنودي أن هذا الاعوجاج قد يكون بسيطًا وغير مؤثر، وقد يكون شديدًا لدرجة تُعيق التنفس الطبيعي مسببًا مضاعفات أخرى، مثل الشخير أو نزيف الأنف المتكرر أو حتى انقطاع النفس أثناء النوم.
دواعي إجراء عملية اعوجاج الحاجز الأنفي
يوضح الدكتور أحمد السمنودي أن رغم انتشار مشكلة اعوجاج الحاجز الأنفي، لكن هذا لا يعني أن الجميع في حاجة إلى التدخل الجراحي، فالكثير منهم يعيشون بصورة طبيعية دون أي أعراض تستدعي القلق.
الحالات التي تستدعي عملية الحاجز الأنفي:
- عندما يسبب الاعوجاج انسدادًا واضحًا في التنفس.
- في حال حدوث نزيف أنفي متكرر.
- عند وجود انقطاع في النفس في أثناء النوم أو شخير شديد يؤثر في الراحة.
- إذا كان الاعوجاج مؤثرًا في الحياة اليومية والصحة بصورة مباشرة.
إذن، رغم أن اعوجاج الحاجز الأنفي أمر شائع، إلا أن فقط 1% من الحالات تحتاج فعلًا إلى إجراء عملية، لذلك يؤكد الدكتور السمنودي أن القرار لا بد أن يعتمد على التشخيص الدقيق من الطبيب المختص، وألا تُجرى العملية إلا عند وجود ضرورة حقيقية.
الكي في الأنف، حل مؤقت لمشكلة الحاجز الأنفي
يوضح الدكتور أحمد السمنودي أن بعض المرضى قد يجرون ما يُعرف بكي غضاريف الأنف وهذه عملية بسيطة تُجرى في العيادة عندما لا تسمح الظروف بدخول المريض لغرفة العمليات، لكن هذا الإجراء يُعتبر حلًا مؤقتًا فقط، إذ يستمر تأثيره من 6 أشهر إلى سنة على الأكثر، وبعدها غالبًا ما تعود المشكلة من جديد، لذلك لا يُنصح بالاعتماد عليه كحل دائم وينصح بإجراء عملية كي الغضاريف الأنفية.
العملية الكاملة للحاجز الأنفي بالمنظار
أما عن عملية الحاجز الأنفي الكاملة، فيوضح الدكتور أحمد السمنودي أنها تُجرى تحت بنج كلي باستخدام المنظار الجراحي؛ والهدف منها هو استئصال الجزء المعوج من الحاجز بدقة وأمان لضمان عدم رجوع المشكلة، ويضيف:
- تجرى العملية بالكامل تحت الرؤية المباشرة للمنظار.
- تستخدم أجهزة حديثة، مثل البلازما لإيقاف النزيف في أثناء الجراحة.
- تكون النتيجة دائمة وفعالة مقارنة بالكي المؤقت.
الحاجز الأنفي والرياضة وتجربة أحد اللاعبين
يروي الدكتور أحمد السمنودي من واقع خبرته حالة عملية لأحد لاعبي كرة القدم المشهورين، كان يعاني منذ فترة طويلة من مشاكل صحية أثرت في حياته اليومية وأدائه الرياضي داخل الملعب.
الأعراض التي كان يعاني منها اللاعب:
كان يعاني اللاعب من عدة أعراض لا يعرف أسبابها، وهي:
- جفاف شديد في الفم في أثناء المباريات والتمارين.
- الحاجة إلى شرب المياه بشكل متكرر، حتى في أوقات لا يشعر فيها بالعطش الحقيقي.
- ضعف في الأداء البدني، لأنه لم يكن يستطع مجاراة زملائه بنفس المستوى من اللياقة.
- قلة التركيز داخل الملعب بسبب الشعور المستمر بالإرهاق ونقص الأكسجين.
السبب الطبي وراء هذه الأعراض
يوضح الدكتور السمنودي أن الفحص كشف عن وجود اعوجاج واضح في الحاجز الأنفي، الأمر الذي أجبر اللاعب على الاعتماد على التنفس من الفم بدلًا من الأنف ويؤدي هذا النمط من التنفس إلى:
- دخول هواء غير مُرطب وغير مُنقّى إلى الرئة.
- نقص كمية الأكسجين التي تصل إلى الجسم.
- زيادة الجفاف والشعور بالإجهاد السريع.
التدخل الطبي
أجريت له عملية الحاجز الأنفي بالمنظار تحت التخدير الكلي، مع تعديل الجزء المعوج بدقة وإزالة السبب الرئيسي لانسداد التنفس، إن العملية كانت دقيقة لكنها آمنة، واستخدم خلالها أحدث التقنيات لوقف النزيف وضمان نتائج فعالة.
النتائج بعد العملية
بعد إجراء عملية الحاجز الأنفي بالمنظار، بدأت النتائج الإيجابية في الظهور سريعًا، وشعر المريض بتحسن واضح انعكس على صحته وأدائه، ومنها:
- تحسن ملحوظ وسريع في التنفس عبر الأنف.
- ارتفاع نسبة الأكسجين التي تصل إلى الدم بشكل واضح.
- تراجع مشكلة جفاف الفم، ولم يعد يحتاج لشرب المياه بكثرة.
- زيادة الكفاءة البدنية والقدرة على التحمل داخل الملعب.
- تحسن التركيز الذهني والأداء الحركي أثناء المباريات.
الخلاصة من التجربة…
يؤكد الدكتور أحمد السمنودي أن هذه التجربة مثال حي على مدى تأثير اعوجاج الحاجز الأنفي في حياة المريض وجودة أدائه، خصوصًا في فئة الرياضيين التي تعتمد على التنفس السليم وكفاءة الأكسجين لتحقيق أعلى المستويات وبالتالي، فإن عملية الحاجز الأنفي ليست مجرد وسيلة لتحسين للتنفس، بل قد تُحدث تحولًا جذريًا في الصحة والأداء اليومي.
أعراض غير مباشرة لمشاكل الحاجز الأنفي
يشير الدكتور أحمد السمنودي إلى أن بعض المرضى قد لا يشعرون بوضوح بمشكلة في التنفس، لكن تظهر أعراض أخرى غير مباشرة، مثل:
- الشخير في أثناء النوم.
- انقطاع النفس لثوانٍ أثناء النوم.
- صداع متكرر عند الاستيقاظ.
- ضعف التركيز والعصبية الزائدة.
- النعاس أثناء النهار وحتى أثناء القيادة أو الاجتماعات.
هذه الأعراض قد تكون مرتبطة مباشرة باعوجاج الحاجز الأنفي وتأثيره في القدرة على النوم والأكسجين الواصل للجسم.
أهمية التشخيص الصحيح في تحديد الحاجة للجراحة من عدمه
يؤكد الدكتور أحمد السمنودي أن التشخيص السليم هو الأساس قبل اتخاذ قرار إجراء العملية، فقد يُعاني المريض من أعراض مشابهة لكن لأسباب أخرى غير الحاجز الأنفي، لذلك لابد من الفحص الدقيق باستخدام المنظار الأنفي لتحديد مدى الاعوجاج والتأثير الفعلي على التنفس.
إلى هنا ينتهي كلام الدكتور أحمد السمنودي -استشاري وأستاذ مساعد الأنف والأذن والحنجرة وزراعة القوقعة، كلية طب الأزهر- مؤكدًا أن التشخيص الدقيق هو الأساس في تحديد ما إذا كان المريض بحاجة فعلًا إلى عملية الحاجز الأنفي أم لا. ولحجز موعد مع الدكتورأحمد السمنودي.
ميديكازون هي المنصة الطبية الأكبر في مصر والوطن العربي، تجمع نخبة من أفضل الأطباء المتخصصين في مختلف المجالات. يسعدنا دائمًا استقبال استفساراتكم عبر التعليقات على منصاتنا للتواصل الاجتماعي، مع التزامنا بتقديم إجابات دقيقة وموثوقة يتم مراجعتها بعناية من قِبل فريقنا من الأطباء الخبراء.
إقرأ أيضاً
- تعرف إلى تأثير الجيوب الأنفية على الحنجرة
- الدواعي الطبية لإجراء عمليات اللوز للاطفال
- ما هو تسوس عظام الأذن؟ وما خطورته؟