الشخير أثناء النوم من أكثر المشكلات الصحية التي تسبب إحراج اجتماعي، ولا يقتصر أثره على المريض فقط، بل يمتد إلى المحيطين به، فبينما يراه البعض مجرد صوت مزعج يصدر أثناء النوم، يكشف الطب الحديث أنه قد يكون عرضًا خطيرًا لمشكلات صحية كامنة.
في هذا المقال يشرح لنا الدكتور أحمد السمنودي -استشاري وأستاذ مساعد الأنف والأذن والحنجرة وزراعة القوقعة،كلية طب الأزهر- أسباب الشخير عند النوم وأهمية التشخيص المبكر.
ما هو الشخير أثناء النوم؟
بحسب شرح الدكتور أحمد السمنودي، فإن الشخير هو اهتزاز الأنسجة في مجرى التنفس العلوي في أثناء مرور الهواء، ويزداد وضوحًا في فترات النوم العميق.
في البداية قد لا يُسبب الشخير أثناء النوم مشكلة، لكنه يصبح مرضيًا إذا صاحبه انقطاع التنفس أو أعراض، مثل الخمول الشديد بالنهار أو التوتر العصبي أو ارتفاع ضغط الدم.
ويضيف أن أغلب المرضى يكتشفون حالتهم من خلال المحيطين بهم، سواء كان الزوج أو الزوجة أو حتى الأصدقاء والأقارب بملاحظة الصوت أثناء النوم.
مراحل تطور الشخير أثناء النوم
يوضح دكتور أحمد السمنودي أن الشخير يمر بعدة مراحل:
- مرحلة البداية: مجرد صوت يصدر من الحلق، يلاحظه شريك الحياة أو الأصدقاء.
- مرحلة التفاقم: يزداد الصوت قوة ويصبح أكثر إزعاجًا، وقد يعيق النوم الهادئ.
- مرحلة الخطر: تطور الشخير إلى انقطاع النفس أثناء النوم وتوقفه بصورة متكررة لعدة ثوانٍ، مما يؤدي إلى انخفاض الأكسجين واضطراب ضربات القلب وزيادة مخاطر الأمراض المزمنة.
ما هي أسباب الشخير أثناء النوم؟
يعدد دكتور أحمد السمنودي مجموعة من العوامل التي تؤدي إلى الشخير أثناء النوم، مؤكدًا أن فهم ماسبب الشخير هو الخطوة الأولى نحو تحديد العلاج الصحيح، ومن أبرز أسباب الشخير أثناء النوم:
معاناة مشكلات في الأنف
تتعدد أسباب الشخير بسبب مشكلات الأنف ومنها مايلي:
- اعوجاج الحاجز الأنفي.
- تضخم الغضاريف الأنفية.
- وجود لحميات خلف الأنف.
- زوائد لحمية داخل الجيوب الأنفية.
- أورام أو انسدادات تسد مجرى التنفس.
مشكلات في الحلق واللوزتين
ومن أبرز أسباب الشخير المتعلقة بمنطقة الحلق واللوزتين ما يلي:
- تضخم حجم اللوزتين بشكل ملحوظ.
- ارتخاء سقف الحلق أو تدلي أنسجته، وهو ما يسبب اهتزازًا في أثناء التنفس.
مشكلات في الحنجرة والرقبة
وتكون بسبب تراكم الدهون حول الرقبة نتيجة زيادة الوزن، مما يضيق مجرى الهواء ويزيد فرص الشخير.
الوزن الزائد
يشدد الدكتور أحمد السمنودي على أن الوزن من أهم العوامل المرتبطة بالشخير، وتمثل السمنة حوالي 30% من مسبباته، ويضيف أن المريض الذي يعاني من الشخير وانقطاع التنفس أثناء النوم غالبًا ما يكون مصابًا أيضًا بارتفاع ضغط الدم أو مشكلات في القلب، إلى جانب معاناته النفسية خلال النهار من عصبية وتوتر وصعوبة في التركيز.
كما يحذر من أن زيادة الوزن تجعل النوم غير مريح، وتؤدي إلى النعاس المستمر، وهو ما قد يعرض المريض لمخاطر في أثناء القيادة أو العمل، لذلك فإن خفض الوزن خطوة أساسية في أي خطة علاجية.
متى يحتاج المريض إلى عملية جراحية؟
يوضح الدكتور أحمد السمنودي أن التدخل الجراحي لا يكون الخيار الأول دائمًا، بل يحدده الطبيب بناءًا على شدة الحالة، فعندما يتطور الشخير إلى انقطاع متكرر في التنفس أثناء النوم، عندها يصبح التدخل الجراحي ضروريًا، لكن قبل العملية يشترط أن يخسر المريض بعض الوزن:
- على الأقل 7–10 كيلوجرامات قبل العملية.
- ثم يخسر المزيد بعدها ليصل إلى الوزن المثالي.
ويصف الدكتور أحمد السمنودي أن نجاح العملية شراكة بين الطبيب والمريض ويضيف:"أنا كطبيب أتحمل 70% بالعملية والعلاج، والمريض يتحمل 30% بالالتزام بخفض الوزن وتغيير نمط حياته."
الحالات العارضة من الشخير
هناك بعض الحالات التي لا تستدعي القلق، كما يشير دكتور أحمد السمنودي، مثل:
- الشخير الناتج عن التعب والإرهاق الشديد.
- قلة النوم لفترة طويلة.
- ارتجاع المريء، بسبب ارتداد الحمض من المعدة إلى الحلق مسببًا تورم الأنسجة وتدلي سقف الحلق.
ويؤكد أن هذه الحالات لا تحتاج إلى عمليات، بل يُعالج المريض دوائيًا مع تعديل نمط الحياة، مثل تنظيم النوم وتجنب الأطعمة الدسمة قبل النوم.
مضاعفات إهمال الشخير المزمن
يؤكد الدكتور أن تجاهل مشكلة الشخير أثناء النوم قد يقود إلى مضاعفات خطيرة، منها:
- ارتفاع ضغط الدم.
- أمراض القلب والشرايين.
- ضعف التركيز وزيادة العصبية.
- مشاكل في الأداء المهني واليومي.
- مخاطر حقيقية أثناء القيادة نتيجة النوم المفاجئ أو النعاس المستمر.
ولهذا فإن التعامل الجاد مع الشخير المزمن لم يعد رفاهية، بل ضرورة لحماية الصحة العامة وتجنب حدوث أضرار الشخير عند النوم.
كيف يشخص الطبيب الشخير؟
يشير الدكتور أحمد إلى أهمية إجراء بعض الفحوصات لتحديد درجة الشخير ومعرفة ما إذا كان مصحوبًا بانقطاع النفس، ويساعد الفحص على وضع خطة العلاج بدقة ويحدد ما إذا كان المريض يحتاج تدخلًا دوائيًا أو جراحيًا.
خطة العلاج المتكاملة
بحسب توضيحات الدكتور، خطة العلاج تتضمن عدة خطوات أساسية:
- تشخيص الحالة بدقة عبر دراسة طبيعة نوم المريض.
- خفض الوزن كشرط أساسي قبل أي تدخل جراحي.
- الإقلاع عن التدخين لأنه يزيد حدة الأعراض.
- العلاج الدوائي لمعظم الحالات البسيطة والمتوسطة.
الجراحة فقط في الحالات التي تصل إلى مرحلة انقطاع النفس المتكرر أثناء النوم.
إن الالتزام بخطة العلاج لا يحسن فقط من القدرة على النوم، بل يقي المريض من مضاعفات خطيرة قد تهدد القلب والدماغ وحتى حياته اليومية. لذلك، فإن التعامل مع الشخير أثناء النوم بجدية هو مفتاح حياة صحية أكثر هدوءًا وأمانًا.
إلى هنا ينتهي كلام الدكتور أحمد السمنودي -استشاري وأستاذ مساعد الأنف والأذن والحنجرة وزراعة القوقعة،كلية طب الأزهر- موضحاً أن الشخير ليس مجرد إزعاج صوتي، بل هو عرض طبي قد يخفي وراءه مشاكل صحية كبيرة، ولحجز موعد مع الدكتور أحمد السمنودي.
ميديكازون هي المنصة الطبية الرائدة في مصر والوطن العربي، حيث تضم نخبة من أفضل الأطباء المتخصصين في مختلف المجالات. نسعد دائمًا بتلقي استفساراتكم عبر التعليقات على منصاتنا للتواصل الاجتماعي، مع التزامنا بتقديم إجابات دقيقة وموثوقة يراجعها بعناية فريق من الأطباء الخبراء.
إقرأ أيضاً
- ما هو تسوس عظام الأذن؟ وما خطورته؟
- اضرار بخاخات الانف ومضاعفات الإفراط في استخدامها
- الدواعي الطبية لإجراء عمليات اللوز للاطفال