يُعدّ تسوّس عظام الأذن من الأمراض الخطيرة التي قد تصيب الأذن الوسطى نتيجة إصابتها المسبقة بالالتهابات أو ثقب في طبلة الأذن وإهمال علاجه.
وفي حديثه، يوضح لنا الدكتور أحمد السمنودي -استشاري وأستاذ مساعد الأنف والأذن والحنجرة وزراعة القوقعة، كلية طب الأزهر- أن هذا المرض لا يجب الاستهانة به، لأنه يختلف تمامًا عن مجرد وجود ثقب آمن في الطبلة، ويحمل في طياته مضاعفات قد تصل إلى المخ وتؤثر في حياة المريض.
ثقب الأذن... أشهر أسباب معاناة تسوس عظام الأذن
في البداية، يوضح الدكتور أحمد السمنودي أن تسوّس عظام الأذن يُعد من أخطر المضاعفات الناتجة عن إهمال وجود ثقب في طبلة الأذن، فالثقب قد يبدو بسيطًا في البداية، لكنه مع الإهمال أو تأجيل التدخل الجراحي يمكن أن يتحوّل إلى تسوّس يصيب عظام الأذن الوسطى ويمثل خطورة حقيقية على السمع وصحة المريض.
ما الفرق بين الثقب الآمن والثقب غير الآمن؟
ومن هنا يوضح الدكتور الفرق بين ما يُعرف بالثقب الآمن والثقب غير الآمن، لأن هذا التمييز يحدد مسار العلاج ويكشف حجم المخاطر المحتملة:
الثقب الآمن
في هذه الحالة يكون الأمر مجرد ثقب في طبلة الأذن؛ ناتج عن التهاب سطحي أو إصابة مباشرة وقد يصاحبه إفرازات مائية أو صديد أو دم، مع ضعف في السمع، لكنه يظل محدودًا إذا عولج على نحو صحيح، وغالبًا يمكن علاجه بعملية بسيطة لترقيع الطبلة، وتكون نسب النجاح عالية.
الثقب غير الآمن
إذا أُهمل علاج ثقب الطبلة لفترة طويلة وتأخر التدخل الجراحي، فإن الالتهابات المزمنة قد تؤدي إلى تكوّن أنسجة ضارة تفرز إنزيمات تعمل على تآكل عظام الأذن الوسطى وهنا يتحوّل الوضع من مجرد ثقب بسيط إلى ما يُعرف باسم "تسوّس عظام الأذن"، وهو مرض خطير يحتاج إلى تدخل فوري.
كيف يحدث تسوّس عظام الأذن؟
يوضح الدكتور أحمد السمنودي أن أسباب تسوّس عظام الأذن تعود بالأساس إلى استمرار الالتهاب المزمن داخل الأذن، والتي تتسبب في وجود إفرازات ضارة تتضمن مواد مذيبة للعظام.
وتحلل هذه المواد العظام الدقيقة خلف الطبلة، بما في ذلك العظيمات الصغيرة المسؤولة عن توصيل الصوت، ومع مرور الوقت يتوسع التسوّس ليصل إلى مناطق أعمق وأكثر خطورة، مثل قاع الجمجمة أو الأعصاب.
مضاعفات تسوّس عظام الأذن
يشير الدكتور أحمد السمنودي إلى أن خطورة هذا المرض تكمن في المضاعفات المتعددة التي قد تحدث مع إهمال العلاج، ومن أبرزها:
- التأثير في صحة العصب السابع مسببًا شللًا نصفيًا في الوجه، وقد يفقد المريض القدرة على تحريك نصف وجهه.
- الإضرار بجهاز الاتزان لأن وصول التسوّس إلى القنوات الدهليزية (قنوات مسؤولة عن حفظ توازن الجسم) في الأذن الداخلية يؤدي إلى اضطراب شديد في التوازن، ويشعر المريض بدوخة مستمرة وعدم ثبات.
- الوصول إلى المخ، في الحالات المتقدمة قد يخترق التسوّس قاع الجمجمة، متسببًا في الإصابة بالالتهابات السحائية، والخراجات الدماغية، أو مضاعفات عصبية تهدد حياة المريض.
- تدمير العظيمات السمعية وتآكلها يؤدي إلى ضعف سمع معقّد، ولا يقتصر الأمر على ضعف ناتج عن ثقب الطبلة فقط، بل يتضاعف بفقدان دور العظيمات في نقل الصوت.
وهذه المضاعفات الخطيرة التي وضحها الدكتور أحمد السمنودي تجعل التشخيص المبكر لتسوّس عظام الأذن أمرًا ضروريًا لتفادي تفاقم الحالة والوصول إلى هذه المراحل المتقدمة.
كيفية تشخيص تسوس عظام الأذن
ويؤكد الدكتور أحمد السمنودي أن مواجهة تسوّس عظام الأذن تبدأ دائمًا بالتشخيص الدقيق، ومن طرق التشخيص:
- فحص السمع لتحديد مستوى الضعف.
- الأشعة المقطعية لتوضيح مدى انتشار التسوّس وتحديد إذا ما كانت العظيمات السمعية أو عظام الجمجمة قد تأثرت.
العلاج الجراحي هو الحل الوحيد
أكد الدكتور أحمد السمنودي أن العلاج الدوائي لا يجدي في حالات تسوّس عظام الأذن، وأن الجراحة هي السبيل الوحيد للعلاج، وتختلف العملية حسب تطور الحالة:
- في حالة ثقب آمن: يُكتفى بعملية ترقيع طبلة الأذن، وتستغرق عادة حوالي 45 دقيقة.
- في حالة تسوّس بالأذن: تصبح العملية أكثر تعقيدًا، لأنها تشمل إزالة التسوّس بالكامل بالإضافة إلى ترقيع الطبلة، وقد تمتد مدة الجراحة من ساعة 45 دقيقة إلى ساعتين أو أكثر.
كما أوضح أن هذه العمليات تجرى باستخدام المنظار أو الميكروسكوب الجراحي، وأنها تحمل مخاطر عودة التسوّس مرة أخرى، لذلك تحتاج إلى متابعة مستمرة بعد الجراحة.
لماذا لا يجب تأجيل العملية؟
ينبّه الدكتور أحمد السمنودي إلى أن بعض المرضى يؤجلون التدخل الجراحي بحجة ارتباطات اجتماعية أو شخصية مثل السفر أو المناسبات، وهو ما يُعد خطأً كبيرً، فالتسوّس لا ينتظر، بل يستمر في التآكل والانتشار مسببًا مضاعفات قد تكون أخطر من مجرد ضعف السمع. وشدد أن الصحة أهم من أي ظرف اجتماعي، وأي تأجيل قد يحوّل العملية البسيطة إلى جراحة معقدة طويلة المدة، وبنتائج علاجية أقل نجاحًا.
إلى هنا ينتهي كلام الدكتور أحمد السمنودي -استشاري وأستاذ مساعد الأنف والأذن والحنجرة وزراعة القوقعة، كلية طب الأزهر- والذي أوضح فيه كل ما يتعلق بخطورة تسوّس عظام الأذن وسبل التعامل معه، ويؤكد أن وعي المريض والتزامه بالعلاج الجراحي المبكر هما حجر الأساس لتجنب فقدان السمع أو التعرض ,gp[b ، .لمشكلات عصبية ودماغية خطيرة، لحجز موعد مع دكتور أحمد السمنودي.
ميديكازون تعد المنصة الطبية الأكبر في مصر والوطن العربي، وتضم مجموعة من نخبة الأطباء المتميزين في مختلف التخصصات. يسعدنا استقبال استفساراتكم عبر التعليقات على منصات التواصل الاجتماعي، مع وعد بتقديم إجابات موثوقة ودقيقة تراجع بعناية من قِبل أطبائنا المتخصصين.
إقرأ أيضاً
- ما هي القوقعه؟ وما الدواعي الطبية لإجراء عملية زراعة القوقعة؟
- ما اسباب التهاب الاذن الوسطى عند الرضع؟
- اضرار بخاخات الانف ومضاعفات الإفراط في استخدامها