تُعد زراعة القرنية من العمليات الجراحية المتطورة التي تهدف إلى علاج مشكلات الإبصار الناتجة من الإصابة بأحد الأمراض التي تؤثر سلبًا في القرنية وشفافيتها.
خلال هذا الفيديو يوضح الدكتور محمود إسماعيل -أستاذ طب وجراحة العيون في مستشفى نور الحياة- ما إذا كانت زراعة القرنية الطبيعية تناسب جميع المرضى.
هل تصلح زراعة القرنية لجميع المرضى؟
يوضح الدكتور محمود أن زراعة القرنية غير مناسبة لجميع المصابين؛ لذا يجب تقييم حالة المريض أولًا لتحديد مدى ملاءمته لهذه العملية.
الفهم الصحيح لنتائج زرع القرنية
يؤكد الدكتور محمود أنه من الضروري إدراك أن زرع القرنية لا يعني تصحيح الإبصار بصورة كاملة، أو أن المريض سيتخلص من النظارات تمامًا بعد العملية، إذ أن نتائج العملية تختلف من شخص إلى آخر تبعًا لنوع العملية التي تم إجراؤها:
- زراعة القرنية الكاملة: تحتاج إلى شهور حتى تستقر الرؤية، ولا يمكن ملاحظة النتائج سريعًا، إضافة إلى كونها تعد من العمليات ذات نسب النجاح الضئيلة.
- الزراعة الطبقية: تعطي نتائج أسرع، خاصة إذا كانت للبطانة الداخلية، إذ يمكن للمريض أن يرى بصورة جيدة خلال أسابيع، وقد لا يحتاج إلى إرتداء نظارات، مثل المرضى الذين خضعوا للزراعة الكاملة.
حالات لا تنجح فيها زرع القرنية
قد لا تحقق عملية زراعة القرنية النتائج المرجوة منها في بعض الحالات، مثل:
- اضطرابات جهاز المناعة التي قد تؤدي إلى رفض النسيج الجديد للقرنية.
- الجفاف الشديد في العين، ما يقلل من فرص نجاح العملية.
- وجود مشكلة في إغلاق الجفون بصورة طبيعية، ما يؤثر في استقرار القرنية المزروعة.
في مثل هذه الحالات، لا ينصح الأطباء بإجراء عملية زرع القرنية التقليدية بسبب انخفاض نسبة نجاحها.
القرنية الصناعية الحل البديل لمشكلة رفض القرنية
قد يلجأ الأطباء إلى زراعة القرنيات المصنوعة من مواد بلاستيكية معالجة جينيًا للحد من احتمالية الرفض المناعي للقرنيات الطبيعية، لكنها قد تكون أعلى تكلفة من زرع القرنية الطبيعية.
هل قرنيات المتبرعين المتوفين مناسبة للزراعة؟
يتساءل عديد من المرضى عن مدى سلامة القرنيات المستخرجة من المتبرعين المتوفين، والحقيقة أنها تخضع لفحوصات دقيقة قبل استخدامها، تشمل ما يلي:
- الفحص الإكلينيكي المجهري للتأكد من سلامتها.
- قياس الخلايا وعدّها للتحقق من جودتها.
- اختبارات الفيروسات، مثل الإيدز، والتهاب الكبد الوبائي، وذلك لضمان خلوها من الأمراض.
أيضًا تُحفظ القرنيات بعد استئصالها في مواد خاصة تُبقيها صالحة لمدة تصل إلى 15 يومًا، ما يجعل انتقال العدوى أو وجود مشاكل بها أمرًا شبه مستحيل.
تطورات علاج الرفض المناعي لزرع القرنية
يشير الدكتور محمود إلى التطورات الكبيرة في مجال زراعة القرنية، فقد اكتشفت أدوية حديثة تحد من رفض الجسم للقرنية المزروعة، وبفضل هذا النوع من الأدوية أصبح من الممكن إجراء الزراعة لبعض الحالات التي لم يكن متاحًا لها في السابق زرع القرنية الطبيعية، ما يمثل نقلة نوعية في نجاح هذا النوع من العمليات.
بعد الانتهاء من سرد ما ذكره الدكتور محمود إسماعيل في الفيديو، نوضح لكم نحن -فريق ميديكازون- أبرز الدواعي الصحية اللازمة لإجراء عملية زرع قرنية العين، ونستعرض كيفية إجراء العملية، إضافة إلى بعض الإرشادات الطبية الواجب اتباعها بعد الانتهاء من الإجراء.
الدواعي الطبية لزراعة القرنية
يلجأ الأطباء إلى زرع القرنية عندما تفقد القرنية الطبيعية شفافيتها أو تتعرض لتلف شديد يؤثر في القدرة البصرية، ما يجعل الرؤية غير واضحة أو مشوشة، وتساعد هذه العملية على استعادة الوظيفة البصرية للمريض، وتتمثل أبرز الحالات التي تستدعي زراعة القرنية ما يلي:
القرنية المخروطية
اضطراب يصيب القرنية ويؤدي إلى ترققها واتخاذها شكلًا مخروطيًا بدلًا من الشكل الكروي الطبيعي، ما يؤثر في جودة الرؤية نتيجة حدوث إنكسارات غير طبيعية للضوء داخل العين.
التهابات القرنية الشديدة
تنتج هذه الالتهابات من العدوى البكتيرية أو الفيروسية الحادة، ما يؤدي إلى تكون ندبات دائمة على سطح القرنية، الأمر الذي يعيق مرور الضوء بصورة طبيعية إلى داخل العين، وبالتالي تتشوش الرؤية.
إصابات القرنية
قد تتعرض العين لإصابات حادة مباشرة، مثل الإصابات المباشرة في العين والحروق الكيميائية التي قد تسبب ضررًا بالغًا ودائمًا في نسيج القرنية، ما قد يؤدي إلى فقدان شفافيتها وعدم القدرة على الرؤية.
الوذمة القرنية
تتراكم السوائل داخل نسيج القرنية، ما يؤدي إلى تشوش الرؤية، ويعود السبب إلى فشل البطانة الداخلية للقرنية في تصريف السوائل بصورة صحيحة، وعادة ما ترتبط هذه المشكلة بالأمراض الوراثية، أو الشيخوخة، أو مضاعفات ما بعد جراحات العيون.
الضمور الوراثي للقرنية
قد تؤدي بعض الأمراض الوراثية، مثل "Fuchs' Dystrophy" الذي يصيب الخلايا البطانية الموجودة في الطبقة الداخلية للقرنية والمسؤولة عن تنظيم مستوى السوائل داخل القرنية، ويؤدي تفاقم هذه المشكلة إلى الوذمة القرنية (تراكم السوائل داخل القرنية).
مضاعفات جراحات العيون السابقة
قد تتسبب جراحات العيون، مثل عمليات إزالة المياه البيضاء، أو تصحيح الإبصار، في حدوث مضاعفات تؤثر في سلامة القرنية وتؤدي إلى تدهور شفافيتها، وفي بعض الحالات الشديدة التي لا تستجيب لأنواع العلاج الأخرى تصبح زراعة القرنية هي الحل العلاجي الأمثل لاستعادة الرؤية.
الفحوصات الطبية المطلوبة قبل زراعة القرنية
قبل إجراء عملية زرع القرنية، يطلب الأطباء مجموعة من الفحوصات اللازمة من أجل ضمان نجاح العملية والحد من مخاطر الرفض المناعي، وتشمل هذه الفحوصات ما يلي:
فحص العين الشامل لتقييم مدى تلف القرنية وتأثير هذا التلف على القدرة البصرية، وبالتالي تحديد مدى حاجة المريض الفعلية للزراعة.
قياسات القرنية التي تشمل قياس سمك القرنية ودرجة انحنائها باستخدام بعض التقنيات الحديثة، مثل التصوير الطبوغرافي الذي يساعد على تحديد القرنية المناسبة للزراعة.
اختبار فحص العدوى والأمراض الفيروسية، مثل التهاب الكبد الوبائي، وفيروس نقص المناعة المكتسبة (HIV) لضمان عدم معاناة المريض من العدوى التي قد تؤثر على استقرار الحالة الصحية للمريض بعد الجراحة.
تقييم الصحة العامة للمريض، إذ يخضع لفحص طبي شامل لتقييم حالته الصحية العامة والتأكد من قدرته على تحمل التخدير والجراحة. يشمل هذا الفحص اختبارات الدم للتحقق من مستويات السكر ووظائف الكبد والكلى، وقياس ضغط الدم، والتأكد من عدم الإصابة بالأمراض المزمنة، مثل أمراض القلب.
كيفية إجراء عملية زرع القرنية
يجري الطبيب المختص هذه الجراحة تحت التخدير الموضعي أو العام وفقًا لحالة المريض، وتشمل خطواتها ما يلي:
- إزالة أنسجة القرنية التالفة باستخدام أدوات جراحية دقيقة.
- استبدال القرنية وزرع قرنية سليمة مستأصلة من متبرع.
- تثبيت القرنية المزروعة باستخدام غرز جراحية دقيقة لضمان تثبيتها.
- استخدام واقٍ للعين لحمايتها خلال فترة التعافي الأولى.
التعليمات الطبية بعد الانتهاء من عملية زراعة القرنية
عادة ما ينصح الأطباء بالالتزام ببعض التعليمات الطبية بعد الانتهاء من الجراحة لضمان تعافي المريض ونجاح الإجراء، وتتضمن أهم هذه التعليمات فيما يلي:
- استخدام قطرات العين الموصوفة لمنع العدوى والحد من الالتهاب.
- تجنب فرك العين أو تعرضها للغبار أو الدخان.
- ارتداء واقي للعين في أثناء النوم وخلال ممارسة الأنشطة التي قد تعرض العين للإصابة.
- تجنب رفع الأوزان الثقيلة أو ممارسة الرياضة العنيفة خلال الأشهر الأولى بعد العملية.
- الالتزام بمواعيد المتابعة مع الطبيب المعالج من أجل مراقبة حالة العين.
مخاطر عملية زراعة القرنية
رغم نجاح عملية زرع القرنية في معظم الحالات، فأنه قد يتعرض المريض لبعض المخاطر أو المضاعفات الصحية التي تتضمن ما يلي:
- رفض الجسم للقرنية المزروعة، إذ قد يهاجم الجهاز المناعي القرنية الجديدة، ما يؤدي إلى تشوش الرؤية واحمرار العين.
- التعرض للعدوى، فقد تصاب العين بالتهاب في حال إهمال إجراءات العناية اللازمة.
- زيادة ضغط العين (الجلوكوما)، بسبب حدوث اضطرابات في تصريف السوائل داخل العين.
- مشكلات في الغرز الجراحية، مثل تفككها أو عدم التئامها بصورة صحيحة.
- عدم وضوح الرؤية الدائم، وخاصة إذا كان هناك مشكلات أخرى في العين.
تُعد عمليات عيون زرع القرنية من الإجراءات الطبية الفعالة التي يمكن أن تُعيد الإبصار للأشخاص الذين يعانون من أمراض أو إصابات في القرنية، ومع ذلك فإن نجاحها يعتمد على عدة عوامل أبرزها الحالة العامة للمريض، ومدى التزامه بالإرشادات الطبية بعد الجراحة.
تعرفوا إلى مزيد من المعلومات عن قرحة العين وبعض أدوية علاج خدش القرنية من خلال مشاهدة مقاطع الفيديو الطبية المنشورة على منصتنا ميديكازون، المنصة الطبية المرئية الأولى في مصر والعالم العربي.
إقرأ أيضاً
- علاج المياه الزرقاء في دقيقتين
- علامات فشل عملية المياه البيضاء
- هل يعود النظر 6/6 بعد عملية الليزك