تعد السمنة المفرطه من الحالات المعقدة التي ترتبط بتطور مشكلات صحية خطيرة، وتُصنف بأنها أعلى درجات السمنة وزيادة الوزن (السمنة من الفئة الثالثة)؛ يزداد مؤشر كتلة الجسم (BMI) في هذه الحالة عن 40، ما يجعلها مشكلة صحية خطيرة تتطلب اهتمامًا خاصًا لعلاجها والحد من مضاعفاتها.
خلال هذا الفيديو يستعرض الدكتور كريم صبري -أستاذ جراحات السمنة والمناظير بطب عين شمس- العلاقة بين السمنة المفرطه وتطور الأورام السرطانية تحديدًا.
ما هي السمنة المفرطه؟ وما مدى تأثيرها في صحة السيدات؟
يوضح الدكتور كريم أن السمنة تعد مرضًا التهابيًا مزمنًا شديد الخطورة يؤثر سليًا في حياة المريض من جميع النواحي، فقد أكدت منظمة الصحة العالمية أن هناك 16 نوعًا من الأورام ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالسمنة المفرطة لدى السيدات، من أبرزها سرطان الثدي، وسرطان بطانة الرحم.
السمنة وسرطان بطانة الرحم
يؤكد الدكتور كريم أن الأطباء المتخصصون في علاج الأورام أشاروا إلى أن معظم حالات سرطان بطانة الرحم التي واجهتهم كانت لسيدات يعانون من السمنة المفرطة، الأمر الذي يبرز العلاقة الوثيقة بين السمنة وتطور هذا النوع من السرطان.
ما أسباب السمنة المفرطة؟
يرجع السبب الرئيسي للإصابة بمرض السمنة المفرطه هو تراكم الدهون الناتج من وجود خلل بين عدد السعرات الحرارية التي يستهلكها الفرد وتلك التي يحتاجها الجسم؛ فإمداد الجسم بسعرات حرارية أكثر مما يحتاجها للوظائف الأساسية يتسبب في تراكم تلك السعرات الزائدة في صورة دهون، وبالتالي زيادة الوزن.
رغم ذلك تؤثر عوامل أخرى عديدة في تخزين الجسم للدهون وزيادة مؤشر كتلة الجسم، وتتمثل هذه العوامل فيما يلي:
العوامل الوراثية
أثبتت الدراسات الحديثة أن السمنة عادة ما ترتبط بالعوامل الوراثية، وقد يصاب الفرد بزيادة الوزن نتيجة انتقال بعض الجينات التي ترتبط بتراكم الدهون من الوالدين إلى الأبناء.
اختلال التوازن الهرموني
تلعب الهرمونات دورًا جوهريًا في تنظيم الشهية واستهلاك الطاقة، فعلى سبيل المثال لا الحصر، تؤدي زيادة هرمون الكورتيزول (هرمون التوتر) إلى زيادة الشهية، أيضا يسهم نقص هرمونات الغدة الدرقية في إبطاء عملية الأيض، وبالتالي زيادة الوزن.
العوامل الاقتصادية والاجتماعية والجغرافية
قد يؤدي انخفاض الدخل المادي للأفراد إلى تناول وجبات غير صحية تحتوي على الكثير من الكربوهيدرات، على الجانب الآخر عدم توفر أماكن للترفيه، مثل الحدائق العامة أو أماكن لممارسة الرياضة قد يسهم في نقص النشاط البدني، وبالتالي زيادة الوزن.
ما أعراض السمنة المفرطة؟
رغم عدم وجود أعراض موحدة للسمنة، فإن هناك بعض العلامات الشائعة المرتبطة بالسمنة من الدرجة الثالثة، والتي تشمل:
- فرط التعرق.
- الشعور بالتعب والإجهاد المستمر.
- آلام المفاصل والظهر.
- صعوبة التنفس.
- الشخير وانقطاع التنفس في أثناء النوم.
- تدني احترام الذات وعدم الثقة بالنفس.
- عدم القدرة على ممارسة الأنشطة البدنية.
- ارتفاع ضغط الدم.
- تراكم الدهون حول منطقة الخصر.
- زيادة مؤشر كتلة الجسم عن 40
وسائل علاج السمنة المفرطه
تعتمد خطة علاج السمنة المفرطة على احتياجات كل مريض وحالته الصحية، إذ يضع الطبيب خطة علاجية تناسب وضعه، وتشمل طرق العلاج ما يلي:
اتباع نمط حياة صحي
يوصي الأطباء بأهمية تغيير العادات اليومية للمريض، وذلك للتخلص من الوزن الزائد، والحد من مخاطر السمنة. ومن أبرز هذه النصائح:
- تناول وجبات غذائية متوازنة تحتوي على سعرات حرارية محددة.
- ممارسة التمارين الرياضة بانتظام.
- الحصول على قسط كاف من النوم.
- تجنب الضغوط النفسية والابتعاد عن مصادر القلق والتوتر.
العلاج الدوائي
في السنوات الأخيرة اعتمدت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية "FDA" بعض الأدوية لعلاج السمنة المفرطة، ومن أبرزها:
- الأدوية الخافضة للشهية (تساعد المريض على التحكم في شهيته).
- الأدوية التي تحد من امتصاص الدهون داخل الجهاز الهضمي.
جراحات السمنة
في بعض الحالات التي لا تحقق فيها الطرق الأخرى النتائج المطلوبة، قد يلجأ الطبيب إلى التدخل الجراحي. ومن أشهر العمليات المستخدمة:
- تحويل مسار المعدة: يهدف هذا الإجراء إلى الحد من كمية السعرات الحرارية الممتصة من الجهاز الهضمي.
- تكميم المعدة: عملية تهدف إلى تقليص حجم المعدة، وبالتالي الحد من كمية الطعام المستهلكة.
ختامًا، فالسمنة المفرطة ليست مجرد زيادة في الوزن، بل هي مرض يحمل في طياته مخاطر صحية جسيمة، ويؤثر سلبًا في جودة الحياة والصحة العامة، لذا ينبغي التوعية بمخاطرها، واتخاذ خطوات للوقاية منها، وذلك للحفاظ على حياة صحية سليمة.
تعرفوا إلى مزيد من المعلومات عن أمراض السمنة المفرطه من خلال مشاهدة مقاطع الفيديو الطبية المنشورة على منصتنا المتميزة ميديكازون، المنصة الطبية الرائدة في مصر والوطن العربي.
إقرأ أيضاً
- الم عملية التكميم
- الامراض التي تسببها السمنة
- تكميم المعده ام تحويل المسار