ما هو منظار القلب؟ سؤال يتبادر إلى أذهان مرضى القلب الذين أشار عليهم أطبائهم بضرورة الخضوع لإحدى عمليات القلب بالمنظار، فيبدأ المريض في التساؤل عن ماهية هذا الجهاز، وما الفرق بينه وبين الجراحات التقليدية، وهل فعلا يعد خيارًا أكثر أمانًا وأقل ألمًا أم لا.
في هذا الفيديو يجيب الدكتور فؤاد راسخ - أستاذ واستشاري جراحة القلب والصدر بكلية الطب، جامعة القاهرة - عن سؤال: "ما هو منظار القلب؟" ويوضح أهميته لجراح القلب، ودوره في تشخيص وعلاج الكثير من الأمراض القلبية.
ما هو منظار القلب؟ متى بدأ جراحو القلب في استخدامه؟
يوضح الدكتور فؤاد أن منظار القلب هو أداة دقيقة تُستخدم في جراحات القلب، وخاصة في عمليات صمامات القلب بالتدخل المحدود، ومنذ عام 2010 أصبحت هذه الأداة جزءًا أساسيًا لا غنى عنها في أدوات جراح القلب، إذ إنها أحدثت تطورًا كبيرًا في أساليب الجراحة المتبعة
كيف تطورت جراحات القلب بعد 2010؟
قبل عام 2010، لم يكن منظار القلب متوفرًا ضمن أدوات جراح القلب، وكانت العمليات تعتمد بصورة أساسية على الجراحة المفتوحة، ومع ظهور منظار القلب المزود بعدسات مكبرة أصبح بإمكان الجراح رؤية التفاصيل الدقيقة جدًا داخل القلب، فصارت الجراحات أكثر دقة وأقل تدخلًا، ما أسهم في تحسين نتائج العمليات وتقليص فترة التعافي.
آلية عمل منظار القلب
يُستخدم منظار القلب بإدخاله عبر فتحة صغيرة لا تزيد عن 4 أو 5 سنتيمترات، ويساعد على نقل صورة مكبرة لغرف القلب على شاشة كبيرة تشبه التلفزيون، مثل الأذين الأيسر الذي لا يتجاوز حجمه 2 أو 3 سنتيمترات، هذه التقنية تمنح الجراح رؤية واضحة ومباشرة لكل التفاصيل الدقيقة داخل القلب في أثناء الجراحة، ما يساعده على أداء العملية بدقة وأمان.
يختتم الدكتور فؤاد حديثه بتقديم الشكر للمهندسين الذين كان لهم دورًا كبيرًا في هذا الإنجاز الطبي الرائع، فقد أسهمت ابتكاراتهم في تطوير أدوات دقيقة مثل المنظار وجهاز "التاور"، ما فتح آفاقًا جديدة أمام جراحات القلب بالتدخل المحدود، وأسهم بصورة كبيرة في رفع جودة هذه العمليات وزيادة نسب نجاحها.
وبهذا نصل إلى نهاية حديث الدكتور فؤاد راسخ حول سؤال ما هو منظار القلب، وفيما يلي نستعرض -نحن فريق ميديكازون- الفرق بين جراحات القلب المفتوح وجراحة القلب باستخدام المنظار.
الفرق بين عمليات القلب بالمنظار وجراحة القلب المفتوح
تعد عملية القلب بالمنظار من أبرز التقنيات المتطورة التي أحدثت نقلة نوعية في مجال جراحات القلب، وذلك مقارنة بالجراحات التقليدية "القلب المفتوح"، ويكمن الفرق في كيفية الوصول إلى القلب ورؤية تفاصيله في أثناء الجراحة.
فجراحات القلب المفتوح تعتمد على رؤية القلب بصورة مباشرة بعد فتح القفص الصدري بالكامل، بينما توفر جراحة المنظار صورة دقيقة ثلاثية الأبعاد تُعرض على شاشة كبيرة، ما يسمح للجراح بالعمل بدقة بأدوات خاصة عبر شقوق صغيرة.
وتتضمن أبرز الفروق التي يلاحظها المريض بين نوعي الجراحة ما يلي:
الندوب الجراحية
تترك الجراحة التقليدية ندبة واضحة وطويلة في منتصف وأسفل الصدر قد تصل إلى 20 سم، بينما في جراحة المنظار تكون الندوب صغيرة وغير ملحوظة لا تتجاوز 2.5 سم، وهو ما يعزز المظهر الجمالي للمريض.
مدة تعافي المريض
يحتاج مريض جراحة القلب المفتوح إلى فترة تعاف طويلة قد تصل إلى 6 أشهر في بعض الحالات، وفي المقابل لا تتجاوز فترة التعافي بعد جراحة المنظار 3 أسابيع، وهو الأمر الذي يسمح للمريض بالعودة إلى حياته الطبيعية سريعًا.
هل منظار القلب خطير؟
بعد أن أجبنا عن سؤال: ما هو منظار القلب؟ وما الفرق بينه وبين الجراحة التقليدية؟، يأتي نتطرق الآن للإجابة عن سؤال آخر، وهو: هل منظار القلب خطير؟
يمكننا القول باختصار إن هذا الإجراء يعد آمنًا نسبيًا، وخاصة عندما يُجرى على يد طبيب مختص وفي مركز طبي مجهز. رغم ذلك، وكما هو الحال مع أي إجراء طبي، قد يترتب عليه بعض المخاطر الصحية المحتملة، مثل النزيف، أو العدوى، أو اضطرابات في ضربات القلب، إلا أنها تظل نادرة الحدوث في معظم الحالات
يُعد منظار القلب واحدًا من أبرز الابتكارات الطبية التي أسهمت في تطوير جراحات القلب وجعلها أكثر أمانًا ودقة وأقل ألمًا للمريض، وبفضل هذه التقنية أصبح لدى المرضى اليوم خيارات علاجية متقدمة تضمن لهم جودة حياة أفضل وفترة تعافٍ أسرع.
اكتشفوا مزيدًا من المعلومات عن جراحات القلب من خلال مشاهدة مقاطع الفيديو الطبي المنشورة على منصة ميديكازون، المنصة الطبية المرئية الرائدة في مصر والعالم العربي.
إقرأ أيضاً
- خلل في كهرباء القلب
- الممنوعات بعد عملية القلب المفتوح
- كم يعيش الانسان بعد عملية القلب المفتوح