أصبحت عمليات تغير لون العين من الإجراءات التجميلية التي تثير جدلًا واسعًا في المجتمع الطبي، وذلك نظرًا للمخاطر المحتملة التي قد تؤثر سلبًا في صحة البصر، لذا تُحذر الجمعيات الطبية من إجراء هذه العمليات، وخاصة إذا كانت الأسباب تجميلية فقط.
خلال هذا الفيديو يستعرض الدكتور محمود إسماعيل -أستاذ طب وجراحة العيون في مستشفى نور الحياة- رفض الجمعية الرمدية المصرية إجراء عمليات تغيير لون العين.
موقف الجمعية الرمدية المصرية من عمليات تغير لون العين
يؤكد الدكتور محمود إسماعيل، عضو مجلس الجمعية الرمدية المصرية ورئيسها في دورة 2021/2022، أن الجمعية أصدرت توصيات واضحة بشأن بعض الممارسات الطبية، ومن بينها عمليات تغيير الوان العيون وزراعة القزحية الملونة؛ إذ ترفض الجمعية هاتين العمليتين رفضًا قاطعًا.
ويرجع هذا الرفض إلى عدم وجود أبحاث طبية تثبت أمان هذه العمليات، خاصة عندما تُجرى لأغراض تجميلية فقط، وبالتالي لا يمكن التوصية بها كإجراء طبي مرخص وآمن.
الفرق بين عمليات تغيير لون العين ووشم القرنية
رغم الرفض القاطع للجمعية الرمدية بإجراء عملية تغير لون العين لأغراض تجميلية، فإنه يمكن إجراؤها في حالات استثنائية للمرضى الذين يعانون من عين مشوهة أو غير قادرة على الإبصار تمامًا (لا تستجيب للضوء ولا يمكن تحسينها بأي عمليات أخرى).
في مثل هذه الحالات، يمكن للطبيب إعادة تلوين العين من خلال إجراء طبي يُعرف باسم "وشم القرنية"؛ وذلك بهدف تحسين مظهر المريض واستعادة ثقته بنفسه.
من ناحية أخرى، فإن تغيير لون العين إلى درجات مثل الأخضر، الأزرق، العسلي، أو الرمادي لأغراض تجميلية فقط يُعد إجراءً مرفوضًا طبيًا.
المخاطر الطبية لعمليات تغير لون العين
يؤكد الدكتور محمود أن هذه العمليات غير آمنة بنسبة 100%، خاصة إذا لم يكن هناك داعٍ طبي لإجرائها، فالشخص الذي يخضع لهذه الجراحة لأسباب تجميلية فقط ليس مريضًا ويعرّض نفسه لمخاطر صحية قد تؤثر على بصره بصورة دائمة.
وفي ضوء هذه المخاطر، ترى الجمعية أنه لا يوجد مبرر طبي أو أخلاقي لتنفيذ إجراء قد يؤدي إلى ضرر حتى لو بنسبة ضئيلة، لذا تبقى الجمعية على موقفها الرافض لهذه العمليات إلى أن تثبت الأبحاث المستقبلية عكس ذلك.
إلى هنا ينتهي حديث الدكتور محمود إسماعيل -أستاذ طب وجراحة العيون في مستشفى نور الحياة-، وفيما يلي نوضح -نحن فريق ميديكازون- ماهية عملية تغيير الوان العيون وخطواتها وتقنيات إجرائها، ونستعرض أبرز مخاطرها الصحية.
عملية تغير لون العين
تُعد عملية تغيير لون العين إجراءً جراحيًا يهدف إلى تعديل لون قزحية العين (الجزء الملون الموجود في منتصف العين)، يُستخدم هذا الإجراء بصورة رئيسية لأسباب طبية وليس لأغراض تجميلية بحتة، إذ يوصى به الأطباء فقط في الحالات التي تستدعي تدخلًا طبيًا نتيجة وجود مشكلة صحية، مثل:
إصابات العين المباشرة الناتجة من الحوادث
قد تتعرض القزحية للتلف، أو تتأثر وظيفتها في حال إصابات العين المباشرة، ما يستدعي تدخلًا جراحيًا لإصلاح الضرر، وفي هذه الحالات قد يكون تغير لون العين جزءًا من عملية الإصلاح والترميم؛ إذ يهدف الإجراء إلى استعادة الوظيفة الطبيعية للعين، بالإضافة إلى محاولة تحسين المظهر.
التشوهات الخلقية
قد يولد بعض الأشخاص بتشوهات خلقية تؤثر سلبًا في مظهر العين أو وظيفتها، وتشمل هذه التشوهات اختلافات في لون العين، أو وجود عيوب تؤثر في الرؤية، في هذه الحالات يمكن للطبيب المعالج إجراء عمليات تغيير لون العين كجزء من خطة علاجية شاملة لتحسين مظهر العين وتعزيز وظيفتها.
خطوات عمليات تغير لون العين
تختلف خطوات عملية تغير لون العين تبعًا للتقنية المستخدمة وحالة المريض، لكنها تمر عادةً بمراحل أساسية مشتركة، منها:
- التخدير الموضعي باستخدام قطرات موضعية تهدف إلى الحد من الشعور بالألم في أثناء إجراء الجراحة.
- تثبيت رأس المريض باستخدام وسائل مخصصة، ما يسهم في الحد من الحركة ودقة تنفيذ الإجراء.
- تثبيت الجفن باستخدام أداة مخصصة تمنع إغلاقه في أثناء العملية، ما يسهم في إجراء الجراحة بصورة آمنة.
- إكمال الإجراء وفق التقنية المستخدمة وحالة المريض.
التقنيات المستخدمة في عمليات تغيير لون العين
يعتمد الأطباء على ثلاث تقنيات رئيسية في عمليات تغيير لون العين، وتتمثل فيما يلي:
تغيير لون قزحية العين بالليزر
تعتمد هذه التقنية على حقن صبغة ملونة عبر قنوات دقيقة يتم صنعها داخل القرنية باستخدام الليزر، ويمكن للمريض استعادة حياته الطبيعية بعد مرور نحو 3 أيام من انتهاء العملية، ويتعافى بصورة كاملة في مدة تتراوح بين أسبوعين وثلاثة أسابيع.
إزالة تصبغات القرنية بالليزر
يتضمن هذا الإجراء إزالة الطبقة السطحية من خلايا الميلانين الخاصة بقزحية العين، ما يسهم في ظهور ألوان مختلفة للعين، مثل اللون الأزرق أو الأخضر، ويحتاج إتمام هذه العملية إجراؤها على عدة جلسات للحصول على النتائج المرجوة، والتي تظهر في خلال 3 إلى 4 أسابيع.
زراعة القزحية الصناعية الملونة
خلال هذا الإجراء يستبدل الطبيب القزحية الطبيعية بأخرى مصنوعة من مادة السيليكون، وقد تم وضع قيود صارمة لهذا النوع من العمليات، وأصبحت لا تستخدم إلا من أجل أغراض طبية فقط، مثل تعرض العين إلى إصابة مباشرة أو معاناة مشكلة خلقية، وذلك نظرًا للمخاطر الصحية التي قد تسببها القزحية الصناعية، ومن أبرز المضاعفات الخطيرة لهذه الجراحة، احتمالية الإصابة بالجلوكوما، أو فقدان البصر الكلي.
الآثار الجانبية لعمليات تغير لون العين
تحمل جراحة تغير لون العين في طياتها مخاطر صحية محتملة، وتتمثل أبرزها فيما يلي:
- تفاوت درجات اللون في القزحية: قد يؤدي الإجراء إلى توزيع غير متساوٍ للصبغة داخل القزحية، ما يؤدي إلى مظهر غير متناسق.
- ردود الفعل التحسسية: قد تتفاعل العين مع مركبات الصبغة المُستخدمة، ما يسبب التهابات حادة، وظهور أوعية دموية غير طبيعية على سطح القرنية.
- التهاب القزحية: قد يعاني المريض من التهاب في القزحية يؤدي إلى شعوره بالألم والحساسية تجاه الضوء.
- الإصابة بالعدوى: تزداد احتمالية تضرر القرنية نتيجة الإصابة بالعدوى، إذ يمكن أن تتعرض للتقرحات أو التندب، ما يؤثر سلبًا في صحة العين ووظائفها.
ختامًا، تظل سلامة العين أولوية قصوى تفوق أي اعتبارات تجميلية، إذ أن عمليات تغيير لون العين قد تؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة تهدد الأبصار، لذا ينصح بعدم الخضوع لهذه الإجراءات إلا في حالات الضرورة القصوى، وذلك بعض استشارة الأطباء المختصين.
تعرفوا إلى مزيد من المعلومات عن أسباب تغيير الوان العيون، وكيفية الحفاظ على نظافة أي عدسات لاصقة من خلال مشاهدة مقاطع الفيديو الطبية المنشورة على منصة ميديكازون، المنصة الطبية الرائدة في مصر والعالم العربي.
إقرأ أيضاً
- فحص قاع العين
- ارتشاح العين
- علامات فشل عملية المياه البيضاء