تشير الدراسات إلى أن نسبة الرجال الذين يعانون من سرعة القذف على مستوى العالم تتراوح ما بين 20% إلى 30%، ما يجعلها واحدة من أبرز الاضطرابات الجنسية شيوعًا بين الذكور، وتكمن أهمية الكشف عن اسباب سرعة القذف في الحصول على علاج مناسب يهدف إلى تعزيز العلاقة بين الزوجين وزيادة الثقة بالنفس.
خلال هذا الفيديو يستعرض الدكتور صلاح زيدان -أستاذ ورئيس قسم المسالك البولية بجامعة الأزهر- كيفية تشخيص سرعة القذف عند الرجال.
ما هي سرعة القذف؟
يوضح الدكتور صلاح أن سرعة القذف هي فقدان القدرة على التحكم في توقيت القذف، وهي واحدة من اضطرابات القذف الثلاثة التي تتضمن:
- سرعة القذف.
- تأخر القذف.
- عدم القذف.
أما اسباب سرعة القذف عند الرجال فهي متعددة، وتشمل عوامل نفسية، مثل التوتر والقلق، وأخرى عضوية، مثل التهابات البروستاتا، أو المشاكل العصبية والهرمونية.
كيف يمكن تشخيص سرعة القذف؟
يوضح الدكتور صلاح أن هناك بعض الأعراض المؤقتة التي تشير إلى معاناة الرجل سرعة القذف، مثل بعض العوامل العضوية أو العوامل النفسية، ومع ذلك لا يعتمد الطبيب على هذه الأعراض في تشخيص المشكلة بصورة نهائية، فهناك عدة نقاط يأخذها الطبيب بعين الاعتبار، أهمها:
- أن يكون الرجل متزوجًا، فهذه المشكلة لا يمكن تأكيدها إلا في إطار العلاقة الزوجية، ولا يمكن الجزم بوجود سرعة قذف للرجال غير المتزوجين.
- معاناة سرعة القذف في نحو 50% من عدد مرات العلاقة الزوجية التي يمارسها الرجل، فإذا كان الرجل يمارس العلاقة بمعدل ثلاث مرات أسبوعيًا، وحدثت سرعة القذف مرة واحدة فقط من بين عشر مرات لا يُعد ذلك مؤشرًا كافيًا لتشخيص الحالة، وعادة ما يكون الأمر عابرًا أو مرتبطًا بعوامل نفسية أو مزاجية مؤقتة.
- أن تؤثر المشكلة سلبًا في أحد الزوجين أو كليهما، فشعور أحدهما بالإحباط وعدم الرضا يعد مؤشرًا قويًا على معاناة سرعة القذف.
إلى هنا ينتهي حديث الدكتور صلاح زيدان، وفيما يلي نستعرض -نحن فريق ميديكازون- أهم أسباب سرعة القذف عند الرجال، موضحين كيفية علاج هذه المشكلة.
ما اسباب سرعة القذف عن الرجل؟
تتعدد اسباب سرعة القذف ويصنفها الأطباء إلى أسباب نفسية وأخرى عضوية، وفيما يلي نوضح أبرز العوامل التي تؤدي إلى معاناة سرعة القذف عند الرجال:
اسباب سرعة القذف النفسية
تلعب العوامل النفسية دورًا محوريًا في معاناة الرجل من سرعة القذف، وخاصة في غياب أي مشكلات عضوية واضحة، وتتضمن أبرز هذه العوامل ما يلي:
التوتر النفسي والقلق
يعد القلق المرتبط بأداء الرجل الجنسي واحدًا من أبرز العوامل التي تؤدي إلى معاناة سرعة القذف، إذ أن الشعور بالخوف من فشل العلاقة الحميمية يسبب إفراز بعض الهرمونات التي تسبب التوتر في الجسم، مثل الكورتيزول، ما يؤثر سلبًا في التحكم في عملية القذف.
قلة الخبرة الجنسية
الرجال الذين تنقصهم الخبرة في ممارسة العلاقة الزوجية لا يمتلكون الوعي الكافي بكيفية التحكم في إشارات الإثارة الجنسية، وهو الأمر الذي يؤدي إلى سرعة الوصول إلى النشوة الجنسية، ومن ثم القذف المبكر دون إرضاء الزوجة جنسيًا أو الاستعداد الكامل للطرفين.
تجارب جنسية سلبية سابقة
فشل الرجل في تجارب جنسية سابقة يضعه تحت ضغوط نفسية في حال محاولته ممارسة علاقة حميمة مرة أخرى، ما يؤدي إلى سرعة القذف.
الاكتئاب والاضطرابات المزاجية
عادة ما يسبب الاكتئاب انخفاضًا في الرغبة الجنسية، إضافة إلى أنه يرتبط باضطراب النواقل العصبية، مثل السيروتونين، وهو الأمر الذي يسبب معاناة الرجل سرعة القذف.
المشكلات الزوجية والعاطفية
ينعكس التوتر بين الزوجين ونقص التواصل بينهما سلبًا على الأداء الجنسي للرجل، وعادة ما يؤدي إلى سرعة القذف الناتج من عدم الارتياح النفسي في أثناء العلاقة الجنسية.
أسباب سرعة القذف العضوية
استمرار أعراض سرعة القذف رغم عدم وجود أسباب نفسية يعد مؤشرًا على وجود أسباب عضوية تستدعي الفحص الطبي، وتتضمن أبرز هذه الأسباب الآتي:
فرط حساسية القضيب
يعاني بعض الرجال من فرط حساسية الأعصاب الموجودة في القضيب؛ أي أن أقل استثارة جنسية قد تسبب قذفًا مبكرًا، وقد تنتج هذه المشكلة من عوامل وراثية أو مكتسبة.
التهابات البروستاتا أو مجرى البول
تسبب الالتهابات المزمنة في الإحليل أو البروستاتا تهيجًا للأعصاب والأنسجة المحيطة، ما يؤدي إلى صعوبة التحكم في القذف خلال ممارسة العلاقة الحميمية.
نقص مستويات السيروتونين
يعد السيروتونين من النواقل العصبية التي تنظم عملية القذف، لذا فإن نقص مستوياته في مناطق محددة من الدماغ يؤدي إلى ضعف التحكم في عملية القذف عند الرجال.
الاضطرابات الهرمونية
الاضطرابات الهرمونية واحدة من أهم اسباب سرعة القذف عند الرجال، فانخفاض مستويات هرمون التستوستيرون يؤثر سلبًا في رغبة الرجل الجنسية، أيضًا تؤدي اضطرابات الغدة الدرقية إلى حدوث خلل في الاستجابة العصبية والعضلية، ما يؤثر في سرعة القذف.
الأمراض العصبية
تؤثر بعض الأمراض سلبًا في سلامة الأعصاب، مثل التصلب المتعدد أو إصابات الحبل الشوكي أو مرض السكري طويل الأمد، ما قد يؤدي إلى اضطراب في نقل الإشارات العصبية بين الدماغ والأعضاء التناسلية، وهو الأمر الذي يُضعف التحكم في القذف.
الأدوية
قد تسبب بعض الأدوية سرعة القذف كأحد الآثار الجانبية لاستخدامها، وتشمل هذه الأدوية بعض مضادات الاكتئاب، أو أدوية الضغط.
علاج اسباب سرعة القذف
تعتمد خطة علاج سرعة القذف على تحديد السبب الرئيسي الكامن وراء هذه المشكلة -سواء كان نفسيًا أو عضويًا-، ويصنف الأطباء خطط العلاج إلى ثلاثة أنواع رئيسية يمكن الجمع بينها لتحقيق نتائج علاجية أفضل، تتضمن هذه الخطط العلاجية ما يلي:
العلاج النفسي
يعتمد العلاج النفسي لسرعة القذف على خضوع الرجل لواحدة أو أكثر من الجلسات النفسية التي تشمل ما يلي:
العلاج المعرفي السلوكي (CBT)
نوع من العلاج النفسي الذي يساعد على تعديل الأفكار السلبية المرتبطة بالأداء الجنسي للرجل، وذلك من خلال تدريب المريض على كيفية التعامل مع القلق والتوتر، ما يساعده على التحكم في انفعالاته الجنسية تدريجيًا.
الاستشارات الزوجية أو الفردية
ينصح الطبيب بخضوع الزوجين لجلسات نفسية في حال وجود صراعات أو مشكلات في العلاقة، فإن إشراك الزوجة في العلاج يُساعد على يخفف الضغط عن الزوج، ويُحسن التواصل الجنسي والعاطفي، ما ينعكس على الأداء وسرعة القذف.
العلاج السلوكي
يساعد العلاج السلوكي على تدريب الرجل على التحكم في الاستجابة الجنسية، وعادة ما يستخدم بجانب العلاج النفسي أو الدوائي، وتتضمن أبرز التقنيات المستخدمة فيه:
تقنية التوقف والبدء (Start-Stop Technique)
يتوقف الرجل عن التحفيز الجنسي عند الشعور بقرب القذف، ثم يُعاود بعد زوال الإثارة، يساعد تكرار هذا التمرين على تأخير القذف تدريجيًا.
تقنية الضغط (Squeeze Technique)
يضغط الرجل بلطف على قاعدة القضيب أو الحشفة عند الشعور بقرب القذف لمدة 10 إلى 15 ثانية، ما يؤدي إلى انخفاض الإثارة بصورة كافية لاستكمال العلاقة.
تمارين كيجل (Kegel Exercises)
تُعزّز هذه التمارين من قوة عضلات قاع الحوض، مما يمنح الرجل تحكمًا أفضل في عضلات القذف، ويوصي الطبيب بممارستها بانتظام لمدة 8 إلى 12 أسبوعًا للحصول على نتائج ملحوظة.
العلاج الدوائي
ينصح الأطباء باستخدام الأدوية في علاج أسباب سرعة القذف، وذلك في الحالات المتوسطة إلى الشديدة، أو عندما تفشل الوسائل النفسية والسلوكية في علاج المشكلة، وتشمل أبرز هذه الأدوية:
- مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs)، التي تؤخر القذف من خلال رفع مستويات السيروتونين في الدماغ.
- الأدوية التي تحتوي على مادة دابوكسيتين (Dapoxetine)، تعد من أهم الأدوية المستخدمة لعلاج سرعة القذف عند الرجال، وينصح باستخدامه تحت إشراف طبي لتفادي آثاره الجانبية.
- البخاخات والكريمات المخدّرة الموضعية، مثل ليدوكايين، يسهم في تقليل الإحساس في القضيب ويؤخر سرعة القذف، ومع ذلك يفضل استخدامها باعتدال لتجنب فقدان الإحساس الكامل، أو انتقال المخدر إلى الزوجة.
أسئلة شائعة
ما هي سرعة القذف الطبيعية عند الرجال؟
يتراوح المعدل الطبيعي للقذف عند الرجال ما بين 3 إلى 7 دقائق من بدء الإيلاج -كما ذكر الدكتور صلاح سابقًا-.
هل سرعة القذف تؤثر على الزوجة؟
نعم، قد تؤثر سرعة القذف على الزوجة نتيجة عدم إرضائها جنسيًا، وشعورها بالإحباط أو عدم الإشباع، وخاصة إذا كانت المشكلة متكررة نتيجة إهمال الزوج الكشف عن أسباب سرعة القذف لديه، والحصول على علاج مناسب.
ختامًا، تعد سرعة القذف مشكلة شائعة يمكن علاجها بفعالية، وذلك عند تشخيص أسبابها بدقة ومن ثم علاجها، إذ أن الاهتمام بالعلاج يعيد للرجل ثقته بنفسه ويعزز من العلاقة الزوجية.
تعرفوا إلى مزيد من المعلومات عن سرعة القذف من خلال مشاهدة مقاطع الفيديو الطبية المنشورة على منصتنا المتميزة ميديكازون، المنصة الطبية المرئية الأولى في مصر والعالم العربي.
إقرأ أيضاً
- دعامة الانتصاب
- علاج تكسر المادة الوراثية
- ما فوائد العادة سرية للرجال