لاحظت الأم اقتراب طفلها من شاشة التلفزيون بصورة ملحوظة مع صعوبة تمييز الكتابة على اللافتات في الشارع، فتساءلت: هل يعاني طفلى من مشاكل في النظر؟ وكيف يمكن علاجها؟
يُجيب
الدكتور إيهاب عبد العزيز -استشاري
أمراض العيون والشبكية والجسم الزجاجي– عن ذلك السؤال خلال الفيديو موضحًا أهمية الكشف المبكر لمشاكل نظر الاطفال وكيفية علاجها، فتابعوا القراءة لمعرفة تفاصيل الإجابة.
أهمية الكشف المبكر لمشاكل نظر الاطفال
ينصح الدكتور إيهاب عبد العزيز الأمهات بضرورة خضوع الأطفال ل
فحص العين في سن مبكر على يد طبيب عيون مختص لاكتشاف مشاكل ضعف النظر لدى الاطفال مبكرًا، والتي قد تؤدي -في حالة إهمال علاجها- إلى ضعف النظر الشديد و كسل في العين الضعيفة يصعب علاجه مع الكبر.
طرق علاج ضعف النظر لدى الاطفال
يوضح الدكتور إيهاب عبد العزيز طرق علاج حالات ضعف النظر لدى الأطفال، وتشمل الآتي:
- ارتداء النظارات الطبية المناسبة لحالة الطفل، سواءً مصاب بقصر أو طول النظر.
- استخدام العدسات اللاصقة الطبية في بعض الحالات.
هل يمكن إجراء عمليات تصحيح الإبصار بالليزر للأطفال؟
يؤكد الدكتور إيهاب عبد العزيز على عدم صلاحية إجراء
عمليات تصحيح الابصار بالليزك في أغلب حالات ضعف نظر الاطفال، باستثناء بعض الحالات النادرة جدًا، ويرجع ذلك إلى تغير حجم العين مع النمو وبالتالي تغيير مقاس نظر الطفل.
ينهي الدكتور إيهاب عبد العزيز حديثه بالتأكيد على أهمية علاج مشاكل نظر الاطفال، وتجنب اللجوء إلى إجراء أحد
انواع عمليات تصحيح النظر للأطفال. دعونا نكمل مقالنا بتوضيح بعض المعلومات عن العين الكسولة وأعراض ضعف النظر لدى الطفل.
ما هي العين الكسولة؟
هي حالة تُوصف ب
كسل العين الوظيفي للطفل نتيجة امتلاك الطفل عين سليمة والأخرى مصابة بقصر أو طول نظر شديد، مما يؤدي إلى تركيز الدماغ على العين السليمة دون الأخرى، ما ينتج عنه كسل دائم في العين الضعيفة وضعف في حدة الرؤية غير قابل للعلاج في الكبر، وقد ينتج عن ذلك أيضاً إصابة الطفل بحول العين.
طرق علاج العين الكسولة
يمكن في بعض حالات الكسل الوظيفي للعين اللجوء إلى الطرق العلاجية التالية من أجل تحسين نظر الاطفال، وتشمل الآتي:
وضع رقعة (عصابة) على العين السليمة لمدة ساعتين إلى 6 ساعات يوميًا، وبالتالي إرغام المخ على تلقي الصور من العين الضعيفة مما يُحسن الرؤية مع مرور الوقت.
استخدام بعض قطرات العين، مثل قطرة الأتروبين -في حالة رفض الطفل وضع الرقعة على العين- التي تسبب تشوش مؤقت بالرؤية في العين السليمة، مما يرغم الطفل على استخدام عينه الضعيفة وبالتالي تحسن الرؤية بمرور الوقت.
أعراض ضعف النظر عند الأطفال
تظهر عادةً أعراض ضعف النظر لدى الاطفال في سن الدراسة، وتتمثل في الآتي:
- تشوش الرؤية وعدم القدرة على رؤية الأشياء البعيدة بوضوح.
- صعوبة القراءة.
- إجهاد العين والشعور بالصداع.
- إغلاق الجفنين أو إغماض العين جزئيًا من أجل الرؤية بوضوح.
- اقتراب الطفل من التلفاز من أجل الرؤية بوضوح.
أما بالنسبة للأطفال الرضع، لا يستطيعون التعبير عن ضعف النظر، وتظهر عليهم بعض الأعراض، مثل:
- رمش الطفل بعينه باستمرار.
- فرك العين بكثرة.
- عدم إدراك الطفل الأشياء البعيدة وعدم التفاعل معها.
- انحراف العين عند التركيز على بعض الأشياء المحيطة
هل حساسية العين تؤثر على النظر؟
يطرأ على أذهان الآباء والأمهات عدة أسئلة ذات صلة بالأمراض التي تؤثر في مستويات النظر لدى أطفالهم، أبرزها سؤال: هل حساسية العين تؤثر على النظر؟
ونُجيب عن هذا السؤال موضحين أن حساسية العين لا تؤثر في مستويات الرؤية وجودتها، إنما تقتصر أضرارها على ظهور بعض الأعراض التي تُزعج الطفل المصاب، أبرزها احمرار العين وزيادة الرغبة في فركها، إضافةً إلى التدميع المستمر (غزارة الدموع)، وتشوَش الرؤية المؤقت الناتج من الالتهابات، وبمجرد التعافي من الحساسية يختفي التشوش وتعود الرؤية إلى مستواها الطبيعي.
نصيحة أخيرة
عند ظهور أعراض ضعف النظر -الموضحة سابقًا- على الطفل، ينبغي للأهل منعه من استخدام الأجهزة الإلكترونية اللوحية (مثل الموبايل والتابلت)، ومنعه -أيضًا- من الاقتراب من شاشة التلفاز في أثناء المشاهدة حفاظًا على مستوى نظره وسلامة عينيه إلى أنْ يحين موعد زيارة طبيب العيون.
وإذا أوصى طبيب العيون المختص باستخدام النظارات الطبيّة كوسيلة لعلاج ضعف النظر عند الطفل، فيجب تعويده على ارتدائها يوميًا في أثناء قراءة الدروس وأداء الواجبات المدرسية، أو عند الجلوس أمام الشاشات الإلكترونية، لتفادي تدهور مستوى نظره مع مرور الوقت.
إن إهمال ارتداء النظارات الطبيّة يُعرض العين للإجهاد ويؤدي إلى انخفاض مستوى النظر وتدهوره تدريجيًا، ما يجعل الطفل بحاجة إلى تغيير مقاسات عدسات النظارة عدة مرات خلال فترات زمنية متقاربة.