في الثمانينيات اكتشف جراح فرنسي الأصل المناظير، وتمكن من استعمالها في العمليات الجراحية. وعلى الرغم من أن تخصص هذا الطبيب كان النساء والتوليد، كانت عملية استئصال المرارة أول عملية جراحية تُجرى باستخدام بالمنظار.
إن السؤال الذي يطرح نفسه عند الحديث عن عملية استئصال المرارة بالمنظار هو: أي الحالات تستدعي الخضوع لتلك العملية؟ ولقد أجاب الدكتور هادي الأسمر -الحاصل على درجة الدكتوراه في الجراحة العامة وجراحات المناظير- عن ذلك السؤال في الفيديو، وهي الإجابة التي نتعرف على تفاصيلها خلال السطور القادمة.
متى يتم استئصال المرارة بالمنظار؟
في بعض الأحيان تتعرض المرارة إلى التهاب حاد أو التهاب مزمن جراء تكوّن حصوات بداخلها، قد يكون بعضها كبير الحجم والبعض الآخر صغير الحجم.
ضرر الحصوات صغيرة الحجم
يسهل على الحصوات صغيرة الحجم المرور عبر القنوات المرارية مما يؤدي إلى انسدادها، وينتج عن ذلك ارتفاع نسبة الصفراء أو العصارة الصفراوية في الدم. ولاكتشاف تلك الحصوات ينصح الطبيب المريض بإجراء فحص بالمنظار على القنوات المرارية أولًا ثم إجراءه على المرارة ذاتها.
ضرر الحصوات كبيرة الحجم
أما الحصوات كبيرة الحجم فتسبب انسداد عنق المرارة أو تكوّن صديد فيها.
ويؤدي الالتهاب الحصوي في المرارة الناتج عن وجود أحد نوعي الحصوات السابقين إلى ظهور مضاعفات وأمراض عديدة، والسبيل الوحيد للخلاص من هذا الالتهاب هو الخضوع إلى عملية استئصال المرارة بالمنظار.
هل عالج الأطباء التهابات المرارة بالمنظار فور اكتشافها؟
واجه الأطباء قديمًا صعوبة في علاج التهابات المرارة الحادة بالمنظار، وساعدهم على تخطي تلك المشكلة الممارسة المستمرة التي يُطلق عليها في مجال الطب منحنى التعلم (Learning Curve).
يُقصد بمنحنى التعلم أنه كلما مارس المرء نشاطًا ما بصورة مستمرة استطاع ممارسته في المرات التالية خلال وقت أقصر وبطريقة أسهل. وعند تطبيق تلك القاعدة على عملية استئصال المرارة بالمنظار فإن الطبيب الذي يجري العملية باستمرار يتحسن أداؤه في العملية ويتمكن من إنجازها بصورة جيدة للغاية وفي وقت قصير.
حتى يتسنى لنا فهم أثر منحنى التعلم في تحسن أداء الأطباء لاستعمال المنظار، عَقَدَ الدكتور هادي الأسمر مقارنة بين الوضع السابق والحالي كما يلي.
في الماضي كثيرًا ما كان الطبيب يتراجع عن إجراء عملية استئصال المرارة بالمنظار ويحولها إلى جراحة تقليدية لقلة كفائته وشعوره بعدم قدرته على إتمام العملية كما يجب، وحدث ذلك مع نصف عدد المرضى، أي أن من بين كل 10 حالات يُفترض أن تخضع للعملية بالمنظار اتجه الطبيب إلى إجراء خمس عمليات بالجراحة التقليدية لعجزه عن إجرائها بالمنظار.
ومع الممارسة المستمرة أصبح الأطباء الآن أكثر خبرة ومهارة عن السابق، ونتج عن ذلك تدني عدد الحالات التي تخضع لعملية استئصال المرارة بالطريقة التقليدية إلى 1%.
ما المخاطر المتوقعة من عملية استئصال المرارة بالمنظار؟
من أبرز مخاطر عملية استئصال المرارة بالمنظار حدوث قطع في القناة المرارية، وتزداد مثل تلك المخاطر عندما يُجري العملية طبيب قليل الخبرة لا يتمتع بالمهارة المطلوبة لإجراء هذا النوع من العمليات.
في النهاية، ينصح الدكتور هادي الأسمر -الحاصل على درجة الدكتوراه في الجراحة العامة وجراحة الجهاز الهضمى وجراحات المناظير المتطورة بالقصر العينى جامعة القاهرة- بضرورة الاهتمام بخبرة الطبيب والسعي إلى الخضوع للعملية تحت إشراف الأطباء لمدربين جيدًا على استخدام المناظير في العمليات.