يعاني الكثيرون آلام الظهر، لكن الخوف الحقيقي يبدأ عندما يخبرهم الطبيب أن سبب ألمهم هو انزلاق غضروفي، في هذه اللحظة تظهر الأسئلة: هل حالتي خطيرة؟ هل سأحتاج إلى جراحة؟ وهل يمكن أن يسوء الوضع مع الوقت؟
ولأن القلق غالبًا ما يأتي من عدم وضوح الصورة، سنعرض الآن ما قاله الدكتور علاء بلبع -رئيس قطاع العلاج الطبيعي بالمجلس الأعلى للجامعات- لنوضح متى يكون الانزلاق الغضروفي خطيرًا ومتى يمكن علاجه دون جراحة.
متى يكون الانزلاق الغضروفي خطير؟
يوضح الدكتور علاء بلبع أن الانزلاق الغضروفي يصبح خطيرًا عندما تظهر علامات تدل على تأثّر الأعصاب أو وتضررها، ومن أهم هذه العلامات:
- ألم قوي ومستمر لمدة تتجاوز 6 أسابيع إلى 3 أشهر ولا يتحسن مع العلاج الدوائي، الراحة، والعلاج الطبيعي، ويؤثر سلبًا في جودة النوم والقدرة على الحركة، ويُعد مؤشرًا مقلقًا يستدعي تقييمًا طبيًا دقيقًا.
- ضعف أو ضمور في العضلات مثل شعور المريض بأن قدمه لا تتحكم في الحركة، أو أن العضلات بدأت تضعف أو تضمر. هذه العلامة تعني أن العصب الحركي يتعرض لضغط مستمر ويحتاج إلى تدخل قبل حدوث تلف دائم.
- فقدان التحكم في البول أو البراز وعدم الوصول إلى الحمام في الوقت المناسب، فهذه حالة طارئة تستوجب التدخل الجراحي سريعًا.
- سقوط القدم وعدم قدرة المريض على رفع رفعها في أثناء المشي، مما يدل على تأثر العصب المسئول عن الحركة، وتجاهل هذه العلامة قد يؤدي إلى ضعف دائم في الطرف السفلي.
- تطابق الأشعة مع تدهور الحالة السريرية؛ لأن ظهور الانزلاق الغضروفي في الرنين المغناطيسي وحده لا يكفي، لكن إذا تزامن مع أعراض عصبية واضحة، وفشل العلاج غير الجراحي بعد فترة كافية، فإن التدخل الجراحي يصبح خيارًا ضروريًا.
هذه العلامات هي الخط الفاصل بين الانزلاق الغضروفي البسيط الذي يمكن علاجه بالراحة والعلاج الطبيعي، والحالة الخطيرة التي قد تترك أثرًا دائمًا إذا لم تُعالج جراحيًا في الوقت المناسب.
لذلك يؤكد الدكتور علاء بلبع أن القرار لا يعتمد على شدة الألم فقط، بل على وجود خلل عصبي واضح أو تهديد لوظائف الحركة والإخراج.
هل الجراحة حل نهائي للانزلاق الغضروفي؟
يؤكد الدكتور علاء أن ما يقرب من 90% من حالات الانزلاق تتحسن بالعلاج دون جراحة ورغم أن العملية قد تنجح، إلا أن أكثر من 50% من المرضى قد يُصابون بانزلاق جديد خلال 5 سنوات من الجراحة، ما يعني أن العملية ليست حلًا دائمًا ولا يجب اللجوء إليها لمجرد الشعور بالألم.
ويضيف الدكتور علاء بلبع "نحن لا نفتح المريض من أجل الألم فقط، وإنما نفتح فقط عندما يكون هناك خطر حقيقي على الأعصاب أو فقدان وظيفي حركي."
لماذا لا يُنصح بالجراحة في بدء الحالة؟
يؤكد الدكتور علاء بلبع أن الألم وحده ليس سببًا لإجراء العملية، لأن العصب قد يكون مضغوطًا لكن غير متضرر، ويضيف: "الألم الذي يمنع النوم أقل خطورة من الألم الذي يجعلك تستيقظ مفزوعًا منه؛ لأن الحالة الثانية تعني وجود ضغط عصبي فعلي"
كما أن هناك مرضى يظهر في أشعتهم انزلاق كبير، لكن أعراضهم بسيطة وهؤلاء لا يحتاجون للجراحة بل إلى راحة وعلاج متكامل.
ما أنواع العمليات التي تُجرى في الحالات الخطيرة؟
أوضح الدكتور علاء بلبع أن الجراحة ليست نوعًا واحدًا، بل تختلف حسب الحالة، ويُحدد الطبيب النوع المناسب منها متى يكون الانزلاق الغضروفي خطير، وتشمل أنواع الجراحة:
- استئصال الغضروف وإزالة الجزء المنضغط فقط دون المساس بالفقرات.
- استئصال الغضروف مع تثبيت الفقرات بمسامير ودعامات لمنع تكرار الانزلاق، خاصة في حال كان الغضروف المنزلق كبيرًا أو الفقرات غير مستقرة.
- الجراحة من الأمام أو الخلف في حالة إصابة الفقرات العنقية؛ لتجنب إصابة الحبل الشوكي.
هل كل مريض يستحق الفرصة كاملة؟
يؤكد الدكتور علاء بلبع ضرورة أن يحصل المريض على علاج دوائي وجلسات علاج طبيعي وراحة كافية لمدة لا تقل عن 6 أسابيع ما لم تكن الحالة خطيرة منذ البداية والهدف هو إعطاء الجسم فرصة للتعافي دون تدخل جراحي.
اقرا المزيد عن : عملية تغيير مفصل الركبة
أخطاء شائعة يجب الانتباه لها
رغم أن الانزلاق الغضروفي قد يكون خطيرًا في بعض الحالات، إلا أن هناك مفاهيم منتشرة بين الناس تجعلهم يتسرّعون في الحكم على حالتهم أو يطلبون الجراحة دون حاجة حقيقية. ومن أبرز هذه الأخطاء:
- ليس كل ألم في الظهر يعني وجود انزلاق غضروفي خطير.
- الأشعة ليست الحكم النهائي؛ فهناك من تكون أشعته سيئة لكنه يتحرك بشكل طبيعي، والعكس صحيح تمامًا.
- الإصرار على إجراء العملية لمجرد الشعور بالألم فقط يُعد خطأ شائعًا.
- كثرة العمليات لا تعني أنها الحل الأفضل، بل قد تكون دليلًا على تشخيص غير دقيق أو استعجال في القرار.
وفي النهاية، يؤكد الدكتور علاء بلبع أن قرار الجراحة لا يؤخذ بالخوف أو الألم، بل بوجود ضرر عصبي حقيقي.
أسئلة شائعة
إلى هنا ينتهي كلام الدكتور علاء بلبع -رئيس قطاع العلاج الطبيعي بالمجلس الأعلى للجامعات- ونوضح نحن -فريق ميديكازون- بعض الأسئلة الشائعة حول خطورة الانزلاق الغضروفي.
ما هي أخطر أنواع الانزلاق الغضروفي؟
أخطر أنواع الانزلاق الغضروفي هو الذي يضغط على الأعصاب أو الحبل الشوكي مباشرة، خاصة عندما يسبب ضعفًا في الحركة، سقوط القدم، أو فقدان التحكم في البول والبراز، لأن تجاهله قد يؤدي إلى تلف عصبي دائم يحتاج لتدخل جراحي سريع.
متى يؤدي الانزلاق الغضروفي إلى الشلل؟
يؤدي الانزلاق الغضروفي إلى الشلل عندما يضغط بشدة على الحبل الشوكي أو الأعصاب الحركية لفترة طويلة دون علاج، خاصة إذا صاحب ذلك ضعف أو فقدان الحركة في الساقين.
ميديكازون هي أكبر منصة طبية في مصر والوطن العربي، تجمع نخبة من كبار الأطباء المتميزين في مختلف التخصصات. نسعد بتلقي استفساراتكم عبر التعليقات على منصات التواصل الاجتماعي، ونتعهد بتقديم إجابات دقيقة وموثوقة تراجع من قِبل أطبائنا المتخصصين،ولحجز موعد مع الطبيبة يمكنكم مراسلتنا الآن.
تعرف علي المزيد : أجهزة علاج طبيعي
علاج التهاب المفصل العجزي الحرقفي