سرعة القذف من أكثر الاضطرابات الجنسية شيوعًا، لكنها في الوقت نفسه من أكثرها سوء فهمًا، فليس كل قذف سريع يُعد مرضًا، وليس الزمن وحده هو المعيار. إذن ما هي سرعة القذف؟ وهل هي مشكلة حقيقية أم مجرد اختلاف طبيعي في مدة العلاقة؟
في هذا المقال، نوضح المفهوم الصحيح لسرعة القذف وأنواعها وأسبابها، مستشهدين بحديث الدكتور صلاح زيدان -أستاذ ورئيس قسم المسالك البولية بجامعة الأزهر- بالفيديو.
ما هي سرعة القذف؟
يجيب الدكتور صلاح زيدان عن سؤال "ما هي سرعة القذف؟"موضحًا أن سرعة القذف هي قذف السائل المنوي في وقت قبل المرغوب فيه للزوجين.
ويوضح د. صلاح زيدان أن المفهوم الطبي المعتمد حاليًا لسرعة القذف لا يرتبط بعدد الدقائق فقط، وإنما يعتمد بالأساس على وجود مشكلة حقيقية بين الزوج والزوجة نتيجة توقيت القذف، فحتى في حال استمرت العلاقة لعدة دقائق تُعد طبيًا ضمن المعدل الطبيعي، إلا أن استمرار عدم الرضا أو الشعور بفقدان التحكم يجعل المشكلة قائمة وتستدعي التقييم والعلاج.
هل هناك مدة طبيعية للقذف؟
يجيب الدكتور صلاح زيدان أنه لا يوجد رقم ثابت متفق عليه عالميًا، لكن الآراء الطبية تشير إلى أن القذف خلال أقل من دقيقتين مؤشرًا لسرعة القذف، كما يوجد دراسات أخرى ترى أن المدة الطبيعية للعلاقة تتراوح بين 3 إلى 7 دقائق، بمتوسط 5 دقائق.
لكن الأهم، كما يؤكد الأطباء، هو الشعور بالتحكم والرضا المشترك، وليس التوقيت وحده.
أنواع سرعة القذف
لفهم حالة سرعة القذف وتشخيصها على نحو صحيح، يوضح الدكتور صلاح زيدان أنه يجب أولًا تحديد نوعها، لأن طريقة العلاج تختلف باختلاف النوع والحالة، ويمكن تقسيم سرعة القذف إلى الأنواع التالية:
سرعة القذف الأولية
وهي الحالة التي يعاني فيها الرجل من سرعة القذف منذ أول تجربة زوجية، أي أن المشكلة تكون موجودة منذ بداية الزواج. وتتميز هذه الحالة بما يلي:
- ظهور سرعة القذف منذ بداية الحياة الزوجية.
- عدم القدرة على التحكم في القذف في أي مرحلة سابقة.
- عدم مرور المريض بفترة قذف طبيعية.
وغالبًا ما يرتبط هذا النوع بعوامل عصبية أو وراثية أو بطبيعة الاستجابة العصبية للقذف.
سرعة القذف الثانوية
في هذا النوع يكون الرجل قد مر بفترة طبيعية من حياته الزوجية دون أي مشاكل، ثم ظهرت سرعة القذف لاحقًا، ويتحدث الدكتور صلاح زيدان عن هذا النوع قائلًا "كثيرًا من المرضى يذكرون أنهم مارسوا العلاقة بشكل طبيعي، ثم بدأت المشكلة تظهر بعد فترة، وغالبًا ما ترتبط سرعة القذف الثانوية بعدة عوامل، من أهمها:
- التوتر والقلق النفسي.
- المشكلات الزوجية.
- بعض الأمراض المزمنة.
- الاضطرابات الهرمونية.
- الإجهاد الجسدي أو النفسي.
سرعة القذف العرضية
يكون القذف في هذه الحالة طبيعيًا في أغلب العلاقات الزوجية وتحدث سرعة القذف بشكل متقطع أو نادر، مثل مرة واحدة كل عدة مرات ولا يُعد هذا النوع مرضًا دائمًا، إلا أنه قد يحتاج إلى تقييم طبي إذا:
- تسبب في قلق نفسي.
- أثر على ثقة الرجل بنفسه.
- أدى إلى توتر في العلاقة الزوجية.
الشعور بعدم الكفاية رغم زمن القذف الطبيعي
أحيانًا تستمر العلاقة الزوجية مدة 7 أو 10 دقائق أو حتى 15 دقيقة ورغم ذلك يشعر أحد الطرفين أو كلاهما بعدم الرضا، ويشير دكتور صلاح زيدان إلى أن بعض الأزواج قد يعتبرون هذا الزمن غير كافٍ، مما يدفع الرجل للاعتقاد بأنه يعاني من سرعة القذف وفي هذه الحالة لا تكون المشكلة في عدد الدقائق وإنما في التوقعات غير الواقعية بين الزوجين.
لماذا لا يجب تشخيص سرعة القذف ذاتيًا؟
يُعد تشخيص سرعة القذف ذاتيًا من الأخطاء الشائعة، إذ إن الطبيب وحده القادر على تحديد نوع الحالة وأسبابها بدقة، سواء كانت أولية أو ثانوية، مستمرة أو عرضية، عضوية أو نفسية. ويؤكد دكتور صلاح زيدان ضرورة عدم استخدام الأدوية دون تشخيص طبي صحيح.
كيفية تشخيص سرعة القذف
بعد أن أجاب الدكتور صلاح زيدان عن سؤال "ما هي سرعة القذف؟" يوضح كيفية تشخيصها، وذلك بتتبع الأعراض التي تعانيها الحالة، وتشمل ما يلي:
- القذف بعد مدة أقل من دقيقة أو ثلاث دقائق من الإيلاج.
- عدم القدرة على تأخير القذف، أي لا يستطيع الشخص السيطرة والتحكم في عملية القذف بأي طريقة.
- تأثر المريض نفسيًا نتيجة معاناته سرعة القذف، مثل الإصابة بالاكتئاب وغيرها من أعراض القلق والشعور بالإحباط.
نضيف إلى ما ذكره الدكتور صلاح زيدان أهمية عمل تحليل دم لقياس نسبة هرمونات الذكورة في الدم، وقد يطلب طبيب أمراض الذكورة من المريض التوجه لزيارة أخصائي المسالك البولية أو أخصائي نفسي لتحديد الأسباب الحقيقة لسرعة القذف، وبالتالي تحديد العلاج المناسب لحالة المريض الصحية.
ما أسباب سرعة القذف؟
تنقسم أسباب سرعة القذف إلى مجموعتين: أسباب نفسية وعضوية، ونفصلها كما يلي:
الأسباب النفسية
تشمل الأسباب النفسية التي تسبب سرعة القذف ما يلي:
- الخوف والقلق والاكتئاب.
- رغبة الرجل في القذف المبكر قبل فقدان الانتصاب في حالة إصابته بضعف الانتصاب.
- مشاكل في العلاقات الزوجية.
الأسباب العضوية
تؤثر بعض الأسباب العضوية في زمن القذف، وتتضمن ما يلي:
- أمراض البروستاتا، وتعد أشهر أسباب سرعة القذف العضوية.
- الخلل في مستوى الهرمونات الجنسية.
- استخدام بعض أنواع العلاجات والعقاقير.
طرق علاج سرعة القذف
تنقسم طرق علاج سرعة القذف عند الرجال إلى قسمين أساسيين، هما:
العلاج النفسي
يشمل العلاج النفسي ممارسة بعض الطرق لتأخير القذف، مثل تمارين الضغط على طرف العضو الذكري في أثناء العلاقة أو عند الشعور ببداية القذف مع إمكانية تكرارها عند الحاجة، كذلك الاستمناء قبل ممارسة العلاقة الجنسية بساعة أو ساعتين.
العلاج الدوائي
تشمل أدوية علاج سرعة القذف ما يلي:
- أدوية لعلاج بعض المشاكل العضوية التي تسبب سرعة القذف، مثل التهاب البروستاتا أو الأدوية المضادة للاكتئاب أو أدوية لعلاج الضعف الجنسي مثل الأقراص التي تؤخذ قبل الجماع بوقتٍ كافٍ.
- استخدام بعض الأدوية الموضعية، مثل بخاخات أو كريمات التخدير الموضعي من أجل تقليل الإحساس في العضو الذكري قبل الجماع، مما ينتج عنه تأخير القذف.
- بعض الأدوية المضادة للاكتئاب التي تستخدم بطريقة معينة بهدف تأخير القذف وليس علاج الاكتئاب.
وفي الختام، إن الإجابة على سؤال ما هي سرعة القذف ليست رقمًا أو زمنًا ثابتًا، بل حالة تُقيَّم بناءً على الرضا والتحكم والتوافق بين الزوجين وتختلف أنواع سرعة القذف، لذلك التشخيص الطبي الدقيق هو الخطوة الأولى، ومعه تكون فرص التحسن عالية جدًا، وتعود الحياة الزوجية لطبيعتها بثقة واطمئنان. لحجز موعد مع الدكتور صلاح زيدان يمكنكم مراسلتنا الآن.
الأسئلة الشائعة
في نهاية المقال نُجيب عن بعض الأسئلة الشائعة حول سرعة القذف.
كيف أعرف أن لدي سرعة القذف؟
يمكن الاشتباه في سرعة القذف إذا كان القذف يحدث قبل الوقت المرغوب فيه بشكل متكرر، مع صعوبة التحكم فيه ويصاحبه شعور بالضيق أو عدم الرضا لدى الرجل أو الزوجة ولا يعتمد التشخيص على عدد الدقائق فقط، بل على الإحساس بفقدان السيطرة وتأثير ذلك على العلاقة الزوجية.
ما الذي يسبب سرعة القذف عند الرجل؟
تتعدد أسباب سرعة القذف، وقد تكون نفسية مثل القلق والتوتر والمشكلات الزوجية أو عضوية مثل الاضطرابات الهرمونية أو التهابات البروستاتا أو الحساسية الزائدة للأعصاب، كما قد تنتج عن الإجهاد أو الضغوط المستمرة، وغالبًا تتداخل عدة أسباب معًا.
هل تعتبر سرعة القذف دلالة على الضعف الجنسي؟
سرعة القذف لا تعني الضعف الجنسي، فالضعف الجنسي يرتبط بعدم القدرة على الانتصاب أو استمراره، بينما سرعة القذف تتعلق بتوقيت القذف والتحكم فيه وقد يجتمع الحالتان أحيانًا، لكن كل منهما مشكلة مستقلة ولها أسبابها وعلاجها المختلف.
لقد أنتهينا من إجابة السؤال المطروح للنقاش "ما هي سرعة القذف؟" كما أوضحنا أسبابها وطرق علاجها. للإطلاع على المزيد من المعلومات الطبية، ندعوكم لمشاهدة المزيد من الفيديوهات عن الصحة الجنسية على منصتنا الطبية "ميديكازون"، والتي يقدمها نخبة من أمهر أطباء الذكورة والعقم.
إقرا أيضاً
- ما هو التسرب الوريدي
- الحجم الطبيعي للعضو الذكري
- تقوية الانتصاب