صعوبة إخراج البراز وتغير مظهره وحجمه بصورة مفاجئة دليل قاطع على معاناة اضطراب في الجهاز الهضمي أو الإخراجي، وحين يتصف بالصلابة الشديدة وكبر الحجم على وجه التحديد فنحن في صدد معاناة الأمساك الشديد. فما أسباب الإمساك الشديد؟ وكيف يُعالج؟
في هذا المقال نسرد ما وضحته الأستاذة الدكتورة ميرفت شتا -أستاذ مساعد قسم الطب الطبيعي بكلية الطب جامعة الاسكندرية- عن مضاعفات الإمساك الشديد، إضافة إلى ذكر أبرز أسبابه ووسائل تشخيصه وعلاجه.
مضاعفات الإمساك الشديد
تبين الدكتورة ميرفت أن هناك العديد من الآثار السلبية التي يمكن أن يسببها الإمساك الشديد في الصحة العامة، وتشمل:
- الإصابة بالشرخ الشرجي والبواسير: قد تتسبب صعوبة إخراج البراز، خاصة في حالته الصلبة كبيرة الحجم في الإصابة بشروخ في الشرج أو البواسير.
- الشعور بالألم في أثناء العلاقة الحميمة لدى النساء: يسبب الإمساك الشديد ضعف عضلات الحوض وتدلي الجيب الشرجي لدى السيدات، مما يزيد من شعورهم بالألم في أثناء العلاقة الحميمة والذي يدفع بعضهم إلى رفض العلاقة الجنسية.
- اضطراب الدورة الشهرية: يؤثر الإمساك الشديد في انتظام الدورة الشهرية، وقد يسبب تأخرها أو زيادة الشعور بالألم في أثناء نزولها.
- اضطراب المثانة: إلحاح المثانة من أشهر مضاعفات الإمساك الشديد؛ إذ يُشكل الإمساك ضغطًا عليها، مما يزيد من الشعور بالرغبة الدائمة في التبول وأحيانًا الإصابة بسلس البول مع إخراجه بكمية قليلة.
علامات تؤكد الإصابة بالإمساك
ترافق الإصابة بالإمساك الشديد بعض العلامات التي أشارت إليها الدكتورة ميرفت خلال حديثها، وتشمل:
- معاناة ألم في أثناء عملية التبرز.
- الاحتياج إلى وسيلة مساعدة لإخراج البراز: مثل استخدام الملينات أو الشطاف.
مراقبة إلحاح المثانة وخروج البول.
كما تنوه الطبيبة إلى ضرورة متابعة بعض العلامات للتأكد ما إذا كان هناك مشاكل فى الإخراج، وتشمل المتابعة الآتي:
- عدد مرات التبرز: من الضروري متابعة عدد مرات إخراج البراز، وهل يتم يوميًا أو على فترات؟
- ملاحظة كمية البراز: ينبغي أيضًا ملاحظة كمية البراز التي تخرج من الجسم، وما إن كانت بالمعدل الطبيعي أم لا.
هل يعتبر الانزلاق الغضروفي من أسباب الامساك الشديد؟
توضح الدكتورة مرفت أن الانزلاق الغضروفي يؤثر على عملية الإخراج؛ وقد يسبب الانزلاق تمزق الشرج، مما يؤثر على عملية الإخراج، بالإضافة إلى ذلك إجراء عملية الانزلاق الغضروفي قد تكون سببًا في معاناة المريض صعوبة مع الإخراج.
إلى هنا ينتهي كلام الاستاذ الدكتور ميرفت شتا -أستاذ.م بقسم الطب الطبيعي بكلية الطب جامعة الاسكندرية- وفيما يلي نعرض أسباب الإمساك الشديد وكيفية علاجه.
ما أسباب الإمساك الشديد؟
قد يعاني بعض الأشخاص من الإمساك الشديد والذي قد يستمر لفترة طويلة، ويساعد معرفة أسباب الإمساك الشديد في تحديد الطريقة المناسبة للعلاج، وتشمل أسباب الإمساك الشديد الآتي:
النظام الغذائي غير المتوازن وغير الصحي، والذي عادة ما يتصف بالآتي:
- قلة كمية الألياف المتناولة من فاكهة وخضراوات مختلفة.
- الاعتماد على المعجنات والأطعمة السريعة.
- إهمال شرب كميات كافية من السوائل ما يسبب صلابة البراز.
أمراض الجهاز الهضمي
تعتبر أشهر أسباب الإمساك الشديد هي أمراض الجهاز الهضمي، والتي تشمل:
- مشاكل القولون العصبي واضطراباته المختلفة التي تؤدي إلى حدوث الإمساك.
- سرطان القولون.
- انسداد القولون أو المستقيم، والذي يسبب انسداد مسار البراز.
- قلة حركة الأمعاء (كسل الأمعاء).
التوتر وزيادة الضغوطات
يؤثر التوتر وزيادة الضغوطات على عملية الإخراج مما قد يسبب معاناة الإمساك الشديد.
الأمراض العصبية
قد يعاني مرضى الأمراض العصبية، مثل مرض باركنسون والتصلب المتعدد من الإمساك الشديد وصعوبة الإخراج.
الأدوية
يعد تناول بعض الأدوية، مثل مسكنات الألم الأفيونية وأدوية الإكتئاب أو أدوية ارتفاع ضغط الدم والحساسية من أسباب الإمساك الشديد على المدى البعيد.
تشنج عضلات قاع الحوض
يسبب تشنج عضلات قاع الحوض صعوبة خروج البراز من فتحة الشرج.
كيف تُشخص حالات الإمساك الشديد؟
يساعد التشخيص الصحيح لأسباب الإمساك الشديد في تحديد العلاج المناسب وتشمل الاختيارات التشخيصية التالي:
- الفحص البدني: يقوم الطبيب بفحص منطقة البطن والتأكد من عدم وجود ألم، ويفحص أيضًا منطقة الشرج والمستقيم.
- الأشعة السينية والتصوير المقطعي المحوسب: تستخدم الأشعة السينية لمعرفة أماكن تجمع البراز والكشف عن وجود انسدادات في مجرى البراز، تساعد الأشعة المقطعية أيضا في الكشف عن وجود أورام ومعرفة أسباب الإمساك الشديد المختلفة.
- منظار القولون : يستخدم المنظار (أنبوب صغير مزود بكاميرا يتم إدخاله من خلال فتحة الشرج) في الكشف عن حالة القولون أو ومعرفة ما إن كان هناك أورام في القولون يمكن أن تسبب الإمساك.
- قياس الضغط الشرجي: يساعد ذلك في قياس تشنج العضلات الذي قد ينتج عنه معاناة الإمساك.
ما هو علاج الامساك؟
معرفة أسباب الإمساك الشديد هي أولى خطوات العلاج، وتتعدد الخيارات العلاجية التي يمكن أن تساعد في التخلص من الإمساك، فتشمل:
يساعد تغيير النظام الغذائي في التخلص من الإمساك الشديد بصورة ملحوظة؛ حيث يساعد النظام الغذائي الغني بالألياف، مثل الخضراوات والفاكهة والحبوب الكاملة (القمح الكامل والشوفان) في تحسين حركة البراز في الأمعاء، ويساعد أيضًا تجنب تناول المعجنات والسكريات والدهون في التخلص من مشاكل القولون التي تعد من أسباب الإمساك الشديد.
يساعد ممارسة الرياضة دوريًا في تحسين حركة البراز في القولون والتخلص من الإمساك.
يساعد شرب كمية كافية من الماء في الحفاظ على ليونة البراز وسهولة حركته وانتقاله في الأمعاء وصولًا إلى المستقيم وخروجه من الجسم.
قد تستخدم بعض الأدوية لعلاج الإمساك الشديد مثل الملينات: لتسهيل حركة البراز عبر القولون حتى يصل إلى فتحة الشرج.
تساعد في إرخاء عضلات الحوض والشرج في حالة حدوث تشنج في هذه العضلات.
يلجأ الطبيب إلى العلاج الجراحى لمعالجة مشاكل الانسداد التي تسبب الإمساك الشديد.
في الختام يؤثر الإمساك الشديد سلبًا في حياة المُصابين به وقدرتهم على ممارسة أنشطة حياتهم اليومية براحة؛ فيسبب لهم التوتر والقلق، لذا احرص على تجنب أسباب الإمساك الشديد وبادر بزيارة الطبيب إذا شعرت بأعراضه. ولحجز موعد مع الدكتورة ميرفت شتا.
شاهد المزيد من الفيديوهات الموجودة على منصة ميديكازون -المنصة الطبية المرئية الأولى في مصر والوطن العربي- للتعرف إلى مزيد من المعلومات الطبية الموثوقة عن أمراض الجهاز الهضمي والإخراجي.
إقرأ أيضاً
- الأكل المناسب للقولون لتجنب تهيجه
- مشاكل استخدام الشطاف لاخراج البراز
- هل المنظار مؤلم؟ تعرف إلى الإجابة