تُصاب بعض السيدات بمشكلة هبوط الرحم نتيجة ضعف عضلات الحوض وأربطته، ما يؤدي إلى تدلي الرحم نحو المهبل أو حتى خروجه جزئيًا من المهبل في الحالات الشديدة.
ورغم أن أعراض هبوط الارحام غير واضحة، إلا أنها قد تؤثر سلبًا في ممارسة المرأة لحياتها اليومية بصورة طبيعية.
خلال هذا الفيديو يستعرض الدكتور خالد عبد الملك -استشاري أمراض النساء والتوليد وأطفال الأنابيب والحقن المجهري والمناظير- ماهية سقوط الرحم، وأهم أسبابه وأعراضه.
ما هو هبوط الرحم؟
يوضح الدكتور خالد أن سقوط الرحم، هو حالة ينزلق فيها الرحم من مكانه الطبيعي داخل الحوض إلى الأسفل، وقد يمتد إلى خارج المهبل في الحالات المتقدمة.
في الوضع الطبيعي، يكون الرحم مثبتًا في داخل البطن بواسطة أربطة وعضلات قوية، لكن عندما تضعف هذه الدعامات يحدث السقوط الرحمي، المعروف أيضًا باسم "سقوط سقف البدن" أو "سقوط بيت الولد".
اعراض هبوط الارحام
يوضح الدكتور خالد أن هبوط الرحم قد لا يصاحبه أعراض واضحة، إلا أن بعض المريضات قد يعانين من عرضين أساسيين:
- الشعور بثقل أو ضغط في منطقة الحوض.
- الإحساس بآلام مستمرة في أسفل الظهر.
وفي الحالات المتقدمة، قد يبرز الرحم خارج المهبل، ما يستدعي تدخلًا جراحيًا عاجلًا لعلاج المشكلة، وينصح الدكتور خالد بضرورة الفحص المبكر لتشخيص المشكلة وعلاجها في مراحلها الأولية، ما يحد من الحاجة إلى الجراحة مستقبلاً.
هل يمكن حدوث حمل مع هبوط الرحم؟
يؤكد الدكتور خالد أن الحمل قد يكون ممكنًا في حالات الهبوط الرحمي الجزئي، إلا أن المشكلة الأساسية تظهر خلال الأشهر الثلاثة الأولى، إذ تشعر المريضة بثقل واضح في الرحم، ومع تقدم الحمل، وخاصة بعد انتهاء الشهر الثالث، يوفر عظم الحوض دعمًا إضافيًا للجنين، ما يساعد على استمرار الحمل وإمكانية الولادة الطبيعية.
أسباب هبوط الرحم
يشير الدكتور خالد إلى أن هناك عدة عوامل قد تؤدي إلى ضعف العضلات والأربطة الداعمة للرحم، ومنها:
- الولادات الطبيعية المتكررة: يؤدي تكرار الولادات الطبيعية إلى تمدد عضلات الحوض وضعفها، ما يزيد من خطر سقوط الرحم.
- التقدم في العمر: تضعف الأنسجة الداعمة للرحم مع التقدم في العمر نتيجة انخفاض مستويات هرمون الإستروجين،ما يجعل النساء الأكبر سنًا أكثر عرضة للإصابة بتدلي الرحم.
- العيوب الخلقية: قد تُولد بعض الفتيات بضعف عام في عضلات الجسم وأربطته، ما يؤدي إلى سقوط الرحم خارج المهبل.
- الضغط المزمن على الحوض: قد تؤدي بعض المشكلات الصحية إلى زيادة الضغط على الحوض، مثل السمنة، أو الإمساك المزمن، أو حمل الأوزان الثقيلة، ما يؤدي إلى إجهاد عضلات الحوض باستمرار.
إلى هنا ينتهي حديث الدكتور خالد عبد الملك -استشاري أمراض النساء والتوليد وأطفال الأنابيب والحقن المجهري والمناظير-، وفيما يلي نوضح لكم -نحن فريق ميديكازون- مراحل سقوط الرحم، وأبرز طرق علاجه.
مراحل سقوط الرحم
عادة ما يتطور هبوط الرحم تدريجيًا، ويُصنّف إلى عدة مراحل تختلف تبعًا لمستوى تدلي الرحم داخل المهبل أو خارجه، وتشمل هذه المراحل ما يلي:
- المرحلة الأولى: يتدلي الرحم بصورة بسيطة، إذ يهبط إلى الجزء العلوي من المهبل دون أن يبرز خارجه.
- المرحلة الثانية: يزداد نزول الرحم ليصل إلى فتحة المهبل، لكنه لا يخرج منها بالكامل.
- المرحلة الثالثة: يخرج جزء من الرحم خارج المهبل، ما يسبب أعراضًا واضحة مثل الشعور بالضغط أو الألم.
- المرحلة الرابعة: تعد من أخطر المراحل، إذ يبرز الرحم بالكامل خارج المهبل، ما يستدعي تدخلاً طبيًا عاجلًا.
ما علاج هبوط الرحم؟
يعتمد علاج سقوط سقف البدن (سقوط الرحم) على درجة الهبوط وشدة الأعراض المصاحبة له، وتتعدد الخيارات العلاجية وفقًا لحالة المريضة، وتشمل:
تمارين كيجل
تُعد تمارين كيجل من العلاجات الفعالة في المراحل المبكرة للهبوط الرحمي، إذ تساعد على:
- تقوية عضلات قاع الحوض.
- تحسين دعم الرحم والحد من تفاقم المشكلة.
- تعزيز التحكم في المثانة، والحد من الإصابة بالسلس البولي الذي قد يصاحب المشكلة.
الأجهزة الداعمة (الفرزجة المهبلية)
يعد تركيب الأجهزة الداعمة أحد الحلول غير الجراحية التي تسهم في تعايش المريضة مع سقوط الرحم، وذلك من خلال دعم جدران المهبل ومنع تدلي الرحم في المراحل المتوسطة، وهي بديل مؤقت للسيدات اللواتي لا يمكنهن الخضوع للجراحة في الوقت الحالي.
العلاج الهرموني
قد يكون العلاج الهرموني خيارًا مناسبًا لبعض النساء، وخاصة بعد انقطاع الطمث، إذ يساعد على تقوية الأنسجة المهبلية، ويدعم عضلات الحوض ويعزز من مرونتها، وعادة ما يكون هذا النوع من العلاج فعالًا مع تمارين كيجل أو الأجهزة الداعمة.
التدخل الجراحي
قد يلجأ الأطباء إلى الحلول الجراحية في الحالات المتقدمة من هبوط الرحم، وقد يكون التدخل الجراحي هو الحل الأمثل، إذ يساعد في إعادة تثبيت الرحم أو إزالته إذا لزم الأمر. وتشمل الخيارات الجراحية ما يلي:
- إصلاح الأنسجة الداعمة من خلال تقوية الأربطة والعضلات التي تحافظ على ثبات الرحم داخل الحوض، ويتضمن هذا الإجراء شد الأنسجة الضعيفة، أو استخدام مواد داعمة لتعزيز قوتها.
- استئصال الرحم في بعض الحالات الشديدة أو عند وجود مشكلات مرضية أخرى تتطلب ذلك، وتُجرى العملية عبر المهبل أو من خلال صنع شق جراحي في البطن، وذلك بناء على تقييم الطبيب للحالة.
يعتمد تحديد نوعية العلاج الأمثل على مدى تأثير هبوط الرحم على الحياة اليومية للمريضة، لذا يُنصح دائمًا بمراجعة الطبيب لتقييم الحالة بدقة واختيار الحل الأنسب وفقًا للاحتياجات الصحية لكل حالة على حدة.
سقوط الرحم والجماع
قد يؤثر ارتخاء الرحم وسقوطه سلبًا في جودة العلاقة الزوجية، إذ تعاني بعض النساء من مشكلات في أثناء ممارسة العلاقة الحميمية، وخاصة في المراحل المتقدمة من سقوط الرحم، وتشمل هذه المشكلات:
- الشعور بالألم أو عدم الراحة نتيجة تدلي الرحم وزيادة الضغط على منطقة المهبل.
- انخفاض الرغبة الجنسية بسبب الشعور بالثقل أو القلق من الشعور بالألم في أثناء الجماع.
- جفاف المهبل، وخاصة بعد انقطاع الطمث، ما يزيد من الشعور بعدم الراحة.
هبوط الرحم والدورة الشهرية
قد يسبب هبوط الرحم تغيرات في طبيعة الدورة الشهرية لدى بعض النساء، مثل تأخر الدورة أو نزولها بصورة غير منتظمة، وقد يؤدي إلى زيادة كمية النزيف بسبب تأثير الهبوط على الأوعية الدموية في الرحم، إضافة إلى احتمالية شعور المرأة بضغط زائد في منطقة الحوض خلال فترة الحيض.
وفي حال ملاحظة أي تغيرات في الدورة الشهرية مع وجود هبوط الرحم، يُفضل استشارة الطبيب لتقييم الحالة وتحديد العلاج المناسب، سواء من خلال الأدوية الهرمونية أو التدخلات العلاجية الأخرى.
ختامًا، يُعد هبوط الرحم من المشكلات التي يمكن السيطرة عليها وعلاجها عند تشخيصها مبكرًا. لذا، يُنصح بمراقبة أي أعراض غير طبيعية واستشارة الطبيب في حال الشعور بثقل في الحوض أو آلام أسفل الظهر.
تعرفوا إلى مزيد من المعلومات عن أمراض النساء والولادة من خلال مشاهدة مقاطع الفيديو الطبية المنشورة على منصتنا المتميزة ميديكازون، المنصة الطبية المرئية الأولى والرائدة في مصر والعالم العربي.
إقرأ أيضاً
- هل الإمساك من علامات نجاح الحقن المجهري
- متى يثبت الحمل بعد الحقن المجهري
- سماكة بطانة الرحم