يُعد قصر النظر الشديد من أكثر مشكلات الإبصار شيوعًا، ويعاني المصابون به من رؤية ضبابية للأشياء البعيدة ويضطرون لاستخدام النظارات، أو العدسات اللاصقة بصورة دائمة، ومع تطور تقنيات تصحيح الإبصار، ظهرت عمليات الليزك كحل جذري للتخلص من النظارات، فهل تصلح عملية الليزك لكل من يعاني من قصر النظر الشديد؟
خلال هذا الفيديو يستعرض الدكتور عمرو شتا -استشاري جراحات القرنية والمياه البيضاء وإصلاح عيوب الإبصار- المضاعفات المحتملة في حال إجراء عمليات تصحيح نظر بالليزر.
لماذا يرفض الأطباء إجراء عمليات تصحيح الإبصار في بعض الحالات؟
يوضح الدكتور عمرو أن إجراء عمليات تصحيح النظر بالليزر قد لا يكون قرارًا صحيحًا في بعض الحالات، وخاصة للأشخاص الذين يعانون قصر النظر الشديد -الذي يتجاوز 10 درجات-؛ إذ يتطلب إجراء هذه العمليات توفر مجموعة من المعايير الطبية الدقيقة، مثل سمك القرنية ودرجة ضعف النظر، ومدى استقراره.
لذا يفضل الأطباء في بعض الحالات عدم إجراء العملية؛ تجنبًا لحدوث مضاعفات خطيرة قد تؤثر في جودة وحدة الإبصار، مثل تفاقم مشكلة قصر النظر الشديد، أو فقدان البصر جزئيًا.
مخاطر بعض وسائل علاج قصر النظر الشديد… بداية مثالية ونهاية كارثية!
يسرد الدكتور عمرو قصة مريض خضع في عام 2012 إلى عملية تصحيح إبصار في أحد المراكز الطبية المرموقة باستخدام أحدث الأجهزة، إلا أنه كان يعاني من ضعف النظر الشديد -يصل إلى 13 درجة-، وقد نجحت العملية في تعزيز قدرته على الرؤية بصورة مثالية مدة 5 سنوات كاملة.
إلا أنه بعد مرور هذه السنوات تواصل مع الدكتور عمرو وهو في حالة من القلق الشديد، ويشكو من تدهور حدة الإبصار لديه مرة أخرى، وبعد الفحوصات تبين أنه يعاني من مشكلة خطيرة تُعرف باسم "Post-LASIK Ectasia"، تصيب هذه المشكلة القرنية بعد الليزك وتسبب ضعفًا في بنية القرنية، ما يؤدي إلى تحدبها، وهي من أسوأ المضاعفات المحتملة التي تسبب ضعف البصر، والتي قد تستدعي الخضوع لعملية زراعة قرنية.
في ختام الفيديو يؤكد الدكتور عمرو على أهمية تجنب إجراء عمليات تصحيح النظر في حال وجود أي نسبة من الخطورة، حتى وإن كانت لا تتجاوز 1%، مشيرًا إلى أن بعض المضاعفات، مثل ضعف النظر بعد عملية الليزك، قد يصعب علاجها أو قد تؤدي إلى فقدان دائم للبصر، لذلك ينصح بالامتناع عن الإجراء إذا لم تكن نتائجه مضمونة تمامًا.
شروط إجراء عملية الليزك
ينبغي توفر بعض الشروط والمعايير الأساسية قبل الخضوع لليزك، وذلك لضمان سلامة المريض ونجاح العملية، وتشمل هذه الشروط:
- استقرار درجة النظر مدة لا تقل عن سنة واحدة قبل إجراء العملية.
- أن لا يقل عمر المريض عن 18 عام وألا يزيد عن 40 عام وقت إجراء العملية.
- أن يكون سمك القرنية مناسب لإجراء الليزك، إذ لا يمكن إجراء العملية للأشخاص الذين يمتلكون قرنيات رقيقة.
- سلامة قرنة العين من بعض الأمراض، مثل القرنية المخروطية، أو الالتهابات المزمنة.
- غياب الأمراض المناعة التي قد تؤثر سلبًا في التئام الجروح بعد إجراء العملية.
- عدم وجود أمراض في القرنية مثل القرنية المخروطية أو التهابات مزمنة.
- الحمل أو الرضاعة، إذ أن تغير الهرمونات يؤثر في استقرار الرؤية وثباتها.
ضعف النظر بعد عملية الليزك
إجراء عملية الليزك للمرضى الذين يعانون من ضعف شديد في البصر يعني إزالة طبقات كبيرة من نسيج القرنية وهو ما قد يؤدي إلى:
- ترقّق القرنية بصورة مفرطة، ما يعرض العين إلى مضاعفات صحية مستقبلًا.
- عدم الحصول على النتائج المرجوة من العملية، ما يدفع المريض إلى ارتداء النظارة بدرجات تصحيح بسيطة من أجل الرؤية بوضوح أكثر.
- زيادة احتمالية الإصابة ببعض المشكلات، مثل جفاف العين أو تذبذب الرؤية ليلًا.
- زيادة خطر الإصابة ببعض المضاعفات، مثل ضعف القرنية وتشوهها، ما يؤثر سلبًا في جودة الإبصار.
في هذه الحالات، قد يوصي الأطباء بالاعتماد على بدائل طبية أخرى، مثل زراعة العدسات داخل العين "ICL" بدلًا من الليزك، وخاصة إذا لم يكن سمك القرنية يسمح بإزالة الأنسجة المطلوبة في العملية، وذلك لتجنب الإصابة بضعف النظر الشديد بعد الليزك.
ختامًا …
تُعد عملية الليزك من الحلول الناجحة لتصحيح النظر، لكنها ليست مناسبة لجميع الحالات، خصوصًا في حالات قصر النظر الشديد، فنجاح العملية لا يعتمد فقط على رغبة المريض، بل على توافر مجموعة من الشروط الطبية الدقيقة التي يقيّمها طبيب العيون المختص.
اكتشفوا مزيد من المعلومات عن تصحيح نظر بالليزر من خلال مشاهدة مقاطع الفيديو الطبية المنشورة على منصتنا ميديكازون، المنصة الطبية المرئية الرائدة في مصر والوطن العربي.
إقرأ أيضاً
- اعراض المياه الزرقاء والبيضاء في العين
- نصائح بعد عملية الليزر السطحي
- قطرة الكورتيزون للعين