العين عضو حساس، وإصابته بأي مرض يؤثر على جودة الحياة. المياه البيضاء "الكتاركت" والزرقاء "الجلوكوما" من بين الأمراض التي تُصيب العين، فما الفرق بين أعراض المياه البيضاء والزرقاء؟ هذا ما نجيب عنه من خلال المقال ولكن دعونا أولاً نستهل حديتنا بتعريف مرض المياه البيضاء في العين وأبرز أعراضه كما ذكرها الدكتور محمد درويش -استشاري طب العيون وجراحات المياه البيضاء والقرنية وتصحيح الابصار- خلال الفيديو.
الدكتور محمد درويش: ما هي المياه البيضاء في العين، وأبرز أعراضها؟
يوضح الدكتور محمد أن عدسة العين هي الجزء المسؤول عن تجميع أشعة الضوء لتكوين صورة واضحة للأجسام على شبكية العين أو مركز الإبصار، والمياه البيضاء أو الساد هي إعتام عدسة العين، أي ظهور سحب بيضاء على عدسة العين، ما يُعيق الرؤية، وتُصاب العين بالمياه البيضاء نتيجة خلل في أنسجة العدسة وتكتل البروتينات المكونة لخلاياها.
في حالة إصابة العدسة بالمياه البيضاء تتشتت أشعة الضوء بعيدًا عن مركز الإبصار ما يؤدي إلى ضبابية الرؤية وكأن المريض ينظر من نافذة متسخة، وهذه أبرز أعراض المياه البيضاء على العين وضوحًا.
بعد الانتهاء من حديث الدكتور محمد درويش -استشاري طب العيون وجراحات المياه البيضاء والقرنية وتصحيح الإبصار- دعونا نُعرف المياه الزرقاء ونوضح الفرق بين أعراض المياه البيضاء والزرقاء.
هل ارتفاع ضغط العين هو الجلوكوما؟
دعونا نُجيب عن سؤال "هل ارتفاع ضغط العين هو الجلوكوما؟" في إطار التعريف بالمرض. المياه الزرقاء هي تلف العصب البصري الناتج عن ارتفاع ضغط العين. يرتفع ضغط العين نتيجة خلل في التوازن بين السوائل المفرزة في العين وقدرة قنوات التصريف داخل العين على تصريف تلك السوائل، ما يترتب عليه تَجمُع السوائل داخل العين وزيادة الضغط على أنسجتها الداخلية، وأهمها العصب البصري.
استنتاجاً مما سبق..
الجلوكوما أحد مضاعفات الإصابة بارتفاع ضغط العين، كما أنه ليس من الضروري أن يسبق الإصابة بالجلوكوما ارتفاع ضغط العين، فالعديد من المرضى مصابين بالمياه الزرقاء ولديهم ضغط العين طبيعياً.
ما الفرق بين أعراض المياه البيضاء والزرقاء؟
هناك اختلاف واضح بين أعراض المياه البيضاء والزرقاء، وإليك التفاصيل خلال السطور القادمة.
كيف يرى مريض المياه البيضاء؟
يُعاني مريض المياه البيضاء في العين من الأعراض التالية:
- ضبابية الرؤية: يصف المريض الرؤية وكأنه ينظر خلال نافذة متسخة، وتزداد سوءًا مع مرور الوقت.
- ضعف النظر: تتسبب المياه البيضاء في ضعف نظر المريض تدريجياً مع مرور الوقت.
- رؤية هالات حول الأضواء: يرى المريض هالات ملونة حول الأضواء وخاصةً ليلاً، ما يؤثر على وضوح الرؤية.
- اصفرار الرؤية: تتحول الكتل البروتينية من اللون الأبيض إلى اللون الأصفر، ما يؤدي إلى اصفرار الرؤية.
- تغيير لون بؤبؤ العين من اللون الأسود إلى اللون الرمادي أو الأبيض ما يؤدي إلى تدني شديد في الرؤية.
- صعوبة الرؤية الليلية.
- صعوبة القراءة.
- عدم القدرة على تحمل الأضواء الساطعة.
- ازدواجية الرؤية (الاستجماتزم).
كيف يرى مريض الجلوكوما؟
تختلف الإجابة عن سؤال "كيف يرى مريض الجلوكوما؟" باختلاف نوع المياه الزرقاء، كما يلي:
أعراض المياه الزرقاء مفتوح الزاوية
لا يصاحب المياه الزرقاء مفتوحة الزاوية أي أعراض في أغلب الأحيان، ولكن مع تطور المرض تظهر الأعراض التالية:
- بقع عمياء متفرقة في مجال الرؤية.
- رؤية نفقية في مراحل المرض المتقدم، وهي فقدان الرؤية المُحيطية مع الاحتفاظ بالرؤية المركزية.
أعراض المياه الزرقاء مغلقة الزاوية
يُصاحب الإصابة بالمياه الزرقاء مغلقة الزاوية الأعراض التالية:
- رؤية الهالات حول الأضواء.
- ضعف البصر تدريجيًا.
- احمرار العين.
- ضبابية الرؤية.
- ألم في العين.
- صداع حاد.
- اتساع حدقة العين.
- انتفاخ قرنية العين.
ملحوظة:
في المياه الزرقاء مفتوح الزاوية، تكون زاوية التصريف في العين مفتوحة، ولكن الشبكية التربيقية مقفلة، والشبكية التربيقية هي منطقة من الأنسجة في العين تقع حول قاعدة القرنية، وهي مسؤولة عن تصريف سوائل العين. في المياه الزرقاء مغلقة الزاوية، تكون زاوية التصريف ضيقة أو مغلقة، وقد يكون الانسداد حاد (مفاجئ) أو مزمن (تدريجي).
ما أعراض المياه البيضاء؟
تظهر الأعراض تدريجيًا في صورة تغيرات في الرؤية، ففي البداية تكون طفيفة وغير ملحوظة، ثم تزداد وضوحًا مع مرور الوقت، وهذه بعض أهم أعراض المياه البيضاء:
- الرؤية الضبابية أو المشوشة: يشعر المريض بوجود طبقة ضبابية خفيفة أمام عينيه، ما يجعل الرؤية غير واضحة.
- صعوبة الرؤية ليلًا: يعاني مرضى المياه البيضاء من صعوبات في الرؤية الليلية، وخاصة في أثناء القيادة، فيشعر المريض بالانزعاج من الأماكن المظلمة.
- زيادة الحساسية للضوء ورؤية هالات: الإصابة بإعتام عدسة العين يسبب رؤية هالات ضوئية حول المصابيح أو مصادر الإضاءة وخاصة في الليل، وتسبب الأضواء الساطعة ازعاجًا كبيرًا للمريض، وقد تظهر هالات ضوئية حول المصابيح أو مصادر الإضاءة، وخاصة في الليل.
- تغيّر رؤية الألوان: تبدو الألوان أقل حيوية أو باهتة، وقد يواجه المريض صعوبة في التمييز بين بعض درجات الألوان المتقاربة.
- ازدواجية الرؤية في عين واحدة: قد يعاني المريض من رؤية صورتين لنفس الجسم من العين المصابة، حتى عند إغلاق العين الأخرى.
لا يصاحب هذه الأعراض أي ألم أو احمرار في العينين، هذه الأعراض عادة لا تكون مصحوبة بألم أو احمرار في العين، ولذا قد يتجاهلها البعض أو يظنون أنها مجرد إجهاد مؤقت، ومع تطور المشكلة تتدهور الرؤية، ما قد يؤثر في القدرة على ممارسة الأنشطة اليومية، مثل القراءة أو القيادة.
من الأكثر عرضة للإصابة بالمياه البيضاء؟
رغم أن إعتام عدسة العين قد تصيب أي شخص في أي عمر، إلا أن هناك عوامل عدة تسهم في زيادة خطر تكون المياه البيضاء، أبرزها:
العوامل البيئية
يسهم التعرض إلى المواد البيئية الضارة إلى زيادة الجذور الحرة داخل الجسم، وبالتالي تضرر عدسة العين وظهور أعراض المياه البيضاء، ومن أبرز هذه العوامل ما يلي:
- التعرض لدخان السجائر، سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة.
- الإفراط في شرب الكحول.
- التعرض للمواد الكيميائية الصناعية والمبيدات الحشرية.
- التعرض المفرط لأشعة الشمس (الأشعة فوق البنفسجية) دون حماية.
- الخضوع للعلاج الإشعاعي في منطقة الرأس أو أعلى الجسم.
العوامل الصحية
قد تزيد بعض الأمراض والمشكلات الصحية من احتمالية الإصابة بالمياه البيضاء، وتشمل:
- مرض السكري.
- الخضوع لجراحات سابقة في العين، مثل جراحة المياه الزرقاء.
- الاستخدام الطويل للكورتيزون (الكورتيكوستيرويدات)، كما في حالات الروماتويد أو الربو.
- الإصابة ببعض أمراض العين المزمنة، مثل التهاب القزحية أو التهاب الشبكية الصباغي.
العوامل الوراثية
تلعب الوراثة دورًا مهمًا في الإصابة ببعض أنواع المياه البيضاء، وخاصةً تلك المرتبطة بالمشكلات الخلقية التي تظهر منذ الولادة.
على الجانب الآخر تسهم الطفرات الجينية في ظهور أعراض المياه البيضاء مع التقدم في السن، إذ أن العدسة تفقد مرونتها وتكون أكثر هشاشة ما يعرضها للإعتام.
ورغم أنه لا يمكن تغيير العوامل الجينية أو علاجها، فإن معرفة التاريخ العائلي ومشاركته مع الطبيب قد يُساعد في الكشف المبكر والمتابعة الوقائية المناسبة.
تشخيص أعراض المياه البيضاء
يمكن تشخيص الإصابة بالمياه البيضاء (إعتام عدسة العين) من خلال فحص العين الذي يتضمن تقييمًا دقيقًا لعدسة العين بحثًا عن أي علامات تدل على وجود تغيرات في شفافية العدسة.
وعادة ما يطلب الطبيب المختص إجراء بعض الفحوصات التي تمكنه من تشخيص المشكلة بدقة، مثل:
- الفحص بالمصباح: يستخدم الطبيب المصباح لرؤية التفاصيل الدقيقة داخل العين، وذلك للكشف عن أي علامات تشير إلى إعتام العدسة.
- اختبار حدة الإبصار: يستخدم هذا الاختبار لقياس مدى وضوح الرؤية لدى المريض، وذلك من خلال قراءة حروف بأحجام مختلفة من مسافة محددة من أجل تحديد مستوى ضعف البصر.
علاج أعراض المياه البيضاء
يعتمد الأطباء في علاج عدسة العين على إجراء جراحة يتم خلالها إزالة العدسة الطبيعية واستبدالها بعدسة صناعية دائمة تُعرف باسم "العدسة داخل العين" أو "IOL"، والتي تتميز بالآتي:
- تعيد شفافية العدسة ووضوح الرؤية كما كانت قبل الإعتام.
- تساعد على تصحيح بعض مشكلات النظر، مثل قصر النظر أو طوله، ما يحد من استخدام النظارات الطبية أو العدسات اللاصقة بعد الجراحة.
هل عملية المياه البيضاء خطيرة؟
تُعد عملية المياه البيضاء من أكثر العمليات أمانًا وانتشارًا حول العالم، وهي ذات نسبة نجاح مرتفعة جدًا، ومع ذلك في بعض الحالات النادرة قد تسبب عدد من المضاعفات الصحية المحتملة، منها:
- انفصال الشبكية.
- العدوى داخل العين.
وغالبًا ما يرتفع خطر التعرض لهذه المضاعفات في حال وجود أمراض مزمنة في العين، لذلك من المهم إبلاغ الطبيب بالتاريخ المرضي لتقليل احتمالية حدوث مضاعفات خطيرة.
التعافي بعد جراحة المياه البيضاء
بعد الجراحة يشعر المريض ببعض الألم أو الانزعاج، لذا قد يصف الطبيب أدوية مسكنة تستخدم في خلال الأيام الأولى من العملية.
يحتاج المريض ما بين 4 إلى 8 أسابيع كاملة للتعافي تمامًا بعد الجراحة ومع ذلك يلاحظ معظم المرضى تحسنًا سريعًا في الرؤية بعد أيام قليلة من العملية.
ختامًا، ننصح بضرورة التوجه للطبيب المختص في حال ملاحظة أي تغيرات في الرؤية حتى وإن بدت بسيطة، فالكشف المبكر هو أولى خطوات الحصول على تشخيص صحيح وعلاج مناسب يجنب المريض تطور أي مضاعفات خطيرة.
اكتشفوا مزيد من المعلومات عن أعراض الماء الأبيض من خلال مشاهدة مقاطع الفيديو الطبية المنشورة على منصتنا المتميزة ميديكازون، المنصة الطبية المرئية التي تهدف إلى تقديم معلومات طبية موثوقة على ألسنة أفضل الأطباء في مصر والوطن العربي.
اقرا ايضاً