تهدف عملية زراعة القوقعة إلى تحسين القدرة السمعية لدى الأشخاص الذين يعانون من ضعف سمع شديد إلى عميق، ومن لا يمكنهم الاستفادة من استخدام المعينات السمعية التقليدية (السماعات الطبية)، إذًا ما هي القوقعه؟ ومن هم الأشخاص المعنيين بزراعتها؟
خلال هذا المقال يوضح الدكتور أحمد السمنودي -استشاري وأستاذ مساعد الأنف والأذن والحنجرة وزراعة القوقعة- أبرز دواعي إجراء عملية زراعة القوقعة.
ما هي القوقعه؟
يشير الدكتور أحمد إلى أن إدراك ماهية القوقعة يتطلب فهمًا لتشريح الأذن، والتي تتكون من ثلاثة أجزاء رئيسية:
- الأذن الخارجية: وهي الجزء الظاهر من الأذن، وتتكون من صوان الأذن والقناة التي تنتهي بغشاء الطبلة.
- الأذن الوسطى: تجويف يحتوي على الهواء، وتتصل بالبلعوم الأنفي عبر قناة استاكيوس، والتي تسمح بتهوية الأذن الوسطى وتصريف الإفرازات منها، وتحتوي أيضًا على العظيمات السمعية، وعضلات الأذن، وبعض الأعصاب.
- الأذن الداخلية: تتكون من جزأين رئيسيين وهما، القوقعة المسؤولة عن السمع، والقنوات الهلالية والدهليز المسؤولة عن الاتزان.
ويخرج من الأذن الداخلية العصب السمعي (العصب الثامن)، الذي لا يختص بالسمع فقط، بل يلعب دورًا أساسيًا في حفظ توازن الجسم أيضًا، لذا قد يشعر الشخص بالدوار عند الوقوف المفاجئ أو الالتفات بسرعة، أو بعد الإصابة بنزلة برد، فعادة ما ينتج ذلك من اضطراب في الأذن الداخلية، وخاصةً القنوات المسؤولة عن التوازن.
"إذن القوقعة هي جزء من الأذن الداخلية وهي المسؤولة عن السمع."
دواعي إجراء عملية زراعة قوقعة
بعد توضيح ما هي القوقعه، يتطرق الدكتور أحمد إلى توضيح الأشخاص المرشحين لإجراء عملية زراعة القوقعة، وهم أولئك الذين يعانون من فقدان سمع شديد إلى عميق، والذي تتجاوز فيه درجة ضعف السمع عن 90 ديسيبل. وتشمل شروط هذه العملية ما يلي:
- فقدان السمع في كلا الأذنين، لا يجري الأطباء عملية زراعة القوقعة إذا كانت إحدى الأذنين سليمة، باستثناء بعض الحالات المحددة.
- عدم الاستجابة لسماعة الأذن التقليدية، إذ يوصي الطبيب بتجربة سماعات الأذن لمدة 3 أشهر، وإذا لم تُظهر نتائج إيجابية، يُتخذ قرار عملية زراعة القوقعة، وتعد هذه
- الخطوة مهمة أيضًا لتعويد الطفل على وجود جهاز خلف الأذن، ما يُسهل تقبّله للقوقعة بعد الزراعة.
- أن لا يستطيع تمييز أكثر من 50% من الكلام عند التحدث إليه، ويعتمد بصورة أساسية على قراءة حركة الشفاه لفهم المتحدث.
أهمية الكشف المبكر لضعف السمع
يشير الدكتور أحمد إلى أهمية الكشف عن وجود مشكلة في السمع، وذلك لتجنب تفاقم هذه المشكلة، وقد وفرت وزارة الصحة المصرية فحوصات شاملة لحديثي الولادة منذ اليوم الأول تسهم في الكشف عن وجود مشكلة في السمع، ما يساعد على علاجها مبكرًا.
وفي حال لم يُجرى هذا الفحص ولم يُكتشف وجود مشكلة، فإنه يمكن ملاحظة بعض العلامات التي تدل على وجود ضعف سمع مع نمو الطفل، مثل:
- عدم الانتباه للأصوات المحيطة حتى لو كانت مرتفعة.
- تأخر النطق، مثل عدم نطق أي كلمات بعد بلوغ الطفل عام ونصف العام.
- عدم القدرة على تكوين جملة من كلمتين بعد بلوغ العامين.
ويؤكد الدكتور أحمد في نهاية الفيديو على أهمية ملاحظة الطفل وعرضه على الطبيب المختص في أسرع وقت ممكن عند ظهور أيًا من هذه العلامات، فإجراء عملية زراعة القوقعة قبل بلوغ الطفل سن العامين يساعد على تحقيق أكبر استفادة منها وممارسة الطفل لحياته الطبيعية.
كيفية إجراء عملية زراعة القوقعة
يتخذ الطبيب قرار زراعة القوقعة بعد خضوع المريض لسلسلة من الفحوصات الدقيقة التي تؤكد ملاءمته للعملية، وتتضمن خطوات الجراحة التي تُجرى تحت التخدير الكلي ما يلي:
- صنع شق خلف الأذن للوصول إلى عظام الجمجمة المحيطة بالأذن الداخلية.
- فتح تجويف عظمة الخشاء "Mastoid Bone"، تتم هذه الخطوة بدقة وعناية شديدة للوصول إلى القوقعة.
- زراعة الجزء الداخلي من الجهاز تحت الجلد، ثم إدخال قطب كهربي رفيع إلى داخل القوقعة.
- بعد تثبيت الجهاز الإلكتروني وتوصيل الأسلاك، يغلق الجراح الشق بدقة.
عادة ما تستغرق هذه العملية ما بين ساعتين إلى 3 ساعات، ويظل المريض تحت المراقبة الطبية في المستشفى لعدة ساعات أو حتى اليوم التالي.
ختامًا، تمثل زراعة القوقعة نقلة نوعية في علاج ضعف السمع، إذ أنها وسيلة فعالة لإعادة الاتصال بالعالم المحيط، وذلك بعد الحصول على التقييم المناسب، والجراحة الدقيقة، والتأهيل الطبي المستمر بعد العملية.
تعرفوا إلى مزيد من المعلومات عن ما هي القوقعه ومشكلة ضعف السمع وعلاجها من خلال مشاهدة مقاطع الفيديو الطبية المنشورة على منصتنا ميديكازون، المنصة الطبية المرئية الأولى في مصر والعالم العربي.
إقرأ أيضاً
- اسباب التهاب الاذن الوسطى عند الرضع
- تسوس عظام الأذن
- علاج ارتشاح الماء خلف طبلة الأذن