تنتج قرحة العين من تضرر القرنية أو التهابها، وقد تؤدي إلى تدهور شديد في حدة الإبصار إذا لم تُعالج بصورة صحيحة وفي وقت مبكر، إذ أن إهمال علاج قرحة العين قد يتسبب في حدوث مضاعفات خطيرة، مثل العدوى، أو الندوب التي تؤثر بصورة دائمة في الرؤية.
لذا يعد التدخل الطبي الفوري أمرًا في غاية الأهمية للحد من تفاقم المشكلة. خلال هذا الفيديو يستعرض الدكتور عمرو شتا -استشاري جراحات القرنية والمياه البيضاء وإصلاح عيوب الإبصار- المضاعفات الصحية لإهمال علاج قرحة العين البكتيرية.
قرحة العين وفقدان مفاجئ في الرؤية!
يروي الدكتور عمرو حالة طبية دقيقة لمريضة استقبلها في عيادته، وقد كانت تشكو من فقدان مفاجئ في الرؤية بعد فرك عينها ووصول بعض الماء إليها، وبعد إجراء الفحوصات اللازمة تبين أنها تعاني من قرحة بكتيرية في القرنية.
خطورة إهمال علاج قرحة العين
وفي هذه الحالة أدى إهمال علاج قرحة العين البكتيرية إلى تطور المشكلة، وإصابة العين بعدة أنواع من الميكروبات، وهو الأمر الذي تسبب في تآكل نسيج القرنية، وفي مثل هذه الحالات ينبغي تحضير المريض لعملية زراعة القرنية.
تحضير المريض قبل زراعة القرنية
يشير الدكتور عمرو إلى حتمية شرح الطبيب للمريض حالته بدقة، وتوضيح مراحل العلاج تفصيلًا، وذلك ليكون المريض على دراية تامة بما سيخضع له. كما يوضح أن زراعة القرنية تُعد من العمليات الدقيقة والمعقدة، إذ تُستئصل فيها القرنية المتضررة وتُزرع قرنية جديدة، مع اتخاذ كل الإجراءات الممكنة للحد من انتشار الميكروبات مرة أخرى.
لحظات الأمل بعد جراحة زراعة القرنية وعلاج قرحة العين
يؤكد الدكتور عمرو أن أسعد اللحظات التي يمر بها الطبيب هي تلك التي يشهد فيها تحسن حالة المريض بعد الجراحة، وفي هذه الحالة، كان المريض شبه فاقد للبصر، ثم بدأ باستعادة رؤيته تدريجيًا؛ فتمكن أولًا من رؤية يده، ثم بدأ يميز بعض العلامات.
وبعد مرور ثلاثة أشهر، أصبح قادرًا على رؤية ثلاث إلى أربع علامات، وتطورت جودة الرؤية حتى وصلت إلى تمييزه 6 أو 7 علامات بوضوح، هذه اللحظات -كما يصفها الدكتور عمرو- تمثل قمة السعادة للطبيب، وفي الوقت ذاته يشعر المريض بامتنان عميق لتحسن رؤيته.
يختم الدكتور عمرو الفيديو برسالة إنسانية، بأنه علينا جميعًا أن نقوم بدورنا على أكمل وجه، سواء كنا أطباء أو مرضى، مع اليقين التام بأن الشفاء من عند الله سبحانه وتعالى.
ما قرحة العين؟
قرحة العين هي التهاب يحدث في القرنية، وهي الطبقة الشفافة التي تغطي الجزء الأمامي من العين، يمكن أن تحدث هذه القرحة نتيجة الإصابة بعدوى بكتيرية أو فيروسية أو فطرية، أو بسبب إصابة مباشرة في العين، أو نتيجة جفاف العين المزمن، وتعد هذه المشكلة من الحالات المرضية التي تتطلب تدخلًا طبيًا فوريًا.
أعراض قرحة العين
تختلف الأعراض المصاحبة لقرحة العين من شخص لآخر، ومع ذلك هناك بعض الأعراض الشائعة التي قد تشير إلى الإصابة بهذه المشكلة، ومن أبرزها:
- ألم حاد في العين.
- احمرار العين.
- الحساسية الشديدة تجاه الضوء.
- الرؤية المشوشة أو الضبابية.
- إفرازات العين الغزيرة، قد تكون هذه الإفرازات مائية أو قيحية.
- الشعور بوجود جسم غريب في العين.
- تقرح القرنية، يمكن للطبيب تشخيصه من خلال فحص العين.
ما اسباب قرحة العين؟
تُعد قرحة العين من الحالات الطبية التي قد تنتج عن عدة أسباب مختلفة، ويعتمد علاجها على تحديد السبب بدقة. وتتضمن أبرز الأسباب المحتملة للإصابة بهذه المشكلة ما يلي:
العدوى البكتيرية
تُعد السبب الأكثر شيوعًا لقرحة العين، وعادة ما تنتج من وصول البكتيريا إلى العين من خلال جرح أو خدش في سطح القرنية، يُعد مستخدمي العدسات اللاصقة أكثر عرضة لهذه العدوى، وخاصة إذا تم إهمال تنظيف العدسات، أو عند تخزينها بطريقة خاطئة.
العدوى الفيروسية
يمكن أن تصيب بعض الفيروسات العين وتؤدي إلى ما يُعرف باسم "قرحة فيروسية بالعين"، ومن أبرز هذه الفيروسات فيروس الهربس البسيط، وفي حال إهمال علاج قرحة العين الفيروسية، قد يسبب ذلك ضعف الرؤية على المدى الطويل.
العدوى الفطرية
تحدث هذه العدوى عادة من استخدام العدسات اللاصقة لفترات طويلة دون تعقيم، وقد تكون الفطريات المسببة لهذه العدوى خطيرة وتحتاج إلى علاج دقيق.
الإصابات المباشرة للعين
تنتج هذه الإصابة من خدش القرنية أو تمزقها بسبب دخول أجسام غريبة كالرمل أو المعدن إلى العين، وهو الأمر الذي يهيء بيئة مناسبة لنمو الميكروبات بأنوعها المختلفة.
جفاف العين المزمن
قد يؤدي نقص إفراز الدموع إلى أن يصبح سطح القرنية أكثر عرضة للتلف أو العدوى، ما يزيد من احتمالية تطور قرحة العين.
التعرض للمواد الكيميائية
قد تتهيج أنسجة العين أو تتضرر نتيجة تعرضها لبعض المواد السامة، مثل الدخان، وكذلك بعض العوامل البيئية، مثل الأشعة فوق البنفسجية الشديدة.
كيفية علاج قرحة العين
تُعد قرحة العين حالة طبية طارئة، ويتطلب علاجها تدخلًا فوريًا لتجنب المضاعفات التي قد تؤثر في البصر بصورة دائمة، ويعتمد علاج قرحة العين على السبب الرئيسي للإصابة، وتشمل الخطط العلاجية ما يلي:
العلاج الدوائي
تتضمن خطة العلاج الدوائي استخدام أنواع عدة من القطرات والمراهم الخاصة بالعين للقضاء على الميكروب المسبب للعدوى، إضافة إلى تخفيف الألم الناتج من المشكلة.
- المضادات الحيوية: يصفها الطبيب عند وجود عدوى بكتيرية، وغالبًا ما تُستخدم في صورة قطرات عينية.
- المضادات الفيروسية: مثل الأسيكلوفير، وتُستخدم عند الإصابة بعدوى فيروس الهربس.
- المضادات الفطرية: تُستخدم في حالات العدوى الفطرية، وعادة ما تكون هذه الأنواع من العدوى أصعب في العلاج وتحتاج متابعة دقيقة.
- القطرات والمراهم: قد يصف الطبيب المعالج بعض القطرات أو المراهم التي تحتوي على مضادات الالتهاب لتخفيف الألم والحد من التورم.
الراحة والعناية بالعين
ينصح الأطباء باتباع بعض العادات الصحية التي تسهم في الحفاظ على سلامة العين، وخاصة في أثناء فترة علاج قرحة العين، وتشمل هذه النصائح ما يلي:
- استخدام واقيات العين خلال فترة النوم.
- تجنب فرك العين أو لمسها.
- الابتعاد عن الأضواء الساطعة، وتجنب استخدام الأجهزة الإلكترونية لفترات طويلة.
الجراحة
في الحالات الشديدة التي يحدث فيها تآكل كبير في القرنية، قد يلجأ الطبيب المختص إلى زراعة القرنية "Corneal Transplant" لاستعادة الرؤية.
تعد قرحة العين من الحالات الطبية التي قد تسبب مضاعفات صحية خطيرة، ما قد يؤثر سلبًا في الرؤية، لذا يعد التشخيص المبكر وعلاج قرحة العين بصورة فورية هما أمران في غاية الأهمية، وذلك للحفاظ على سلامة الإبصار ومنع تدهور الحالة الصحية للعين.
تعرفوا إلى مزيد من المعلومات عن اسباب قرحة العين من خلال مشاهدة مقاطع الفيديو الطبية المنشورة على منصتنا ميديكازون، المنصة الطبية المرئية الأولى في مصر والعالم العربي.
إقرأ أيضاً
- قصر النظر الشديد
- قطرة الكورتيزون للعين
- مضاعفات عملية المياه البيضاء