يرتبط مصطلح "الكوليسترول في الدم" في أذهاننا كونه عدو القلب أو سبب الجلطات وأنه مادة ضارة يجب محاربتها والتخلص منها، لكن الحقيقة أنه عنصر أساسي في تكوين الجسم، ولا يمكن للإنسان أن يعيش بدون وجوده، فالمشكلة ليست في وجود الكوليسترول، بل في طريقة تعامل الجسم معه.
في هذا المقال نسرد ما وضحه الدكتور خالد سعيد -عضو الجمعية البريطانية للقسطرة التداخلية- أن الكوليسترول ليس عدوًا في حد ذاته.
عضلات القلب
ما هو الكوليسترول في الدم؟ وما أهميته؟
وفقًا لشرح دكتور خالد سعيد، الكوليسترول مادة دهنية شمعية تدخل في تركيب:
- القشرة المخية.
- تكوين الهرمونات (مثل هرمونات الغدة الكظرية والهرمونات الجنسية).
- تصنيع فيتامين (د).
- بناء جدران الخلايا في الجسم.
أي أن الجسم بدون كوليسترول لا يمكنه بناء خلايا جديدة ولا تصنيع الهرمونات ولا يستطيع المخ أن يعمل بصورة سليمة، وعادة ما ينتج الجسم الكوليسترول ذاتيًا بنسبة تتراوح ما بين 70% إلى 80%، والباقي يأتي من الطعام.
كيف يتحرك الكوليسترول في الدم؟
الكوليسترول مادة دهنية، والدم وسط مائي، لذلك لا يمكن أن يذوب فيه مباشرة وهنا يأتي دور البروتينات الدهنية؛ وهي ناقلات وظيفتها حمل الكوليسترول في الدم وإيصاله للأعضاء والخلايا، وتنقسم هذه البروتينات إلى نوعين رئيسيين:
- البروتين الدهني منخفض الكثافة
- البروتين الدهني عالي الكثافة
ومن هنا يبدأ دكتور خالد سعيد في توضيح الصورة الحقيقية للكوليسترول داخل الجسم وكيف يتعامل معه، بعيدًا عن المفاهيم الخاطئة المنتشرة.
عملية القلب المفتوح لكبار السن
ما هو الكوليسترول الضار؟
الكوليسترول الضار هو الناقل الذي يحمل الكوليسترول من الكبد عبر الدم إلى الخلايا المختلفة، وتظهر الخطورة عندما يرتفع مستواه عن حاجة الجسم أو يتعرض للأكسدة داخل الدم، وفي هذه الحالة يحدث ما يلي:
- يلتصق بجدران الشرايين من الداخل.
- يبدأ في تكوين طبقات دهنية صلبة.
- يتراكم تدريجيًا داخل الشريان التاجي المغذي للقلب.
ومع مرور الوقت، يؤدي ذلك إلى تضيق الشرايين ونقص في الأكسجين الواصل لعضلة القلب، وقد يتطور الأمر إلى قصور الشريان التاجي أو حدوث جلطة.
ما هو الشريان التاجي؟
الشريان التاجي هو الشريان المسؤول عن تغذية عضلة القلب نفسها بالدم والأكسجين، وفي حال تضيق أو انسداد هذا الشريان، تتأثر العضلة مباشرة وتتوقف قدرتها على العمل بكفاءة؛ لأن القلب لا يحصل على الدم الذي يحتاجه ليستمر في الضخ.
ما هو الكوليسترول النافع؟
الكوليسترول النافع يقصد به البروتين المسؤول عن تجميع الكوليسترول الزائد من الدم ومن جدران الشرايين وإرجاعه إلى الكبد للتخلص منه أو إعادة تدويره بشكل صحي.
وعندما يكون مستوى الكولسترول النافع مرتفعًا في الدم، تكون الشرايين أكثر أمانًا لأنه:
- يمنع تراكم الكوليسترول الضار داخل الشرايين.
- يقلل فرص ضيق الشريان التاجي.
- يحافظ على تدفق الدم والأكسجين للقلب بمعدل طبيعي.
لذلك، يعد الكوليسترول النافع أحد أهم العوامل التي تحمي من الجلطات وتقلل خطر أمراض القلب.
ما الذي يحوّل الكوليسترول في الدم من نافع إلى ضار؟
يوضح دكتور خالد سعيد أن الكوليسترول لا يصير خطرًا إلا في حالة حدوث خلل في طريقة تعامل الجسم معه، وهناك ثلاثة عوامل رئيسية مسؤولة عن ذلك:
أكسدة الكوليسترول
الكوليسترول لا يلتصق بجدران الشرايين إلا بعد تعرضه للأكسدة، والتي تزداد بسبب التدخين وارتفاع السكر والالتهابات وقلة مضادات الأكسدة في الطعام، لذلك قد يتناول شخص دهونًا دون مشاكل، بينما يعاني آخر من قصور الشرايين؛ لأن معدل الأكسدة لديه أعلى.
ضعف مستقبلات الكبد
الكبد يحتوي على مستقبلات وظيفتها التخلص من الكوليسترول الضار، وإذا كانت هذه المستقبلات فعالة ينخفض مستوى الكوليسترول، وإذا كانت ضعيفة أو بها خلل وراثي يرتفع الكوليسترول في الدم ويترسب داخل الشرايين، حتى لو كان الشخص لا يكثر من تناول الدهون.
أسلوب الحياة الخاطئ
السكريات الزائدة والوجبات السريعة والدهون المشبعة وقلة الحركة والسمنة، كلها ترفع من مستوى الكوليسترول الضار وتقلل النافع، وهنا يوضح دكتور خالد سعيد:
"الكوليسترول لا يأتي من الدهون فقط، السكر الزائد يتحول في الكبد إلى كوليسترول ضار."
أعراض ارتفاع الكوليسترول في الدم
المشكلة أن ارتفاع الكوليسترول في الدم غالبًا لا يكون له أعراض واضحة في البداية، ويُسمى القاتل الصامت، لكن عند تضيّق الشرايين يبدأ الشخص بالشعور بما يلي:
- ألم أو ضغط في الصدر (خصوصًا عند بذل مجهود).
- سرعة التعب والإجهاد.
- ضيق في التنفس.
- تنميل في الذراع أو الرقبة أو الفك (عند قرب حدوث جلطة).
- برودة الأطراف أو ثقل في الساقين أثناء المشي.
وأحيانًا تكون أولى علامات ارتفاع الكوليسترول هي الجلطة نفسها، لذلك المتابعة الدورية ضرورية، خاصة لمن لديهم تاريخ عائلي أو سمنة أو ارتفاع سكر وضغط.
كيف أحافظ على مستوى الكوليسترول في الدم طبيعيًا؟
تشمل نصائح دكتور خالد سعيد:
- ممارسة الرياضة 30 دقيقة يوميًا.
- تقليل السكريات والمقليات والدهون المهدرجة.
- الامتناع تمامًا عن التدخين.
- الحفاظ على الوزن والنوم الجيد.
وفي ختام كلام دكتور خالد سعيد -عضو الجمعية البريطانية للقسطرة التداخلية - فإن الكوليسترول ليس عدوًا، بل طريقة تعامل الجسم ونمط الحياة هما ما يحدد إن كان سيحمي القلب أم سيهدد الشرايين. لحجز موعد مع الطبيب يمكنك مراسلتنا الآن.
أسئلة شائعة
إلى هنا ينتهي كلام الدكتور خالد سعيد عن الكوليسترول في الدم ونوضح نحن -فريق ميديكازون- بعض الأسئلة الشائعة حول الموضوع.
كيف أنزل الكوليسترول الضار بسرعة؟
لتقليل الكوليسترول الضار بسرعة، ركّز على تغيير نمط الحياة: تجنب المقليات والدهون المشبعة والسكريات، وابدأ يومك بوجبة غنية بالألياف مثل الشوفان.
مارس المشي أو الرياضة 30 دقيقة يوميًا وتوقف عن التدخين؛ لأنه يعزز ارتفاع الكوليسترول الضار أيضًا.
متى تكون نسبة الكوليسترول في الدم خطيرة؟
تصبح نسبة الكوليسترول خطيرة عندما يرتفع LDL (الضار) فوق 160 mg/dL أو الكوليسترول الكلي فوق 240 mg/dL، خاصة إذا كان الشخص يعاني من السمنة السكري أو ارتفاع الضغط. القيم المرتفعة تزيد خطر الجلطات وقصور الشريان التاجي، ويجب عندها التدخل الطبي والمتابعة مع أخصائي.
ما هو الطعام الوحيد الذي يقضي على الكوليسترول؟
لا يوجد طعام واحد “يمسح” الكوليسترول الضار، لكن الشوفان هو الأقوى علميًا في خفض LDL؛ لأنه يحتوي على ألياف البيتا-جلوكان، التي تعمل كإسفنجة تمتص الكوليسترول من الأمعاء وتمنع دخوله للدم.
ميديكازون هي منصة طبية رائدة في مصر والوطن العربي، تضم مجموعة من أفضل الأطباء المتخصصين في مختلف التخصصات. نحن دائمًا في خدمتكم لتلقي استفساراتكم عبر التعليقات على منصاتنا الاجتماعية، مع ضمان تقديم إجابات دقيقة وموثوقة من قبل فريق من الأطباء الخبراء.
اقرا ايضا عن :